|   

«وداعاً أفغانستان» ... الحرب عبر كاميرات العسكر

النسخة: الورقية - دولي
آخر تحديث: محمد موسى 

«عندما أصـيب زميلنا سادت الفوضى... الجميع كانوا يصرخون بجزع وخوف. المشهد كان مختلفاً تماماً عمّا اعتدنا مشاهدته في الأفلام والمسلسلات الدرامية حيث يَسُود التنظيم».

هكذا وصف أحد الجُنُود البريطانيين في البرنامج التلفزيوني «حربنا: وداعاً أفغانستان» (عُرض أخيراً على شاشة القناة الثالثة لـ «بي بي سي»)، الدقائق التي أعقبت إصابة زميل له على أطراف قرية أفغانية.

لم يكن تعليق الجندي البريطاني ضرورياً، فهناك فيلم فيديو صوّره جندي من المجموعة للحادثة تلك، ونقَلَ كثيراً من تفاصيلها المُرعبة. الفيلم ذاك هو أحد الأفلام التي شكلت عِماد البرنامج التلفزيوني، والذي أراد أن ينقل فصولاً من الحرب البريطانية في أفغانستان عبر العدسات الصغيرة لكاميرات الجنود الذين خاضوا غِمارها وعرفوا الخوف في أيامها وتجرعوا الهزيمة وقليلاً فقط من الانتصارات فيها.

ولغرض مَنْح أفلام جنود بريطانيين في أفغانستان بنية سرديّة ما، ركز برنامج «حربنا: وداعاً أفغانستان» على فصيل صغير متألف من 19 جندياً، كانت غالبيته تملك كاميرات فيديو صغيرة، بعضها ثُبِتَ على خوذات الجُنود، لتكون المشاهد التي تصورها مشابهة لما يراه الجندي وهو يكتشف أراضي جديدة.

غني عن القول إن الكاميرات بكل أنواعها غريبة على الجُنُود في الحروب، لتكون حرب أفغانستان، وكما علق أحد الخبراء العسكريين في البرنامج، الأولى في التاريخ ،التي يقوم الجُنُود فيها بتصوير يومياتهم وصولات قتالهم.

مع الأفلام التي صورها الجُنُود من أفغانستان، هناك مشاهد عدة سجلت شهادات جُنود البرنامج في بريطانيا، وحياتهم اليومية بعد انتهاء مدة خدمتهم العسكرية في أفغانستان. لكنّ العودة إلى حياة «طبيعية»، كما يسجلها البرنامج، أمر صعب جداً، فالحرب تركت ندوبها النفسية وأحياناً الجسدية على كثير منهم، وقليل فقط عَرَفَ كيف يواصل حياته، ليستمر في خدمة الجيش البريطاني، في أفغانستان، البلد الذي يشهد هذه الأيام الانسحاب النهائي والكامل للقوات البريطانية، بعد وجود لأكثر من عقد.

حاول البرنامج الموازنة بين عرض أهوال الحرب في أفغانستان وآثارها المتواصلة حتى بعد عودة الجُنُود إلى «سَلام» بلادهم. فبموازاة الأفلام العنيفة للحرب القاسية والمتطلبة مع حركة طالبان، عرض البرنامج مشاهد عاطفية، لبعض جُنُود الفصيل وهم يواجهون صعوبات كبيرة في حياتهم بعد الحرب، كالمشهد الطويل لأحدهم وهو يحاول البحث عن عمل عبر «الإنترنت»، وآخر للجندي الشاب الذي أضرّت الانفجارات بسمعه، ليعيش اليوم بلا هدف تقريباً، يقضي وقته في النوم ومشاهدة التلفزيون. كما صوّر البرنامج اللقاء السنوي لجُنُود الفصيل في بيت زميل لهم قتل في أفغانستان، وسعادة أُمّ الجندي القتيل الشاب في المجموعة التي تُذكرها بولدها.

والبرنامج جزء من سِلسِلة من البرامج التلفزيونية على الشاشات البريطانية التي تستعيد حرب أفغانستان والدور البريطاني فيها، وخسائرها البشرية، وما ترتب عليها في تحديد مسار السياسة العسكرية البريطانية في العالم. إذ قدمت القناة الأولى البريطانية قبل أسابيع برنامجاً تاريخياً ضخماً بعنوان «أفغانستان: زئير الأسد الأخير» للمخرج ريتشارد ساندرز، مرّ على أهم الأحداث التي شهدها الوجود البريطاني في أفغانستان، وقابل مجموعة مُهمة من الذين لعبوا أدواراً كبيرة في السنوات الماضية، ومنهم قائد من طالبان، لم يخف فرحته بانتصار تنظيمه الفعليّ على القوات البريطانية.

كما بَيَّنَ البرنامج إن الوجود العسكري البريطاني والذي كلف قتلى وبلايين من الدولارات انتهى فعليّاً إلى لا شيء، فخطر طالبان على حاله إذا لم يكن قد تضاعف في السنوات الأخيرة، وكل الجهود لإعادة إعمار البلد بقيت على السطح كثيراً ولم تصل للأفغاني العاديّ، والبلد برمته يبدو اليوم على شفير الانهيار الكامل.

This article has been published at alhayat.com. Unauthorised replication is not allowed.


 
 
 

جزائرية تلعب دور «المومياء» في أحدث أفلام توم كروز  |  بتوقيت غرينتشفتاة يمنية تعاني الهزال.. وتعاود الابتسام على رغم عدم تعافيها  |  بتوقيت غرينتشمعرض مخصص للمكفوفين يحض زواره على لمس القطع الفنية  |  بتوقيت غرينتشدراسة: الولادة القيصرية تؤثر في التطور البشري  |  بتوقيت غرينتشبيونسيه تتصدر ترشيحات جوائز غرامي الموسيقية  |  بتوقيت غرينتشرجل بريطاني يكتشف من فايسبوك أن زوجته متزوجة برجل آخر  |  بتوقيت غرينتشنحو استثمار «الحلم الفردي»  |  بتوقيت غرينتشمخطوطات أصلية للبيع من أعمال ديلان وكلابتون  |  بتوقيت غرينتشالممثلة إيزابيل أوبير تواصل حصد الجوائز  |  بتوقيت غرينتش«إنستغرام» مقياس للرواج السياحي  |  بتوقيت غرينتش