مكافحة الجريمة ليست سلعة للتجارة

למאמר בעברית: המאבק בפשיעה אינו מטבע עובר לסוחר

تسير محاولات الغزل والتقرب التي يقوم بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجاه المجتمع العربي بصفة عامة وبصفة خاصة بالناصرة بالاتجاه الصحيح. وحتى وفي حال اختارت الحكومة القادمة الاهتمام بقضايا المجتمع العربي وعملت على إيجاد حلول عملية مناسبة للحدّ من معاناته، فلن تشكل دوافعها أي أهمية بالرغم من المفارقة الساخرة التي تنطوي عليها المسألة. 

• لعلمكن، زوم فقط للرجال
• نتنياهو، إذهب لكنيبسكي
• רופאים: השפעת גרסאות הקורונה החדשות על נשים הרות וילדים עוד לא ברורה
• יותר ממיליון ישראלים קיבלו את מנת החיסון השנייה נגד קורונה

يهمّنا أن نشير في هذا السياق، أنّ المجتمع العربي قادر على التمييز بين النوايا الصادقة والحقيقية التي تصب في مصلحته، وبين المصالح الانتخابية التي تفتقر حتى للمضمون. كما ولا تقنعه الوعود الانتخابية التي لا رصيد لها، على تقديم دعمه المطلق للمرشحين أيا كانوا. فقد توقف الناخب العربي عن التعلق  بآمال زائفة سرعان ما تغدو أثرا بعد عين صبيحة يوم الانتخابات.  بالذات على ضوء  سجّل رئيس الحكومة بنامين نتنياهو الحافل بالأكاذيب. كان رئيس الحكومة قد اجتمع الأسبوع الماضي برؤساء السلطات المحلية العربية، ووعدهم بتطبيق سلسلة من الإجراءات والخطط  تضع حدا للجريمة والعنف في المجتمع العربي. لكن، لن تقود هذه الاجتماعات لتغيير جذري وحقيقي، وذلك لأن الإجراءات العملية التي قد يتخذها رئيس الحكومة أو غيرة ليست كافية.  

بالمقابل، وقبل أي شيئ يجب على نتياهو وباقي المرشحين الساعين لكسب ثقة الجمهور العربي في إسرائيل وبشكل لا يقبل التأويل، عدم ربط  قضية مكافحة الجريمة التي تسود الشارع العربيّ بتأييد الجمهور العربي لهم ولا بمدى استعداد النوّاب العرب التعاون مع الحكومة. لا يمكن التعامل مع قضية محاربة الجريمة كسلعة للتجارة، كما ولا يمكنها أن تتحول لاداة لتحقيق مآرب سياسية. فلا يُعقل مثلا أن يكون التطعيم ضد الكورونا ومحاربة الجريمة مشروطين بالولاء الحزبي!

وعليه، فيتوجب على مرشحي الرئاسة وكلّ الوجوه الجديدة اللاهثة خلف الصوت العربيّ، دراسة وفهم قضايا المجتمع العربي فهما عميقا. لكن والأهم مما ذكرته أعلاه، عليهم العمل على طرح خطط عملية بمقدورها الحد من انتشار الجريمة في الشارع العربيّ . حيث يُعد العنف ووفقا للاستطلاعات التي أجريت في السنوات الأخيرة، المعضلة المركزية التي تهدّده .

لا بأس أن يلقي المرشّحون الساعون لفهم مشاكل المجتمع العربي، نظرة على معطيات مؤشر الديمقراطية الإسرائيلي لعام 2020 الذي نُشر في الأسبوع الأخير. أشار المؤشر أنّ %67 من المواطنين اليهود مقابل %82 من المواطنين العرب، يرون أنّ شرطة إسرائيل تتعامل مع الجريمة في المجتمع اليهودي بصورة مدروسة ومهنية مقارنة بالمجتمع العربيّ. وعليه، فثقة الجمهور بجهاز الشرطة ليست في أحسن حالاتها، حيث وصلت تلك إلى %44 باللمجتمع اليهودي مقابل الثلث فقط بالمجتمع العربي. 

لا يُعد من جهة النقص بعدد أفراد الشرطة أحيانا أو المبالغة فيه من جهة أخرى، سبب انعدام ثقة الجمهور العربي الوحيد بجهاز الشرطة. حيث لا تساهم هذه السياسة المتأرجحة بتعزيز ثقة الجمهور بجهاز الشرطة، الذي يقع على عاتقه قيادة "معركة" مكافحة الجريمة والعنف بالمجتمع العربي. لكنّه ومع الأسف بدلا من اثبات قدرته على التصدي لهذا التحدي الكبير، يخفق باستمرار عند الامتحان الحقيقي.   

يتوجب على جهاز الشرطة في إسرائيل العمل بجدية على إعادة الهدوء والأمان للبلدات العربيّة. كما وعلى هذه المهمة أن تحتلّ أولوية جدول أعمال قائد الشرطة العام المرتقب. ننوه، يقع على عاتق القائد العام التعاون مع أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، رؤساء السلطات العربية ومنظمات المجتمع المدنيّ العربية، بغية بلورة خطة ناجعة طويلة الأمد من أجل القضاء على الجريمة والعنف في المجتمع العربي ولجم ممارسات المنظمات الإجرامية التي تتحكم في الشارع العربي حاليا. عندها، ربما تنال الشرطة ثقة المجتمع العربي، ليساهم الأمر بانجاح عملها.

يقع على عاتق الدولة توفير الأمن والأمان لمواطنيها العرب، كما ويقع على عاتقها السعي الجادّ لتحقيقه على أرض الواقع. ينبغي عليها أيضا، تقليص الفجوات العميقة  بين المواطنين العرب واليهود، بالذات فيما يتعلق بقضية الأمن والأمان. وهي قضية يجب أن تُعد أولوية، ليس فقط لأن الجريمة المتفشية بالمجتمع العربي ستصل لا محالة المجتمع اليهودي وتشكل تهديدا حقيقيا له بل لأن القضية مصيرية. طبعا، لا يمكن التذرع بهذا السبب لوضع حد للعنف، لكن إذا كان هذا ما سيدفعها لاتخاذ الخطوات اللازمة فليكن!

د. نسرين حدّاد – حاج يحيى هي رئيسة البرنامج الخاص بالمجتمع العربي، في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، المحامي عوديد رون هو باحث في البرنامج 

למאמר בעברית: המאבק בפשיעה אינו מטבע עובר לסוחר

للانضمام لمجموعة الساحة على الفيس بوك