لعلمكن، زوم فقط للرجال

למאמר בבעברית: לידיעתכן, זום זה רק לגברים

انتهى وفي ظل أزمة كورونا فصل تعلمٍ آخرعن بُعد، وعليه يكون الوقت قد حان للحديث عن مسألة اشتراك طالبات الجامعات في النقاشات التي تدور خلال المحاضرات المُحوسبة. نتشارك، أنا وصديقاتي في حراك "نقف معا"  الطلابي بجامعة تل أبيب الإحساس ذاته، أن الطلاب الذكور يسيطرون على دفة الحديث والنقاش خلال المحاضرات، ولا يفسحون لغيرهم المجال بالحديث بالذات في الأقسام التي لا تتمتع بأغلبية نسائية. دفعنا هذا الأمر للبحث عن موادّ تناولت هذا الموضوع، عثرنا وخلال بحثنا على مقال عالج مسألة اشتراك النساء في النقاشات خلال لقاءات العمل المحوسبة كانت قد نشرته نيويورك تايمز : 

• نتنياهو، إذهب لكنيبسكي
• الأم تريزا على دبابتها في جنين
• מהן הבעיות בהסכם בין ישראל ופייזר, והאם המידע הרפואי של המתחסנים מוגן?
• הממשלה תדון מחר בעצירת הטיסות לישראל וממנה למשך שבועיים, למעט מקרים חריגים

تناول المقال الادعاء التالي، بأنّ وسائل الإعلام المحوسبة  قادرة على خلق توازن في معادلة القوى الرجالية النسائية بالذات عندما يتعلق الأمر بمسألة مشاركة النساء برأيهن خلال مقابلات العمل. لكن ومع ذلك، تشيرمقالات ومصادر كثيرة أن واقع  الحال مختلف كليا.

للتأكد من حقيقة وجود طالبات وطلاب آخرين يشاركوننا الشعور ذاته، أجرينا استطلاعا  شارك فيه 641 طالبا (431 طالبة، و 193 طالبا) من 11 كلية مختلفة. كان هدف الاستطلاع الرئيسي تحديد حجم انتشار الظاهرة بالجامعة. ندرك طبعا، أنّ الاستطلاع ليس مهنيا بالدرجة المطلوبة، لكنّه ومع ذلك يشكل مؤشرا عاما هدفه الكشف عن رأي الطلاب والطالبات من المشاركة في النقاشات عبر منظومة التعلم عن بُعد.

أشارت نتائج الاستطلاع الذي أجريناه إلى ما يلي: 

* تجد الطالبات صعوبة بالغة بالاشتراك بالنقاشات التي تتم عبر منظومة التعلم عن بُعد مقارنة بالطلاب الذكور (%40 من الطالبات مقابل %26 من الطلاب).

* ترى ما يقارب الـ%40 من الطالبات مقابل %20 من الطلاب الذكور، أنّ مشاركة الطلاب الذكور تفوق مشاركة الطالبات الإناث.

* تعتقد %39 من الطالبات مقابل %32 من الطلاب الذين سبق أن تعلّموا بحسب الطريقة الوجاهية، أنّ التعلم عن بُعد لم يشجّعهم على المشاركة بالنقاشات خلال المحاضرات. 

* تعتقد %37 من الطالبات مقابل %47 من الطلاب الذكور الذين تعلموا بالطريقة الوجاهية، أنّ التعلم عن بُعد لم يؤثر على اشتراكهم في النقاشات خلال المحاضرات.

وعليه وبحسب ما جاء أعلاه، أرى أنّ الفجوات الجندرية بين الجنسين - والتي تؤثربشكل مباشر على نسبة اشتراك الطالبات بالنقاشات خلال المحاضرات عبرتطبيق زوم - قد تتضاعف بل وقد تتسع. فإذا حرص الطلاب قبل أزمة كورونا، على الاشتراك الدائم بالنقاشات، لفتِ الأنظار إليهم والاسترسال بالحديث، فإننا نفترض أنّهم سيتصرفون على النحو ذاته خلال عملية تعلمهم عن بُعد مما سيزيد الأمر سوء. وذلك لأن الطالب الفعّال دائم الاشتراك بالنقاشات وخلافا لأسلوب التعلم الوجاهي سيسيطر على النقاش، لأنّ تطبيق الزوم يحجب عنه كل المؤشرات الاجتماعية التقليدية التي قد تنبهه بأنه أطال الحديث كإجالة البصر، التنهّد والهمسات الخافتة.

كذلك الحال بالنسبة للطالبات اللاتي لم يعتدن المشاركة الفعّالة خلال المحاضرات الوجاهية، فلن يطرأ تغيير يذكر على نسبة مشاركتهن عبر تطبيق زوم. بل على العكس فقد تشهد هذه النسبة انخفاضا ملحوظا، وذلك لأنّ تطبيق زوم قد يعرّضهن لمواقف محرجة. فعلى سبيل المثال، تمنحني المحاضرات الوجاهية حرية اختيار مكان جلوسي، فلي الجلوس في الصفّ الأماميّ أو الخلفي، مما يمنحني حرية التحكم بعدد الطلاب الذين يرونني وأراهم خلال النقاشات. بالمقابل، وفي حال اخترت الاشتراك بالنقاشات خلال المحاضرات عبر تطبيق زوم، فإن خياراتي محدودة جدا فإما أن يحدق بي كل الطلاب دفعة واحدة، أو تحدق بي المُحاضِرة. قد لا تقتصر هذه المسألة على الطالبات دون الطلاب الذكور فقط، فالطلاب الخجولون يعانون منها أيضا. لكنّنا وبالرغم ممّا تقدّم، نلاحظ أنّ نسبة الطلاب الذكور الذين يخشون الاشتراك بالنقاشات عبر تطبيق زوم، أقلّ منها لدى الطالبات الإناث. 

إضافة لذلك، تكتسب ظاهرة مقاطعة حديث الآخرين، خلال المحاضرات المحوسبة، بُعدا آخرا. حيث، يفضل بعض المحاضرين مقاطعة حديثهم عن طريق رفع اليد كدلالة على الرغبة بالحديث. لكن هناك آخرون ممن يعارضون ذلك، مدعين أن رفع اليد ممارسة ميكانيكية  تؤثر على سير الدرس. ولكنّ، هذا لا يعني بالضرورة أنّهم يمنحون الطلاب الذين طلبوا إذنا للحديث، أولوية. وهذا بتقديري سبب آخر يشجّع الطلاب على المشاركة بالنقاشات، دون الطالبات. حيث يجد الطلاب الذكور وبخلاف الطالبات، سهولة بمقاطعة حديث المحاضر وحديث طلاب آخرين، حتى خلال المحاضرات الوجاهية.

تعدّ المشاركة في النقاشات خلال المحاضرات، أحد أهم عناصر التعلم والتقييم الأكاديمي النهائي. كما، وتشكل المشاركة في النقاشات، والتمرن على طرح الأسئلة والنقد، تجاربا ومهارات في غاية الأهمية، بالذات بالنسبة للطلاب الذين لم يتسن لهم ممارستها قبل التحاقهم بالدراسة للقب الأوّل. تساهم هذه التجارب مساهمة جادة بتعزيز الثقة بالنفس، وتطوير مهارات خاصة تجعل تقبل النقد سهلا. كما، وتنطوي على إمكانيات هائلة قادرة على بلورة مستقبلنا الأكاديميّ، المهنيّ والشخصي. وعليه، فمن شأن التعلم عن بُعد الحد من جُرأة الطالبات على المشاركة في النقاشات وإبداء رأيهن، الأمر الذي يخلق لا محالة فجوات جندرية خلال التعليم وبعده. 

وعليه وبناء على ما تقدّم، نطالب الطلاب (الذكور) والمحاضرين على حدّ سواء أن يولوا هذه المسألة اهتماما عمليا وجادّا. بل وأن يحولوها إلى موضوع نقاش، ويشجعوا الطالبات على الاشتراك بالنقاشات خلال المحاضرات. كما وعليهم وبالمقابل الحدّ من مشاركة الطلاب (الذكور) الذين يستحوذون على دفة الحديث عادة، حتى يعود النقاش بالفائدة على كافة الطلاب والطالبات. بالإضافة إلى ما ذكرته أعلاه، أقترح تطبيق بعض الآليات التي من شأنها تشجيع الطالبات على الاشتراك يالنقاش، كاجراء محادثات حول ثقافة النقاش في مستهل كلّ مساق، الحرص رفع اليد كدلالة متفق عليها للحديث بدلا من المقاطعة وصياغة الأسئلة بصيغة جمع الإناث. 

نستدلّ مما سبق، أن اتساع الفجوات الجندرية خلال أزمة كورونا، ليست حكرًا على الحيز الأكاديميّ فحسب بل هي ظاهرة عامة. حيث، تكشف بعض الحقائق والمعطيات الهامة كنسبة البطالة المرتفعة في صفوف النساء، الارتفاع المقلق بعدد حالات العنف التي يتعرضن لها النقاب عن حقيقة مستفزة وخطرة. ألا وهي، أن النساء أكثر تضررا من الرجال من تبعات أزمة كورونا. لا يمكنني تجاهل هذه السيرورة الهدامة، التي من شأنها خلق تراجع بالحوار والنضال النسوي. علينا أن نتحرك فورا من أجل سلامة كل النساء الصحية، الجسدية، الاقتصادية والعاطفية، داخل الحرم الأكاديمي وخارجه.

الكاتبة طالبة في جامعة تل أبيب، وعضوة في الكتلة الطلابية لنقف معًا

למאמר בבעברית: לידיעתכן, זום זה רק לגברים

للانضمام لمجموعة الساحة على الفيس بوك