توقعات بأن تضع الرياض حداً لنشاطاته غضب سعودي من زيارة أنور عشقي لإسرائيل واتهامات له بـ«التطبيع»

الرياض – «القدس العربي» : تؤكد ردود الفعل الغاضبة للسعوديين على زيارة مدير مركز جدة للدراسات الاسترايجية السعودي أنورعشقي أنه استعجل وذهب بعيدا في اتصالاته مع دولة الاحتلال بشكل يوجب أن تضع الجهات السعودية المعنية حدا لاتصالاته مع الإسرائيليين وتوضح حقيقة موقفها من نشاطاته.
وقد صب السعوديون نيران غضبهم على عشقي ، وفتحوا وسما «هاشتاغ « بعنوان «أنور عشقي في اسرائيل»، واستنكر مغردون سعوديون الزيارة، واعتبروها تطبيعا مع دولة الاحتلال، يخالف نهج المملكة العربية السعودية.

استنكار واسع

من جانبه كتب الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله مستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وهو من الذين كشفوا عن الزيارة، في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «جنرال سعودي سابق أنور عشقي يزور إسرائيل ويلتقي مدير وزارة خارجية العدو.. أدين الزيارة وأتوقع ردا سعوديا رسميا وشعبيا رافضا». فيما قال الإعلامي السعودي المعروف، جمال خاشقجي: «أشارك في إدانة الزيارة، والمملكة في غنى عن فتح هذا الباب، اللهم أسألك حسن الخاتمة».
وتابع: «لم اسمع من أي مسؤول سعودي تعليقا على زيارة أنور عشقي لإسرائيل ، ولكني واثق أنهم لا يقبلون بذلك ولم يسمحوا بها. بينما كتب النائب الكويتي السابق وليد الطبطبائي: «كمواطن خليجي أرفض ما قام به عشقي من زيارة خبيثة لفلسطين المحتلة والالتقاء بمسؤولين صهاينة هناك». أما الإعلامي السعودي فهد السنيدي، فقال:» لو سافر مواطن للسياحة في تايلند لسحب جوازه وعوقب وهو مسكين يتمشى.. ننتظر ماذا سيفعلون بأنور عشقي الذي زار دولة العدو الصهيوني»
ونشر النشطاء على «تويتر»، تغريدة لفقرة في الجوازات السعودية تشير فيها إلى أن الدول الممنوع السفر إليها هي إيران وسوريا واليمن والعراق والأراضي المحتلة إسرائيل وتايلاند.
هذه الضجة وهذا الغضب دفعت عشقي الى التصريح في موقع صحيفة الكترونية مقربة من الحكومة «سبق « يوضح فيها ان زيارته كانت الى رام الله ، وانه اقام في القدس قائلا «هذه الزيارة لم تكن لـ إسرائيل كما يُروّج لها، بل إنها جاءت بمبادرة فلسطينية».
وأضاف: «الإسرائيليون كتبوا أني زرت (إسرائيل)؛ لأنهم يعتبرون القدس إسرائيلية، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناءً على مبادرة السلام التي وضعها الملك عبدالله، رحمه الله».
ورغم أن السلطات السعودية كانت حتى يوم أمس ملتزمة الصمت تجاه الزيارة الا ان باحثين وسياسين سعوديين ومنهم خاشقجي يتوقعون ان تتخذ السلطات السعودية موقفا من اتصالات عشقي مع اسرائيل لاسيما بعد زيارته الاسبوع الماضي الى القدس المحتلة ولقائه ببرلمانيين ومسؤولين اسرائيليين .
ولوحظ ان وسائل الاعلام السعودية ومعظم الخليجية تجاهلت زيارة عشقي لإسرائيل .
ولكن لاشك ان وسائل الاعلام الاسرائيلية أثارت ضجة كبيرة حول هذه الزيارة واعتبرتها بداية التطبيع السعودي مع إسرائيل. الاعلام الاسرائيلي والسلطات الاسرائيلية يهمها الترويج للتطبيع السعودي مع اسرائيل، وتتحدث عن المصلحة المشتركة بين الرياض وتل ابيب في معاداة ايران وتسرب اخبارا كاذبة عن سعي سعودي للتعاون أمنيا مع الاجهزة الامنية الاسرائيلية. وكل هذا وسط صمت رسمي سعودي، يجعل الاعلام المعادي للسعودية واعداء المملكة يتحدثون عن تطبيع سعودي مع دولة الاحتلال. ومما يزيد من الاتهامات ان السياسة السعودية الحالية ببرغماتيتها اصبحت ايران شغلها الشاغل.
مركز الدكتور عشقي اساسا هو مركز دراسات تخصص في اعداد الدراسات والتقارير المتعلقة باسرائيل ومتابعة كل ماينشر ويصدر من مواقف اسرائيلية تجاه السعودية، وبيع هذه التقارير والدراسات الى بعض الجهات المسؤولة في السعودية، ويعتمد في ذلك على باحثين واكاديميين فلسطينيين . وتحت غطاء هذا المركز بدأ الدكتور عشقي المشاركة في ندوات بحثية وسياسية يشارك فيها اسرائيليون ويلتقي معهم ، ثم تابع ذلك باللقاء مع مسؤولين اسرائيليين سابقين ، وهو يعتقد انه يعمل بذلك على اقناع الاسرائيليين بمبادرة السلام العربية . ولكن الاسرائيليين بالطبع لا يريدون مبادرة السلام العربية بقدر مايريدون الترويج في الرأي العام العربي للتطبيع.