العدوانية: كيفية التعامل مع الضرب والعض وغيرهما

طفلان يتعاركان في الحديقة
iStock.com / Pahis
قد يكون الأمر صادماً بالنسبة لك (ولمن يراه)، إلا أن السلوك العدواني جزء طبيعي من تطور طفلك الدارج. قد تؤدي مهاراته اللغوية التي ما زالت في طور النمو ورغبته الشديدة في الاستقلالية إلى الإحباط والغضب. أضيفي إلى هذا المزيج قلةّ تحكمه وسيطرته على انفعالاته وسيكون الضرب أو العضّ طبيعيين تماماً لدى طفلك الدارج.

طبعاً لا يعني هذا التفسير أن عليك تجاهل السلوك العدواني. دعي طفلك الدارج يعرف أن هذا السلوك غير مقبول وساعديه على تطوير طرق أخرى للتعبير عن مشاعره.

كيف أوقف طفلي الدارج عن حالة العدوانية هذه؟

كافئيه على السلوك الجيد
بدل الانتباه لطفلك الدارج فقط عندما يُسيئ التصرف، حاولي امتداح تصرفاته الجيدة كلما أمكن. على سبيل المثال، عندما يطلب الحصول على دوره لركوب الأرجوحة في الحديقة العامة بدل دفع طفل آخر بعيداً عن طريقه. اهدفي إلى إعطاء طفلك الانتباه الأكبر خلال سلوكه الجيد واختصري الوقت الذي تمضينه في التعليق على السلوك السلبي.

أغرقيه بالمديح والثناء عندما يقول ما يريده وكوني محددة وصريحة ("من الرائع أن تطلب الحصول على دورك!"). تذكّري أن تمتدحي جهوده عندما يحاول القيام بشيء ما حتى لو لم ينجح في ذلك. ("من الجيد أنك طلبت الحصول على دورك من الطفلة الصغيرة. أعرف أنها لم تجاوبك وقد شعرت بالإحباط، أليس كذلك؟"). هذا يساعد طفلك الدارج على بناء ثقته بنفسه والإحساس الجيد تجاهه. في الوقت المناسب، سيدرك مدى قوة تأثير الكلمات.

اتبعي التكتيكات التالية للتعامل مع السلوك غير المُحبّب:

1. أتبِعي السلوك العدواني بعقاب منطقي
لو دخل طفلك الدارج إلى منطقة الكرات أو الطابات في أحد أماكن اللعب المغلقة وبدأ مباشرة يرمي الكرات على الأطفال الآخرين، أخرجيه منها. اجلسي معه وأنتما تشاهدان الأطفال الآخرين يلعبون، واشرحي له أنه يستطيع العودة عندما يشعر بالاستعداد للانضمام إلى اللعب والمرح من دون إيذاء أحد.

حاولي ألا تتكلّمي مع طفلك الدارج بالتحليل المنطقي، كأن تسأليه مثلاً: "هل سيعجبك الأمر إذا ضربك أحد الأطفال بالكرة؟".

لا يمتلك الأطفال الدارجون النُضج الكافي لوضع أنفسهم في مكان طفل آخر أو تغيير سلوكهم بناء على تحليل الكلام. لا يتمّ هذا النضج الإدراكي عادة حتى يبلغ الطفل عمر الأربع أو الخمس سنوات. ولكن الأطفال الدارجون يفهمون العواقب.

2. حافظي على هدوئك
لن يساعد الصراخ أو الضرب أو وصف طفلك بالمشاكس على تغيير سلوكه. سيزداد غضبه وسيتعلّم، منك أنت، أشياء جديدة يجرّبها (مثل الصراخ). في الواقع، قد يتعلّم أول خطوة للسيطرة على انفعالاته من خلال مشاهدتك وأنت تتحكّمين بأعصابك.

3. ارسمي حدوداً واضحة
حاولي الاستجابة فوراً كلما أظهر طفلك الدارج شكلاً من العدوانية. لا تنتظري حتى يضرب أخاه للمرة الثالثة لتقولي له "هذا يكفي!". يجب أن يعرف مباشرة عندما يقوم بأمر خاطئ. حاولي التحدّث معه بأسلوب إيجابي ("أرجو منك استعمال صوتك المنخفض ونحن في الداخل"). حذّريه من أنه لن يلعب مع أخيه لو استمر في ضربه. وما لم يتوقف عن ذلك، أخرجيه من الموقف لمدة دقيقة واحدة أو دقيقتين. اشرحي له ما هو الخطأ الذي ارتكبه ثم دعيه يعود إلى أخيه.

4. أبقي ردة فعلك ثابتة
حاولي قدر الإمكان تكرار نفس الاستجابة السابقة في كل موقف. ستضع ردة فعلك المتوقعة نمطاً ثابتاً سيتعرّف عليه طفلك الدارج مع الوقت وينتظره. حتى لو كنت في الخارج وأرعبك سلوك طفلك، لا تفقدي أعصابك معه بسبب شعورك بالإحراج. تذكّري أن هناك أمهات وآباء أيضاً. ولو كان الناس يحدّقون، علّقي على الأمر ببساطة: "من كان لديه طفل في عمر السنتين؟".

5. علّميه بدائل أخرى
انتظري حتى يهدأ طفلك الدارج ثم راجعي معه ما حدث بهدوء ولطف. ساعديه في تسمية المشاعر التي مرّ بها، واستمعي إلى ما يقوله لك وتقبّلي مشاعره حتى لو كانت عن الغضب. اسأليه إذا كان يستطيع تفسير سبب انفعاله. أكّدي له أنه من الطبيعي تماماً أن يشعر بالغضب، لكن ليس من المقبول التعبير عنه بالضرب أو الركل أو العضّ. شجّعيه على إيجاد طريقة أفضل يستجيب بها، ربما بالحديث عن الأمر ("مازن، أنت تثير غضبي!") أو طلب المساعدة من شخص بالغ.

6. اسألي طفلك الدارج ما هي القاعدة المتّبعة
متى ما انفجر غضبه، قد يكون طفلك سعيداً في إخبارك عن القاعدة المتّبعة في مثل هذا الموقف، حتى لو لم يلتزم بها. اسأليه عنها لترسيخ السلوك المتوقّع منه، وسيترسّخ لديه تدريجياً. القاعدة هي الاعتذار عند القيام بأمر خاطئ. ربما يكون هذا أفضل من أن تطلبي أن يعتذر، لأن اعتذاره لا يكون صادقاً في العادة.

7. قلّلي أوقات مشاهدة الشاشة
قد تكون الرسوم المتحركة والبرامج الأخرى المخصّصة للأطفال مليئة بالصراخ، والتهديدات، والدفع، وحتى الضرب. قلّلي الوقت الذي يمضيه طفلك الدارج أمام الشاشة وراقبي البرامج التي يشاهدها، خاصة إذا كان يميل إلى السلوك العدواني. تقترح بعض المبادئ التوجيهية ألا يجلس الأطفال تحت عمر السنتين أبداً أمام الشاشة.

عندما تسمحين لطفلك بمشاهدة التلفزيون، شاهديه معه وتكلمي عن المواقف التي تحدث: "لم تكن هذه وسيلة جيدة بالنسبة لهذا الشخص للحصول على ما يريد، أليس كذلك؟"

8. ساعدي طفلك الدارج على الحركة والنشاط
قد يكون طفلك الدارج مصدراً كبيراً للإزعاج في البيت ما لم يحرق طاقته الكبيرة. إذا كان شديد الحماسة، فضعي له الكثير من البرامج العفوية غير المنظّمة لتخفيف طاقاته وانفعالاته، ويستحسن أن تكون في الهواء الطلق. تقترح المبادئ التوجيهية أن يبقى الأطفال تحت عمر الخمس سنوات نشيطين لمدة ثلاث ساعات على الأقل كل يوم.

9. شجّعي الحصول على وقت للهدوء وعدم الحركة
فضلاً عن أهمية البقاء نشيطاً، من الهام أيضاً أن تشجّعي طفلك الدارج على أخذ وقت للصمت وتوقف الحركة وجعله يلعب بهدوء لوحده. هكذا تعلّمينه كيفية تحفيز خياله والاستمتاع بنفسه من دون الاعتماد عليك. بينما يُعتبر أي وقت جيداً لهذه الخطوة، الأفضل أن تحدث ما بين وجبة الغداء وفترة القيلولة أو وجبة العشاء ووقت النوم.

10. لا تخافي من طلب المساعدة
تتطلّب العدوانية لدى الطفل أحياناً تدخلاً يفوق ما يستطيع الأب أو الأم تقديمه. إذا كان طفلك الدارج يتصرف بعدوانية في كثير من الأحيان، وبدا أنه يخيف أو يزعج الأطفال الآخرين، أو لم تنفع الجهود المبذولة للحدّ من تصرفاته العدوانية، فتحدثي إلى طبيبتك. قد تنصحك باستشارية أو طبيبة نفسية مختصة بالأطفال.

يمكنكما معاً اكتشاف جذور هذا السلوك ومساعدة طفلك الدارج على تجاوزه. تذكري أنه ما زال صغيراً جداً. إذا كنت تحاولين معه بصبر، فيرجّح أن تصبح ميوله العنيفة ذكرى من الماضي خلال وقت قريب.

اعرفي إذا كان طفلك الدارج ما زال صغيراً على تلقّي عقاب العزل.

  فرانشيسكا وايتينغ
فرانشيسكا وايتينغ محرّرة في "بيبي سنتر". هي مسؤولة عن التأكد من أن المحتوى الصحيّ على "بيبي سنتر" دقيق ومفيد وسهلٌ على الفهم.

تابعي تطور طفلك

انضمي الآن لتخصيص تجربة "بيبي سنتر آرابيا" وتلقي رسائل إخبارية مجانية أسبوعياً تتابع تطور طفلك.
هل تحاولين الإنجاب؟
من خلال التسجيل، أنتِ توافقين على سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام. ونحن نستخدم معلوماتك لإيصال رسائل البريد الإلكتروني إليك، وعيّنات من المنتجات، وعروض ترويجية على موقعنا الإلكتروني هذا وغيره من الممتلكات. نحن نستخدم معلوماتك الصحيّة لجعل موقعنا أكثر فائدة.