Arabic

لقد سبق لتروتسكي أن حذر، عام 1940، من أن محاولة حل “المسألة اليهودية” في أوروبا من خلال تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم ستكون “فخًا دمويًا”. وما تزال هذه الكلمات صحيحة حتى يومنا هذا. لكن التاريخ الحقيقي لإسرائيل وفلسطين تعرض للدفن تحت جبال من التزوير.

نظم مناضلو ومناضلات الفرع الإيطالي للتيار الماركسي الأممي في مودينا (منظمة يسار طبقة ثورة[1]) حملة داخل نقابة FIOM (لعمال الصلب التابعة لـ CGIL) تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وخصوصا دعما للنداء الصادر عن المنظمات النقابية الفلسطينية. وفي المظاهرة التي نظمت نهاية الأسبوع، خرج 2000 من العمال والشباب، من المهاجرين والإيطاليين الأصليين، وساروا معا في مظاهرة كفاحية، حيث عبروا عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني، ودعوا إلى إنهاء القصف الإسرائيلي والاحتلال.

بينما تحضر إسرائيل قواتها لشن غزو بري على غزة، يشعر جميع القادة الإمبرياليون الغربيون، من بايدن إلى سوناك وشولتز وماكرون، بالقلق الشديد. إنهم قلقون بشأن الشكل الذي سيبدو عليه عالمهم عندما ينتهي كل هذا.

«إذا سمحنا لبلد كبير بالاستئساد على بلد أصغر منه، وغزوه ببساطة والاستيلاء على أراضيه، فستصير تلك ممارسة شائعة، ليس فقط في أوروبا، بل في جميع أنحاء العالم». بهذه العبارات أدان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الغزو الروسي لأوكرانيا في غشت من العام الماضي. ومع ذلك، فإنه يوم الخميس [12 أكتوبر/تشرين الثاني -بينما كانت إسرائيل الإمبريالية المسلحة نوويا تواصل تحويل جيب صغير فقير إلى أنقاض- وقف إلى جانب نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك وتعهد رسميا: «قد تكونون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسكم بأنفسكم، لكن طالما أن أمريكا موجودة فلن تضطروا إلى ذلك

...

إن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة من الممكن أن تتصاعد إلى صراع أكثر اتساعا، مع انفتاح الجبهات على الحدود مع لبنان وفي الضفة الغربية، وانتشار الاضطرابات إلى مختلف أنحاء المنطقة. ومن شأن مثل ذلك التصعيد أن يكون له تأثير كبير، ليس على منطقة الشرق الأوسط برمتها فحسب، بل على الوضع العالمي بأكمله. إن القصف الوحشي المستمر على غزة قد بدأ يهز العالم بالفعل، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 07 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت الدولة الإسرائيلية العنان لانتقام دموي. في الغرب، يعلن السياسيون الرأسماليون والصحافة العاهرة دعمهم الثابت “لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ويصفون أولئك الذين يتضامنون مع فلسطين بأنهم “متعاطفون مع الإرهاب”. ويقترن ذلك بالقمع القانوني لأنشطة التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو ما يجب مواجهته بجرأة. لن يتم اسكاتنا!

ينظر العديد من العمال إلى الأحداث الكارثية التي تقع في الشرق الأوسط، ويتساءلون عما يمكنهم فعله لوقف المذبحة الإمبريالية. إن الطبقة العاملة، عندما تنظم صفوفها وتتحرك، تصير قادرة على وقف دعاة الحرب.

قتل المئات يوم أمس [17/10/2023]، في قصف على مستشفى الأهلي العربي في حي الزيتون بمدينة غزة. لم يكن المستشفى يعتني بمرضاه فقط -والذين أصيب العديد منهم جراء الغارات الجوية الإسرائيلية- بل كان يؤوي أيضا الآلاف من الباحثين عن الأمان فرارا من هجمات الجيش الإسرائيلي. ومع انتشار الخبر، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين على الفور إلى الشوارع في لبنان والأردن وتركيا وتونس والضفة الغربية، وهاجموا السفارات الإسرائيلية ومباني الإمبريالية الأمريكية والفرنسية. وتم الآن إلغاء القمة التي كان من المزمع عقدها بين القادة العرب وبايدن في الأردن.

نعلن، نحن التيار الماركسي الأممي، من خلال البيان التالي، تضامننا مع الشعب الفلسطيني. ونرد على النفاق المثير للاشمئزاز للإمبريالية الغربية وأتباعها، الذين يتجمعون خلف الدولة الإسرائيلية الرجعية وهي تشن انتقاما دمويا على غزة، في أعقاب هجوم حماس المفاجئ يوم 07 أكتوبر. كما أننا نوضح لماذا لا يمكن تحقيق الحرية لفلسطين إلا من خلال الوسائل الثورية والإطاحة بالرأسمالية في المنطقة بأكملها.

كان الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل يوم أمس (السبت 07 أكتوبر) بمثابة الصدمة، إذ فاجأ المخابرات والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إلا أنه ينبغي ألا يفاجئنا على الإطلاق. إنه النتيجة المباشرة لسياسة القمع العنيف المتصاعد ضد الفلسطينيين التي تبناها نتنياهو، الذي يقود الحكومة الأكثر يمينية ورجعية في تاريخ إسرائيل.

في 16 آب (أغسطس)، أصدر النظام السوري قراراً جديداً بزيادة معاناة الشعب السوري، الذي يعيش 80 % منه تحت خط الفقر، من خلال زيادة أسعار الوقود بمقدار يصل إلى 200 %. أدى هذا القرار إلى المزيد من إضعاف القدرة الشرائية للمواطن بحيث أصبح العديد من السوريين غير قادرين حتى على شراء الخبز. كان هذا القرار هو القشة التي قصمت ظهر البعير، ودفعت الفقراء في سوريا للخروج إلى الشوارع بعد فترة طويلة من الخمول.

يصادف اليوم، ١١ سبتمبر/أيلول، الذكرى الخمسين للانقلاب في تشيلي، عندما أطاح الجنرال بينوشيه والمؤسسة العسكرية ـ بدعم من الإمبريالية الأمريكية ـ بحكومة سلفادور الليندي الاشتراكية. يجب على الثوريين أن يستوعبوا الدروس المستفادة من هذه الأحداث المأساوية بشكل كامل.

يتهم تحقيق جديد المملكة العربية السعودية بذبح مئات المهاجرين بشكل متعمد أثناء محاولتهم عبور الحدود السعودية-اليمنية خلال الأشهر الـ 12 الماضية. يسرد التقرير المؤلف من 73 صفحة، والذي يعتمد على شهادات الكثير من شهود العيان وتحليل الخبراء لصور الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى لقطات للإصابات، وقوائم من الادعاءات ضد حرس الحدود السعوديين. ويصفهم بأنهم «استخدوا أسلحة متفجرة وأطلقوا النار على أشخاص من مسافة قريبة، منهم نساء وأطفال، في نمط واسع النطاق ومنهجي».

عندما احتلت أخبار وفاة يفغيني بريغوجين عناوين الأخبار يوم أمس، ظهر المحللون المعتادون على شاشات التلفاز بحيوية قطيع من النسور المتلهفين لالتقاط عظام حيوان ميت في السافانا الأفريقية.