اليمن
جسم أبيض يتراءى لنا من بعيد وسط برد الصحراء وسرابها. يبدو للوهلة الأولى خدعة بصرية. نواصل السير دون التفات، فلا يقطع تحليق الطيران المستمر وأصوات الانفجارات حديثَ المقاتلين اليمنيين وشرحهم تفاصيل المعركة، ومجريات «مصيدة الصحراء» (الأكبر في تاريخ الزحوف على ميدي). لا نعلم كم مشينا على الأقدام منذ تركنا سياراتنا، لكن المقاتلين يبشروننا بأنه تنتظرنا قصص ستنسينا عناء السفر. وكي نسلم من نيران العدو ونحن نقتربُ منه علينا أن نكون حذرين دون مبالغة. الفضول يطغى على الخوف والقلق، لكن المغامرة بدأت مع ظهور الأدخنة التي تلوح في الأفق
تجتاح اليمن أوبئة عدة تصدّرها الكوليرا الذي بات يفتك بالعشرات كل أسبوع، وأكثر ضحاياه هم من الأطفال. مناشدات أممية شبه يومية لم توقف الجنون الدائر في اليمن، بل سارعت حكومة عدن إلى استغلال الأزمة مطالبة ما يسمى المجتمع الدولي بالعمل لتسليم ميناء الحديدة بالسياسة... بدلاً من الحرب
أعلن تحالف العدوان تعرّض ناقلة نفط لإطلاق قذائف «آر بي جي» أثناء سيرها في باب المندب، في وقت وصفت فيه صنعاء الأمر بـ«مسرحية أميركية». كذلك رحّب «التحالف» بتصريحات ولد الشيخ التي طالب فيها «أنصار الله» بتسليم ميناء الحديدة لجهة محايدة
هجوم أميركي جديد بذريعة محاربة «القاعدة» راح ضحيته مدنيون، بينهم أطفال. بالتوازي مع ذلك، نفّذ تحالف العدوان غارة على مدنيين ومسعفين جاؤوا لإنقاذهم، في وقت تعيش فيه عدن أزمات متتالية في قطاعي الكهرباء والمطار
وصل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة صنعاء أمس، في إطار جولة إقليمية لإحياء المشاورات المتعثرة منذ أواخر العام الماضي، وإبرام «هدنة إنسانية» جديدة قبل شهر رمضان. وفي مطار صنعاء، حيث تجمّع عدد من المتظاهرين احتجاجاً على زيارته، قال ولد الشيخ في تصريح صحافي إنه ينوي «مناقشة توفير ممر إنساني لميناء الحديدة ومنع مهاجمته». وتعليقاً على الزيارة، قال المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، إن «تعامل الأمم المتحدة مع القضية اليمنية بات يمثّل دعماً للعدوان وتستراً عليه»، معتبراً أن «استمرار اللقاءات مع الأمم المتحدة بات جزءاً من العبث».
(الأخبار)
غداة تظاهرة ضد زيارة دونالد ترامب إلى السعودية شهدتها صنعاء، احتشد الجنوبيون في عدن إحياءً للذكرى الـ23 لإعلان «فك الإرتباط» عن «الجمهورية العربية اليمنية»، في مشهد يجسّد حالة الانقسام التي يشهدها المجتمع اليمني
في مجزرة جديدة لتحالف العدوان في حربه على اليمن، قُتل أمس 23 مدنياً في محافظة تعز. وذكرت وكالة «سبأ» الرسمية أن «غارة جوية شنّتها طائرات العدوان... (تسببت) في قتل مدنيين من بينهم نساء وأطفال».
في الوقت نفسه، نقلت وسائل إعلام عن مصدر عسكري موالٍ لحكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، تأكيده أن غارة للتحالف «قتلت 20 شخصاً عن طريق الخطأ».
وتأتي هذه المجزرة بعد أيام على مصادقة الولايات المتحدة على صفقات أسلحة كبيرة لدول «التحالف»، رغم التأكيد المستمر من المنظمات الدولية لارتكاب العدوان مجازر بحق الشعب اليمني خلال العامين الماضيين.
(الأخبار)
لم تمرّ أيام قليلة على إعلان «المجلس الانتقالي الجنوبي» نفسه حتى صدرت مواقف داخلية وخارجية عدة ضده، حتى إن الإمارات العربية التي يحسب عليها مسؤولو هذا المجلس (الموجودون حالياً في السعودية) أعلنت فتح «خط رجعة» عنه
«انشقاق» جديد يولد في الجنوب اليمني سببه قرارات عبد ربه منصور هادي الذي أغضبه تأسيس من طردهم مجلساً جديداً. لكن في الوقت نفسه، رأت «أنصار الله» في هذا المجلس المكوّن برعاية إماراتية ترسيخاً لنظام الاقتطاعات الذي تدعمه واشنطن
تعدّدت الأسباب والموت واحد، عبارة تختصر حال اليمنيين بعد أكثر من عامين من القصف والحصار. فمن لم تسقط عليه صواريخ التحالف، أو تخرق جسده نيران المجموعات المسلحة المتناحرة... يلاحقه سيل من الأوبئة التي أعاد العدوان إحياءها