‏إظهار الرسائل ذات التسميات كركوبيا. إظهار كافة الرسائل

تأييد




Im Not Afraid  

©2008-2011 ~AGoddessFinch
ارتدى سمير البدلة الرسمية الخاصة بالمناسبات ، وضع المسبحة في جيبه لا للصلاة بل لأنه يستعد أن يمسك على أول الدبكة في عرس ابن عمه فهي فرصته لاستعراض مواهبه الطبيعية
ما أن وصل العرس تناهى الى سمعه تكرار اسم شخص اخر غير العريس ، وسط أفراح وهياج المدعوين .. خشي أن يكون قد أخطأ اليوم أو التاريخ أو العنوان .. أعاد النظر إلى بطاقة العرس المكلفة مرة اخيرة قبل ان يرميها وفجأة كان كل شيء واضحا ً فهذا اسم احد الشخصيات البارزة في كركوبيا
التحق مسرعا ً في صفوف الدبكة بكل حمية ، اختار الصبية صاحبة الفستان الأقصر .. وابتدأت الأكتاف والاقدام و أشياء قد لا يصح قولها تتحرك على ايقاع الموسيقى وكلما حاول ان يتحدث إلى الفتاة الواقفة جانبه ، كان المطرب يقفز ويطلب من كل الذين يحبون الشخصية البارزة في كركوبيا أن يصفقوا ،فكانت تترك يديه وتصفق ويصفق معها من كل قلبه
ورويدا ً رويدا ً .. نسي اسم العريس ، واسمه ، والمسبحة والدبكة والساقين الطويلتين واستجمع كل تركيزه كي لا ينسى التصفيق مثلا ً ، فيصفقه أحدهم تقريرا ً ما ..

+++++++++++++++++++++++++

في أحد  أيام البطالة التي يعانيها طارق رن الهاتف المحمول الخاص به وإذ بصوت أنثوي يسأله :
- مشغول ؟ ولا منقدر ناخد من وقتك شوي ؟
وبحكم تراث أجداده بأغاثة الملهوف وخاصة إذا كان امرأة ولأن في جعبته الكثير من الوقت ، خفف من خشونة صوته تماشيا ً مع الموقف وأجاب :
- تفضلي ولو
- حابة استاذ أن اعرض عليك لمحة عن موسوعتنا
انتفخ بكلمة استاذ وتقمص دور المثقف المهتم ، وأغلق لعبة البوكر على متصفحه وقال لها :
- طبعا ً طبعا ً
- موسوعتنا عن حياة القائد عشرون مجلد سعرها عشرون ألفا ، صور ، أقوال ، سير ذاتية ، خطابات
وفقط بـ عشرين ألف
- لكنني عاطل عن العمل حاليا ً ومتضايق ماديا ً أعتذر
- هل يعني هذا أنك لا تود شراء المجموعة ؟
ارتجف صوته وأجاب
لا طبعا ً اريد ، سأتصل بك حالما استطيع تأمين المبلغ شكرا ً لك جدا ً حزيلا على هذا العرض السخي
+++++++++++++++++++++
دخل أحمد إلى موقعه المحبوب فايس بوك ، لديه ثلاث دعوات إلى أحداث قادمة
عيد ميلاد صديقة لا يتذكرها
دعوة إلى مظاهرة اختيارية للتعبير عن الود والإخلاص والتي ستصنفه حتما َ ضمن خانة المخلصين أو الضالين
( نعم ، لا ، تجاهل )
لم يحرك فأرته بإي اتجاه ، فقد قالو له ان حركة الفأرات مراقبة بشكل كامل من العيون الوطنية الساهرة
لكن عليه حتما ً ألا يتأخر بالرد ، فالتجاهل قد يكون لديهم رديفا ً لـ لا
لكن ماذا لو اختار نعم وحالت بينه وبين المشاركة ظروف طارئة خارجة عن إرادته حتما ً ألا يعتبر هذا تضليلا ً و تلفيقا ً ؟ او لربما اعتبروها استهزاءا منه بالمظاهرة
ارجأ التفكير بالموضوع إلى الغد
ألقى نظرة على الدعوة الثالثة ، وسارع فورا ً إلى تغيير صورة ملفه الشخصي

+++++++++++++++++++++++++
كركوبيا :دولة مستقلة إلى حد ما موجودة في مجرة أخرى استمدت اسمها من " الكركبة " وتعني بلغة السكان الأصليين الفوضى والاشياء المرمية كيفا اتفق هنا وهناك .. وأي تشابه بين كركوبيا وبعض الدول الناطقة والصامتة بلغة الضاد هو محض صدفة بحتة .

مدون كركوبي ... و تونس


فتح مدون كركوبي في صباح شتائي مدونته ، حاول أن يبدي اهتماما ً قليلا ً بما يدونه الزملاء هنا وهناك ، " تونس ، تونس ، تونس ، مصر .. ، تونس ، ... إلخ " 
فكر قليلا ً ، ومن هنا بدأت المشكلة ، فما أن يفكر الكركوبي حتى يشذ عن نصائح أجداده في أن " يمشي الحيط الحيط " ويكون قد " فتح الباب الذي يأتي منه الريح "
رسالة جديدة ، كتب في العنوان تونس ، احتار كثيرا ً ماذا يكتب ، فتح التلفاز على محطة إعلامية ليست تابعة للإعلام الصامد في كركوبيا ، ولا لأحد الدول الصديقة أو الشقيقة ، بحثا ً عن أخبار تحتوي على القليل من الصدق ، سمع القليل منها وشعر بشيء ما في أعماقه 
آخ إنها معدته ، هو حتما  ً جائع .. 
ماذا سيكتب عن تونس ؟ نظر إلى السقف محاولا ً التركيز ، عبث قليلا ً بفأرته ،   وما هي إلا دقائق أغلق متصفحه ، وقرر قرارا ً مصيريا ً، لن يكتب عن تونس ! ولا عن مصر ! ولا عن أي دولة آخرى في تلك المجرة الملعونة وله في ذلك الكثير من الأسباب المباشرة وغير المباشرة 
أولا ً ماذا لو ظنت حكومة كركوبيا الحكيمة ، سدد الله خطاها ، أنه مثلا ً يتمنى ، لا سمح الله ، ان يحل بكركوبيا ما حل بتونس مثلا ً ؟ 
وثانيا ً هو يتذكر منذ طفولته ، لا من قبل طفولته ، أن كل شيء سيئا ً كان أو جيدا ً يكون من ورائه أسرائيل ومن ورائها أميركا ثم من ورائهم كل الغرب الفاسق ، 
وهو منذ ولادته لا يستطيع التصديق ان والده قد تزوج والدته عن طريق الخطابة زكية ، لا بل عن طريق رضا العم سام . والحجر الذي تعثر به أخوه قد وضعته جهات مدسوسة على طريق مدرسته الابتدائية 
فكيف إذن تتم ثورة ، واحتراق .. أنها ليست ثورة أنها حتما ً مؤامرة .. 
كما أنه من المبكر جدا ً الكتابة عن الموضوع أصلا ً ، فقد يموت في أرضه أو يبوء بالفشل ، فهو قد استقرأ الأوضاع في المنطقة وكل تجارب الثورات ، والديمقراطيات التي فشلت والتي سوف تفشل في المجرة ، وهو يدرك أنه في ذاك الجزء من العالم لن تنجح الحرية ببساطة لأنه يؤمن بالشعار المقدس " شعب لا يليق له الحرية ، ويحتاج أن يمشي وراء قائد  " 
كما أن تونس بعيدة جدا عن كركوبيا والبعيد عن العين بعيد عن القلب ، ابتسم لنفسه معجبا ً بذكائه وحكمته ومسد الصوف الذي بدأ ينمو فوق جلده .. 
---------------------------
كركوبيا :دولة  مستقلة إلى حد ما موجودة في مجرة أخرى استمدت اسمها من " الكركبة " وتعني بلغة السكان الأصليين الفوضى والاشياء المرمية كيفا اتفق هنا وهناك .. وأي تشابه بين كركوبيا وبعض الدول الناطقة والصامتة بلغة الضاد هو محض صدفة بحتة .