يستحوذ المسلسل المصري «حلاوة الدنيا» على اهتمام عدد كبير من المتابعين على صعيد العالم العربي. لا تفسير محدّداً لهذا الواقع، لأنّ عوامل كثيرة تسهم في نجاح العمل الذي كتبه تامر حبيب وأخرجه حسين المنباوي. يتتبع المسلسل قصة «أمينة» (هند صبري)، الصبية الناجحة في عملها التي تستعد للزواج بحبيبها «عمر» (هاني عادل). أثناء خضوعها للفحوص الطبية التي تسبق الزواج، تكتشف «أمينة» أنّها مصابة بسرطان الدم، لتبدأ الحرب مع المرض الخبيث.
وتتخلل هذه المهمّة الشاقة تطوّرات كبيرة على صعد مختلفة من حياة الشابة وعائلتها المؤلفة من والدتها «ناديا» (أنوشكا)، وجدّتها «زوزو» (رجاء الجداوي)، وشقيقتها الصغرى «عليا» (سلمى أبو ضيف). إضافة إلى القصة الإنسانية التي تفيض بالمشاعر الإنسانية بحلوها ومرّها، والحبكة المقنعة والمترابطة، والأحداث التي لا تعاني من البطء والتي تحاكي حياة المشاهدين اليومية، يبرز أداء غالبية الممثلين كلاعب أساسي في النتيجة التي يحققها العمل حتى الآن. فإلى جانب الأسماء التي سبق ذكرها لا يمكن إغفال التونسي ظافر العابدين والممثل المصري مصطفى فهمي.
هذا ما تثبته الحلقات العشر التي عُرضت حتى كتابة هذه السطور. صحيح أنّ دورها في مسلسل «حلاوة الدنيا» ليس مركّباً مثل الشخصيات التي حرصت على تجسيدها في أعمالها الأخيرة، لكنّ ظهورها بثوب «سارة»، جارة «أمينة» وصديقة عمرها، سيكون علامة فارقة في مسيرتها التمثيلية.
«سارة» إمرأة مطلقة تسكن مع والدَيْها وإبنها الوحيد «زياد». سبق أن عملت مضيفة طيران، وتجمعها علاقة شبه عائلية بـ «أمينة» وأهلها. على بساطتها، توصل حنان مطاوع هذه الشخصية إلى المشاهد بحرفية واضحة. فهي شابة ثلاثينية غاية في العفوية والطيبة وخفة الظل و«الجدعنة»، تغطّي حساسيّتها الزائدة وانعدام الأمان الذي تشعر به بصوتها العالي وحركاتها «المجنونة».
في خضم مشهد يبعث على البكاء، تستطيع حنان مطاوع بعبارة غير متوقعة أو حركة تؤديها بوجهها أو جسدها أن تجعل الضحكات تتغلّب على الدموع. هذا الصدق في الأداء، قّرب الشخصية من قلوب الناس، إلى درجة راح روّاد مواقع التواصل الإجتماعي قبل أيّام يقارنون بين أن يكون للمرء صديقة مثل «سارة» أو صديقة مثل «ليلى». هذه الأخيرة خبيثة ووصولية وغدّارة، تجسّدها ببراعة الممثلة المصرية زينة في مسلسل «لأعلى سعر» (كتابة مدحت العدل، إخراج محمد جمال العدل) الذي تتشارك بطولته مع نيللي كريم (جميلة) وأحمد فهمي (هشام). في هذا العمل، نحن أمام «صديقة عمر» من نوع آخر، يدفعها حقدها وغيرتها وطمعها والشرّ الذي يسكنها إلى تدمير كل ما ومَنْ حولها.
يذكر أنّ مطاوع تطل في عملين رمضانيين آخرين هذه السنة، هما:
«طاقة نور» (تأليف حسان دهشان، وإخراج رؤوف عبد العزيز)، و«هذا المساء» (قصة وإخراج تامر محسن).
*«حلاوة الدنيا»: يومياً 15:00 بتوقيت بيروت على «mbc دراما»، و00:00 على cbc