التقيؤ: متى يكون طبيعياً ومتى يكون غير طبيعي؟

أم تحمل طفلها فوق كتفها بعد التقيؤ
Luciane Garbin for BabyCenter
جدول
لقاحات وتطعيمات الطفل
اقرئي جدول التطعيمات المطلوبة وحافظي على صحة وسلامة طفلك.

يتقيأ معظم الأطفال الرضّع من وقت لآخر، ولا يدعو الأمر عادة إلى القلق. كل شيء يمكن أن يحرّك ردة فعل التقيؤ أو القيء أو الاستفراغ هذه، من سوء الهضم مروراً بنوبة طويلة من البكاء أو السعال (الكحّة). لذا، قد ترين الكثير من القيء والاستفراغ خلال السنوات القليلة الأولى من عمر طفلك.

لماذا يتقيأ طفلي؟

إليك أكثر الأسباب الشائعة التي قد تجعل طفلك يتقيأ:

ارتجاع المريء أو الارتجاع المعدي المريئي
إذا كان طفلك يُخرج الحليب أو اللبن بعد الرضاعة من الثدي أو من الببرونة، فقد يكون لديه ارتجاع المريء أو الارتجاع المعدي المريئي (والذي يُسمى أيضاً بصق الحليب بعد الرضعة).

يحدث ارتجاع المريء لأن القناة التي تحمل طعام طفلك إلى معدته (المريء) ما زالت في طور النضوج، لذا قد يتسرّب الحليب إلى الأعلى بعد الرضعة ويخرج من فم طفلك أو من أنفه. تصيب هذه الحالة نصف عدد الأطفال الرضّع، ولا تستدعي أي قلق عادة. يجب أن تنتهي تلقائياً بينما ينضج جهاز طفلك الهضمي، فيختفي ارتجاع المريء عندما يبلغ صغيرك عمر 18 شهراً.

قد يصعب أحياناً التمييز بين ارتجاع المريء والتقيؤ أو الاستفراغ. لو كان يسيل من طفلك القليل من الحليب بعد كل رضعة، يُحتمل ألا تكون هناك أية مشكلة. ولكن إذا كان يتقيأ بقوة أكثر بعد الرضعات، فقد يكون ذلك علامة على شيء آخر غير ارتجاع المريء. خذيه إلى الطبيب في أقرب وقت من باب الاحتياط.

تعلّمي المزيد عن تمييز ارتجاع المريء عند طفلك وما الذي تستطيعين القيام به في حالات الاستفراغ والقيء هذه.

فيروس في المعدة أو الفيروس المعوي
ما زال جهاز طفلك المناعي يتطوّر، لذا سيكون صغيرك أكثر عرضة لالتقاط الفيروسات الموجودة حوله. في حال كان لديه فيروس أو فايروس، فسيُخرج القيء فجأة ويتحسّن خلال يوم أو يومين. كما قد تظهر عليه أعراض أخرى، مثل الإسهال، وارتفاع درجة الحرارة، والألم في البطن.

في كثير من الحالات، يحتاج الفيروس ببساطة إلى الوقت حتى تنتهي دورته، وتستطيعين الاعتناء بصغيرك في المنزل. ولكن لو قلقت من الحرارة أو أية أعراض أخرى، أو لو لم تتحسّن حالته خلال بضعة أيام، اذهبي إلى الطبيب.

عدوى أو التهابات أخرى
إذا أصيب طفلك بنوع آخر من الالتهاب أو العدوى، مثل التهاب الصدر أو التهاب المسالك أو المجاري البولية، فربما سيظهر عليه المرض عموماً. يمرّ بعض الأطفال الرضّع بأعراض، مثل التقيؤ أو الإسهال، بينما يحارب جهازهم المناعي الالتهاب.

حساسية على الطعام (أرجية الطعام) أو عدم القدرة على هضمه (عُسر الهضم)
قد يشعر طفلك بالغثيان أو اللعيان إذا كانت لديه ردة فعل على شيء أكله أو شربه – أو شيء أكلته أنتِ أو شربته في حال كنت أماً مرضعة. من أكثر مسببات الحساسية شيوعاً الحليب، والبيض، والقمح، والمكسّرات أو البندق والجوز، والبذور، والسمك، والمأكولات البحرية القشرية والمحار.

إذا كان طفلك يعاني من الحساسية، فقد تظهر عليه أعراض أخرى أيضاً، مثل الإسهال، أو الانتفاخ أو الحكّة حول فمه أو أنفه أو عينيه. تأتي هذه الأعراض عادة في غضون دقائق أو ساعات بعد أكل أو شرب المادة التي قد تكون سبب الحساسية.

لو كنت تعتقدين أن طفلك يعاني من حساسية أو عدم قدرة على هضم بعض الأطعمة، لا تزيلي أية أطعمة من نظامه الغذائي (أو نظامك الغذائي إذا كنت أماً مرضعة) من دون استشارة الطبيب. يستطيع طبيبك التأكد من استمرار حصول طفلك على المغذيات التي يحتاج إليها.

مع ذلك، إذا كانت لدى طفلك ردة فعل حساسية واضحة على نوع جديد من الطعام، فمن الجيد عدم تقديمه له مرة أخرى إلى أن تتحدثي مع الطبيب.

اعرفي المزيد عن حساسية الأطعمة لدى الأطفال الرضّع.

التسمّم الغذائي
إذا تناول طفلك طعاماً أو شراباً فيه بكتيريا، فقد تتألم معدته. وإذا كان يرضع الحليب الاصطناعي، فقد يحدث التسمّم الغذائي نتيجة عدم تعقيم المصاصة أو الببرونة بشكل صحيح، أو لأن الحليب الاصطناعي لم يتم تحضيره بحسب التعليمات المكتوبة على العبوة.

وإذا كان صغيرك قد بدأ بتناول الأطعمة الصلبة، فقد يحدث التسمّم الغذائي نتيجة أكل طعام ملوّث بالبكتيريا، مثل السالمونيلا (السلمونيلا) أو الإي كولاي (إشريكية قولونية).

تشبه أعراض التسمّم الغذائي أعراض العدوى الفيروسية: ربما ترتفع درجة حرارة طفلك، ويصاب بإسهال وألم في البطن بالإضافة إلى التقيؤ. يمكن أن تبدأ الأعراض خلال بضع ساعات أو بضعة أسابيع بعد استهلاك الطعام أو الشراب الملوّث.

اعرفي طريقة تحضير رضعة الحليب الاصطناعي وكيفية تحضير الطعام الآمن لطفلك لخفض مخاطر التسمّم الغذائي.

كيف أعالج التقيؤ أو الاستفراغ عند طفلي؟

عادة، لا يدعو التقيؤ إلى القلق وسرعان ما يتحسّن. أهم شيء أن يستمر طفلك باستهلاك السوائل حتى لا يصاب بالجفاف.

في حال كنت أماً مرضعة، أعطي طفلك رضعات إضافية على مدار اليوم. ولو كان طفلك يتناول الحليب الاصطناعي، فاعرضي عليه كمية إضافية من الماء المغلي الذي تمّ تبريده في ببرونة منفصلة أو كوب منفصل. لا تضيفي ماءً زائداً على رضعة طفلك الاصطناعية لأنه بذلك قد لا يحصل على جميع المغذيات التي يحتاج إليها. ولا تعطي طفلك المشروبات الفوّارة أو عصير الفواكه لأنها قد تزيد حالة التقيؤ سوءاً.

لو كنت قلقة من إصابة طفلك بالجفاف، اسألي الصيدلاني عن محلول ضد الجفاف يتمّ تناوله عبر الفم. تساعد هذه المحاليل الخاصة على تعويض أية سكريات أو أملاح أو معادن ربما يكون طفلك قد خسرها مع التقيؤ. يستطيع الصيدلاني أن يقترح عليك نوعاً آمناً لصغيرك وينصحك كيف ومتى تعطينها لطفلك الرضيع.

إذا كان طفلك يتناول الأطعمة الصلبة، فلا تقلقي لو كان شهيته خفيفة على الأكل وهو مريض. الأهم بكثير هو أن يحافظ على رطوبة جسمه.

ربما سمعت بعض الناس يقترحون نظاماً غذائياً يعتمد على الموز، والأرز، وعصيدة التفاح، والخبز المحمص للطفل المريض. قد تكون هذه الأطعمة أسهل على معدة طفلك، لكنها لا تعطيه جميع المغذيات المطلوبة. في حال كان عمر طفلك أكثر من ستة أشهر ويشعر بالرغبة في الأكل، يستحسن الاستمرار بإعطائه أطعمته المعتادة. إذا كان طفلك يأخذ المحاليل ضد الجفاف التي يتمّ تناولها عبر الفم، فقد ينصحك الصيدلاني بالتوقف تماماً عن إعطاء الأطعمة الصلبة إلى أن ينتهي طفلك من العلاج.

في حال ظهرت لدى طفلك أعراض أخرى ويبدو أنه يتألم، لا بأس بإعطائه الجرعة التي يُنصح بها من باراستيامول أو أيبوبروفين الأطفال الرضّع إذا كان كبيراً بما يكفي. لو كنت تشكّين في كمية الجرعة الآمنة لطفلك، يستطيع الصيدلاني مساعدتك.

لو تقيأ طفلك في غضون 30 دقيقة من أخذ الباراسيتامول أو الأيبوبرفين، يمكنك إعطاءه نفس الجرعة مرة أخرى. ولكن لو تقيأ وقد مرّ 30 دقيقة أو أكثر على أخذه آخر جرعة من الدواء، لا داعي لإعطائه جرعة مجدداً.

لا تعطي طفلك أية أدوية مضادة للغثيان (سواء بوصفة أو بدون وصفة طبية) إلا إذا اقترح طبيبك ذلك.

يُستحسن إبقاء طفلك في المنزل بعيداً عن الحضانة إلى أن تمرّ 48 ساعة على الأقل منذ آخر مرة تقيأ فيها.

متى يجب أن أطلب المساعدة الطبية مع طفلي الذي يتقيأ؟

لا يدعو التقيؤ بين الحين والآخر إلى القلق عادة، لكن لو كان طفلك يتقيأ كثيراً، ربما يكون الأمر من أعراض حالة أكثر خطورة. زوري طبيبك فوراً أو خذي طفلك إلى المستشفى إذا لاحظتِ أياً من الأعراض التحذيرية التالية:

  • التقيؤ المتكرر والقوي (المندفع)، خاصة إذا عمر طفلك أقل من شهرين. قد يكون هذا علامة على أن الممر ما بين معدته وأمعائه قد أصبح ضيقاً، ما يعني أنه لا يحصل على المغذيات التي يحتاج إليها.
  • ترجيع قيء أخضر اللون أو أخضر مصفرّ. قد يكون ذلك علامة على انسداد في أمعاء طفلك.
  • دم في قيء طفلك. مع أن الأمر يبدو مخيفاً، لا يكون دائماً إشارة على أن طفلك مريض. على سبيل المثال، إذا كنت أماً مرضعة ولديك تشقق في الحلمة، فقد يبتلع طفلك القليل من الدم. ولكن قد يدلّ أحياناً على أمر خطير، لذا عليك دائماً أن تتركي الطبيب يكشف عليه من باب الاحتياط.
  • وجود دم في حفاض طفلك. الدم في براز طفلك قد يكون أحياناً علامة على الالتهاب أو العدوى، أو الحساسية.
  • إشارات على الإصابة بالجفاف. يمكن أن يصاب الأطفال الرضّع بالجفاف بشكل أسرع بكثير من البالغين، وبالذات إذا كانوا يتقيؤون كثيراً. ابحثي عن النصيحة الطبية لو ظهرت على صغيرك علامات الجفاف، مثل تبليل عدد أقل من الحفاضات، وجفاف الفم، والبكاء بلا دموع، والنعاس غير المعتاد، والتنفّس السريع، وانخفاض اليافوخ (المنطقة الطرية) في أعلى رأسه.
  • رفض الرضاعة. إذا رفض طفلك كل الطعام والشراب لفترة تتجاوز بضع ساعات، أو لم يستطع إبقاء السوائل في معدته، فسيكون عرضة لخطر الإصابة بالجفاف.
  • استمرار التقيؤ لأكثر من يوم أو يومين. ربما يكون هذا علامة على الإصابة بعدوى أو مرض يتطلّب العلاج.
  • أية أعراض أخرى تثير قلقك، مثل ألا يكون طفلك على ما يرام ولديه حمّى، أو يبدو أن لديه آلاماً شديدة في البطن. أنت تعرفين طفلك أكثر من أي شخص آخر، لذا لو شعرت بالقلق على صحته ووضعه، من الأفضل دائماً اتباع حدسك والبحث عن مساعدة.

سيفحص الطبيب طفلك ويسألك عن الأعراض الأخرى ويحاول معرفة سبب التقيؤ. في معظم الحالات، قد لا يكون الأمر أي شيء يدعو إلى القلق، وسيكتفي الطبيب بإعطائك نصائح حول إبقاء طفلك مرتاحاً.

إذا كان طفلك مصاباً بعدوى بكتيرية، فقد يحتاج إلى المضادات الحيوية لتساعده على محاربتها. سيصف طبيبك المضادات الحيوية المناسبة لطفلك ويشرح لك كم مرة عليك إعطاءها لصغيرك ولأية فترة. مع ذلك، لا تتطلب جميع أنواع العدوى البكتيرية مضادات حيوية، وقد تنتهي تلقائياً بدون علاج.

لن تساعد المضادات الحيوية طفلك في محاربة الفيروس، لذا لن يصف لك طبيبك هذه المضادات إذا اعتقد أن لدى طفلك عدوى فيروسية. حاولي ألا تخافي. في معظم الحالات، سيشعر طفلك بالتحسّن متى ما أنهى الفيروس دورته.

لا يُحتمل أن يكون تقيؤ طفلك علامة على شيء خطير. مع ذلك، قد يصيبه بالجفاف الشديد، حينها سينصحك طبيبك بالذهاب إلى المستشفى للعلاج. سيعطي الفريق الطبي في المستشفى طفلك سوائل مضادة للجفاف عبر نقط المصل في ذراعه، أو قد يحتاج إلى أنبوب طري عبر أنفه ليحصل على السوائل مباشرة في معدته.

في حال كان طفلك يعاني من تضيّق البواب (أو تضخم عضلة البواب أو تضيّق البواب الضخامي)، قد يقترح طبيبك إجراء جراحة بسيطة بشكل عاجل إلى حدّ ما. اطمئني لأن الجراحة تنجح عادة في وقف التقيؤ، وسيشعر طفلك قريباً بتحسّن.

المزيد من المعلومات:

شاركي في استفتائنا

هل تساعدين طفلك على التجشؤ وإخراج الغازات بعد كل رضعة؟ ادخلي التصويت الآن!
  بولي لوغان بانكس
بولي لوغان بانكس هي محرّرة خبيرة ولديها اهتمام خاص بإنتاج محتوى مبني على الحقائق والأدلة. كما لديها شغف في التأكد من أن كل طفل يحصل على أفضل بداية في الحياة.

تابعي تطور طفلك

انضمي الآن لتخصيص تجربة "بيبي سنتر آرابيا" وتلقي رسائل إخبارية مجانية أسبوعياً تتابع تطور طفلك.
هل تحاولين الإنجاب؟
من خلال التسجيل، أنتِ توافقين على سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام. ونحن نستخدم معلوماتك لإيصال رسائل البريد الإلكتروني إليك، وعيّنات من المنتجات، وعروض ترويجية على موقعنا الإلكتروني هذا وغيره من الممتلكات. نحن نستخدم معلوماتك الصحيّة لجعل موقعنا أكثر فائدة.