في سبيل حملة على امتداد العالم لمنع تسليم جوليان أسانج إلى الواليات المتحدة!
في سبيل تشكيل لجنة دفاع عالمية لضمان حريته!
بيان من هيئة التحرير الدولية لموقع الاشتراكية العالمية
١٩ حزيران يونيو ٢٠١٩
إن موقع الاشتراكية العالمية وأحزاب المساواة الاشتراكية المنضوية ضمن إطار اللجنة الدولية للأممية الرابعة تدعو إلى حملة شاملة لإيقاف تسليم مؤسس موقع يكيلكس جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة ولضمان حريته وحرية المبلغة تشيلسي مانينغ.
فقط من خلال تنظيم أفعال احتجاج على الصعيد الدولي ، من اجتماعات ، ولقاءات، ومظاهرات ، ومؤتمرات عامة ، يمكن أن يكون من الممكن إحباط وهزيمة مخططات الحكومات الرجعية ، وأجهزة استخباراتها وعملائها السياسيينلإسكات جوليان أسانج وتدميره . ويجب أن يكون هدف هذه الحملة هو تحريض الطبقة العاملة سياسياً وحشدها ، وهي تمثل الأغلبية الساحقة من السكان وأكبر قوة اجتماعية على الكوكب، للدفاع عن أسانج وهو في واقع الأمر دفاع عن الحريات الديمقراطية و الاجتماعية لكل العمال.
ففي الثاني عشر من جوان/حزيران صادق وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد على إجراءات الترحيل ليبدأ دوران عقارب الساعة في إجراء قضائي زائف جرى التلاعب به سياسياً من المقرر أن ينتهي في فبراير 2020 بتسليم جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة.
إن مصادقة وزير الداخلية على إجراء الترحيل بعد أسبوع واحد من تصريح قاض سويدي بأنه لا توجد أسس للمطالبة بأسانج فضح الأكاذيب التي تم استخدامها لاحتجازأسانج وعزله. فمنذ البداية كان هدف السلطات في الولايات المتحدة ، وبريطانيا، والسويد، وأستراليا، إسكات وتدمير هذا الصحافي الشجاع الذي فضح جرائم الحرب الإمبريالية . كما تم استهداف تشيلسي مانينغ ، التي تضم بين أضلعها قلب أسد وهي المثال الصارخ عن النزاهة البشرية ، وهناك سعي لتدميرها بطريقة مماثلة.
إن كل سمات معاملة الحكومة البريطانية لجوليان أسانج هي مهزلة العدالة. ففي لقاء مع راديو بي بي سي 4 في 13 جوان/ حزيران تفاخر وزير الداخلية البريطاني : " قبل كل شيء أنا سعيد للغاية لأن الشرطة كانت قادرة على القبض عليه ( أسانج) وهو الآن وراء القضبان بشكل قانوني لأنه خرق قانون المملكة المتحدة". لكن أسانج لم يخرق القانون أبداً فهو سعى بشكل مشروع لنيل لجوء سياسي في السفارة الإكوادورية عام 2012 بعد أن بدا بوضوح أن السلطات في السويد ، حيث كان يواجه مزاعم ملفقة بالاعتداء الجنسي ، كانت تخطط لترحيله إلى الولايات المتحدة .
إن إيما أربوتنوت القاضية التي ترأس محكمة كانغارو هي زوجة جيمس أربوتنوت السياسي الرجعي من حزب المحافظين . وقبل دخول مجلس اللوردات شغل البارون أربوتنوت منصباً رفيعاً في وزارة الدفاع وكان له ارتباطات وثيقة بالدولة العميقة البريطانية وبصناعة الأسلحة. وقد تم توبيخه بشكل رسمي بسبب استخدامه المال العام لأغراض خاصة. وبناء على علاقاتها الشخصية يفترض بجلاء ألا تترأس إيما أربوتنوت إجراءات قضائية ستحدد مصير جوليان أسانج لكن أربوتنوت رفضت طلبات التنحي بنفسها من القضية.
والكل يعرف كيف يفترض أن تنتهي المهزلة القانونية التي تقودها القاضية أربوتنوت حيث تم تحديد كل تفاصيل الإجراء بعناية . والأسطر التي تنوي أربوتنوت تقديمها إلى المحكمة عندما ستسلم قرارها ، قد تم كتابتها بالفعل وحفظها في الذاكرة. إن الإجراءات التي يفترض بها أن تؤدي إلى تسليم جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة في فبراير قد انطلقت حيث سيتم رميه بين براثن مجرمي الحرب أنفسهم الذين فعل الكثير لفضحهم. فبناء على التهم التي تم تجهيزها يواجه جوليان أسانج الحكم بمائة وخمسة وسبعين سنة في السجن. إن الظروف الرهيبة للسجن الذي يهدده تستهزئ من تحريم الدستور الأمريكي بفكرة "العقوبة القاسية وغير العادية".
يجب تأمين حرية جوليان أسانج. ويجب تنظيم حملة دولية للدفاع عنه . لا يجوز هدر الوقت . فما سيحصل من الآن حتى فبراير سيكون حاسماَ. من الضروري تنظيم حملة شاملة لحشد الطبقة العاملة العالمية والطلاب والشباب والفناني والصحفيين والمثقفين لإنقاذ حياة جوليان أسانج .إن تعاطف ملايين الناس العاملين والشباب الواسع والعميق لكن الذي ما يزال كامناً مع جوليان أسانج يجب أن يتحول إلى حركة سياسية واعية تناضل لهزيمة مكيدة إرساله إلى الولايات المتحدة وضمان حريته.
أسانج هو ضحية لمؤامرة إجرامية مرعبة تورطت فيها أقوى حكومات العالم وأجهزة الاستخبارات والناطقين باسمها في الإعلام المرتبط بالشركات.
سيأتي وقت سيعرف فيه الجمهور الغاضب كل التفاصيل الدنيئة تماما لمخطط تدمير أسانج ، وكيف تم إعداد مخطط تجهيز شرك لمؤسس ويكيليكس واتهامه بادعاء كاذب باعتداء جنسي، وكيف قامت النيابة العامة في السويد بالتعامل مع الادعاءات المزورة والمعدة بشكل مسبق ، وكيف قامت أجهزة الاستخبارات في استوكهولم ولندن وسيدني وكيتو بتنسيق نشاطاتها ، وكيف نشرت حكومة الولايات المتحدة ترسانتها من الرشاوي ومن التهديدات ساعية لملاحقة أسانج واضطهاده .
إن اضطهاد أسانج هو رأس الحربة في هجوم ضخم على الحقوق الديمقراطية يهدف إلى تدمير حرية الكلام ، وتحريم التحقيقات الصحفية ، وتخويف وترهيب النقاد ، ومنع فضح جرائم الحكومات وقمع المعارضة الشعبية الجماهيرية للامساواة الاجتماعية وللحرب .
وبالفعل ، فإن كشف النقاب عن قانون التجسس فتح المجال لملاحقة الصحفيين على المستوى الدولي بما في ذلك غارات الشرطة في أستراليا ضد المقالات التي فضحت جرائم الحرب والتجسس ، والانتقال في فرنسا لمقاضاة الصحافيين الذين فضحوا تواطؤ الحكومة في حرب الإبادة ضد اليمن.
وفي الولايات المتحدة تسعى إدارة ترامب لإلغاء التعديل الأول للدستور الأمر الذي يمثل أكبر هجوم جدي على حرية الكلام في التاريخ الأمريكي. أما على الصعيد الشامل فتحاول ، إدارة ترامب، خلق ظروف لمقاضاة الصحفيين والناشرين والناشطين في كل مكان الذين يمكن يواجهوا اتهامات ملفقة مماثلة من قبل الولايات المتحدة والترحيل في حال مهاجمتهم الحكومة الأمريكية .
إن النخب الحاكمة مستجيب تصاعد المعارضة الاجتماعية ضد النظام الرأسمالي من خلال رعاية الحركات الفاشية واليمينية المتطرفة ، ومن خلال استخدام إجراءات الدولة البوليسية التي اشتدت وقاحتها ، ومن خلال تصعيد استعدادتها للحرب . وهي تضحي بأسانج بهدف ردع العمال والشباب و الفنانين و المثقفين وبهدف تنفيذ سابقة في القمع السياسي الضخم.
لكن الطبقة العاملة الدولية أقوى من كل الحكومات ومن وكالات الاستخبارات ومن الشركات مجتمعة . وبالتحديد ومع قيام الطبقة الرأسمالية باستخدام اضطهاد أسانج بوصفه المحور في مخططاتها لإقامة ديكتاتورية يجب على الطبقة العاملة جعل الدفاع عنه النقطة المركزية في الهجوم المضاد ضد النزعة العسكرية وضد كل الهجمات على الحقوق الديمقراطية والاجتماعية.
إن الانتصار في هذا الصراع يتطلب منظوراً سياسياً. ويجب أن يسترشد الدفاع عن جوليان أسانج وتشيلسي مانينغ باستراتيجية شاملة تربط بشكل واع النضال للدفاع عن الحقوق الديمقراطية بنضال الطبقة العاملة الدولية الحقيقي و المتصاعد ضد الاستغلال الرأسمالي وضد القمع السياسي. ثمة ترابط متصاعد لنضال الطبقة العاملة الدولية الأمر الذي يوفر الأساس الشعبي المتين ليتمكن النضال من تحقيق حرية جوليان. إن جوليان أسانج وتشيليسيا مانينغ ، حالهما حال أشقائهما وشقيقاتهما المضطهدين حول العالم، هما في التحليل الأخير أسيري حرب طبقية .
إن حركة الإضراب التي انتشرت في العالم ، بما في ذلك إضراب المعلمين في الولايات المتحدة و بولونيا ، وحركة إضراب غير رسمية لعمال ماكيلادورا في المكسيك) حركة القط البري (، والإضراب العام في الهند، والحركة الجماهيرية في الجزائر ، وفي زيمبابوي ، وفي السودان ، و احتجاجات السترات الصفراء التي قهرت القمع في فرنسا ، ومظاهرات ملايين العمال والطلاب والشباب في هونغ كونغ مؤخراً تشهد على تصميم الناس العاديين على النضال في سبيل حرياتهم المدنية الأساسية وفي سبيل حقوقهم الاجتماعية . إن هذه النضالات قد أرعبت الشركات و الطغمة المالية في كل بلد.
يجب أن تبدأ حركة ضمان حرية أسانج من الأسفل. إن الدعوات الأخلاقية للحكومات التي تضطهده أتفه من أن تكون ذات جدوى، ويجب النضال لتحرير أسانج بشكل مستقل وبل متعارض مع الوكلاء السياسيين للطبقة الحاكمة . ويمكن تحقيق النصر في هذا النضال في حال استرشاده باستراتيجية مستندة إلى تقدير سليم للواقع الاجتماعي . ويجب عدم بخس تقدير انعدام رحمة النخب الحاكمة لكنها ليست مطلقة القدرات. إن التشاؤم هو أشد الانفعالات قدرة على شل الذات ولا يمكن أن يساهم في شيء في القتال سوى بث الإحباط . وما يمكن تحقيقه سيتم تحديده من خلال النضال.
وبهدف الانتقال بهذا النضال إلى مستوى أعلى فإن موقع الاشتراكية العالمية ، وهو الصوت السياسي للجنة الدولية للأممية الرابعة وللأحزاب المرتبطة بها يدعو إلى تشكيل لجنة عالمية للدفاع عن أسانج . والهدف من تشكيل اللجنة هو تنظيم وتنسيق النضال الدولي بهدف وضع حد لاضطهاد جوليان أسانج وضمان حريته . يجب تحويل إرادة النضال إلى فعل جماهيري . إن الهدف من هذا التصريح هو تدشين العمل على تشكيل لجنة دفاع عالمي وتطوير برنامج لفعل دولي .
نحن نسعى للتعاون مع كل الأفراد والمنظمات التقدمية والاشتراكية وذات التوجه اليساري ونرحب بهذا النضال التاريخي ، على قاعدة الالتزام المبدأي بالدفاع عن الحقوق الديمقراطية. نحن لا نتوقع ولا نطلب ممن يريدون الانضمام إلى هذه اللجنة الموافقة على كل الجوانب والآراء السياسية والبرنامج الذي يطرحها موقع الاشتراكية العالمية واللجنة الدولية للأممية الرابعة . يجب أن يكون هناك مكان يتسع لنطاق عريض من المواقف ، وهذا يستثني بطبيعة الحال اليمين السياسي ، بين صفوف الملتزمين بحملة الدفاع الهامة هذه . نحن لا نطلب من الراغبين بالانضمام إلى اللجنة سوى الالتزام غير المشروط بالدفاع عن الحريات الديمقراطية والإقرار بأن حرية جوليان أسانج وتشيليسيا مانينغ مرتبط ببناء حركة جماهيرية.
لا يمكن لأي شخص ملتزم جدياً بالدفاع عن الحقوق الديمقراطية البقاء على الحياد. إن قضية جوليان أسانج هي ميدان المعركة الأهم في القرن الواحد والعشرين للدفاع عن حرية التعبير ، وعن الحقيقة ، والنضال ضد الاستغلال وضد الديكتاتورية والحرب وهي الشرور الرئيسية في النظام الرأسمالي .
وقعوا الآن لتنضموا إلى النضال للدفاع عن جوليان أسانج !
Follow the WSWS