في اليوم التالي كانت شقتنا فارغة تماماً إلا من الذكريات، بعد أن حملنا آخر حقائبنا، كانت أمي تغلق الباب حين كذبت عليها بسذاجة وقلت نسيت شيئاً، وما من شيء كان موجوداً، لكني دخلت إلى الشقة وخررت على الأرض ساجداً أقبّلها، وعدت مسرعاً حتى لا يُكتشف أمري
أما وإننا في وطن يعيش هذا التهجين الثقافي، يحبو في ممارسة الحرية، يحبو في ممارسة عدل العولمة، يحبو في ممارسة العولمة أساساً، يحبو في كل شيء غربي، أرى هذا الكائن الضعيف (المرأة) يمارس دوره كقديس في كل فرصة، ويلقي باللوم على الرجل من ضعفه في أي أمر.
صادفت قبل أيام أحد مدبّري الشأن الصحي على مستوى الإقليم؛ حيث كانت له زيارة لأحد المستشفيات بسبب مرض أحد أقاربه، فبادرته بالسؤال هل ترضيك هذه الحالة اللاإنسانية في هذا المستشفى؟ فما كان منه إلا أن تحسر وحاول أن يبرر كل هذا بين لف ودوران، لكن في الأخير استسلم واعترف بأن توجه الدولة لا يرمي إلى النهوض بقطاع الصحة.
إن الحقيقة التي وإن كان البعض يعرفها فقليل ممن يعرفها يدركها والأكثرية تكفر بها، لا أكتب هذا لأستجدي عطف أي ذكري لإنصاف الأنثى، بل لكي أُذكر الأنثى ذاتها بأن أمرها بيدها أولاً، وقرارها ينبع من عقلها، مشاعرها ملكها وحدها، قلبها ليس خردة ليبتاعه عابر سبيل لا يقدره.
فلا جامع بينهم سوى ظل صورة زعيم حزبهم، أو متصدر أسماء ورقتهم، وقد فرض فرضاً بما يملك ما لا يملكه الآخرون من اتفاقيات وتسهيلات وتركات مروراً من أرباب السماوات البلاستيكية المصرة على تغليف قريتي، وكأننا نبات للتجريب الغذائي وكفى.
هؤلاء الأبطال الذين ما زالوا يرتقون خلف بعضهم، فلن يموت الكبار وينسى الصغار، كما يعتقد هذا الاحتلال، فأرضنا ليست عاقراً فهي أم أبطال كثر يحملون هَمّ حب هذا الوطن في قلوبهم، ومهما سُلب من أرضنا فسوف تبقى لنا وتعود لنا يوماً ما.
أخذت القلم منه، وقلت له: دعني أحتفظ به ذكرى إن سمحت، بعينين متعجبتين قال: بالتأكيد هو لك.. هاربة من كل شيء إلا بقلم، هو الباقي حين ينهار كل شيء، ويبقى طرف غصة وقصة على طرف لسانك.
هي الحكومة المغربية التي سيسجل التاريخ أنها الحكومة الأطول من حيث مدة تشكيلها، والتي لم يتأخر لمُّ شمل تركيبتها لتضارب حول التوجهات العامة المراد بها قيادة البلاد، أو لعدم توافق برامج سياسية تعتبر بمثابة ذلك الوعد للفئة الناخبة على الأحزاب المشكلة للحكومة، هذه الأخيرة التي لم يخلق أي فارق تعطل تشكيلها، وبلوكاجها الذي عمَّر طويلاً في الحياة السياسية المغربية، واعتاده الصغير والكبير من متتبعي شأنها.
رغم الأجواء المحيطة رفضت تماماً أن أبدأ في أي علاقة رقمية أو واقعية كانت، ولم تكن نشأتي الملتزمة هي الدافع الوحيد فرغبتي في المحافظة على عذرية مشاعري لأكتشفها أنا ومن يختاره قلبي فلا أستهلكها بلا طائل فيما لا ينفع، مصداقاً لقول أبي تمام "نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.. ما الحب إلا للحبيب الأول، كم منزل في الأرض يعشقه الفتى.. وحنينه أبداً لأول منزل"، إذاً فستكون زوجتي هي حبيبتي الأولى.
إن حياة الغزي ليست مجرد شعارات أو قصص أو أرقام يمكننا أن نرخصها باستخدامنا لها في كتاباتنا أو أحاديثنا وخطاباتنا الرنانة أو النشرات والتحليلات الإخبارية، فلكل منهم قصته وبصمته وظروفه وأهله وأحلامه وطموحاته التي يسعى إلى تحقيقها بشتى الوسائل كغيره من البشر، ولكن لا يسعه إلا أن يتمسك بأمل أن يكتب له القدر أن ينالها يوماً ما.
المجتمعات في هذه الدول تعاني بشكل كبير على جميع الصعد والمجالات، فلو كانت هنالك جائزة نوبل للتخلف والاضطهاد لحازتها هذه الدول من دون منافس، فلقد أبدعت الأنظمة الحاكمة في هذه الدول أيما إبداع في العمل التجهيلي الممنهج الذي تريد به استمراريتها والديمومة لوجودها.
الضربة على هذا المطار الذي لم يسمع به إلا القليل قبل الضربة لن يغير موازين القوى لصالح المعارضة المسلحة، ولن يضعضع قوة النظام أو يخلط الأوراق التي لا يزال يمسك بها داخلياً، ولا سيما في دمشق والساحل السوري.
فما دخل الشيوخ بالسياسة؟!
- لما قلت (الربانيين) لم أقصد كلَّ مَن تسمى شيخاً، بل قصدت فئة خاصة منهم، أعني بهم (العارفين)
كانت هذه أول مرة تنتقل فيها "الحرب" على الحزب الإسلامي من داخل قبة البرلمان، ومن على صدر الصحف والمواقع الإلكترونية، إلى الشارع، مما فتح الباب أمام سيل من التخوفات، خصوصاً مع استحضار ما وقع في مصر قبيل الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي (فكَّ الله أسره).
قبل أعوام أعلن أكثر من ستين دولة عن نواياها بدعم السوريين، وأطلقت على نفسها أصدقاء الشعب السوري، ولكنها لم تقدم المساعدة المادية والعسكرية الدفاعية اللازمة لمقاومة عدوان جيش النظام وأعوانه من المحتلين الروس والإيرانيين والميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية وغيرها
الشيء المؤلم أن هذا الأمر، وهو التعصب للقبيلة، أضحى كحرباء تتلون بألوانها، فانتقل التعصب للقبيلة إلى تعصب حزبي، وتعصب أيديولوجي مقيت وأشد بغضاً من التعصب القبلي، يُعمي الأبصار عن رؤية الحق ويعطل اللسان عن النطق به، فما نجح الشيطان في شيء مثلما نجح في إذكاء نار التعصب، وهو أمر شب عليه الصغير وشاب عليه الكبير
وتبين حجم الاختراق الكبير في صفوف الثورة وهذا أمر طبيعي، فنظام الأسد يمتلك عشرات الأجهزة الأمنية بعناصرها الإجرامية المدربة، بينما الثورة هي ثورة شعبية لا تمتلك أبسط المؤسسات.
لكن لسوء الحظ، عندما يجلس الساسة والقادة العسكريون على مائدة الحروب، تكون العواطف والمشاعر الإنسانية هي آخر ما يدور بخلدهم، فما يهمهم حقاً هي مصالح الأمن القومي الأميركي في الشرق الأوسط والمصالح الداخلية؛ لذلك فهناك ثلاثة أسباب رئيسية محتملة وراء الضربة الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة لقاعدة الشعيرات السورية.
السؤال الذي يحيرني هو: لماذا انتشرت جماعات العنف المسلحة والطائفية في منطقتنا العربية؟ ولماذا هذه الجماعات تريد أن تحكم من خلف الستار وبغطاء سياسي وترمي بالفشل والمسؤولية على غيرها؟!