في المشهد الشهير من مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، يحكي سرحان عبد البصير (عادل إمام) قصة دخوله السينما ثم بكائه الشديد أثناء العرض "وبطلوا الفيلم وولعوا النور وأنا أعيط، وجاء مدير السينما والموظفين وأنا أعيط، المواصلات وقفت وأنا أعيط، وجاء المحافظ ومدير الأمن والعالم وأنا أعيط
أوقفني ذلك التعبير وأعادني 7 سنوات للوراء عندما قاله لي أحد المدربين في نادٍ لكرة القدم كنت أرتاده، فترة كنت أركض بها دونما تعب وأستمتع بالمراوغات والأهداف، أيام من الجهد البدني وحدها من صنع قدمي القويتين الآن، مستقبل رياضي لم يكن ليتوقف إلا بفعل مرض "الأرتيكاريا" اللعين الذي عاش داخل دمي وجعل 3 دقائق في ملعب ما كفيلة بتغليفي بطفح جلدي قوي، كم أنا حاقد على هذا المرض!
في طابور الزيارة أراقب فتاةً -ربما شدني جمال وجهها وحسن طلتها في بداية الأمر- تقف وحدها، لا تهتم بأحد، لا تتبادل أطراف الحديث كما يفعل الجميع ليمر الوقت الثقيل، لا يبدو عليها شيء وهي تحمل الحقائب الثقيلة بمفردها، تقف أمام الشرطي بلا مبالاة تامة، يفتش حقائب الزيارة مرة، ومرة أخرى، ومرة ثالثة، لا يظهر عليها انزعاج ولا ارتياح!
لم تكن تركيا بالنسبة إلى الأميركيين، ولا سيما في الحقبة التي تلت انتهاء الحرب الباردة، سوى جزء من السياسة الأميركية الإقليمية في احتواء العراق وإيران، وتدعيم عملية السلام في الشرق الأوسط من طريق توسيع التعاون التركي - الإسرائيلي، بالإضافة إلى مراوغة موسكو وطهران
وكالعادة ولمن يعرف إسطنبول، فدائماً ما تدفعني أزمة السير وزحمة الطرق للنزول من الحافلة قبل الوجهة المطلوبة بمحطات، وإكمال السير مشياً حتى لو كان لمدة طويلة. بالنهاية المدينة تحبّ المشّائين في دروبها، ولا تبخلُ عليهم بخباياها الجميلة دوماً.
في هذه البلدة الصغيرة، تكثر مشاكل الإرث، وطالما حلّ الظلم، فالطرف الضعيف دوماً هنَّ البنات، مأكول دوماً حقهن، مهضوم بلا عناء.. لن يمنعك مانع، ولن يزجر سوء صنيعك زاجر، فرأس الكل موبوء بذات البطحة!
إن أسعدَ الناس في هذا العصر أذكاهم عقلاً، قد لا ترى في أعمالهم بنياناً وقصوراً، وكأن للحرب إلهاً عظيماً نافذاً لا يُرد قضاؤهُ، فكل الملوك كانت مسلّطة وجاء الحصادُ لها ولغيرها.
فعندما تكون أكبر همومنا هي امتلاك آخر هاتف من سامسونغ وقضاء عطلة الصيف في مكان لم يسبقني إليه أحد أصدقائنا وارتداء ملابس على الموضة والأكل في ذاك المطعم، وشراء تلك السيارة، حينها فقط يجب علينا أن نفكر فيمن لا يملكون حيزاً للمنام ولا حيزاً للأحلام ولا حتى للحياة! لأنهم لا يؤمنون بالغذ يرونهم شيئاً مخيفاً وهم يهابون الشتاء والثلوج في شهر يناير/كانون الثاني ويهابون الحر والجفاف في شهر أغسطس/آب ولا مفر.
وما يتناساه الكثيرون، إن أغلب الكوارث الإنسانية التي ارتُكِبَت في هذه المجالات كانت في الأساس من رجال، رجال تحكمت فيهم تقلُباتهم المزاجية أو عدوانيتهم لشخص ما أو عدم قدرتهم على مواصلة العمل تحت الضغط أو ببساطة كونهم أشخاصاً لزجين -كأغلب موظفي الحكومة-
تَخَيل أنك نملة صغيرة تمشي على رداء مطرز بالورود البيضاء والخضراء، وكلما مررت على وردة بيضاء، ما تَلبثْ أن تنتهي وتجد وردة خضراء بزغت من حيث انتهت البيضاء، فكثرة تتابع النمط قد يجعلك تستنتج أن الورد الأبيض لا بد وأن يليه ورد أخضر، وأن هذه أحد قوانين الطبيعة الحتمية
وبما أنه المصدر المادي الوحيد لهما فإنهما مجبران على السكوت وتنفيذ الأوامر والانصياع لرغبة الأولاد بكل الأمور، سواء كانت صحيحة أم خاطئة؛ لأن سلطة المال هي السلطة الأقوى ولا مجال للأهل لممارسة سلطتهم كآباء
اذا لم تستطع الانتظار 4-5 ساعات بدون جوع بعد هذا الفطور أو إذا لم تستطع أن تقاوم تناول أي شيء بعد ساعتين فاعلم أنك تناولت شيئاً في الفطور أضر بصحتك!
بحثت في جوجل حين شرعت بغمس قلمي في قارورة العطر؛ لأكتب عن المرأة السورية، فإذا بي أجد محركات البحث تأخذني إلى معانٍ كلها تقريباً تصب في "جماليات" المرأة السورية الشكلية، وأنها صاحبة التصنيف العالمي في مملكة الجمال الأنثوي
لا تحلم سلطة عبد الفتاح السيسي بأكثر من إشعال حرائق الشك في كل شيء، كما هو حاصل الآن، بل أنها تعرف جيداً كيف تتفنن في إشعال "حرائق اليقين"، على النحو الذي يضمن لها السيطرة منخفضة التكاليف على العقل الجمعي.
كان من أوائل قراراته الرئاسية هو الطلب من جميع الوزراء الكشف عن أرصدتهم وممتلكاتهم، وهدّد بإقالة أي وزير لا يكشف عن ذلك ولا يوقع على تعهد بالنزاهة، ثم خفّض عدد الوزراء من (30) وزيراً ليصبحوا (19) وزيراً فقط.
كانت محاولة الفارابي و ابن سينا من المحاولات المبكرة في التراث الإسلامي لحل معضلة التعارض بين المقولات الدينية وبين النتائج الفلسفية التي ورثوها وآمنوا بها عن الأساتذة اليونانيين والهلنستيين. وقد رفض ابن سينا الاعتماد على استراتيجية التأويل، أي صرف النص الديني إلى معنى محتمل وإن كان ليس ظاهرا ليوافق المقولة الفلسفية
على سبيل المثال، في المدرسة الثانوية، في 2007، قرأتُ عن حادثة الصحفي التركي الذي قتل على يد تركي قومي، بسبب نقده اللاذع لحادثة سياسية ما. تذكرت هذه الحادثة مع مقتل الصحفي محمد العبسي، الذي قتله الحوثيون في ديسمبر/كانون الأول الماضي
يظل العلماء والمخترعون يعملون بجهد وعرق لسنوات عديدة حتى يتوصلوا لنتائج وقبل تاريخ الإعلان عن النتيجة، تكون حياتهم عبارة عن لحظات من الفشل والانتظار، قد تطول المدة أو قد تقصُر، ولكن من المؤكد أنها تُعلي من قيمة ما توصلوا إليه وتُزيد من معرفتهم بالطرق والوسائل التي يجب تجنبها
طمأنت صديقي بأن اليابان تعلمت الدرس ولا ترغب في إعادة المشهد السابق أبداً، وما زالت تسبح مبتعدة عنه، حتى إن التغييرات التي أقدم عليها آبي كانت تحمل في طياتها نوايا اقتصادية، أهمها اقتحام سوق السلاح بقوة وليس على استحياء كما كان في السابق، فضلاً عن إلحاح الحليف الأميركي على طلب مزيد من الدعم الياباني في المناطق التي تخوض فيها جيوشهم حروباً مختلفة.