أيها الموت تقدم.. أنا لا أخشى ظلامك
----
هذا كتابي اقرأه باسم عذابي إن عادت الأسراب للأسرابِ
إن عاد ما بين الفصول ربيعُنا وسع اللقاء بملتقى الأحبابِ
هذا كتابي، قصتي وصديقتي.. ولدي الذي ضيعت فيه شبابي
إن عاد ما بين الفصول ربيعُنا وسع اللقاء بملتقى الأحبابِ
هذا كتابي، قصتي وصديقتي.. ولدي الذي ضيعت فيه شبابي
-----
بدايةً..
إن كان لي أن أنطقا
لأنال حكما رائعا أو مبتذلْ
فاثبت حضوري المشتعلْ
واثبت دفاعي
واسمع شهودي كلهم
واترك ذراعي
وامنحني فرصة أن أقول فأصدُقا..
قلبي.. دفاعي
-----
إن كان لي أن أنطقا
لأنال حكما رائعا أو مبتذلْ
فاثبت حضوري المشتعلْ
واثبت دفاعي
واسمع شهودي كلهم
واترك ذراعي
وامنحني فرصة أن أقول فأصدُقا..
قلبي.. دفاعي
-----
لي وجه آخر لا يشهده أحدٌ قطْ
هو وجه القِطّ
نفس المكر ونفس البرية
نفس الحرية
جسدٌ غاضب
عين القناص المتسعة
لي أنيابٌ ومخالب
لي أرواحٌ سبعة
هو وجه القِطّ
نفس المكر ونفس البرية
نفس الحرية
جسدٌ غاضب
عين القناص المتسعة
لي أنيابٌ ومخالب
لي أرواحٌ سبعة
--------
لحن الجنائز في دمي
وقطيع أبقار يزوم
ديك يصيح على سطوح
ونشيد أطفال بعيد.. كراهية.. كراهية
اسمٌ يقطِّع في فمي..
قُبَل الطفولة والقصائد
وحيٌ من اللهب الدفين
يجتاز روحي للخطية كراهية.. كراهية
في عالم ينساب حزنا
كجداول من النزيف
كنا كتبنا قصةً
وحدي نزفت حروفها كراهية.. كراهية
دمٌ، محارم، أسئلة..
كغابة من الحراب
أعمى وفي قلبي بصيص
كهلٌ وفي صلبي الحياة كراهية.. كراهية
في حجرة هي عالمٌ
ننام فوق سريرنا
نترقب الغفو البطيء
كي نطعن الشيء الوليد كراهية.. كراهية
الكون يعزف للولادة
ويغرد الحزن المقيم
كل القوى لم تأتني
لما عزمت على التنفس
أريد شيئا لم أكنه
أريد حنجرة جديدة
أريد عمرا لم يبعني
وجارةً تدنو.. وأدنو
وقطيع أبقار يزوم
ديك يصيح على سطوح
ونشيد أطفال بعيد.. كراهية.. كراهية
اسمٌ يقطِّع في فمي..
قُبَل الطفولة والقصائد
وحيٌ من اللهب الدفين
يجتاز روحي للخطية كراهية.. كراهية
في عالم ينساب حزنا
كجداول من النزيف
كنا كتبنا قصةً
وحدي نزفت حروفها كراهية.. كراهية
دمٌ، محارم، أسئلة..
كغابة من الحراب
أعمى وفي قلبي بصيص
كهلٌ وفي صلبي الحياة كراهية.. كراهية
في حجرة هي عالمٌ
ننام فوق سريرنا
نترقب الغفو البطيء
كي نطعن الشيء الوليد كراهية.. كراهية
الكون يعزف للولادة
ويغرد الحزن المقيم
كل القوى لم تأتني
لما عزمت على التنفس
أريد شيئا لم أكنه
أريد حنجرة جديدة
أريد عمرا لم يبعني
وجارةً تدنو.. وأدنو
كراهية.. كراهية!
--------
ركبتُ بها فلم أقدر عليها ومالت بي فلم ألق الجوابا
أنا حَدَثٌ تفصِّله يداها وتترك في يديه الاغترابا
حملت هويتي عشرين عاما فلم أفتح بما حُمِّلتُ بابا
و"من أنت؟" الكئيبة حاصرتني أنا المجهول.. عذرا، لا عتابا!
أنا أحد الفوارس يا صديقي ولكن لا لجام ولا رِكابا
--------
يأتي من أعمق آباري بوقٌ مكتوم
يشعل لحمي
يشعل أسراري
حين أراها يأتي الجنس نذيرا
عيناها القاسيتان الناعستان وثورة هذا الجسد الناري
تجذبني لحما محترقا لفم مسعور
تأكل عظمي غمازتها
أتشرد فيها.. في ينبوع شراهتها
أتكلم كل لغات البوح المحروم
مرت هذا اليوم أمامي.. محض مرور
فتعثر كوب الشاي.. سبحت ببحر من تبرير
لا شيء أقول له معنى
إلا إني رجل مهزوم
يسحقه عند مشارفها.. بوق مكتوم
---------
يسقط بنيان روحي
تنهار أخلاقي
وتنحل تصوراتي القديمة
وبنفس سرعة انهيار الاتحاد السوفييتي.. تنهارين أمامي
ذكرى ميتة، كحياة ذبابة
كل شيء يتخاذل..
قوتي.. عنادي.. صلابتي.. رقتي العتيقة
مبررا جديدا لوجودي أحتاج
هزمتني شجاعتي
قضت علي طيبتي
كنت مراهقا مرهقا
دنيئا في أحلامي القذرة
حقيرا في أحلام أنكرها في يقظة متأنقة
كنت عنيدا كثور لم يقهر
وفخورا كمومسٍ جميلة
خانني الزمن، لأنني خنته
والحياة حقيرة.. حين نطمع فيها
-------------
تذكرت قتلي الأول
جريمتي في الرابعة
قتلتها في الدلو
أمسكتها من عنقها الطريّ
غطّستها في الماء
كانت تضرب المياه قاسية على قواها
خرجت من قبضتي روحها
فاضت في يدي
لونها المشمشيّ شهيدي
ومن يومها..
أشعر حزنا دافقا من منابع روحي
وعطفا باردا على الكون كله
وكما يشق القطيفةَ المسمار..
تنمو في القلب أيابٌ وأظفار
تتنفس بين الساقين شياطين القتل
دمي ينضج في النار
أحس حنينا جارفا للخنق
لتسرب النفس الأخير
جذراي الحب والكراهية
أفرعي جاهزة للجنس أو للقتل
لا أرغب إلا في صداقة الرجال الأقوياء..
الأقوياء على نفوسهم.. الأقوياء على العالم
لا يهمني الآن إن كانوا يمينا أو يسارا
يؤمنون بالبيضة أو بالدجاجة
لا يهمني فيهم إلا سمة واحدة..
الكبرياء..
تلك عقيدتي الملعونة
------------
تسألني صديقتي عن عملي في الحياة
أقول لها: أنا أعمل في الحياة وجودي
أثبت وجهي في ترابها الزائل
بل.. أثبت وجهي الزائل في ترابها المقيم
تسألني صديقتي عن طبيعة عملي
أقول لها: أحفظ الأشياء بعين دامعة
أرغب في الدخول بين السيف والضحية
أحلم بالسوبرمان وبالثورة
وأؤمن بانتصار باهر..
بعد سيل من الهزائم المنكرة!
تسألني صديقتي عن مواعيد عملي
أقول لها: في الصباح الباكر وفي غزير الليل
في الغروب القاتل وفي الفجر الوشيك
تسألني صديقتي عن عطلة العمل
أجيبها: سائر أيام الأسبوع!
تسألني صديقتي عن مكاسب عملي
أجيبها: النجوم والقمر
والشجر المتتالي على النيل
والسعادة القصيرة المنقضّة
تسألني صديقتي عن عملي في الحياة
أقول لها: مقامرٌ كبير
ألعب على ورقة المستحيل
وأضحي بالوجود العابر..