‏إظهار الرسائل ذات التسميات خربوشات. إظهار كافة الرسائل

بطولة



أنا .. لا وقت للضحية فيّ 
لا وقت للطفلة التي ترجو رحما ً لم تثقبه الرصاصة 

لا وقت لشيء إلا للاستمرار حتى الموت

ألصقت وجهي على عجل، نظرت إلى الصور القديمة
حاولت إعادة الابتسامة إلى مكانها تماما ً
وفشلت
ولكن من تبقوا أحياء كانوا أكثر حزنا ً من أن يلحظوا الفرق

رقصت على أبواب اللامبالاة المدّمرة وأتقنت الغناء مجددا ً 
لا وقت لديّ
فالموت يغمز لي بعينيه
أشعر بالذنب إن برميلا ً أصابها ولم يصبني
مدينتي المنحوسة تلك

لا وقت لديّ
لقد اعتنقت مسيرة موتي
ما بين خيار البطولة وتعب الانتحار
هذا ما اعتدت أن أسميه شجاعة 
أنا التي أكثر ما تشتاقه هو قبر للآخرين
وحينا ً حلم قبر لم تطاله

ماذا لو اعتقلني ذاك المسلّح المجنون " حاكم البلاد"
لا فرق.. هي هي
ماذا لو عرف ذلك المهاجر الحاقد
 طعم المحبة التي ناولني إياها أبي
لا فرق .. هي هي
فالموت بالأسد كالموت بغيره
بطولة

وجئت أنت ..
كان العمر عالقا ً وكنت أعتقد أنني على مقاعد الاحتياط
انتظر صفارة الحكم لأرحل كالآخرين

فكان أن قلت لك " لم لا"
صدّقني لم يستطع قلبي حينها أن يصرح " نعم" 
أكثر ماكان بإمكاني طرحه 
هو "لم لا"
ورغم سنوات النضج التي أخطأ الزمان فأعطاني إياها رغم أنها تعود إليك
رغم الإيمان والشك
واختلاف ايقاع جنوني عن إيقاع جنونك 

لم لا
فإن كنت قد أيقنت أن الحياة قصيرة جدا ً
فلم لا أحياها حتى " الملأ"
وكنت أنت هذا الملأ
 -ولا زلت -

أحببت قبلك في زمن الانهيار هذا
او هكذا اعتقدت
كان لديّ  ما يكفي من الخيال لأختلق شخصا ً
لا أحزن إن هو رحل
ويعتاد غيابي كأني لم أكن يوما
وكتبتهم .. وعاينوا النص فلم يجدوا وجههم في اللغة
وأجزع اليوم حين أقرأ نصوصي
فأرى انعكاسك أنت

وكانت الـ " لم لا " وكنت أنت الحياة بصخبها
  وأنا يا أيها  الجميل
نسيت ماذا كنا نفعل بالـ"حياة"

كنت أنت وبابتسامة هادئة
من عبر آثار الدماء على معصمي
عبر
الدموع والركوع على ركبتي الخيبة
كنت تشرح لي بحضورك
كم كان جبان اعتناقي الموت

كم كان هروبا ً نحو الهاوية
ومصالحة مع مشيئة الظالمين
كائنا ً من كانوا
وإعلان الراية البيضاء كنفا ً

منذ تسعة أشهر او أكثر
فلا زلنا حتى اللحظة مختلفين حول متى بدأت الحكاية
ولا زلت أعجز عن ترجمة السعادة التي تستيقظ مع عينيك
لا زلت أفاجأ جدا ً وأنا أمسك بي ليلا ً
وأنا أحلم بغد معك

"غد " ؟ لي أنا ؟

كنت خصلة الضوء التي الأحقها في زنزانة الكآبة
فتخرجني إلى الشمس
كنت الوحيد الذي أعاد الإبتسامة مكانها تماما ً
فيك رائحة العائلة ودفء الجذور

عدت معك
أخاف أخاف أخاف ..
كانسان
وفرحت بذلك

كل ما اعتقدته قبلا ً بطولة كان جبانا ً جدا ً
والقرار الشجاع .. هو أنت 

لعنة الناجين










اللوحة للفنان السوري : جابر العظمة  


حطام .. كل الذي تبقى حولهم 
أو ربما كل الذي تبقى لهم وبهم 
حطام 
أولئك الناجين الذين لا صورة تلخص عذاباتهم 
ولا توثيق يصف نهاية الطريق 
الذي قد يبدو له ليس ذو آخر 

عذاب الناجين .. ذاك السؤال اليومي كالصلاة فرضا ً 
لم رحلوا هم وبقينا نحن؟ 
يعودون إلى البحث في أعماق خطاياهم 
ليجدوا مبررا ً لعقوبة ً اسمها الحياة
لا يرحل إلا الصالحون 
ويؤرق الباقون .. إثم بقائهم 

ليس لديهم كالآخرين ترف تحليل الهزيمة 
فهم لا يجرؤن على الكفر بالنصر 
أرحل "وائلٌ" سدىً؟ 
لا يجرؤون حتى على هز الرأس إيجابا ً على أسئلة كهذه

دفنوا أكثر مما يسمح لهم بشك الخيبة 
سننتصر لاشك .. يرددون همسا ً 
خجلين من الأموت على خفوت الصوت 
وخجلين من الأحياء على سذاجة الأمل 

سعداء إن هم حزنوا 
فهم لم يعودوا يدركون 
إن كانوا حزينين فعلا ً على الذين غابوا 
أم أن لمحة الحزن هذه 
تهديهم بعضا ً من الرضا عن النفس 
أنها توهمهم أنهم لا زالوا بشرا ً 

فقدّوا كل الإيمان مرتين على الأقل 
فهم غضبوا من الله وغضبوا ثم من ذواتهم لأجل ذاك الغضب 
ومن ثم اعتقدوا ان ما بهم هو جراء ذاك الغضب أساسا ً 
فعادوا يتعبدون حينا ً إيمانا ً وحينا رشوة ً للنصر 
الذي يأبى أن يزور أحلامهم حتى

بعد الخمسمئة ألف شهيد 


أصبحوا يسألون أنفسهم ما معنى الإنسان دون حرية ؟ 
وهل تستحق هذه القيمة ؟ 
بعد المئة ألف شهيد 
أصبح السؤال .. سخرية 
ما قيمة الإنسان أصلا ً بحرية أو بدون ؟
ما الحب ؟ 
ما العائلة ؟ 
ما جدوى المعرفة ؟ 
لا قيمة أسمى من الموت الذي لا يدركهم 



وعندما أخيرا ً توقفوا عن العدّ 
لم يعد شيء هناك يثير فيهم 
لا غضبا ً ولا دهشة ولا سؤال

يستمتعون بأدنى إدماناتهم 
خصوصا ً تلك التي تدمّر ما تبقى من الروح 
فهم مصّرون أن تلك الروح هي عبء أكبر من حجم أكتافهم .. 

هي الحياة ببؤسها 
هو الغد القادم رغما ً عنهم 
لعنة الناجين 


أتسهر معي "رأس السنة " ؟


أتقضي معي سهرة رأس السنة ؟

تصّر ان لديك التزامات تمنعك أن تقضيها معي .. تلك الليلة الحزينة جدا ً التي نودع فيها عاما ً خسرنا فيه ما خسرنا ... واكتسبتك انت .. أجمل نعم العام الفائت وهديّة تدفئ ما تبقى من برد الروح 

وتشرح لي لو أنك تقدر لما اخترت مكانا ً آخر .. وابتسم لتبريراتك .. وابتلع من اللغة ما أخشى ان يبتز خوفك عليّ
أو يفضح رعبي المتعلق بثنايا حضورك ..

وأعيد السؤال يوميا ً ؟ ألا تسهر معي رأس السنة ؟

واصمت .. تاركة بين السطور .. أسئلة أخرى .. كعادة الأسئلة التي لا اسألك إياها لأنني أخشى عليك حتى من فضولي .. 

دعني أقولها لك اليوم طالما لم يعد لدينا ما يكفي من الرغبة بالتستر وراء اللثام نحن ايضا ً ..
اسهر معي غدا ً .. فأنا لست أدري أينما سأكون بعدها ... فأنا أسعى يا صديق الثورة الجميلة أن أبقى على قيد الحرية .. لكن لا ضمانات في واقعنا " المحرر " تثبت أنني سأكون هنا بعد غد
فهلا عشت معي من الفرح غدا ً فسحة مجنونة .. تحدثني فيها عن سعادة تخترعها ويكذبها صدق الكأس الثاني .. الذي تتلو بعده آلامك فاحملها بقلبي .. بتقدير كبير أضعها قرب آلامي وخساراتي ..
اسهر معي غدا ً .. حتى إذا اختطفتني جهة ما .. لن نسميها علانية كي لا تقتل دعوتي إليك بالفرح ... حتى إذا اختطفتني تلك .. اعيد ذكرى عيدك في برد الغياب الذي تجهله ..فأحيا 
أعيد التفاصيل الفرحة .. وأزيد عليها من الخيال ... فأقول عيناك ما لم تقله حقا ً .. وأنسج على الغرفة التي تخفيني .. فسحة من أمل

اسهر معي غدا ً .. فأنا لست أدري إن كانت الحياة ستكافئني بوجودك دوما ً معي
أنت جميل يا صديقي .. جميل جدا ً .. 
وفي بلادي نخشى كثيرا ً على الجميلين ..

أسهر معي غدا ً .. حتى إن دقت الساعة الثانية عشر .. لا اتساءل كما أفعل دوما ً هل انت بخير ؟ هل في لحظتك من الدماء ما يشغلك عنا .. كي لا أثمل بإحساسي بالذنب إن أنا فرحت وأنت هناك تعيد ترتيب ملامح الوطن لأجلنا .. لأجلي ..

اسهر معي غدا ً .. فأنا اشتقت كثيرا ً للحظات عائلية ... وأنت بكليتك .. بذاك الرجل الذي يعتني بمن يحبهم .. انت شيء من العائلة .. وأنا اشتقتك .. أيضا ً

اسهر معي غدا ً .. كي نتمنى سويا ً ونحن نستقبل عاما ً جديدا ً .. لسوريتنا التي نعشق وعليها نغار .. سنينا ً عديدة مملوءة بالحرية والأمل ..

أبعد هذا كله .. ألا تسهر معي غدا ً ؟

جـــــــامـــــــــعــــــــة






الباب يا صديقي مغلق
وقطرات دم مبعثرة ملأى بالشباب
تفصل بينك وبين ما كان يوما ً مستقبلك
وورقة بالية تشرح لك .. كم هم خائفون منك

الباب يا صديقي مغلق
وأشخاص جدد لا تستطيع مهما حاولت
تقليد الحقد في عيونهم
قد احتلوا المكان بعدك
يتحدثون ذات مفرداتك ولكنك لا تفهم مهما درست
لغة بغضهم
هنا تعلمت وشققت شرنقتك
ولا يزال على عصيهم آثار أجنحتك

قد احتلوا المكان بعدك
ويصرخون للصنم
وتشفق على عبوديتهم
يسألونك عن الحرية
وتبتسم للاستفزاز
فأنت تدرك أن ما من أحد قادر مهما تجبّر
أن يعادي الحرية والعدالة والعلم
وينتصر

الباب يا زميلي مغلق
وذكرياتك لا تزال في الداخل
مع دفاترك وصباحاتك
ومعك فكرك هاهنا
وعلمك هاهنا
ومن بين قضبان سور جامعتك
يعبر إليك رجع صدى التكبير

الباب يا زميلي مغلق
والقاعة فارغة .. وتضج بالفارغين
وأنت هنا لك الكون كلّه
يسند كتفك آخر
تنظران معا ً بشفقة
إلى كتلة اليأس البشرية التي تعتقد أنها
قد انتصرت إذا احتلت جامعة

الباب يا زميلي مغلق
ولكن الحرية التي نشعر بها
قد اقتلعت كل الأبواب
وأعادت كل الأحلام المسروقة ..
والغد وإن استطاعوا تأجيل شروق شمسه
آت لا محالة ..

الباب مغلق علينا ؟
ام تراهم هم الذين دخلوا إلى غياهب علمنا
وحبسوا ؟

حــــــلب 4/5/2012

استفتي

426812_112783405517120_100003563826627_46213_283320497_n

انزل لتصبغ الورقة بـ “ نعمــ” ـك
ودعني هنا أعدُّ الأصدقاء
لأتأكد أن عيونهم لا زالت تلتمع بذات البريق

أن لا زنزانة سرقتهم
ولا تابوت ..


انزل  غدا ً لتمثلّ مسرحية التغيير
أرتدي اجمل ثيابك  ، فأنت لا تشبهنا نحن البسطاء
ودعني هنا بين من لأجل أن تتغير البلاد

فعلا ً
هم على استعداد للموت ..

انزل  ، وقل كلمتك ..

لكن تمهل لحظة بين السطور حول عمّ فعلا ً تدور كلمتك
انزل وقل كلمتك .. واغمض العينين
عن دمعة لصديق قد خسر الكثير
بسبب من تصوت لأجلهم

انزل وقل كلمتك .. فأنت منذ شهور
خائف على البلاد
ومتمسك بنظارة العقلاني والعالم بالأمور
واسمح لي انا الحالمة
أن أسألك
ألا تخاف علي ّ ؟ وعلى الملايين من أمثالي

شارك ، يقولون أنه حقك ..
لكن توقف لحظة واحدة وأنت ترمي ورقتك
عن البقية من شعبك
المحاصر .. المدمّى
واشعر ولو للحظة واحدة بغصّة لغيابنا

شارك .. بـــــ نعم أو لا
لا يهم
فهذه المرة قد ابتكر الحاكم
مهرجانا جديدا ً
وعرسا ً فوق أشلائنا

شارك بــــ نعم أو لا
لايهم
فصرير قلمك على الورقة
مجرد صدى ً لمسيرات  التصفيق

تــــــــ ع ــــــــــــــــب


أبحث عن مساحة صغيرة

لم يضع فيها إي عسكر ، حاجزا ً داخل دمي

علّ هذه المساحة تنبض بـــــك

أبحث عن لحظة واحدة من وقتنا المسروق
لا أحصي فيها وأنا معك
من ماتوا ومن سُرقوا

أحاول أن انتشي بك ، فيعتريني شعوري البارد بالذنب

كيف أستطيع بعد كل هذا التشوّه أن أحبك ؟
كيف لا أخاف من وردتك الحمراء
أنا التي على أسمالي دمٌ أحمر  مقدس
هو لأخوتي

أخجل أن أشتاقك
أخجل أن احلم بك ..
اشعر أن للغائبين عيونا ً
كالله تراقبنا ..
كالله تحاسبنا
كالله تحبنا
وليتها كالله تغفر لنا إن نحن سهونا

أجمع من هنا وهناك ، بعضا ً من فرح وأخبئه

أسرق ابتسامات من على وجوه من استطاعوا
أن يثوروا بابتسامة
اجمع الشحيح من الأمل  .. وأشعر أنني لا استطيع مقاسمته معك
هناك وطن ٌ كامل يحتاج فرحه

ليتابع ثورته

أتدرب على مفردات جديدة للحب
فلا “ منحبك “ أصبحت تشبهني
وحذفت “ الأبد “ من قاموسي

كل شيء في ّ تغيّر
لم اعد أقو على ترديد الشعارات المنسقة
حتى لو كانت لك ..
كل شيء في ّ تحرر
كل عتم تنوّر ..
أأخبرك سرا ً ؟
كل ما أؤمن به تكسر تكسر

أتمسك بك كي لا اتوه
وأخشى على القلب مشقة محبتك
كيف أجد وقتا ً لأحبك ؟ انا المشغولة بحريتي الجديدة ؟
كيف أجد روحا ً لتصبح معك واحدا ً
والرصاص ثقّب روحي

أحاول أن أحبك ..
لكنني متعبة ، أبحث للرأس عن متكأ
وأخجل من آلامي الصغيرة
في ازدحام الخسارات


أنوء بآلاف التفاصيل التي لا استطيع سردها
وأنوء بالحياة التي اعيشها ولا تحياها معي
ويتعبني قلقك .. وغيرتك
ويؤلمني خوفك
أبحث عنك .. هنا
لتهتف معي .. هنا
لتصرخ معي .. هنا
او ربما لتموت معي .. هنا



أبحث عن كتف لا يدين اختلافي

وعن يد لم تغلق على الحجر 

عن يد تتشابك  مع أصابعي المرتجفة

أبحث بين أصدقاء الطفولة عن أوجه

لأحتفظ بها في زحام الذكريات


أرجوك .. لا تحبني أكثر
فأنا جاهزة للرحيل ..
للموت .. للاعتقال .. لكل شيء معد مسبقا لمن هم مثلي
انا جاهزة للرحيل .. ولا شيء يربطني بالإرض إلاك

أرجوك .. لا تقترب أكثر
فكل شيء في ّ قد تشوّه

أحاول أن أحبك ..
لكنني نسيت كيف كان الحب ؟

تهويدة .. لبطل

freedomby 5pianos





تغفو وحيدا ُ وسط سبع وعشرون آخرين

هم رفاق ليلتك ، في غرفة تضيق على فكرك
وأحلامك
ومبادئك
تغفو ويعتصرك الألم
على آخرين ظلمتهم بحكمتك
تغفو ويعتصرك الندم
على أحلام تجرات أن تسرقها في غفلة
من العنصر المكلف خصيصا ً بمراقبتك
صديقي المملوء بالنقاء
أتراهم كسروا فيك تلك الروح ؟
أسرقوا ألق عينيك ؟
كم كثر هم جلادوك
لا لشيء إلا لأنك نزعت الستار عن الشمس
أتراك تغفو على غد ٍ أفضل ؟
أترانا نصنع لك بما تبقى لنا من الأمل
غدا ً أفضل ؟
صديقي ، الذي كنا نضحك بطفولية
من شراسة نزاهتك ،
او هل تستطيع أن تواجه ببياضك
سواد هذة الليالي ؟
كل الألفاظ المستخدمة في اتهامك
بالية بالية حتى التمزق
وكل الحجج.. تحتاج إلى ترقيع
وأصابع كل التقارير التي خطت فيك
أقصر من أن تطال قامتك
أغقو يا صديقي الليلة
فأنت منذ البدء حر ..

نفاق ..

منذ شهور والناس في بلادي تتغنى بالحرية ..
حينا ً تضع صورة الشاب الذي حُرق على مذبحها
حينا ً تعيد التعرف إلى غيفارا .. إلى الوردة الحمراء
وابتسامة ملء الوجوه ..
زين العابدين
قد هرب ..
بقدرة الشباب ورب العالمين
قد هرب
و صفقوا وهللوا .
. وقالوا بعلو الصوت ..
أن الشعب يوما إذا اراد الحياة
لا بد ان يستجيب القدر

منذ شهور والناس في بلادي تتابع ساحة التحرير
تصفق لساحة التحرير .. تبكي شهداء التحرير
ويعدون ويعدون
ألف ألفين ثلاثة ..
عشرات الالاف ..
وتدمع العيون .. فهؤلاء الشباب .. هم فخرنا
هم عزنا
هم وهم وهم
في بلادي منذ يناير .. تخلينا عن اخبار لبنان الشقيقة
واستعدنا الوفاق مع التوأمة مصر ..
ضحكنا من اعلامها المخزول .. وقصصه القديمة ..
أو تنطلي علينا ؟ حكاياته العقيمة ..
عن جهات خارجية ..
أو فتنة طائفية ..
شجعنا .. هللنا .. صفقنا .. بعلو الصوت أيضا ً ..
فالملحد صلى ركعتين
و المؤمن نسي في غمرة فرحته صلاة العصر ..
فالشعب أخيرا ً قد نال جزاء الصبر
فالشباب وبقدرة الله تمجد وتبارك
.. قد هزموا مبارك


وفي أول يوم جاءنا فاسق بنبأ الحرية ..
فتبينا ، ولاحظنا
اننا لانشبه أخوتنا
فنحن لم نذق من الفساد ما ذاقوا
وفقرائنا يرفلون بالحرير ..
وشبابنا لا يهاجر لا بحثا ً عن علم أو عمل .. أو حلم
فـ حتى الله في فردوسه يغار من أوضاعنا
فالعدو في عقر داره هزمناه
وأرضنا استرجعناها
وأبحاثنا .. وجدت دواء لأمراض لم تكتشف بعد
ومثقفينا ، لم نعد نحتاجهم ..
فكلنا والحمد لله نفهم تماما ً
في كل شؤون الناس إلا شؤوننا

وخاصمنا غيفارا من جديد
ومزقنا حقوق الانسان وحق تقرير المصير
وخوّنا كل من طالب بحرية التعبير
وصلبنا من قال لنا ، أن الشعب يوما إذا أراد ..
فقانون الطوارئ هو الذي يريد أو لا يريد
واستقرارنا " المزعوم " هو الذي يريد ولا يريد
وصدقنا أن الجهات الخارجية " ذاتها التي سخرنا منها "
تستهدفنا
وصرنا كالأطفال قبل النوم .. نبحث عن مندس تحت سريرنا
يحاول استهداف احلامنا
وكنسنا الغبار عن إعلامنا الذي كنا سنين وسنين قد قاطعناه
وصدقناه
ثم صفقنا له .. ولنباهتنا
ونمنا قريري العين .. والدم ينزف من أكمامنا ..
الصورة .. للعلم السوري في ميدان التحرير في مصر

معجزة

©2010-2011 ~caffeinesoup

كعصا موسى 
التي فجّرت المياه في الصخر 
وقسمت البحر نصفين 

كجبرائيل الذي نقل 
بشرى الأمومة لأليصابات العاقر 

كالروح القدس الذي أهدى 
الطفل في رحم البتول 

ككلمة المسيح المحبّة 
للمخلع 
" قم وامش " 

يفجّر حضورك في ّ عاطفة 
مجنونة .. شبقة 
ويقسم حزني أشلاء 
لأحمل في رحمي الفرح 
وأتأله بولادة الكلمات 
وبكلمة واحدة منك 
اُنتشل من ضعفي 
مغفورة لي خطاياي 
وأمشي نحوك بكل حرية 

ألم أخبرك قبلا ً 
أن حبك هو حضور الله في حياتي 
وأصدق وأجمل معجزاتي 

مرسيل 
15/2/2011


لحظات مكسورة


شيء ما يقول لك أنك وحيد وأن آلاف الظلال التي من حولك غير حقيقية
ويمعن عقلك في السخرية من لحظات السعادة التي تتمسك بها بعناد طفولي رغم أنك تدرك أن الغد سيغتالها لا محالة

متعب أنت من وطنك ،
من عقلك ، من عاطفتك ، من صداقاتك ، من كل شيء متعب
متعبٌ من كل تفصيل يجعل منك فريدا ً ، تشتاق شبهك بالأخرين وتكره كل تفصيل يقودك بعيدا ً في مسيرة اختلافك ..
ومللت .. حتى ذاتك

شيء ما يقول لك أن الغد ليس بأجمل وأن الأمل حجة خرافية ويذكرك كم كان ماضيك أحلى ويقيس باستمتاع حجم خساراتك اصدقاء ، أحباء ، أهل .. فقدتهم .. تباعا ً ولا زلت تردد " بكرة أحلى " بتلقائية .. دون أن تصدقها حتى ..


تدرك أنك مستهلك للغاية وأن هذه الطاقة التي تعتز بها وقدراتك الجميلة مستغلة في كل لحظة حتى ممن يحبونك وبشكل أكبر ممن تحبهم أنت ولا زلت أضعف من أن تصرخ " لا " .


تدرك أن رواسب عاطفة قديمة لا زال يحتلك وتخشى على بادرة علاقة صادقة من تناقضاتك فتخبأها في الأعماق

تدرك أنه لربما من الأسهل لو انك لا تدرك!! وتعيد التفكير مرارا ً في قرارات كنت تعتقد انك قد حسمتها ؟
وتحسد من لم ينالوا يوما ً إعجابك لانشغالهم ببساطتهم عن تعقيدات لست تدري متى اكتسبتها فعلا ً
أبسط قناعاتك يبدو لك التفكير فيها أمرا ً صعبا ً للغاية
تدرك ان تميزك له ضريبة ما ولكنك رغم ذلك لا زلت تتذمر مرارا ً عند دفعها

تمارس الأدوار المعتادة ذاتها ( سعيد .. مشرق .. متفاءل .. ناجح .. قوي .. مميز .. متفهم .. ناضج .. ومنفتح على كل آراء الآخرين ) لكنك تدرك كم انت منافق وكم تبغض الآخرين وضجيج افكارهم أحيانا ً كم انت حزين ومكسور وخائف على صورة تعبت في صياغتها حتى بت لا تشبهها في شيء

وأن الطفل في داخلك يتألم ليلعب وتود لو تصرخ أن القضايا التي تهمك تفوق حجم طاقاتك لكنك تخشى أن تخذل نفسك إن اعترفت بحجم طاقتك فعلا ً .

مثالياتك لم تعد مجدية !
ومعظم ما تؤمن به قد اهترأ على كثرة استخدامه
وكل الجهد الذي تبذله لا يعيدك دوما ً إلا إلى نقطة البداية
ورغم أنك تعرف أنها طواحينك الهوائية تصر على محاربتها وتستغرب كلما فشلت في الانتصار عليها

تدرك ان ما تكتبه في هذه اللحظات الكئيبة
قد لا يعنيك في الغد عندما تعود لك ثقتك و قوتك و طيبتك لكنك تكتبها على كل حال كي تتذكر أن ما تحياه في الغد له جانب آخر قد يغيب طويلا ً
لكنه يبقى هناك .. دائما ً
خيباتك. .. ضعفاتك .. فشلك .. و تعقيداتك ..
سيبقى هناك مهما ادعيت انك تخطيته ..
لكنه هناك في سراديب روحك الوحيدة
سيبقى هناك
" حزنك "


مجوس


©2009-2010 ~MyaShadow
مجوسية أنا في حبك 
وأنت نجمي
وكلما اهتديت بك 
قدتني نحو الله




P.s : المجوس ( إنجيل متى : ولما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى ايام هيرودس الملك ...اذا مجوس من الشرق قد جاءوا الى اورشليم قائلين : اين هذا المولود ملك اليهود , فاننا رأينا نجمة فى المشرق واتينا لنسجد له)

حين أكبر

just grow up by *sivel12001


في سني حياتي الأولى 
كنت أود تماما ً لو أصبح
ظلا ً لأبي 
لو أستحيل أنا ، بكليتي
فأصبح " أبي "
وعندما مات أبي صغيرا ً
من أحد أمراض القلب 
انتزعت القلب من الحشا
وقررت أن أصبح شخصا ً آخر

عندما كنت طفلة
استطعت ببساطة الأطفال
ببلاهة الأطفال
أن أميز بين الأبيض والأسود
واعتقدت – لا تضحكوا
فغريبة هي اعتقادات الاطفال –
نعم اعتقدت
أن مهمتي أن أمسك بعصاي الخشبية
لأمنع الظلمة من احتلال النور
وعندما كبرت اعتادت عيناي الرمادي
وأصبت بعمى الألوان


وعندما كانوا يلحون علي ّ بالسؤال
عمّا أريد فعله حينما أكبر ..
كنت أصر أن أغير عالمنا كله
فحينا ً أختار أن أكتب
فأجعل من وطني أجمل ..
وحينا ً أفكر لو أقف في صف المضعفين
وأرتدي ثوب العدالة
لكني حين كبرت ،
شاهدت في ميزان العدالة ، أموالا ً مريبة
ولاحظت كيف تموت الكلمة الصادقة من الجوع
او شنقا ً بلا مبالاة المستمعين


عندما في حداثتي قابلت " الله "
الكلي الجمال ، والحكمة
بهرني بمحبته لا بقدرته
وتمسكت بطرف ثوبه وكلي إيمان
ومن يومها أجد صعوبة في تصديق
من يخبرني أن الله .. يحبه هو
دونا ً عن باقي البشر ..


في سني مراهقتي الوطنية
كنت أصر أنني
لا أحيا خارج هواء بلادي
وأنني ملزمة بها   في شيخوختها
وكلما كنت أكبر ،
كانت بلادي تسرق أنفاسي
تحسب علي ّ أفكاري
وتضع وطنيا ً آخر
من نوع لا يشبهني
ليراقب عاطفتي تجاهها
فبدأت بحزم حقائبي ، 
بحثا ً عن فرصة " أمل "

عندما كنت صغيرة
كنت أعتقد أنني سأكبر
لأصبح شخصا ً مختلفا ً 
وكبرت قليلا ً
وتنازلت قليلا
وفكرت أني سأصبح
شخصا ً " ما " ،
مختلفا ً  متشابها ً لا يهم
وكلما أمعنت في النظر
رأيت كم حولتني حياتي
إلى مجرد " شيء " لا أكثر ..


مرسيل 
18/10/2010

تلوث

©2008-2010 =LukeGoesDeviantArt

أود لو ينبت فوق أصابيعي عريشة عنب
فتثمل من خمر كلماتها
أن تعرق راحتي ّ بالحب
فتسقي الغمام

أحلم بصباح يوقظني بوح الأرض
وصوت أوراق شجر تداعب بعضها
بلا خجل

أحلم أن أمتلك لغة لا زال
للياسمين واللوز
وعصفور حزين
صورا ً بين مفرداتها
أن أشبهك بالربيع ..
الذي لم أعد أذكره

لكن الضجيج رفيق صحوتي
وبضع قطع معدنية ترسل معظم من أحبهم
بعيدا ً بعيدا ً ..
عن مقبرة سموها الوطن

وهناك من استبدل زورا ً
كل المساحات الجميلة
بحجارة عالية عالية

هل تفهم .. كم من الصعب
علي
أن أحبك اليوم
في عالم الغبار ؟

استراحة


Eye of God by ~Tarthiev


عزيزي الرب 
تستطيع أخيرا ً أن تغمض عينيك عني .. 
فالرجل الرائع الذي أرسلته إلي 
يعتني بي جيدا ً

جغرافية .. رجل



لأنه يحتاج // لأنثى //
تعيد ترتيب عالمه
وفوضى خصلات شعره المبعثرة
على جبينه المتعب

يحتاج // لأنثى //
تهمس له باسمه
ترسم على يديه .. عنوان بيته

يصلي امامها استسقاء ً
فتزرع المطر في برية جسده
تداعب بدموعها وجهه
فتغمر يابسته بجنون البحر ..

يبحث في تاريخه المصّفر
المستهلك حتى السأم
عن عنترة جديد
عن نفحات من جنون قيس
عن فتات من نبوءة

لكنه .. وبالتفاته نحو تاريخه
نسي أن  يدرك أنني
أرضه
وأنني أبحث عن نوم آمن
في سهول راحتيه
أن عليه أن يحفظ تضاريسي 

 ليدرك مواسم هبوب الرياح والعواصف
ليحتضن قدوم الربيع

يدرك رغم شرقيته الحمقاء المغرية
أن الألوهة أنثى
وأن الطبيعة أنثى
وأن القبلة أنثى
وأنه حين تربط قوى الجاذبية
رجل مثله بأنثى مثلي
يجف ال // حرام //
وتنتحر ال // عورة // من قاموس اللغة
لتزهر على قبرها ياسمينة بيضاء
//كاملة الأنوثة //

فباسم العنفوان
والياسمين
والمطر
باسم الكلمة
والجنون

كن رجلا ً ...
على مقدار // تألهي // 



 



الصورة
Earth, fire, water, air by ~Joffi

معجزتي ..



علاقتي بك ، هي كنيستي
وأبواب الجحيم لن تقوى عليها


* * * * * * *


لأني أتحدث عنك مرارا ً ومرارا ً
فهمت كيف لا تمل طغمات الملائكة
من تسبيح الله
فهي حتما " تحبه " !


* * * * * * * *
 في البدء أمسك الله 
عصاه السحرية 
وملأ سمائي بالنجوم 
ثم .. 
أمسكها مجددا ً وأعطاني إياك 
وكنت معجزته الأجمل  
* * * * * *






P.s الصورة :
The Magic Stick

©2010 =krigfx

ما الذي لدي لأعطيك ؟



empty
by Husckarl

ما الذي لدي ّ لأعطيك
أنا القلقة دوما ً على حدودي
المسبية إلى الغد الغامض ؟

كيف أنتشي معك بلحظتي
أنا الجائعة لأن أخلق عائلة
و أرسم صور أطفالنا
أسمائهم
ألعابهم
خيالات أفراحهم



كيف أجرؤ أمام وجهك المجبول بالحب
أن أهمس أني
لا أملك من الصبر
ما يكفي مسيرتنا !
فقد كذبوا علي ّ
وقالوا انه مفتاج الفرج
وعندما ذقته
كان أشد ملوحة ً من دمعتي
فقتلته


كيف أغفو بسلام
والغد يقف فوق سريري هازئا ً ؟
هل بإمكانك أن تحتضنني
دون ان توقظ في ّ رهاب الفرح ؟
فأنا أعرفها الأحزان الكبيرة
حتى لم تعد تدهشني
لكن الأفراح الكبيرة التي بين يديك
تخيفني كشبح طفولي 
أبحث عنه كل يوم تحت سريري
فلا أنا اعتدتها يوما ً ،
ولا اثق بان قلب الحياة العجوز
قادر على إهدائها لي

هل تستطيع تجريدي من حسابات الأيام المنطقية ؟
وتعيدني إلى زمن كنت فيه أكثر برية
اكثر عفوية
إلى زمن كنت فيه أؤمن أن الحب وحدة يكفي
أنه ساحر يزيل الصعوبات بعصاه وينثر النجوم
ماذا لدي لأهديك ؟

لدي ذاتي المتعبة
وقلبي المخصيّ عن اتخاذ أي قرار
والكثير من الحب
أو هل يكفيك ؟ 


مرسيل 


تضاد


كانت تفكر به وحده
عندما أصرت
أن الحب قد اختفى من الكون
وكنت أفكر بك وحدك
عندما رفضت تصديقها


* * *


يرضيني أن تحبني كثيرا ً
ويزعجني ان تحبني
أكثر مما تسمح به
حريتي !

* * *


ظل يخبرني
كم أنه لا يستحقني
وعندما اقتنعت بصدقه
رحلت ..


* * *

بعد القبلة الأولى
حلمت أنه سيهديها خاتما ً
وحلم انه سيشتري لها
ثيابا ً داخلية

***

P.s :
Contrast by ~Disillusionn

فصول



الصيف 
تلك الشمس التي تحاول أشعتها عبثا ً 
أن تقارب إشراقة السماء في عينيك
وتفشل ..


هو قناع أختبئ وراء حرّه
لأدعي أن قطرات العرق على جسدي ،
ليست من حرارة اشتياقي إليك

الخريف ،
هو 
حكمتك الجادة
تذكرّني دوما ً
أشجاره العارية
بقدرتك وحدك
على انتزاع اقنعتي
أوراقه الصفراء المترامية
تخرج أعمق مخاوفي إلى العلن
فماذا لو خلفتني وحيدة مثلها
على قارعة الطريق ؟




الشتاء
جنون المطر ، البارد مثلك
هو
الأمل الغيّور ، عند مراقبة عاشقين
يستظلان من برده بالاحتضان ..
هو كآبة غيابك ،
و ذكريات أيام الطفولة المدرسية
التي اكتشفت لمّا كبّرت ،
أنها  فشلت أن تعلمني
كيف أجد أحلاما ً أكبر من
" ان أمشي ساعات معك تحت المطر "

الربيع ..

شهوة الأرض العاشقة
هو انعكاس بسيط
لحضورك .. 


عشق أو ما شابه

عندما لا ترى عيوبي
أخشى أن التي تحبها
ليست أنا


 * * * * 


كان يبالغ في رسم سعادته
بعدها ..
لذلك لم يلحظ نظرة الشفقة
التي رمت بها محاولاته تلك
* * * *


أكثر ما عشقه في عينيها
هو انعكاس وجهه فيها
* * * *


عندما رأى كيف رسمته
بكى وحيدا ً ورحل
لأن خياله أجمل .. منه 

* * * *