كيفية التعامل مع نوبات الغضب والعصبية

طفل غاضب ومنزعج
Regina Clarkinia for BabyCenter

كيف أتجنب إصابة طفلي بنوبات الغضب والعصبية؟

قد تكون نوبات الغضب والعصبية جزءاً من الحياة اليومية لدى بعض الأطفال الدارجين، بينما تكون أقل بكثير وربما نادرة الحدوث لدى البعض الآخر. مهما كانت درجة استعداد طفلك للتعرض للنوبات العصبية، يمكنك تجنب ومنع الكثير منها عبر تنظيم حياته بحيث يبقى الإحباط داخل حدود احتماله في معظم الأوقات.

عليك دائماً تجنب حدوث هذه النوبات من دون تخطي حدود التعامل الهادئ مع صغيرك لأن الأمر لن يكون في صالح أيٍّ منكما. إذا كنت مضطرة إلى إجبار طفلك على فعل شيء لا يرغب فيه أو منعه من أمر محبب لديه، فحاولي القيام بذلك بأقصى لباقة ممكنة وحسن تصرف قدر المستطاع.

لو لاحظت أنه بدأ يغضب أو ينزعج، جرّبي أن تسهلي عليه تقبّل الأمر. بالطبع عليه ارتداء المعطف تماماً مثلما قلت، لكن لا داعي إلى إغلاق السحّاب أي السوستة بعد. لا قيمة حقيقية لإجباره على "فعل" هذا و"عدم فعل" ذاك أو خنقه في زاوية ضيقة حيث لا يجد منها مهرباً إلا بالانفجار في ثورة عارمة. احرصي دائماً على خلق طريقة لبقة للتحايل على الموقف.

ماذا تفعلين عند حدوث نوبة من الغضب والعصبية؟

تذكري أن ثورة طفلك العارمة ترعبه رعباً كبيراً واحرصي على ألا يؤذي نفسه أو يؤذي أي شخص أو أي شيء آخر. لو خرج من إحدى تلك النوبات العصبية ليكتشف أنه ضرب رأسه بعنف أو خربش وجهك أو كسر المزهرية، سيرى هذا التخريب برهاناً على قوته الهائلة ودليلاً على عجزك عن السيطرة عليه وإبقائه آمناً عندما يخرج عن حالته العادية.

يمكنك المحافظة على سلامة طفلك في هذه الأثناء إذا أمسكته برفق على الأرض. وعندما يهدأ يجد نفسه بالقرب منك ويرى أن شيئاً لم يتغير مع هذه العاصفة. شيئاً فشيئاً سوف يسترخي ويلجأ إلى حضنك ويرتمي بين ذراعيك. وسرعان ما تتحول صرخاته إلى نحيب. لقد تحول "الوحش الغاضب" إلى طفل مثير للشفقة أتعب نفسه من الصراخ وأخافها بالأفعال السخيفة. أما الآن، فقد حان وقت الراحة.

لا يطيق بعض الأطفال الدارجين أن يتم مسكهم أثناء نوبة الغضب والعصبية. يقودهم الحصار الجسدي إلى مستويات أعلى من الغضب فيزداد الأمر سوءاً. إذا كانت ردة فعل طفلك مماثلة لما سبق وصفه، فلا تصرّي على السيطرة الجسدية عليه. فقط أبعدي أي شيء قد يكسره وحاولي حمايته من إلحاق الأذى الجسدي بنفسه.

لا تحاولي مجادلة أو معارضة طفلك. اعلمي أنه حتى انتهاء نوبة الغضب والعصبية بسلام، فإن طفلك غير قادر على استخدام عقله.

لا تردي على صراخه بصراخ لو استطعت. الغضب معدٍ للغاية وقد تجدين نفسك أكثر غضباً مع كل صرخة يصدرها. حاولي ألا تشتركي معه في الأمر. لو فعلت ذلك، ربما تطول فترة الثورة العارمة وبعدما يقترب طفلك من الهدوء سيشعر بنبرة الغضب في صوتك فيبدأ من جديد.

لا تجعلي الطفل يشعر بأنك تكافئيه أو تعاقبيه بسبب نوبة الغضب. تريدين أن تظهري له أن النوبات العصبية التي تؤذيه كثيراً لا تغير شيئاً في واقع الأمر سواء لصالحه أو ضده. لقد هاج عصبياً لأنك لم تسمحي له بالخروج إلى الحديقة. لا تغيري رأيك وتسمحي له بالخروج في ذلك الحين. ولو قررت الخروج للتمشية معه قبل حدوث نوبة الغضب والعصبية، التزمي بقرارك بعد أن يهدأ مرة أخرى.

لا تدعي نوبات الغضب تحرجك وتضطرك إلى معاملة مميزة أمام الأغراب. يخشى العديد من الآباء والأمهات إصابة أطفالهم بنوبات الغضب في الأماكن العامة، لكن لا يجب أن تُشعري طفلك بمخاوفك. إذا كنت تمتنعين عن أخذه إلى المحل في الجوار حتى لا يثور ثورة عارمة طالباً الحلوى، أو تعاملينه بلطف مصطنع عند وجود زوار حتى لا تتسبب المعاملة العادية في إثارة بركان الغضب، فسرعان ما سيلاحظ ما يحدث. وعندما ينتبه إلى تأثير نوبات غضبه الخارجة عن السيطرة على سلوكك تجاهه، سيتعلم استغلالها فيمثّل نوبات غضب نصف مصطنعة، والتي تعد طابعاً مميزاً للأطفال المدللين في سنّ الرابعة والذين لم يعتادوا التعامل بطريقة سليمة.

التعامل مع نوبات الغضب والعصبية

افترضي أن طفلك لن يصاب بنوبات من الغضب والعصبية؛ أي تصرفي وكأنك لم تسمعي قط بهذه الأشياء ثم تعاملي معها عند حدوثها على أنها فاصل مزعج أثناء أحداث اليوم العادية.

قد يبدو الكلام أسهل من التطبيق. لقد قمت بزيارة إحدى الصديقات ذات مرة وطلب منها طفلها ذو العشرين شهراً أن ترفع الغطاء عن حفرة الرمل الخاصة به. كان ردها "ليس الآن، لقد اقترب موعد استحمامك" ثم تابعت الحديث الجاري بيننا. جذب الطفل ذراعها ليطلب منها نفس الطلب مرة أخرى، لكنه لم يلقَ أية استجابة. ثم ذهب إلى حفرة الرمل وحاول دون جدوى أن يفتحها بنفسه فشعر بالتعب وفاق الإحباط قدرته على الاحتمال فانفجر في نوبة من الغضب. وعندما انتهت النوبة وقامت والدته بمواساته قالت لي: "أشعر بتأنيب الضمير. كل هذا كان خطأي ولم أدرك أنه أراد أن يلعب بالرمل بهذا القدر" ثم قامت أخيراً برفع الغطاء له.

يسهل فهم سلوك هذه الأم، لكنه مثال ممتاز للطريقة التي يجب تجنّبها لمعالجة نوبات الغضب والعصبية. قالت "لا" لطفلها عندما طلب المساعدة في بادئ الأمر من دون التفكير في طلبه. كما أن محاولات الطفل رفع الغطاء عن حفرته لم تظهر لها رغبته الشديدة في اللعب بها لأنها لم تكن توليه أي انتباه. ولكنها انتبهت فقط عندما أصابته نوبة الغضب والعصبية. أراد اللعب بالرمل كثيراً ولم يكن هناك سبب مقنع لمنعه من ذلك.

بالطبع أرادت الأم أن تعوض طفلها عما حدث بإذعانها لإرادته في النهاية، لكن بعدما فات أوان تغيير الرأي. بالرغم من تسرعها في اتخاذ القرار منذ البداية، كان عليها التمسك بالرفض الذي أعلنته. تغيير رأيها والموافقة بعد حدوث نوبة الغضب أوحى لطفلها أن انفجاره بالبكاء أتى بالنتيجة المرجوة. كان من الأفضل لو استمعت له عندما طلب المساعدة والتفكير فيما قاله بدل الإذعان لطلباته عند صراخه.

ليس من السهل أن يكون المرء طفلاً دارجاً يتأرجح بين المشاعر المفعمة بالقلق والغضب. وليس من السهل أيضاً أن يكون المرء أماً أو أباً لطفل دارج ويحاول البقاء وسط تلك الأرجوحة العاطفية للاحتفاظ بتوازنها. ولكن الوقت في صالح جميع الأطراف. ستهدأ الكثير من الإضطرابات العاطفية في الوقت الذي يبدأ فيه طفلك مرحلة ما قبل المدرسة.

تجاوز مرحلة نوبات الغضب والعصبية

سيصبح طفلك أكبر وأقوى وأقدر على تولي زمام الأمور؛ ما يعني أنه سيواجه إحباطاً أقل خلال حياته اليومية. كما سيعرف ويفهم أكثر أن حياته ستتضمن خوفاً أقل من المجهول أو الجديد.

عندما يصبح أقل خوفاً، يخفّ احتياجه إلى المزيد من الدعم والطمأنينة منك. يتعلم تدريجياً أن يتحدث بحرية، ليس فقط عن الأشياء التي يستطيع رؤيتها أمامه بل أيضاً عمّا يفكر فيه ويتخيله. ومتى ما استطاع التكلّم بهذه الطريقة، سيتقبّل الكلمات المطمئنة أحياناً بدل الطمأنة الجسدية المستمرة. وبمساعدة اللغة أيضاً، سيتعلم التمييز بين الحقيقة والخيال. وحين يصل إلى هذه النقطة، يكتسب أخيراً القدرة على إدراك أن أسوأ مخاوفه غير واقعية ويستوعب أكثر الأوامر والموانع التي تعلنينها.

سيتحول طفلك إلى إنسان عاقل وقادر على التواصل. فقط امنحيه الوقت اللازم حتى يحقق ذلك.


اقرئي المزيد عن سلوكيات وعادات الأطفال الدارجين.








بينيلوبي ليتش طبيبة نفسية شغوفة بتطوّر ونمو الطفل، ومؤلّفة لكتاب "طفلك الرضيع وطفلك" الشهير. وقد شاركت في بحث على نطاق واسع عن تأثير مختلف أنواع الرعاية والرعاية المختلطة في أول خمس سنوات من حياة الطفل.

تابعي تطور طفلك

انضمي الآن لتخصيص تجربة "بيبي سنتر آرابيا" وتلقي رسائل إخبارية مجانية أسبوعياً تتابع تطور طفلك.
هل تحاولين الإنجاب؟
من خلال التسجيل، أنتِ توافقين على سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام. ونحن نستخدم معلوماتك لإيصال رسائل البريد الإلكتروني إليك، وعيّنات من المنتجات، وعروض ترويجية على موقعنا الإلكتروني هذا وغيره من الممتلكات. نحن نستخدم معلوماتك الصحيّة لجعل موقعنا أكثر فائدة.