أن تكون/ ي من ذوي الاحتياجات الخاصّة في فلسطين
ساري جرداتالملحق كانون الأول 2016
تشكّل الرعاية والعناية بالأشخاص ذوي الإعاقة معياراً أساسيّاً تقاس بموجبه العدالة في المجتمعات، ناهيك عن تقدّمها.
ترتفع الأرقام الخاصة بذوي الإعاقة في فلسطين من دون أن يتغيّر أيّ من أشكال واقعهم بما من شأنه الدفع بحياتهم نحو الأفضل. فتفوق نسبة البطالة في صفوفهم الـ 70 في المئة، في ظلّ وجود قانونٍ فلسطينيّ يلزم القطاعات بتوظيف نسبة 5 في المئة منهم فقط، وفي الشركات التي يزيد عدد موظفيها عن العشرين.
ترتفع أعداد ذوي الإعاقة في فلسطين نتيجة جرائم الاحتلال، الذي يتعمّد إحداث الإصابة بقصد الإعاقة في كثيرٍ من الأحيان. ويتعرضون لمعاناة كبيرة جراء تنكيل جنود الاحتلال بهم على الحواجز العسكرية، فيضطرون لسلك طرقٍ وعرةٍ صعبةٍ تسبّب لهم مشاكل صحيّة خطيرة تزيد من معاناتهم. فتروي وفيقة مصطفى (44 عاماً ـ من الخليل) لـ «السفير»: «قام أحد جنود الاحتلال في العام 1972 بالدعس على قدمي اليمنى وأنا مستغرقة في نومي، في أثناء محاولة اعتقال والدي. لم يكن الطبّ حينها متقدماً في فلسطين كحاله اليوم، ما تسبّب بإعاقةٍ حركيّةٍ لي ظلت ترافقني ليومنا هذا». تضيف وفيقة: «حاولت مداراة مشاقّ الحياة وظروفها الصعبة، فقررت أنا وأخي فتح معرضٍ لبيع موادّ التجميل الخاصة بالسيدات في الخليل. كنت في البداية أجد صعوبةً كبيرةً في إنزال البضائع عن الرفوف وعرض المنتجات على الزبائن، ولكن اليوم وبحمد الله كل شيء يسير على ما يرام».