تصميم جديد

تحية لكم بعد انقطاع طويل.
في محاولة لتهيئة الجو لعودة جادة، غيرّتُ حُلاّس المدوّنة، على أمل ألا يتغيّر جُلاسها الكرام الأوفياء، وأن يزداد عددهم وشغفهم ;)

من قتل المدنيين في عدرا ؟

ما إن يَسمع أو يقرأ خبراً يفيد بوقوع انتهاكات ضد المدنيين من طرف الجيش الحر أو الكتائب المقاتلة أو يعرف بوصول كتائب الثورة وقد دخلت منطقة من المناطق المحسوبة بولائها على النظام، حتى يتفتق لديه الخيال التخويني الخصب، وتتدفق – كما شحوار الصوبيات هذه الأيام العاصفة – الروح الكارهة لكل الأحرار والثوار و قضيتهم.
وبدون أدنى تأنٍ، فالأمر خطير للغاية، وقد قرأ عدة منشورات، وبعضها في هيئة شهادات من شهود عيان، لم الانتظار ؟
يسارع لوصف الأحرار بالقطعان، والهمج، ويصف معاركهم بالمجازر ونضالهم بالبربرية، ليس نصرة للحق ولا ثأراً لمظلوم، إنما كراهية وتشفياً وركبواً على ظهور الثوار، هذا الطابور الخامس الذي يكسر ظهر الثورة ويشوش بلا هوادة على أحرارها.

الحالة الثورية في البيضا وبانياس قبل مجازر التطهير العرقي

مظاهرات بانياس والبيضا
لافتة من مظاهرات بانياس، بلغة بغيضة تقصي طيف من السوريين بغية تطمين طيف آخر. بعض الشباب المحسوب على التيارين السلفي والإخواني شارك بحمل هذا النوع من اللافتات !

 بدأت الثورة في بانياس في وقت مبكر، بمشاركة من شباب قرى البيضا والمرقب وبساتين إسلام والقرير الذين جمعوا أنفسهم ونزلوا إلى جامع الرحمن يوم الجمعة 18 آذار 2011 حيث انطلقت منه أولى صرخات الحرية في الساحل السوري.

في خاطري يا أبو شام

عندما أذكر مظاهرة الاعتصام أمام وزارة الداخلية بساحة المرجة يوم 16-3-2011، يقفز إلى ذهني في الحال صديقي عبد الإله، أبو شام، وهو شاب من القامشلي من أب عربي وأم كردية، متزوّج وأب لطفلين جميلين ومعدم من الناحية المادية، كان يزورني بشكل شبه يومي إلى مقرّ عملي ليسألني عن الحراك والحشد للثورة، كنا نآزر بعضنا بعضاً، قال لي مرة : “من يوم اعتقلوك بشباط أنا حسيت أنو بلشت الثورة .. خلص بلشت الثورة يا بو حميد”، كان لتلك الكلمات أثر محفز عميق جداً في نفسي، وإلى الآن بعد عامين.
يوم مظاهرة الداخلية جائني مبكراً : شو أبو حميد .. موكلين الله رح تعتصموا؟
سألته كمن يتوقع جواب النفي : بتروح معنا ؟
أي لكن أكيد رايح، أنا أكتر حدا بهالبلد عندو حجة ومبرر يقوم على حكم هالظلام .. مو شايف حالتي ؟! (المزيد…)

حديثي لجريدة “الأخبار” المغربية

الأخبار : تحاور المدون السوري الذي صنفته “فورين بوليسي” كأحد أكثر الناشطين تأثيراً في العام العربي

أحمد حذيفة : سوريا تمضي نحو حريتها بلا هوادة

حوار وحيد جودار | جريدة الأخبار /المغرب/ العدد 66 – السبت 2-2-2013.

واقع المستشفيات الميدانية في الغوطة الشرقية

ارتبط اسم غوطة دمشق بالخضار وجمال الطبيعة وخصوبة التربة، فهي من أخصب ترب العالم ومن أكثر المناطق السورية جذباً للمصطافين، إذ تعتبر الغوطة مقصداً مثالياً للنزهات والسيارين وقضاء الإجازات وأيام العُطل، لم يعد الأمر على هذا النحو منذ اندلاع الثورة السورية، فالغوطة بشقيها الشرقي والغربي من أكثر المناطق السورية تعرضاً لقصف قوات النظام، وقد لا يخلو يوم من طلعات لطائرات الميغ وقصف بالصواريخ والمدفعية من الثكنات العسكرية التي تنتشر حولها، حتى بات الريف الدمشقي شبه خال من السكان، يتنقل الأهالي فيه من منطقة كارثية بالكامل إلى منطقة كارثية بشكل أخفّ، ومن بلدة مستهدفة الآن إلى منطقة قد تستهدف غداً !

معلّم الصحيّة أبو أحمد، شهيداً جميلاً !

“بكل الرضى والفخر” هكذا يُزفُّ الشهداء، وهكذا زَفّت تنسيقيات كفربطنا وريف دمشق الممرض والمسعف محمد خالد الحمصي، لم يكن أبو أحمد مسعفاً بالمعنى المهني في الحقيقة، ولا ممرضاً، لقد كان “معلم صحية”، هو أخبرني بذلك !
التقيتُ بأبي أحمد لمرة واحدة  أثناء زيارة قصيرة لكفربطنا، وكان وجهه هو أول الوجوه التي قابلتنا في أحد المستشفيات الميدانية هناك، قال لنا بحزم قبل أن ننزل من السيارة : ارجعو بسيارتكم واركنوها بعيداً عن المستشفى !
همّ الذي أنا بصحبته بالتعريف بنفسه : أنا أبو فلان ! (يقصد أنه من المكانة ما يخوله أن لا يخضع للقوانين الصغيرة !)
– على راسي أبو فلان، لكن هناك تصوير من الجو، ولا نريد أن تُلتقط أي صور تفيد بوجود حركة في هذا المرآب حتى لا يُستهدف المستشفى بالقصف، ردّ أبو أحمد !

عبودة، يا لتلك الابتسامة الشهيدة !

عبودة، الطفل الشهيد عبد الرحمن حداد
عبودة، الطفل الشهيد عبد الرحمن حداد،13 عاماً، الإنشاءات، حمص

ليس بمقدورك عندما تلحظ هذه الابتسامة الإلهية الطفلة إلا أن تهتف باسم الله !
لا يحتمل هذا الجسد الصغير ست رصاصات، كما تحكي واحدة من روايات استشهاد الطفل الجميل عبد الرحمن حداد، تحكي رواية أخرى : أنه أصيب بشظايا قنبلة مسمارية يوم 16-10-2011 مزقت جسده الصغير، فعاني في أحد المستشفيات حتى انحازت روحه صوب السماء بعد نحو 20 يوماً ، ما يصادف أول أيام عيد الأضحى المبارك، أي قبل عام كامل من الآن، وسواء كانت ست رصاصات قناص أو ست شظايا قنبلة، فإنّ الجبان زرعها بجسد لا تقوى النفوس الخيّرة لا أذيته ولو بأقطوفات من ياسمين أو بخاتٍ من عبقه !.
عرفتُ -وأنا المتيّم بالطفولة – عبودة كما عرفه من يهتم لشأن الثورة السورية و يتابع أحداثها، غير أني بحثتُ عن مزيد من الفيديوهات التي توثق قصة الطفل الجميل، حكت بعض المقاطع أن عبودة من والد قضى عشر سنوات بسجن تدمر أيام الأحداث، و في مقطع كارثي آخر تسمع همسات ذاك الأب المكلوم يودع ابنه :
“الله معك يا بابا .. الله معك يا عبد الرحمن” ..

مبادرات رائعة لنشطاء الثورة السورية (1)

هذه هي الوجبة الأولى من مجموعة جولات نتفقد خلالها سوياً بعض الأنشطة الهامة التي حظيت باهتمام نشطاء الثورة السورية، وهي أنشطة منوعة و مختلفة، لكنها تصب جميعاً في صالح توثيق الثورة ورفد شبابها بالوعي و الثقافة والعلم، وسيلحظ القارئ الحصيف أنّ هذه الأنشطة وإن كانت ذات واجهة فيسبوكية أو إلكترونية، إلا أنها ذات أثر فعلي على الأرض، وهذا أهم مافي الأمر !
وهنا، أسجل دعوة لنفسي أولاً، ثم لمن أحب من زملائي من النشطاء و العاملين بمجالات الثورة المختلفة، أن نتخلى عن الأنانية و زعم “امتلاك الأرض”، ولنعمل كلٌّ فيما يُجيد و يُحسن، “قل كلٌّ يعمل على شاكلته”، “وقل اعملوا؛ فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون”.