العودة الغامضة للخلويّ الإسرائيلي إلى غزّة: موجود لكن ممنوع.. كيف؟ ولماذا؟
جهاد أبو مصطفى
الملحق كانون الأول 2016
قبل عامين تقريباً، كنتُ عائداً في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل من مدينة غزّة إلى خان يونس في جنوب القطاع، حيث سكني، بعد يوم مهني شاق. كعادتي، أحمل جهازي تلفون، الأول ذكي يحوي شريحة اتصال فلسطينيّة، والآخر قديم نوعاً ما، أضع فيه شريحة «أورانج» إسرائيليّة، استخدمها للاتصال بالمسؤولين الفلسطينيّين في القدس والداخل المحتلّ لأغراض صحافية. فالغالبية في الشقّ الآخر من الوطن يستخدمون خطوطاً إسرائيلية، والاتصال من خطّ فلسطينيّ لآخرٍ إسرائيليّ مُكلف جداً.
عند أحد حواجز الشرطة على طريق «صلاح الدين»، أوقف شرطي المركبة التي تقلّني، وطلب منّا النزول للتفتيش. عادةً، يتم تفتيش السيارات والتدقيق فيها خلال ساعات الليل المتأخرة في غزّة، فظننتُ أن الأمر سيمر خلال دقائق كالروتين المعروف. أخرجت الهاتفين من جيبي، فأضاءت شاشة الهاتف الذي يحمل الشريحة «المشبوهة». لفتت الشرطي كلمة «أورانج» أعلى الشاشة، فقامت الدنيا ولم تقعد: لماذا تحملها؟ فيمَ تستخدمها؟ هويتك؟ بطاقتك؟ إلى أن أجريتُ اتصالاً هاتفياً فنّد اللبس، وأذهب ريبة الشرطي، وأعاد السائق لكرسيّ القيادة!
سيرة الخلوي في غزة: هكذا وصلها «الفلسطيني»
أن تكون/ ي من ذوي الاحتياجات الخاصّة في فلسطين
ساري جرداتالملحق كانون الأول 2016
تشكّل الرعاية والعناية بالأشخاص ذوي الإعاقة معياراً أساسيّاً تقاس بموجبه العدالة في المجتمعات، ناهيك عن تقدّمها.
ترتفع الأرقام الخاصة بذوي الإعاقة في فلسطين من دون أن يتغيّر أيّ من أشكال واقعهم بما من شأنه الدفع بحياتهم نحو الأفضل. فتفوق نسبة البطالة في صفوفهم الـ 70 في المئة، في ظلّ وجود قانونٍ فلسطينيّ يلزم القطاعات بتوظيف نسبة 5 في المئة منهم فقط، وفي الشركات التي يزيد عدد موظفيها عن العشرين.
ترتفع أعداد ذوي الإعاقة في فلسطين نتيجة جرائم الاحتلال، الذي يتعمّد إحداث الإصابة بقصد الإعاقة في كثيرٍ من الأحيان. ويتعرضون لمعاناة كبيرة جراء تنكيل جنود الاحتلال بهم على الحواجز العسكرية، فيضطرون لسلك طرقٍ وعرةٍ صعبةٍ تسبّب لهم مشاكل صحيّة خطيرة تزيد من معاناتهم. فتروي وفيقة مصطفى (44 عاماً ـ من الخليل) لـ «السفير»: «قام أحد جنود الاحتلال في العام 1972 بالدعس على قدمي اليمنى وأنا مستغرقة في نومي، في أثناء محاولة اعتقال والدي. لم يكن الطبّ حينها متقدماً في فلسطين كحاله اليوم، ما تسبّب بإعاقةٍ حركيّةٍ لي ظلت ترافقني ليومنا هذا». تضيف وفيقة: «حاولت مداراة مشاقّ الحياة وظروفها الصعبة، فقررت أنا وأخي فتح معرضٍ لبيع موادّ التجميل الخاصة بالسيدات في الخليل. كنت في البداية أجد صعوبةً كبيرةً في إنزال البضائع عن الرفوف وعرض المنتجات على الزبائن، ولكن اليوم وبحمد الله كل شيء يسير على ما يرام».
نشرة الأسرى
ملاك خليلالملحق كانون الأول 2016
^ شديد وأبو فارة يضربان عن الماء
كشفت عائلة الأسير أنس شديد عن دخول نجلها ورفيقه في الإضراب أحمد أبو فارة في إضراب مفتوح عن الماء، رداً على رفض المحكمة العليا الإسرائيلية استئنافاً جديداً للإفراج عنهما وإنهاء اعتقالهما الإداري.
وأفاد عبد المجيد، شقيق الأسير أنس شديد، لوكالة «صفا» بأنّ شقيقه وأبو فارة قررا خوض إضراب عن الماء، في إطار الضغط على الاحتلال بمحاكمه ونيابته واستخباراته للإفراج عنهما، إثر رفض المحكمة الالتماس الذي تقدمت به المحامية أحلام حداد. ورأت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» أن «العليا الإسرائيلية» لم تهتم لوضع الأسيرين الصحي الخطير والمثبت في التقرير الطبي الذي قدم لها، الذي أوضح بأنهما معرضان للإصابة بخلل بأحد الأعضاء الحيوية، بالأطراف، أو بمشاكل دماغية.
ولفتت إلى أن الأسير شديد فقد البصر بصورة شبه كاملة، والقدرة على النطق، فيما فقد الأسير أبو فارة النظر بعينه اليمنى، ويعاني من آلام حادة بالصدر والرأس. يذكر أن الأسيرين مضربان عن الطعام منذ 25/9/2016 ضد اعتقالهما الإداري، ويقبعان حاليا في مستشفى «آساف هروفيه» الإسرائيلي.
نشرة الأسرى
ملاك خليلالملحق كانون الأول 2016
^ مؤبدان وأكثر لمنفذ عملية «بانوراما»
فرضت المحكمة المركزيّة في تل أبيب، يوم الاثنين الماضي، السجن المؤبد مرتين والسجن 20 عاماً على الأسير رائد خليل (36 عاماً)، من بلدة يطا قضاء الخليل، وإلزامه بدفع تعويضات مالية بقيمة 700 ألف شيكل للجرحى. وأتى ذلك بعدما تمت إدانته بتنفيذ عملية طعن بالقرب من مجمع بانوراما في تل أبيب، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليين.
وكانت النيابة العامّة قد قدّمت للمحكمة لائحة اتهامٍ ضد رائد خليل (36 عاماً - من سكّان قرية دورا في قضاء الخليل)، الذي نفذ عملية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015 قرب بناية بانوراما جنوب تل أبيب، وأسفرت عن مقتل إسرائيليين.
وجّهت النيابة العامة للأسير خليل تهم حيازة سكين، حصل عليها من مطعم قريب، والتخطيط لتنفيذ عملية طعن عندما توجّه إلى الطابق الثاني من بناية بانوراما للبحث عن إسرائيليين ليطعنهم، وصادف أن التقى بأحدهم فور خروجه من المصعد وقام بطعنه عدة مرات، وبعدها قام بطعن الآخر 9 طعنات في الجزء العلوي من جسده، قبل أن يقبض عليه من قبل أحد أصحاب المصالح في البناية، وحاول أن يطعن إسرائيليين آخرين.
مروان البرغوثي: لإعادة صوغ العلاقة مع دولة الاحتلال
خالد فرّاج
الملحق أيار 2016
لا من مكتبٍ فارهٍ في رام الله، ولا من غرف الفنادق في العواصم، ولا من غرف المفاوضات، كتب القائد الوطنيّ وعضو اللجنة المركزيّة لحركة "فتح" مروان البرغوثي مقالة إلى شعبه، بل من الزنزانة رقم 18 في سجن هداريم الواقع على الساحل الفلسطينيّ. وبقي عبر الكتابة يتفاعل مع تعقيدات قضية شعبه منذ أربعة عشر عاماً على وجوده في سجون الاحتلال. كتب وشخّص واقترح ووضع النقاط على الحروف والتقط صعوبة المرحلة وتعقيداتها المحليّة والعربيّة والإقليميّة والدوليّة، ثم قدّم، برغم قتامة الأوضاع وتشابكها، تصوراً لآليات الخروج من هذا المأزق الذي تمرّ به القضية الفلسطينية.
كتب مروان البرغواثي من زنزانته مقالاً خصّ به "مجلة الدراسات الفلسطينية" في عدد ربيع 2016، تحت عنوان: "نحو توليد نخب سياسية جديدة"، واستهلّه بالقول: "التاريخ محكوم بالسير قُدماً، ومن الخطأ القاتل الوقوف عكس اتجاه سير التاريخ ومقاومة الشعوب للاستعمار والظلم والقهر والعبودية والاستغلال والاعتداء على الكرامة الإنسانيّة، عناصر كلها تتفق مع هذا المسار الطبيعيّ. وبالتالي، فإن علاقة الشعب المستعمَر والمقهور بالاستعمار الكولونيالي هي علاقة رفض ومقاطعة ومقاومة بمخلتف الوسائل والسبل، وليست علاقة تعايش وتهادن".
هكذا، نظّر مروان البرغوثي من سجنه للواقع انطلاقاً من جدليّة علاقة المستعمِر مع المستعمَر، التي أساء البعض تفسيرها واستخدامها
"خاطبة" غزّة تروي تبدّلاتها السياسيّة، الاقتصاديّة، والاجتماعيّة!
محمد النعامي
الملحق أيار 2016
لا يكاد هاتف أنعام العواوده (52 عاماً) يتوقف عن الرنين، حتى تسارع إلى الإمساك بقلمٍ وورقة قبل الرد على الاتصالات لتسجّل ملاحظاتٍ متوقّعة، ثم تعود للانشغال بأمور المنزل الذي تعيش فيه مع أخيها. أنعام تعمل "خاطبة"، وتقطن في مخيم "المغازي"، في المنطقة الوسطى من قطاع غزة. تقول إن عملها السابق كخياطة ساعدها على التعرّف على معظم العائلات في المخيم، ويقدر عدد سكّانه بـحوالي 18 ألف نسمة. ما جعلها قادرةً على التعرّف على عددٍ كبير من العائلات في المخيم.
في حديثها لـ "السفير"، تشرح أنعام أنها في الغالب تستقبل أمّهات الشباب الذين ينوون الزواج، طالبات مساعدتهن في العثور على زوجات لأبنائهن بمواصفات محددة. أحياناً، يتصل بها الشباب أنفسهم لتكليفها بالمهمة. وفي حال تكللت "مهمتها" بالنجاح، فهي تحصل على مقابلٍ ماديّ (حلوان) لا تقل قيمته عن 100 دينار أردني (حوالي 135 دولاراً) من أهل العريس.
من مراقبة المواصفات التي تشترطها الأمهات والشباب أنفسهم للعروس، يمكن تلمّس بعض التحوّلات الاجتماعية التي طرأت على الفلسطينيين في قطاع غزّة، كما تبرز آثار الاستقطاب السياسيّ والحزبيّ ووطأة الحصار الاقتصاديّ، ليكون المعيار الماديّ والانتماء السياسيّ في كثيرٍ من الأحيان الأساس الذي تبنى عليه الأسرة.
المادة البصرية
جاري التحميل