ربما يكون تطبيق السياسة الخارجية هو الجانب الأكثر فاعلية في النظام الرئاسي. إذ إنه يقدم سياسة أمن قومي موحدة ومتسقة، مما يصعب استغلال القوى الخارجية للنزاعات والاختلافات المحلية، أو التنافس فيما بينها داخل الحكومة الائتلافية من أجل المزايا الحزبية.
لن أتحدث عن الشأن التركي بالعمق الذي قد يتوقعه البعض، بل أتحدث عن مجمل الكتابات التي امتلأت بها الصحف والمواقع الإلكترونية العربية في تحليل ما يجري في تركيا.
من المهم أن يظهر الأشخاص الذين يعانون صعوبةً في التعلُّم على شاشات التلفاز؛ لأننا ببساطة موجودون، نحن في كل مكان، لسنا كائنات خرافية، يمكننا لعب شخصيات يستطيع الناس الاقتناع والشعور بها.
أطرقت رأسي مسترجعة صوته الذي يغرد كالعندليب ووجه الأسمر الذي ما زال يدق له قلبي وقلب الكثيرات من جيلي، ونحن في العشرينيات من عمرنا، مع أننا لا نرتدي الفساتين التي كانت ترتديها سعاد حسني، ولا نزين شعرنا بالغرة التي تزينت بها شادية، إلا أننا نغدو كمراهقات وشابات يافعات يهتفن لمطربهن المفضل حينما نشاهده أو نسمع أغنياته العذبة.
لماذا يستخدم النظام السلاح الكيماوي؟ وما هي مصلحته؟ سؤال يطرحه البعض بغرض الحصول على إجابة تشفي فضوله في معرفة أي نوع من المجرمين يحكم سوريا، والحقيقة فهو سؤال مشروع، فكلما شاهدنا جثث الأطفال تغطي أرصفة الشوارع وصناديق سيارات البيك آب بطريقة هستيرية نفاجأ من جديد بكمية الإجرام الذي يحمله هذا النظام ضد الشعب الثائر.
المتنقل بين تناغيم الأدب الهولندي يعرف جيداً أن للرواية الأدبية وافر الحظ والنصيب وحصة الأسد من هذا الأدب؛ إذ يستولي الروائي الهولندي وإلى حد بعيد على أهواء الوسط الثقافي الهولندي.
نحن في زمن السرعة، وهو زمان سادت فيه ثقافة take away حتى شملت كل شيء، بما في ذلك المواعظ الإيمانية والكتب، فكلما كانت أقصر وحروفها أقل، كثر المعجَبون بها ومتابعوها، وهذا في الحقيقة عكس ما تحتاجه الصلاة
عنيدة تلك الفتاة، لا تستسلم أمام ظروف واقعها شبه العقيم، دائماً تغلب لحظات اليأس بمزيد من الأمل، من أين لها كل جرعات الأمل هذه؟! هل الحب فعلاً يجعلنا أقوى أم نحن نختار أن نعيش على أوهام أحلامنا؟!
الإعاقة ليست وصمة عار، أو ذنباً مقترفاً على حامله أن يخفي نفسه عن أعين الآخرين، إن الإعاقة عتبة من عتبات الحياة الكثيرة، فهي تحدٍّ ليذكرنا أننا بشر مهما اقتربنا من الكمال فلن نصل، لكن الإعاقة الحقيقية أن نقف أمامهم مكتوفي الأيدي ونستمر بنظرات الشفقة عليهم، ولا نقدم لهم ما ينفعهم لتسهيل حياتهم، فهم ليسوا معاقين لكنهم قد خلقوا في مجتمع معيق لهم ليس إلا.
يَستغل الحكام المتسلطون الديكتاتوريون وجود تلك المازوخية إن لم يكونوا هم صانعيها، فيقومون بتغذيتها، ويسعون إلى أن تتفشى في باقي التكتلات السياسية التي لم يصل إليها المرض بعد، وحينها تقوم السلطة المتسلطة بدور السادي، وتقوم الكيانات السياسية المعارضة بدور المازوخي، وهنا تنشأ حالة من الانسجام بينهما، وحالة من الرضا بواقع الأمر؛ بل والاستمتاع به.
في رحلة العودة من اليابان، جلس بجانبي في الطائرة رجل لبناني خمسيني، وقد لاحظ حزني الشديد على فقدان هاتفي، وتخوفي من مواجهة أبي، سألني عمّا يحزنني، فحكيت له، فضحك من سخف قصتي، ثم راح يهون عليّ، وأخبرني أنه سافر لأكثر من ستين دولة، ولم يخرج منها إلا وقد سلب منه شيء، وأنك مهما حرصت، قد تسرق ببساطة، وأن مثل هذه الأمور تحدث.
منذ صغري أكره المسلسلات والأفلام، وأبداً لم أكن مستعدة للجلوس أمام التلفاز قديماً أو الشاشات الذكية حديثاً كالموبايل وغيره لمشاهدة فيلم أو مسلسل، فسمة الفضائيات الخداع، وأنا لست مستعدة لأن أكون ضحية خداع، ولست مستعدة أيضاً لإهدار وقتي مع فيلم يملي عليَّ مخرجه كيف أفكر، ويفرض عليّ أن أُعجب بمَن وأكره مَن.
دون استئذان، استوقفتني في الطريق تطلب قداحة، حائراً في عينيها تساءلت كيف عرفت السجائر الطريق إلى شفتيها دون جهد، لا تملك تلك السيجارة البيضاء الصغيرة أية وسائل اغراء تجذبني إليها، لا بد أن الذي أغواها هو ذلك الدخان ناصع البياض بعد أن دغدغ لوزتيها وأنعش رئتيها قبل أن يرسل نيكوتينه إلى الصداع؛ ليكف مطرقته عن تلك الدماغ المستديرة الصغيرة، تحت ذلك الشعر الأحمر المموج الأخاذ.
ليست مدينتي فحسب خان شيخون، رأيت تكالب الناس عليك يا مدينتي، أنت التي أبيت الذل أبيت، وأن تخضعي للكفر عاندت، ليست مدينتي فحسب خان شيخون، هي مدينتي التي أحبها وتحبني وأعشقها وتعشقني.
جدتي لم تتابع الأفلام، لا تعرف الرجل العنكبوت ولا يهمها الرجل الوطواط، ولا قيامة أرطغرل، احتفظت بإنسانيتها بقارورة زجاجية، تلك الإنسانية التي لا تحتاج علماً ولا تطوراً ولا دوراً للسينما لتشرح لنا معنى أن تكون إنساناً.
الأحزاب السياسية المسيطرة على الحكم والإدارة في العراق تعيد تسويق نفسها عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، من خلال فضائح ونشر غسيل الآخر وصحافة صفراء واسعة الانتشار والتأثير، متناقضة الرسائل وفي اتجاهات غير محددة
(حين سكت أهل الحقّ عن الباطل، توهّم أهل الباطل أنّهم على حقّ)، تقريباً أصبح هذا القول وهذا الأثر خير توصيف لحال الحراك الثقافي والإعلامي والتعليمي...
للأسف هنا، لم ينفرط عقد هذا النظام حتى يعود من جديد، فالعرب يعيشون تحت أنظمة تسلطية لا تؤمن بحق الإنسان في حياة كريمة، وحقه في دولة القانون.. أنظمة لا تؤمن بالحرية والحق في الاختلاف.
هنا، ستخرج صباحاً تجدهم يوزِّعون الكعك أو ما يسمى في مصطلحهم "السميت"، فلا يتزاحم الناس لياخذوا ثم إذا نَوَوا بعيداً، قالوا لن ننتخبهم، لم أجد الناس تتزاحم عليهم، وإنما الذي يوافقهم في الفكرة والنهج كان يقف معهم ويشجع حملتهم، سترى الطابع الحقيقي للمجتمعات وليس طابع المجاملة لغرض الحصول على الفوائد والمكاسب.