مولود قال إنه سيصير زعيما فى بلده، وهو ما أثار اهتمام صاحبنا وإعجابه، بعدما وجد أن روحه ستحل فى زعيم قادم، فقال للملاك: الفكرة ممتازة. إذ لا أشك فى أن وجهه ستحيط به هالة من نور، والزعامة منقوشة على وجهه وستظهر ملامح عبقريته وهو طفل. لكن الملاك حين راجع البيانات الموجودة لديه هز رأسه أسفا وقال ليس الأمر كذلك، إذ لن تظهر عليه تلك العلامات، لأنه ستعتريه بضع أمارات من البلاهة.
مضى اليوم الأول والثاني والثالث، لم يكن يزعجني السجنُ بقدر ما كانتْ تزعجني الأجواء السلبية، وقصص السجناء الذين لبثوا في هذا السّجن بضعة أشهر أو بضع سنين، بقيتُ طوال مدة الحجز لا يهدأ عقلي عن التفكير في الحرية، ولا يهدأ لساني عن ذكرها، فذكرها في هذه الأجواء من أوجب الواجبات.
بدون الجزيرة.. لم نكن لنصعق بمجازر الأسد في سوريا منذ بدايتها بمقتل الطفل البخاخ الذي كتب كلمة حرية على جدار قريب منه، الطفل حمزة الخطيب مروراً بمجزرة جسر صيدا، إلى الحولة، إلى دخول ميليشيات إيران، وحصار الغوطة بمجازرها، مروراً باحتراق حلب، ولن ننسى تكوين الجيش الحر وذوبانه، وانتهاء بالتدخل الروسي بأسلحته الكيماوية والفسفورية.
لمن يشعرون بالغضب، ويتألمون من بيع الجزيرتين: غضبك مشروع، وقضيتك عادلة، لكن مشكلتك ليست مع السعودية
أغلقوا قناة الجزيرة وأخواتها، اقطعوا العلاقات مع إيران، سلّموا المعارضين، أغلقوا القاعدة العسكرية التركية، ومطالب أخرى جاءت أقرب للأوامر منها إلى المطالب، بصيغة أقرب لأوامر بلطجي يوجهها لأبناء حيّه الضعفاء، ورغم أن لائحة المطالب هذه احتوت أموراً استجدت بعد الحصار الثلاثي لقطر كالقاعدة التركية، وأموراً تقوم بها دول من التي تحاصر قطر، كالعلاقة مع إيران، كما هو حال الإمارات، فلا أحد من صانعي القرار في دول الحصار ألزم نفسَه بالنظر ملياً في مهاترات هذه اللائحة.
الحياة هي الجسر الموصل للموت، والموت بداية لحياة جديدة لا تعلم ما تُخفي خلف جدرانها، أبوابها مقفلة، لا يستطيع أحد تخمين خباياها وأسرارها.
حين تُفصل الروح عن الجسد تفارقه مغادرة إلى السماء، برحلة لا يُعلم إن كانت شاقة أم سهلة، سريعة أم بطيئة.
إن فترة بداية سبعينيات القرن الماضي حملت علاقة مشحونة ومتوترة بين منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يترأسها عرفات وبين الإدارة الأميركية ذلك الوقت. ويبدو أن عرفات كان يعلم تماماً أن اللقاءات مع الأميركيين لم تكن لتكون مثمرة، وأنها لن تسمن ولن تغني من جوع، الأمر الذي دفعه لانتهاج هذا السيناريو في التعامل معهم.
قرَّر ستالين في إحدى المناسبات أن يلقِّن أعوانَه درساً في الديكتاتورية والحنكة السياسية، فطلب دجاجة حية، وأمسك بها بقوة، وبدأ ينتف ريشها بيده الأخرى، رغم أن الدجاجة حاولت التحرك بقوة لتُخلِّص نفسها من هذا العذاب، لكن دون جدوى، نتف ستالين ريشها بالكامل، وقال لأصدقائه: "الآن ترقبوا ماذا سيحصل".
ما معنى أن تعتاد شيئاً؟ أن تموت فيك الدهشةُ لشيءٍ ما لأنك اعتدتَ فعلَه، أو أن تسيء فهم الأشياء فتظن أنك قد شفيت، بينما المرض أصبح جليسك، أن تخاف الظلام وأنت غافل عن أنك لو عشت منذ البداية فيه لأخافك الضوء، أن تظن أنك تعلَّقت بينما أنت اعتدت الأماكن، اللحن، أو ربما شخصاً ما.
أنا الآن أقترب من التاسعة عشرة من عمري، كان لي سبق في الانتماء الحزبي، ومن هنا كانت البداية، كنت جالساً في أحد اللقاءات أتفحَّص الوجوه بانبهار تام، وأستحضر ما روي لي من قصص نضال خاضها هؤلاء من أجل سقوط الظلم وزوال النظام، وبين منفي وسجين وشهيد كان حالهم كذا وكذا.
من المفترض أن تكون قد استحضرت ألا يكون هناك تمييز في التعاطي بين لاجئ وآخر، خاصة أن روح إعلان اليوم العالمي للاجئ مُستوحاة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بتاريخ 10/ 12/ 1948، الذي نصَّ صراحةً على تساوي حقوق الإنسان بغض النظر عن اللون أو الجنس أو المعتقد، فهل أنصفت الأمم المتحدة حقوق اللاجئ الفلسطيني الإنسانية والسياسية، سواء بعد هذا التاريخ أو قبله؟
هي مجرد سيرة ذاتية لشخصية تاريخية، صحيح أنها شخصية إشكالية، لكن هذه الإشكالية لم توظف بالصورة المحفزة للقارئ، هي سيرة شيخ العارفين محيي الدين بن عربي مع بعض التصرف، إضافة إلى بعض التمريرات لمقولات تعكس أيديولوجية الكاتب حول واقع اليوم بين الفينة والأخرى، ولعله لهذا السبب اختار محيي الدين بن عربي، لأنه يوافق هذه الآراء، ويمكن للقارئ معرفتها بسهولة دون بذل جهد في ذلك.
يبلغ عدد المؤمنين في العالم 85% يتوزعون على مختلف الديانات، أما الـ15% المتبقية فتشمل الملحدين واللادينيين واللاأدريين. تشير إحدى الدراسات إلى أن 94% من الأميركيين يؤمنون بالله، و82% يؤمنون أن الدين يشكل عنصراً مهماً في حياتهم اليومية، و76% يؤمنون أن الإنجيل هو كتاب موحى من الله.
إننا نجد في كثير من الأحيان كُتاباً يكتبون ما يشاؤون، خصوصاً بعد التطور التكنولوجي في مجال الميديا أو وسائل الإعلام المتعددة، وهناك فسحة من الحرية في الكتابة لمسناها في السنوات الأخيرة في مجتمعاتنا.
وسألني بشيء من الثقة: عايز حشيش؟ فلم أستطِع الرد، وتعلق الكلام في حلقي، فلا يريد الخروج، ثم تدارك الموقف سريعاً بابتسامة عابرة، وقال: عايز أشتري حشيش، فلم أقدر على الرد أيضاً، لست أدري هل نفد الكلام منّي أم صعوبة الموقف هي التي جعلتني أعجز عن الرد؟
لقد أصبح الارتباك الذي تعاني منه السلطة الحاكمة في مصر مظهراً دالاً على اﻹخفاقات التي أنتجتها هذه السلطة، كما أصبحت هذه اﻹخفاقات دليلاً على استمرار "التهاوي بالدولة" إذا استمرت هذه السلطة بذات أساليبها، والمؤكد الآن أن رئيس هذه السلطة عليه أن يدفع ثمن ما يراه الكثيرون من أنه "خيانة وطنية"، وكذلك عليه أن يدفع ثمن أخطائه في إدارة الدولة، وهكذا يبدو السيسي وكأنه مقيد بقدر السير إلى "منصته" مفتوح العينين.
لاقت هذه المبادرة الاستهجان والاستياء من العديد من التيارات الدينية المحافظة داخل ألمانيا وخارجها، ولكن لا أرغب هنا للتعرض للمبادرة وردود الأفعال التي أحدثتها؛ لأنني لا أرى فيها أكثر من رد فعل لمشكلة أعمق، وهي جمود الخطاب الإسلامي منذ عدة قرون، الأمر الذي يخلق فراغاً بين الممارسة الدينية التقليدية وبين الواقع الذي نعيشه اليوم، هذا الفراغ هو الذي يخلق الفرصة لمثل هذه المبادرات لملئه.
وكم من عروس للحبِّ زُفت إلى غير الحبيب، فتظن أن عهدها بالحياة قد قطع، فتلوم النفس والأهل على ما آلت إليها روحها، ولكنها هنيهة.. هنيهة تألف الأمر وتترشرش عليها السعادة كما لو أنها تعانقت بالمحبوب، يحدث كل هذا إن كان الرجل ليس حقّاً من الحقوق، والمرأة ليست واجباً من الواجبات، فهذه أمور إن وجدت لخلت الروح من المعنى الروحي ألا وهو الحُبّ.
التعامل مع القومية الكردية في سوريا على أنها جزء خارج عن الأمة سيؤدي بالمطلق إلى دفعهم للتفكير بتأسيس دولة تضم قوميتهم على الطريقة الألمانية، كرد فعل على التعامل معهم بنفس الطريقة.