‏إظهار الرسائل ذات التسميات نميمة ( قصص قصيرة ). إظهار كافة الرسائل

فوطبول


جمع المدرب أعضاء المنتخب الوطني وفي محاولة لشحذ الهمم قبل كأس العالم وقال :
يتعرض فريقنا بسبب أدائه التاريخي ونجاحه المنقطع النظير قبل خمسين سنة ، إلى هجوم حاد وسافر من الفرق المجاورة “ الشقيقة “ قبل “ العدوة “ ، عدا عن أننا نعتقد أن الحكام مرتشون و الكاميرات متعاطفة مع الفرق المنافسة . عدا عن الميزانيات الهائلة لباقي الفرق واستعانتهم بعمال أجانب ..

سارع نبهان قلب هجوم الفريق المشهور بركلته الدائرية الذي تعلمها منذ الطفولة من البطل كابتن ماجد ، وقدمه الذهبية المنافسة لقدم ميسي .. بإعطاء حل للمدرب :
- نحن لها ، سنتدرب كل يوم ، سنلعب “ كفريق “ متكامل ، وسيقوم كل منا “ بدوره “ ..
تجاهل المدرب حماس نبهان وتابع الخطة :

- لاعبي الهجوم مهمتهم البحث عن فضائح الفرق الأخرى ، وليس من الضروري أن تتعلق بأدائهم الرياضي ، فضائح جنسية .. أخلاقية .. سجل دراسي بعلامات منخفضة 
- وماذا لو لم نجد ؟
أجاب بتململ :
- استخدموا مخيلاتكم
أما  خط الوسط مهمتكم أن تتفرغوا للمقابلات واللقاءات والبرامج الصباحية والمسائية على كل الوسائل الاعلامية المعروفة والغير معروفة
والدفاع مهمتكم تعليم جمهورنا الحبيب هتافات تحتوي بالضرورة على الشتائم ..
ولما لم يقتنع نبهان بخطة المدرب أجاب :
- بخصوص الميزانية ، أعتقد أننا إذا اقتطعنا نفقات مساعد المدرب الغير ضرورية تكفي لتمويل فريقنا لسنوات عدة واللاعبون الأجانب .. نستطيع الاستعاضة عن اللاعبين المعينين لدينا بالواسطة بلاعبين جيدين من مواطنينا
فض المدرب الاجتماع سريعا ً .وعلق قرارا بفصل نبهان من الفريق لاقتراحاته الهدامة في وسط تصفيق زملائه ..





وهكذا .. “ هزموا “ …

جاهل


هل علي أن أتصل بها اليوم ؟ لقد أرسلت لي معايدة بقدوم رمضان ، لكن متى يا ترى علي أن أتصل ؟ وبم علي أن أحادثها ؟ إن طلبت مقابلتها اليوم فسنذهب حتما ً لإحدى تلك المطاعم التي يحتل قسم كبير منها شاشة ضخمة ، تغني الناس عن مشقة المشاركة في الأحاديث
لا لن اتصل بها .. فانا اكره الضجيج وأود لو ألتقيها فعلا ً لأعرفها أكثر  ، ماذا لو انتظرت عشاء العمل الاسبوعي وانتهزت الفرصة لأجلس قربها ، لكن منذ أن بدأ رمضان ولا يشغل أحاديث تلك الجلسات إلا المسلسلات والممثلين والممثلات وأنا لا أتابع شيئا ً ولا اعرف من الممثلين إلا قيس الشيخ نجيب الذي بحثت عن صورته على الانترنت بعد ان اتهمتني صديقة متيمة به بأنني " دي مو ديه " ودقة قديمة لأنني لا أعرف من يكون . وتصيبني التأتأة كلما سألني أحد الزملاء عن موعد إعادة مسلسل ، وادعي الضحك على مواقف لم أشاهدها
تراها تعتبرني خجولا ؟ لأنني لا أشاركهم أحاديثهم تلك ؟ يا للمصيبة لو أنها تعتقد أنني افتقر إلى الحس الاجتماعي او إلى موهبة الحديث ، حسنا ً سأوضح لها ببساطة أنني لا أمتلك تلفزيونا ً فأنا أقرأ في اوقات فراغي .. لا لا ستعتقد انني معدم ولا امتلك ثمن الجهاز ، أو لربما اعتقدت اني بخيل ، يا إلهي ما هذه الورطة ؟
حسنا ً سأقول لها أنني لا أمتلك أوقات فراغ أصلا ً بين الوظيفة و مشاغلي الأخرى ، لكنها قد تعتقد أن لا وقت لدي أقضيه معها مما يدفعها بعيدا ً 
سأخابرها على جميع الأحوال ..


- مرحبا أنسة أمل ، أنا سعيد كيفك ؟
- تمام
- هل استطيع أن التقيك في الغد ، أود محادثتك في موضوع مهم
- طبعا ً
- هل الثامنة مناسب ؟
- لا اعتقد ، باب الحارة يبدأ بالثامنة
- التاسعة ؟
- نستطيع ان نذهب سويا ً فنحضر ماوراء الشمس ما رأيك ؟
- العاشرة ؟
- لا متأخر جدا ً
- حسنا ، سنتفق على وقت ما .. أراك في الغد
- نلتقي



 

ربما كان علي أن أجل لقائنا إلى أن ينتهي رمضان .. ربما حينها أكون قد استعدت ثقافتي ولياقتي الاجتماعية ، نظر إلى رفوف الكتب التي تحتل غرفته .. اقترب من الجارور الذي اعتاد أن يضع فيه راتبه ، سحب مبلغا ً من المال واتجه سريعا  ً ليشتري تلفاز ..


p.s  :

TV in my head.... by `gnato

ابتسامة



 " عزيزي المتصل ، إن هذه المكالمة .. مسجلة لضمان حسن خدمتكم "
- اهلا ، معك فراس .. كيف فيني أخدمك ؟
- بدي اسألك ع شغلة بتليفوني عطلانة ، أنا تليفوني نوكيا ..
- عفوا ً بس نحن منعتذر ما منقدر نساعدك بدك تشوف محل صيانة نوكيا ..
-كيف ما فيك تساعدني ، بس انا اخد  الخط  من شركتكم
- بعتذر أستاذ نحنا منقدر نساعدك بامور المختصة بالخط مو بالجهاز

صوت إغلاق السماعة .. ما هي إلا بضع دقائق ، تم استدعائه

 استمع صامتا ً إلى تأنيب مديره المغرور .. ذو الواسطة والذي اتهمه انه لم يبتسم بما فيه الكفاية للزبون الأخير
فكر أنا لم أبتسم ؟  إذا كان هناك ما يجيده في الحياة ، كان الابتسامة ..
 تذكر كيف عاقبه مدرب الفتوة بالدحرجة عاريا ً فقط لأنه ابتسم عندما سئل عن معنى الوحدة العربية
 تذكر كذلك عمله الأول ، في محل لبيع الثياب ليؤمن مصروفه في سني الجامعة، وكيف كان صاحب المحل العجوز المتصابي يوصيه دوما ً " ابتسم يا ابني، الزبون دائما ً على حق " ،
 تذكر كيف كان يضطر للابتسامة مع أصدقائه عندما يسخرون من حذائه ، فلا يجد أمامه إلا مشاركتهم سخريتهم فيخف بذلك ألمه ..
هز رأسه .. لمديره ؟! ووعده أنه سيبتسم أكثر ، حفاظا ً على سمعة الشركة وصورتها الحسنة أمام المواطنين ، ( وتساءل في سره ما جدوى الحفاظ على سمعة شركة الهاتف إن لم يكن هناك غيرها أصلا ً )
 وفي نهاية اليوم .. مر ّ إلى بيت خطيبته .. استقبل نظرة حماته المتعالية بابتسامته الواسعة ..
 جلس مع حبيبته .. زميلته التي وعدته أن تحبه كما هو وتمشي معه الطريق الصعب ، كم وعدته في بداية العلاقة ان الحظ حتما ً سيبتسم لهما .. 
هاهي اليوم أمامه تتلي عليه المصاعب ، الظروف ، تشتكي من ضآلة راتبه ، تسأله عن البيت الذي وعدها بشرائه وفجأة .. صرخت به غاضبة 
- انت دائما ً هكذا ، تبتسم كلما حادثتك بأمر ما ، لماذا لا تأخذ علاقتنا بجدية وتركته هناك وحيدا ً واتجهت نحو غرفتها باكية

 



P.s الصورة ©2007-2010 ~Zombieterra

حج عبدو

باص

إنها المرة الثانية منذ بداية الشهر ، الذي يسعفه فيها الوقت بأن يخرج مبكرا ً من عمله في أحد المكاتب لتحضير القهوة والشاي ، ليقطع الكثير من المسافات مشيا ً على قدميه الكهلتين وصولا ً إلى موقف باص النقل الداخلي .. مكللا ً بقطرات عرقه و قطعة المعروك الذي اشتراها بسعر غال ٍ .. " الله يرحم أيام زمان ، حتى المعروك .. غلي . رمضان ما عاد أبدا ً متل قبل "

الحج أبو عبدو ، لم يعطه الفقر فرصة لتحقيق حلمه بالحج .. لكن الشيب الذي غزا شعره .. دفع الجميع إلى مناداته " حج أبو عبدو " .. ورغم كثرة أولاده لكن الوضع الاقتصادي والغلاء وزوجاتهم عملوا على أن يمنعاه من الحصول على فرصته بالتقاعد .. والراحة

قد يستطيع اليوم أن يصل إلى الإفطار مع عائلته ، فالمكتب الذي يعمل به يقع في أحد الشوارع الفاخرة التي تبعد قرابة الساعة عن بيته

يتزاحم الناس على الموقف فقد اقترب موعد الآذان .. ينظر إليهم حج عبدو بقلق ، أين أنت منهم يا أبو عبدو ، ست وسبعون عاما ً .. لن تستطيع " المطاحشة "

ويمر الباص الأول .. ولا يستطيع أن يجد له مكانا ً فيه

وأخيرا ً تمر ربع ساعة واقفا ً تحت حرّ شهر آ ب ، جلبابه الأبيض .. قد عبق برائحه الكهولة الممزوجة بالتعب والجوع

هو لا يتذمر أبدا ً .. فعليه أن يصبر على ما هو فيه ، لكنه يود فقط لو يستطيع الجلوس إلى مائدة العائلة

" يا رب ما ألنا غيرك " يصعد ويتكأ بصعوبة على أحد المقاعد ، ليس من مكان شاغر

هناك أمامه مباشرة شاب في الثامنة عشرة .. يقترب منه متأملا ً أنه إذا رآ ه سيبادر إلى إعطاءه مكانه لكنه عوضا ً عن ذلك يلقي إليه نظرة فارغة كأنه يتساءل عن جدوى بقاء هذا العجوز حيا ً حتى الآن

تتحرك أحدى السيدات لتعطي الحج مكانها ، لكنه يأبى .. " خسى أبو عبدو ياخد مكان حرمة ؟ "

يسير باص النقل باهتزازته وبكل الناس الذي يحتويهم ، يتوجه ابو عبدو نحو الشاب .. ويطلب منه برفق أن يعطيه مكانه

لكن الشاب يتصرف كأنه لم يسمع ما قاله العجوز ، ويزيد من وتيرة الموسيقى الصاخبة التي يسمعها في سماعات يضعها في أذنيه

فيعود الحج إلى مكانه ، لاعنا ً في داخله تربية هذه الأيام ، وجيل هذه الأيام .. يتذكر بألم .. كيف يصّر أبنه عبدو أن الله غير موجود ويحدثه بكلام كبير .. لا يفقه منه أبو عبدو شيئا ً إلا أنه " كفر " و كفر كبير ..

كيف يكون الله غير موجود ؟ أنه موجود .. أبو عبدو يثق بذلك ويراهن عليه بحياته

سيعطيه في الحياة الأخرى الكثير من الخيرات ..فهو قد صبر كثيرا ً والله رحيم وعادل ، هو لا يفهم كل التبريرات العلمية التي يصوغها ابنه ، فإلهه قد اخترع العلم .. هذا الإله الذي اعتاد أن يسلمه آلام يومه دون تذمر ، يسأله فيمده بالصحة والحياة

تنبعث الأدعية ، من الراديو .. فيستغل الوقت بطلب الغفران له ولولده ولعائلته

يسمع الآذان قبل أن يصل إلى حارته بقليل

حينها فقط يشعر أن قواه كلها تخور ..

“  تأخرت يا أبو عبدو تأخرت ... تماما ً ككل يوم “

 

حلب – باص النقل الداخلي

3/9

( غريبة تجربة الكتابة مع الاهتزاز تبع الباص ونظرات الناس اللي بدها تعرف انت شو عم تكتب  )

ليلى والذئب



كان يا ماكان بقديم الزمان ، في عالم اكثر واقعية .. واقل الوانا ً من عالم الطفولة ، يحكى ان ام ليلى نصحتها كثيرا ً ان تسلك الطريق القصير للوصول إلى بيت جدتها فهذا الطريق المزفت حديثا ً ضمن خطة الدولة الحكيمة في تطوير الأحياء الراقية يمر ببيت ابن صديقتها الثري " عله يراك ويحدث النصيب .. فالفتاة نهايتها إلى بيت زوجها "

ويروى ايضا أن ليلى .. تجاهلت كل تحذيرات امها من الذهاب في الطريق الطويل المهجور الذي يمر بأكواخ المثقفين الذي يقتاتون الكتب .. ويلتهمون الشعر .. ويعيشون على الأفكار ولم تقتنع اطلاقا ً "بأن الثقافة لا تطعمي خبز " و وانطلقت في الطريق تطارد فراشة ملونة ً .. تستمتع بالحرية ..

هناك التقته ..
وللوهلة الأولى تذكرت كلام امها " هؤلاء المناضلين هم ليسوا بشرا ً هم ذئاب تستتر بالفكر، يدعون الحرية ليمرروا إليك الانحلال والفسق " ، تذكرت أيضا ً كم كانت تدعي كل يوم ألا تأتيها ابنتها " ببياع شعارات فقير " ورغم ذلك كله
استجمعت كل انوثتها و اعادت ترتيب .. ثوبها الأحمر .. عّبقت خطواتها بالعطرلكنه تجاهلها بعبادته لكتاب بين يديه ..
ثارت انثاها وجهت إليه حديثها فأجابها بلا مبالاة ٍ واضحة هزت كبريائها ...
في اليوم التالي عادت إليه وطلبت ان يقرأ لها بعضا ً مما بين يديه وللمرة الأولى لمعت عيناه ..
حدثها طويلا ً ..
عن الوطن ، عن الحرية ، عن حق الحياة . حتى أنه قال لها أنها مختلفة عنه لكنها مساوية له تماما ً بالحقوق ، وأصبح يهديها كل يوم كتابا ً لتقرأه
تحولت زيارتها له إلى صلاة اليومية أحبت شراسة نضاله واحب براءة حضورها ،
وذات يوم .. اودعت بعض القوى الخائفة على مصالح الوطن ، صديقها المناضل في قفص ما وتزوج الثري من فتاةصادفها على الطريق القصير
وتحولت ليلى إلى مثقفة عانس، لازالت تحلم بالوطن الذي حدثها عنه
وتمارس كل أنواع الندم لأنها لم تستمع لنصيحة امها بأن تتبع الطريق الأقصر

وتوتة توتة خلصت الحتوتة ..

الرجل الحلم

hug-me-pillow2

عائلتها كمعظم عائلاتنا في الشرق لا زالوا يصرّون أنه لا يجتمع رجل وأمرأة إلا وللشيطان مكان ما ، ولأنهم أهل الفتاة كان من أولى مسؤولياتهم الحفاظ على الشرف الرفيع من الأذى .

فالفتاة المهذبة ملكة البيت وسيدته ، جدرانه أصدقاء عزلتها وككل القصص الخرافية التي يتلونها لنا ونحن صغار كانت تنتظر ذاك الذي يأتي ويحبها وينقذها بقبلة من وحدتها ويتزوجها حتما ً لأن الحب الحقيقي كما تقول والدتها لا يأتي من الشباك بل من الباب فورا ً .

ولأن الفتاة المهذبة لا تكذب على أهلها ، ولأن أهلها لا يعتقدون بالحب دون زواج وهي أصغر من أن تتزوج حالياً .. فأصبحت النتيجة واضحة ، على حلم الحب الجميل أن ينتظر قليلا ً

قد تراها كل يوم من حولك ولا تلحظها فهي لا تبالغ في أي شيء وتحاول حتى إخفاء أنوثتها بثياب فضفاضة ، تسريحتها عادية ٌ جدا ً وكلماتها عادية جدا ً . فهي طبعا ً لا تود أن تبدو " كفتيات هذه الأيام " المتلهفات للفت أنظار الرجال .

وتنتظر أن يكتشفها الرجل الحلم في ركنها الصامت ، وتكبر مع ساعات الانتظار . ترسم له ألف نص وألف خيال وتهدي مخدتها كل الكبت واللذة .

ولكن الريح تعصف بالشرنقة وتلاحظ نفسها كيف أصبحت تغار من كل أنثى جميلة ، من كل عاشقين على مقعد جامعتها وتمارس النميمة بحقد على كل فتاة سولت لها نفسها أن تمزق هذه الشرنقة وتحب لالشيء إلا لأجل الحب ..

وأتى ! هل يشبه الحلم أم لا ليست تدري ، وليست تهتم . فهو هنا ، وهو قريب بما فيه الكفاية ليجسد في شخصه آلهة الخصب والحب

يعاملها برفق وبود الصديقة لكنها لا تستطيع وهي ترتدي عباءة حاجتها الطبيعية للحب إلا أن تفهم كل التفاتة على أنها بادرة ما ، تلميح لشيء سري تفهمه هي فقط ،

كانت تعدّ اتصالاته وتلغي من حساباتها كل المبررات التي يقولها : فهو يحبها لكنه خجول ربما أن يقول ، وتنسج للقصة تفاصيلا ً لا تعود الذاكرة قادرة على التمييز بين الأمنية والوهم .

ولا يتذكر هو عن هذه التفاصيل التي تتعبد لها ، إلا ظلالا ً غير واضحة .

ولأنها " فتاة جيدة " انتظرته سنة كاملة ليخطو الخطوة الأولى وفي السنة الثانية عندما بدأ بالابتعاد قليلا ً ، أوجدت له أعذرا ً لم يطلبها

فهو تارة قد ابتعد لأنه خائف من مشاعره ، أو لعله لم يفهم انها تحبه وتبدأ هنا بلوم أنثاها على تقصيرها تارة أخرى، ولربما .. ولربما

ولا يتبادر إلى الذهن أبدا ً أن حالة الحب هذه لم تخرج من دائرتها هي وأنه هو عندما لاحظ أخيرا ً تفاصيلها الشديدة العاطفية ، بدأ بالابتعاد رغبة في حمايتها هي ..

ولأنها لم تعاين قبلا ً نظرة الرغبة في عيني رجل ، أو سمعت كلمة حب صادقة .. كان رفضه الذي فهمته متأخرا ً الريح التي مزقت آخر أجنحتها

هو يصر على أنها كانت مستعدة لأن تحب ، أي رجل كان ، وأن الصدفة فقط دفعت به في طريق صداقتها . وتصدمها " قدرته على نكران الجميل " كيف لم يقدر هذا " الحب الذي خبأته لأجله فقط طويلا ً " ؟

واليوم من يقول لها أنها جميلة ؟ لربما لهذا جعلتنا الطبيعة نعشق باكرا ً ؟ كي تكون قدرتنا على ترميم أرواحنا المكسرة في اوجها ؟ من يدفعها لأن تصدق أن الحلم لن يأتي إن لم تبحث عنه ، وأن خارج جدران غرفتها وأحاديث النساء الصباحية لا زال العالم يجري جميلا ً . من يمسك يدها لتعبر فوق الرفض إلى الثقة . ويخبرها أنها لن تموت من الخيبة وأن خبرة حب فاشلة لا تعني نهاية العالم

وتحتضن كل ليلة ذات المخدة الصديقة الأقرب لتفرغ فيها هذه المرة .. دمعا ً حزينا

أم ..

نقلت نظراتها بين فستان ابنتها الأبيض ، وتلك اللوحة للرجل الذي أحبته كثيرا ً واحتضنه الغياب . تقاوم الدمعة المشتاقة له فاليوم عليها ورغم كل المعطيات أن تدعي السعادة لأجل ابنتها الجميلة الواقفة أمام مرأتها هناك .
ومرغمة يسرقها الحنين إلى ذاك الولد الذي لم تره منذ سنتين ، نعم هو اليوم على أعتاب تخرجه لكن لا يمنع أنه يبقى " الولد " ويبقى مهما كبر وتطورت قدراته على الجدال والمناقشة واتسعت معارفه ، يبقى طفلها الذي تحبه بكل أمومتها
يقول لها أصدقائه أنه هناك لأن للحرية ثمن ، لكنها لا تريد أن يدفع أبنها هذا الثمن ؟ لم هي دونا ً عن الامهات كلهن عليها أن تدفع ثمن الحرية التي يتحدثون عنها
وما هي هذه الحرية هي لا تهتم ، كلمة لم تدركها يوماً ولا تعرف هل هناك من شخص ما يعرف تماما ً ما هي الحرية .. أتكون الحرية بديلا ً عن ساعات قلقها ، عن الدموع ، عن وحده اخته يوم فرحتها .
هي تقايض هذه الحرية بأن تراه الآن يمسك يد أخته ، يقودها ليسلمها إلى رجلها على المذبح .. أوليس هو رجل هذا البيت الذي كبر مبكرا ً مذ توفى والده !
لماذا يصر القدر بكل عبثيته أن يسرق من حياتها كل الرجال الذين تحبهم !
تبتسم بلامبالاة لمجاملة تلقيها إحدى السيدات " بفرحة كنان ، يا ام كنان " ،
كنان ؟ والفرح ! هل كان عليها أن تترك أخوته هنا وتسافر إليه ، فهو ممنوع من القدوم إليها ولربما هو الأكثر حاجة الآن
لكن يا إلهي ليس من العدالة أن تخير أم بين أولادها ،
العدالة ، الحرية ، الوطن ... كلها كلمات ، فارغة باردة .. كالموت تماما ً
هي تأمل عودته ، وتحسب ساعات غيابه بالشيب الذي يغزو شعرها
يقول البعض أنه " بطل " وتثملها لحظات الفخر قليلا ً لكنها تبقى غير كافية ولكنها لاتريد أن تنجب بطلا ً ، هي تريد ابنا ً عاديا ً جدا ً لكنه يستطيع أن يحيا معهم ، يستطيع أن يكون جزءا ً من تفاصيل يوم عائلتها .
ويلومه البقية " طائش ، متهور ، ألا يعرف أن هناك العديد من الخطوط الحمر " وترغب في الصراخ للدفاع عنه . لكنها لا تدري بم تجيب . ماذا تقول لصراخ الذنب والتساؤلات : هل أخطأت لأنني ساعدته أن يصبح " مثقفا ً " في بلد يعاني من فوبيا الثقافة والمثقفين ؟
آه كم تكره اللون الأحمر ، خطوط حمر ، حرية حمراء .. النتيجة واحدة .. هو ليس هنا وهي تشتاقه وتخاف على غده .. المجهول المعالم
سرقها صوت ابنتها من الواقع إلى ساحة الفرح ، " ماما إنه كنان ، يود أن يبارك لك "
-" مبروك ماما ، والله ولقد كبرت وقريبا ً تصبحين جدة "
-" عقبال عندك ياماما "
لم يخبرها كم هو حزين لأنه هناك ، ومنعته المسافة أن يرى الغصة التي تركها الزمن على جبهتها بعد غيابه .

قصة نرويها لطفل كبير .. " علاء والصندوق "

كان يا ماكان بقديم الزمان بسالف العصر والأوان لحتى كان .
. كان في ملاك شرير بيسرق أحلام الصغار .. كان هالملاك .. أسمو ملاك الخيبة " خوخو " خوخو كان يدور عالناس الطيوبين وبس يلاقين خسرو الامل بشي مرة يصير يتخبى بالمراية تبعن ويحسسن انو هني فاشلين وانو هني ما مناح

وهيك بيوم من الايام كان في طفل اسمو علاء .. هالطفل .. كان عم يجمع احلامو كل يوم قبل ما ينام وكان عندو احلام كتيييييييييييير كبيرة كان يجمعها كل يوم .. ويخبيها مشان بس يصير كبير هالاحلام كلها يلونها ويساويها حقيق
كل يوم يخبي حلم بهالصندوق ويقفل الصندوق بكلمة سحرية وينام
بيوم من الايام هالطفل متل كل الأطفال كان محسب انو كل الدنيا احلام والوان
وبيوم بيكون ملاك الأمل غفيان بيجي خوخو .. بيسرق الصندوق تبع علاء وبيروح بيخبيه وين ؟ جوات حقل بعيد بعيد بعيد وصعب هالحقل اسمو الحب خباه هونيك ورجع
علاء إجى بالليل عم يحلم بدو يخبي حلمو بالصندوق طلع هيك لاقى الخيبة اخدتلو كل احلامو
أجى الأمل قلو معلي يا علاء مندور ع أحلامك من جديد بس علاء .. خلص.
استسلم ما بدو يدور عاحلامو وبدي يستسلم
هادا ملاك الخيبة من وين كان بيستمد القوة تبعو وبيقدر يسكن بمرايتو للواحد كلما الواحد بلش يفقد الامل كلما بيربح ملاك الخيبة
وهيك شوي شوي ملاك الخيبة سكن بالمراية تبعو لعلاء كبر علاء ونسي الصندوق تبعو ونسي احلامو صار كل يوم يشوف هالمراية السحرية المسكونة ب خوخو ويشوف حالو غبي
اي اي هيك نظامي يشوف حالو غبي
لك هو ما غبي هو حلو و طيوب وكويس بس المراية لأنو فيها خوخو ما كان تخليه يشوف الحقيقة يوم بعد يوم .. وعلاء عم يقتنع انو هو ما فينو يعمل شي وانو هو خلص هيك وانو وانو وانو ونسي كل شي عن الامل وعن صندوق احلامو
وبمرة من هالايام اجى ملاك الامل لعند الله قلو ما معقول تخليه لعلاء .. يغرق بالخيبة اسمحلي بفرصة بس قلو الله لك هادا علاء ما في امل منو قام ملاك الامل .. قلو مستحيل شوف قلبو قدي ابيض وطيوب قام الله قلو إذا فتت لقلبو وشفت قلبو نقي رح اسمحلك بفرصة بس إذا كان قلبو اسود رح سلمو لخوخو للأبد
بس ملاك الامل كان عندو ثقة كبيرة كبيرة بقلبو لعلاء لهيك وافق مع الله راح الله لقلبو لعلاء شاف انو كل الخيبة والقصص السيئة اللي عم تصير معو ما خلتو يصير اسود وانو صحي خوخو سكن بالمراية بس ما سكن قلبو لعلاء
قام هيك رجع الله وسمح لملاك الامل يتدخل
اجى ملاك الامل قلو لعلا ء : يا علوئة تتذكر .. صندوق الاحلام تبعك انت وصغي
ر علاء :لأ ما بتذكر
لك يا علاء كل يوم تخبي فيو حلم وتقول بس تصير كبير بدك تلونو وتحققو
لأ ما بتذكر
بس ملاك الأمل يأس ؟ لأ ما يأس كل يوم يحاول يحاول يحاول لحتى بيوم من الايام علاء .. قلو لملاك الأمل خلص حل عني رح روح شوف وين هالصندوق
قلو هالصندوق انت لازم تدور عليه هو خوخو خباه بحقل الحب
قام علاء كان محسب حالو حبيب زمانو قلو بحقل الحب لك مو هادا الحقل اللي كل الناس بتحكي عنو سهل أخد حالو وراح يدور بهادا الحقل اللي كل الناس بتحكي عنو بعد ما فتل فتل فتل لاقى بأرض الحقل .. آرمة مكتوب عليها " حقل حب الذات فعرف انو الناس ما كانو عم يحكو عن الحب كانو مخربطين كانو عم يحبو حالن ومحسبين انو عم يحبو حدا تاني فقال لأ معناتا ما هون صندوق
ي طلع ..
راح لحقل تاني مكتوب عليه جنس شو حسب انو حب جنس كلو متل بعضو لاقى هونيك صندوق وكيف قال ليكو صندوقي وفرح فرح فرح فتحو بسهولة يلاقي فيه فقاعات صابون يجي بدو يلونها تفقع مافي شي ؤحس انو هو هالصندوق ما بيشبهو ما بيعنيه
هلق يوم ورا يوم وعلاء عم يدور على .. هالحقل وشوي شوي يلاقي الطرقات بديت تصير مهجورة انو شكلو هالحقل كتير قلال الناس اللي وصلانتلو وهيك لبين ما وصل لحقل فيه اشواك ومضطر هو يشلح من رجلو ويتخلى عن كتير شغلات ومضطر لحتى يعدي من الباب انو يمطي راسو وشغلات عويصة قال اوف مستحيل يكون هادا حقل الحب يا زلمي الحب سهل انا حاببلي شي سبعة سوا وبعرف انو الحب سهل اي ملاك الامل قلو .. لأ هادا حقل الحب قام فات لجوا وانحنى وتخطى اشواك وهيك ولاقى شو ؟ لاقى صندوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووقو بس كان الصندوق بيفتح بكلمة سحرية قعد يفكر انو يالله شو الكلمة السحرية ويدور ويدور ويدور ما يلاقيها المهم حضن هالصندوق وقعد بهالحقل بدي يحس شوي شوي بالدفا لأنو هالحقل دافي فنام هيك نام متل ولد صغير بعمق وإذ بالمنام شاف حالو هو صغير وعم يهمس بكلمة " ثقة " فتذكر انو هي هي الكلمة السحرية الثقة فبيقول الثقة هيك وبيفتح الصندو قوبيرجعولو كل احلاموو بيتذكر انو بشوية ثقة بيقدر يحققن كلن كلن فبيروح بيكسر المراية البشعة وبيطرد خوخو وبيقلو بعرف انو الحياة ما رح تكون سهلة بس انا رغم هيك ما رح خليك تكون معي وتوتة توتة خلصت الحتوتة