من واشنطن
2006/8/31 الساعة 10:13 (مكة المكرمة)
- أسرار العلاقة الأميركية الاسرائيلية- دوافع السياسة الأميركية ومستقبل اللوبي اليهودي- العرب ومواجهة النفوذ الإسرائيلي في أميركا
حافظ المرازي: مرحبا بكم معنا في هذه الحلقة من برنامج من واشنطن نقدمها بالطبع من العاصمة الأميركية، تأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الخارجية الأميركية من أكثر الموضوعات المثارة في الإعلام العربي حين يأتي الحديث عن العلاقات الأميركية الإسرائيلية، لكن هذا الموضوع قلما يناقَش هنا في الإعلام الأميركي أو على الساحة السياسية لحساسيته والخوف من تُهَم معاداة اليهود ومعاداة السامية، من هنا تأتي أهمية الدراسة التي كتبها أستاذان أميركيان مرموقان، الأول ارتبطت الدراسة بجامعته رغم تنصل الجامعة فيما بعد منها وهو الدكتور ستيفن والت من جامعة هارفارد والدكتور جون ميرشايمر الأستاذ بجامعة شيكاغو، تحدث كلاهما من أقل من ساعتين من تقديم هذا البرنامج على الهواء بنادي الصحافة القومي الأميركي عن تأثير اللوبي الإسرائيلي كما ظهر بالتحديد في الحرب الأخيرة على لبنان وذلك في ندوة نظمها مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (Care) ويسعدنا أن يكون المؤلفان ضيفينا من واشنطن في أول ظهور لهما على الإعلام العربي، كما سيكون معنا في الجزء الثاني من البرنامج المدير التنفيذي لمؤسسة (Care) في حوار مع أستاذ جامعي عربي حول مَن يحرك مَن في العلاقة الأميركية الإسرائيلية، لقد كسر الأستاذان ميرشايمر ووالت حاجز الصمت الأميركي حول موضوع تأثير اللوبي الإسرائيلي في السياسة الأميركية ورغم أن مجلة اتلانتك مانفلي كانت قد كلفتهما بهذه الدراسة منذ عام 2002 إلا أن المجلة الشهرية تراجعت عن نشرها ولم ترى الدراسة النور حتى نُشرت موجزة بعد أربع سنوات في دورية غير أميركية لعرض الكتب هي (London review box) وذلك في مارس/ آذار عام 2006، خَلُص الكاتبان في الدراسة إلى الآتي وأقتبس منهما، ليس من المستغرب أن تسعى إسرائيل وأنصارها في أميركا إلى جعل الولايات المتحدة تواجه كل الأخطار المُهدِّدة لأمن لإسرائيل فإذا نجحت مساعيهم لتشكيل السياسة الأميركية تكون إسرائيل قد نجحت في إضعاف أعدائها أو التخلص منهم وفي إطلاق يدها في التعامل مع الفلسطينيين بينما تقوم أو تتحمل الولايات المتحدة بمعظم أعباء القتال والموت وإعادة البناء والتكلفة وحتى لو فشلت الولايات المتحدة في تحويل الشرق الأوسط ووجدت نفسها في صراع مع العالم الإسلامي والعربي الذي يزداد راديكالية ينتهي الأمر بإسرائيل محمية من قِبل القوة العظمى الوحيدة في العالم ورغم أن هذه ليست أفضل محصلة يريدها اللوبي فإنها أفضل بوضوح من أن تنأى واشنطن بنفسها عن إسرائيل أو أن تستخدم تأثيرها في إرغام إسرائيل على التوصل لسلام مع الفلسطينيين، لقد اتُّهم ضيفانا الكاتبان ميرشايمر ووالت من قِبل أحد أعضاء الكونغرس بأنهما يرددان نفس المنطق المعادي للسامية والصهيونية وانتقد أستاذة في هارفارد الدراسة التي رُفعت منها فيما بعد اسم الجامعة وشعارها ويقول البعض بأن مؤلفها من هارفارد قد اضطر إلى الاستقالة من منصبه كعميد لكلية العلوم السياسية لكنه يصحح ذلك بأن هذا غير مرتبط بذلك ورغم الضجة المثارة حول الدراسة والحملة على الأستاذين إلا أن وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية لم تفسح مجالا كبيرا لهما للحديث باستثناء القليل.. القليل منها، على أي حال نحن نرحب بهما على شاشة الجزيرة وفي استديو من واشنطن، ستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية والشؤون الدولية بجامعة هارفارد مرحبا بك معنا في هذه الحلقة من البرنامج وبك أيضا في واشنطن والبروفيسور جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية مدير برنامج سياسة الأمن الدولي بجامعة شيكاغو مرحبا بكما، بروفيسور والت لعلِّي أبدأ أولا بالسؤال عن، أنتم أحكم بكثير وأعقل من أن تتورطا في مشكلة الكل يتفرج عليها ولا يتورع بأن يدخل فيها وهو طرح هذا الموضوع الخلافي الذي يثير كل الهجوم والعداوات على مَن يطرحه، لماذا قررتما أن تكتبا هذه الدراسة وأن تُصرا على نشرها رغم مصير بول فيندلي كعضو في الكونغرس من قبل، مصير تشارليس بيرسي كسيناتور من قبل معروف لمَن يتجرأ بالحديث عن دور اللوبي الإسرائيلي في السياسة الأميركية؟
المصدر : الجزيرة