إن المشهد المقلوب الذى وجدنا فيه قطر تحت الحصار العربى فى حين أن إسرائيل يغازلها بعض العرب وتتمدد وتختال فى محيطنا الإفريقى هو تعبير عن الانقلاب الحاصل فى الخرائط السياسية العربية التى تشوهت وانقلبت فيها الموازين والمعايير، وهو ما أوصلنا إلى المشهد العبثى الذى أصبحنا نعانى منه، نكاد لا نصدق أحداثه وعناوينه.
ليس هناك ما يدعو إلى الدهشة من تصريح دونالد ترامب، بشأن "القادة الذين أشاروا إلى قطر عند حديثه عن مواجهة الإرهاب"، فالثابت أن هؤلاء "الذين يقودون" يمارسون الوشاية ضد الأشقاء منذ أمد بعيد، بل إن بعضهم تخطى مرحلة الوشاية إلى "الإبلاغ" بالمعنى الاستخباراتي المباشر.
بلهجة سورية استفقت على وقع أشباح صور المتحف اللعين، لا أريد أن أتذكر تفاصيل اللوحات الواهنة اللعينة وتلك الأشكال التي لا تليق بمفهوم الشكل ولا بمفهوم الفن، الضوء الخافت وصوت يقزز الذات منبعث من مصابيح مصلوبة على الأرض.
إن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة، وإذا كنت تعيش على مناطق استراتيجية دولية مهمة، ولا تملك القوة الكافية، فحتماً لا يمكنك العيش في سلام بمفردك، سيتدخل الكبار لفرض وصايتهم عليك وسيلعبون بمكوناتك الداخلية لتكون أليفاً مسالماً وفق صناعتهم أطول فترة ممكنة.
وهناك كثيرون يعتقدون أن التعميمات والأحكام المسبقة والجاهزة سهلة، نعم هي سهلة في اللفظ والخروج من صعوبة التفصيل والتخصيص، ولكنها تخفي وراءها ظلماً لمن أطلقها وظلماً لمن أُطلقت عليه، أما الجور الذي يتحمله قائلها فإنه قد عمَّم وأصدر حكماً دون حيثيات صادقة وتحمَّل وزر ما قال، وهو أيضاً يخسر من ناحيتين:
ولكن ما معنى أن يكون الإنسان خائناً؟! سؤال أحببت أن أطرحه على نفسي وعلى الآخرين علّنا نصل إلى إجابات أكثر عمقاً من الإجابات المُعتادة التي نعرفها جميعاً، إجابة تُحلل فعل الخيانة، والمصير المحتوم لمن يقدم عليها، ويستسلم لضعف نفسه وشيطانها القائم كحسيس النار المُتأججة التي تلتهم الأخضر واليابس؛ ليرتكب أبشع جريمة في حق نفسه والآخرين من أجل دنيا فانية زائلة بين لحظة وضحاها.
التخرُّج.. كلمة ليست جديدة على مَسامِعنا بالتأكيد، فكثيراً ما نسمعُها تُقال حَولنا، ومنّا مَن له أقارب مرّوا بهذه التجربة وقاموا بوصف بعض لحظات يوم تخرجهم، ومنّا مَن كان شاهداً على حفل تخرج أحدهم.. حسناً، على أية حال لم أكن واحداً من أولئك الذين كان لهم فرصة حضور حفل تخرج أحدهم مُسبقاً.
ولدي الحبيب.. لا أخفيك سراً كنت دوماً قلقاً من أجلك، أخاف ألا أستطيع أن أربيك كما يجب، كانت الحياة تأخذني عنك وعن أختك، كنت كغيري ينشغل بحاضره عن مستقبله، وكان المستقبل لي ليس إلا قلقاً وهاجساً، ولكنك الآن تبدو لي وكأنك جائزة القدر ومكافأة الأيام.
شكلت إجابتها صدمة بالنسبة لي، فهل من المعقول أننا ما زلنا نحصر تربية الولد في الجرأة والصوت العالي، وتربية البنت في الخجل والانطواء؟ هل من الطبيعي بعد كل ما نواجهه من مشاكل اجتماعية رهيبة بسبب التربية الذكورية، نجد أنفسنا نربي الأجيال الجديدة على الأخطاء نفسها التي تسبب فيها من قبلنا على طريقة "اكسر للبنت ضلع"؟!
عَلَّمَنِي الفَاروقُ عُمَرُ بنِ الخَطَّاب -رضي الله عنهُ- أنَّ مَنْ نَصَحَنِي بِوَجْهِي فَقَد أَهْدَى إلِيَّ هَدِيَّةً وَأيُّ هَدِيَّةٍ، عَرَّفَنِي بِعيوبِي.
الآن يطالب الديمقراطيون بمحقق خاص في قضية التدخل الروسي في الانتخابات، وعدم تجاوب ترامب مع ذلك سيقوي الاتهامات التي بدأت توجه سراً الآن إليه لإعاقته العدالة، مما يضع ترامب على نفس الطريق الذي كان يسير فيه نيكسون.. الفارق فقط أن أفراداً في الحكومة الأميركية استقالوا احتجاجاً على فضيحة نيكسون، بينما موظفو إدارة ترامب يدافعون عن أفعاله حتى النهاية!
غالباً ما تكون الصورة التي يتضمّنها هذا النمط الأدبي في غاية الدقّة والجمال، غير بديهيّة ولا قريبة المأخذ؛ لأن السر في جمال التبريعة هو قدرة المرأة على اختصار ما يجيش في خَلَدها من مشاعر في شطرين من الشعر لا يتجاوزان في الغالب 5 كلمات، وذلك غاية الحكمة ومنتهى الجمال؛ لأن الاختصار أولى من الإسهاب فيما لا تعبر عنه الكلمات.
من الصعب القول إن الدولة التي تقوم بطرد شعب ينتمي لجنسية معينة هي دولة تقدم على ذلك الفعل لتكافح الإرهاب. فاستخدام القوة البيروقراطية لطرد البشر عشوائياً، وتهديد استقرارهم على ذلك النحو، هو إرهاب هدفه تحقيق هدف سياسي
ولكن رمضان رابعة كان كالحلم الذي لم نستيقظ منه بعد، وكالمرض الذي لم نُشفَ من سقمه، بل نحب هذا السقم؛ عشنا هناك ما لم نختبره من قبل، لوهلة من الزمن تخيلنا الصحابة يَمُرون من بيننا، وعشنا جواً من التاريخ كأن شخصيات الكتب التي تربينا عليها تعبر من بيننا.
لم أتعجب إلا من ردة فعلي، هل حقاً نجحوا في جعلنا شعوباً أليفة وهيّأوا أدمغتنا على قبول سمومهم وقراراتهم وتصريحاتهم وأفعالهم دون الرفض أو حتى التعجب؟! هل حقاً نجحوا في جعلنا مُهيأين لجميع أفعالهم وقراراتهم الديكتاتورية؟! هل حقاً جعلونا ننتظر القرار الديكتاتوري القادم ونحن مُهيأون تماماً لتخطيه؟!
نحن -الرجال- نقرر أن نكون أشداء على كلِّ مَن خلق الله، إلا شخصاً واحداً نستثنيه من شدتنا وجبروتنا، وعادة ما يكون هذا الشخص "امرأة"، قد تتغير من وقت لآخر تبعاً لتطور الحياة، لكن مهما تغيَّر هذا المُستثنى من جبروتنا سيبقى المكان محجوزاً لامرأة، ندع لها كل زمام الأمور في العلاقة
بعيداً عن المواقف السياسية لقطر، والتي نختلف أو نتفق معها، لكنها لم تعامل المواطنين بناء على المواقف السياسية وإلا كانت قبل سنوات قامت بطرد آلاف المصريين وإرجاعهم إلى بلادهم، بلا وجع قلب ودماغ.
سرحت بخيالي في تلك الكلمات القليلة، ولكن تطرق تفكيري إلى المسلمين أنفسهم الذين أصبحوا مسلمين بالفطرة، لم يهتموا ليعرفوا عن دينهم الكثير، هل هربوا من تعاليمه الذي لم يكن على أهوائهم؟ أم أنهم لم يتربوا على أن يكون دينهم في أولوياتهم؟ وهل يحتاجون لنفس الفرصة من الله؟
جعلنا العالم بأسره يسخر من العقل العربي صاحب هاشتاغ بنت ترامب، لقد وضعوا المرأة السعودية في موضع لا يليق بها أمام إيفانكا، لقد تهافت الكثير من المواقع الإعلامية لسؤال المرأة السعودية: ما الذي يوجد في إيفانكا ترامب ولا يوجد هنا في المرأة السعودية؟