إحساس باليتم وغياب لا يُحتمل
غداً، تغادرنا «السفير».
هي في سفر أخير. استأذنتنا بالنهاية. تحية الوداع تليق بالخسارة...
بعدها، لا حرف منها، لا كلمة، لا عبارة، لا مانشيت، لا شيء!
قاسية هذه الخسارة، ثقيل جداً هذا الفراغ. مربك هذا العراء.
«السفير»، في سفرها الأخير، قالت ما قالته على امتداد عقود، ثم انتهى القول.
تغادر وتظل مقيمة في الزمن وفي جلال الذاكرة. دخلت التاريخ بختم الكلمة ومشقة الموقف وخطر التحدي. بعدها، غداً، لا يشبه الأمس بالمرة... فراغ كبير صباحي. قهوة مرة بلا مانشيت. طعم النهار يلامس العلقم: لا يعرف الشوق إلا من يكابده.
مبنى صامت. لم يعد لها مكان إقامة في أي مكان. «لكِ يا منازل في القلوب منازل». المتنبي اختصر الأزمنة باحتضان العاطفة لتحولات الأيام... الصمت الجليل يسكن الجريدة.