- الحرية.. من ريغان إلى جورج بوش
- الحرية الأميركية والواقع العربي

- الدين وخطابات التنصيب من ريغان إلى بوش
- شخصيات حكومة بوش الثانية





حافظ المرازي: مرحبا بكم معنا في هذه الحلقة من برنامج من واشنطن وكل عام وأنتم بخير نحن نتحدث في يوم حفل التنصيب الخامس والخمسين في التاريخ الأميركي للرئيس الثالث والأربعين جورج دبليو بوش من بين ستة عشر رئيسا فقط في تاريخ الولايات المتحدة الذين يحظون بفترة رئاسية ثانية، سنناقش في هذه الحلقة من برنامج من واشنطن ما سمعناه في خطاب التنصيب، هل خطابات التنصيب احتفالية فقط ورمزية أم أن الرئيس غالبا يعني ما يقوله وأن ما يقوله سيحدد ملاح الفترة المقبلة؟ أيضا سنتحدث في هذه الحلقة من البرنامج عن الشخصيات الجديدة في الفترة الثانية والولاية الثانية لجورج دبليو بوش، إلى أي حد اختيار هذه الشخصيات أيضا يمكن أن يعكس ملامح تلك الفترة من السنوات الأربع المقبلة؟ ويسعدني أن يكون معنا في هذا النقاش.. معي في الأستوديو هنا الدكتور زياد العسلي رئيس لجنة العمل الأميركي من أجل فلسطين، معنا من نيويورك الدكتور فواز جرجس أستاذ العلوم السياسية بكلية سارة لورنس الجامعية في ولاية نيويورك ويسعدنا أن يكون معنا أيضا من كاليفورنيا الدكتور أسعد أبو خليل أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيركلي ولاية كاليفورنيا، بالطبع وكما تابعنا.. الخميس تابعنا الرئيس جورج دبليو بوش يحلف اليمين الدستوري للمرة الثانية بوصفه رئيس الولايات المتحدة الأميركية لفترة ثانية، جورج دبليو بوش في هذا الحفل بالطبع كان واضحا ربما في خطابه وفي الرسالة التي أراد أن يوصلها وبالطبع هذه الرسالة التي كانت في خطابه رسالة ركزت على موضوع الحرية وتحقيق الحرية في العالم، لعلنا سنستمع إلى مقطعين من أبرز ما قاله جورج دبليو بوش في خطاب تنصيبه الثاني عن الحرية ونعود أيضا لنستمع إلى بعض الرؤساء الجمهوريين الذين سبقوه في حديثهم عن الحرية وإلى أي حد يمكن أن نقول أن ما حدده جورج دبليو بوش من حديث عن الحرية قد لا يكون مجرد احتفاليات أو رمزيات ولكنها أجندة عمل سياسية واضحة للرئيس الأميركي وللفترة المقبلة من رئاسته، جورج دبليو بوش تحدث في خطابه عن أن الدروس التي مرت بها الولايات المتحدة منوه بالطبع إلى الحادي عشر سبتمبر أوصلتهم إلى قناعة بأن لا يمكن لأميركا أن تكون في سلم طالما هناك طغيان في شعوب أخرى وشعوب تنمو على ثقافة الكراهية بالتالي ما الذي يريد جورج بوش أن يفعله؟

الحرية.. من ريغان إلى جورج بوش

جورج دبليو بوش- الرئيس الأميركي: إن الأحداث والمنطق أوصلتنا إلى نتيجة واحدة هي أن بقاء الحرية في بلادنا يعتمد بشكل متزايد على نجاحها في البلدان الأخرى، إن أفضل أمل للسلام في عالمنا هو امتداد الحرية إلى كل أنحاء العالم.

حافظ المرازي: بالطبع الجزء الثاني أيضا أو المقطع الثاني الذي اخترت أن نستمع أليه مع ضيوفنا في البرنامج لما قاله جورج دبليو بوش في خطاب تنصيبه الأخير عن الحرية بالمثل.

جورج دبليو بوش: إننا سنشجع الإصلاح في الحكومة الأخرى عن طريق توضيح أن النجاح في العلاقة معنا سيتطلب المعاملة الحسنة من تلك الحكومات لشعوبها، إن قناعة أميركا بالكرامة الإنسانية ترشد سياستنا وإن كانت الحقوق لا تؤخذ بموافقة الطغاة ولكنها تحمي بالمعارضة الحرة ومشاركة المحكومين.

حافظ المرازي: بالطبع حديث جورج دبليو بوش عن الحرية وعن تحقيقها وبأنه ربما لن تكون واشنطن هي التي ستنفذها في كل مرة ولكنها تنتظر إشارة من الشعوب التي تخضع للطغيان كما قال لكي تدعمها.. تجعلنا نحاول أن نبحث ليس في كل خطابات تنصيب الرؤساء الأميركيين ولكن اخترت أن أتوقف عند خطابين، خطاب التنصيب لبوش الأب في هذا الوقت من عام 1989 وخطاب تنصيب رونالد ريغان في فترته الأولي في.. أيضا مثل هذا الوقت من شهر يناير كانون ثاني من عام 1981 وربما لنبدأ ببوش الأب.

جورج بوش الأب- الرئيس41: نحن نعرف ما يصلح الحرية، نحن نعرف ما هو صائب الحرية، نحن كيفية تأييد حياة أكثر عدلا وازدهارا للإنسان على الأرض من خلال الأسواق الحرة، حرية الرأي وحرية الانتخاب وممارسة الإرادة الحرة دون تدخل من الدولة.

حافظ المرازي: لو عدنا إلى رونالد ريغان في خطاب تنصيبه الأول خصوصا أن الكثيرين يعتقدون أن هذه الإدارة سواء إدارة بوش الأولى أو الثانية هي خرجت من عباءة ريغان أكثر منها خرجت من عباءة بوش الأب، ريغان في خطاب تنصيبه يقول "وفيما نجدد أنفسنا على أرضنا سينظر ألينا على أننا ازددنا قوة في العالم، سنكون من جديد نموذج للحرية ومرشد للأمل لأولئك الذين لا يملكون الحرية" لعلي أتوقف عند هذه المقتطفات من خطابات الرؤساء الأميركيين الجمهوريين عن موضوع الحرية، إلى أي حد تختلف أو يختلف ما قدمه بوش اليوم وإلى أي حد هذا الحديث جاد وموضوعي ويختلف عن أحاديث الحرية في خطابات بوش الأب وفي خطابات ريغان الجد سياسيا على الأقل أن صح التعبير، دكتور زياد العسلي.,

زياد العسلي- رئيس لجنة العمل الأميركي من أجل فلسطين: أهلا وكل أنتم بخير.

حافظ المرازي: وأنتم بخير.

"
غياب الحرية في العالم كما يراه الرئيس بوش هو سبب مشكلة أمنية وداخلية انفجرت في 11 سبتمبر، ولذلك فهو لا يريد أن تبقي مثل هذه الأنظمة ومثل تلك الوسائل التي تؤدي إلى تفجيرات قد تضر بمصلحة الأمن القومي الأميركي
"
زياد العسلي
زياد العسلي: هذا اعتقد خطاب مهم بمعني انه أعطي التفسير النظري.. القاعدة النظرية للسياسة الأميركية داخليا وخارجيا فهو هنا عرّف قضية الحرية على أساس أنها مصلحة أميركية داخلية، إن غياب الحرية في العالم كما يراه الرئيس بوش هو سبب مشكلة أمنية وداخلية انفجرت في سبتمبر إحدى عشر وهو لا يريد أن تبقي مثل هذه الحكومات ومثل هذه الأنظمة ومثل هذه الوسائل التي تؤدي إلى انفجارات قد تضر بمصلحة الأمن القومي الأميركي بدون أن يحاول أن يغيرها فهنا صارت القضية أولا قضية نظرية وقادته إلى العملية العسكرية في العراق كرد فعل استباقي وهذا يتبع أو أيضا من نظرته إلى ضرورة وجود الحرية في العالم الآخر وبالأخص طبعا العالم العربي والإسلامي وأضاف إلى ذلك قضية مهمة جدا وهو أن يطلب من الحكام في الخارج بدون تحديد أن يحترموا شعوبهم وأن يحفظوا كرامة شعوبهم وأن معاملة أميركا لهم.. لهؤلاء الحكام سوف تعتمد على احترام هذه الطبقة الحاكمة من.. لشعبها ولكرامة شعبها.

حافظ المرازي: دكتور فواز جرجس ريغان وحديثه عن الحرية وما فعله مع الاتحاد السوفيتي السابق ثم بوش الأب يكتمل أمامه ما حققه ريغان من ضرب ديكتاتوريات أوروبا الشرقية ثم هذا الحوار، كيف يمكن أن نربط الجميع معا؟

فواز جرجس- أستاذ العلوم السياسية بكلية سارة لورنس الجامعية: أستاذ حافظ الحقيقة هناك فرق شاسع ما بين خطاب وتفكير دبليو بوش وخطاب وتفكير والد دبليو بوش وحتى الرئيس رونالد ريغان، الحقيقة لا يمكن.. لا يمكن مقارنة دبليو بوش لا بريغان ولا ببوش ولكن بالرئيس الأميركي السابق وود ويلسون خلال الحرب العالمية الأولي حيث أن دبليو بوش لا يؤمن فقط بأفكار الحرية والديمقراطية ولكن في تصدير وتعميم الحرية والديمقراطية في العالم أجمع وكما قال الأخ زياد.. الأستاذ زياد الحقيقة ربط دبليو بوش اليوم ما بين الاستقرار والسلام الدولي العالمي وخاصة في الولايات المتحدة وما بين تصدير وتعميم الديمقراطية في أنحاء العالم وخاصة في الشرق الأوسط، ربط ما بين تصدير وتعميم الديمقراطية والحرية في العالم والانتصار على الإرهاب، قال في الواقع الحرية والديمقراطية هي القوة الضاربة (The Power) التي يمكن الولايات المتحدة أن تدحر فيها الإرهاب ومن ثم الحقيقة في.. أصبحت فكرة الديمقراطية والحرية في يعني نظر دبليو بوش بمثابة العصا السحرية التي تحل مشاكل العالم الفقر والبطالة والاستبداد والمعاناة والعنصرية، أصبحت الديمقراطية والحرية في نظر هذا الرئيس الحقيقة بمثابة الإيديولوجية التي يمكن استخدامها واستغلالها، الإيديولوجية التي تشرح كل شيء ومن ثم طبعا ما يشرح كل شيء لا يشرح أي شيء أبدا ومن ثم الحقيقة نحن نستمع جيدا إلى هذا الخطاب وأعطى الحقيقة في بداية الخطاب أن الشرق الأوسط غياب الديمقراطية، الاستبداد السياسي هو الذي جعل الإرهاب يعيش وينمو في منطقة الشرق الأوسط ومن ثم يا أستاذ حافظ السؤال ليس هو في التركيز على الخطاب السياسي، الخطاب السياسي شيء مهم السؤال النقدي هو التالي كيف يمكن ترجمة هذا الخطاب المثالي إلى سياسات عملية دقيقة؟ لنقول في الشرق الأوسط ومن ثم السؤال البسيط هل يمكن.. هل من يعني الممكن أن نرى سياسيات في الشرق الأوسط.. أن تتخلى الولايات المتحدة عن أصدقائها في الخليج العربي وتغامر على القوى الديمقراطية وغير الديمقراطية في المنطقة؟ يعني السؤال علينا أن نذهب إلى أبعد من الخطاب السياسي وندقق الحقيقة في محور السياسيات الرئيسية لهذا الخطاب.

حافظ المرازي: وهذا ما أريد أن نناقشه ولكن بعد أن نستمع إلى الدكتور أسعد أبو خليل وأيضا قراءته لما سمعناه من بوش عن موضوع الحرية وعن تصدير الحرية إن صح التعبير لحماية أميركا وأين يضعه من خطابات ريغان وأجندة ريغان السياسية وبوش الأب.

"
لا يمكننا الأخذ على محمل الجد ما جاء في خطاب بوش الأخير الذي خلا من البلاغة التي حملتها خطابات جون كندي أو فرانكلين روزفلت
"
أسعد أبو خليل
أسعد أبو خليل- أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيركلي: يعني المقارنة مع خطب ريغان صائبة لأن كلمة الحرية مثل كلمة الجهاد في خُطب أبن لادن يعني ابتُذلت وليس لها من أي معنى أو رائحة لكثرة ما ابتُذلت في الاستعمال السياسي لأسباب سياسية رخيصة ولا يمكن لنا أن نذهب بعيدا في الأخذ على محمل الجد ما جاء في هذا الخطاب الذي خلا من البلاغة التي حملتها خطب جون أف كندي أو فرانكلين روزيفلت وإنما كان فيها الكثير من اجترار الخطب التي ألقاها هذا الرئيس نفسه في حملاته الانتخابية، يعني كلمة الحرية مثلا استعملت ولكن في سياق الحقبة الأولى من رئاسته ولا يمكن لنا أن نقول بأن هناك برنامج جديد وعلينا أن نترقب بشوق ما هي الترجمة العملية لما حمله الخطاب من أفكار، يعني هذا الرئيس شن حرب شعواء ضد العراق في الوقت الذي كان يبشر الشعب العراقي فيه بالحرية والديمقراطية، يعني أنا أسأل ماذا عسى الشعب العراقي أن يقول اليوم عندما يقول لهم بأنه نشر الحرية بين ظهرانيهم يعني هي الحرية تعني شيء واحدا له وهي الأخذ والتسليم بمشيئة الإمبراطورية الأميركية بصورة كاملة وإذا كان هناك من أي شك حول الترجمة العملية لهذا الخطاب يعني لنرى السجل في السنوات الأربعة الماضية، يعني يمكن لنا أن نقول العكس بأن الولايات المتحدة في سياساتها ما بعد 11 أيلول لا بل كرست حكم الطغيان في دول آسيا الوسطى وفي باكستان وفي المغرب وفي الأردن والكثير من الدول، حتى أن الرئيس المصري أتعظ عندما حاول في محاولته للتجديد لنفسه لمرة سادسة بأن يمشي في مسار السياسة الخارجية الأميركية لأن هذا كل ما هو مهم لها وهذا ما فعله الرئيس الليبي في ليبيا.

الحرية الأميركية والواقع العربي



حافظ المرازي: نعم طيب دكتور أسعد دكتور فواز والدكتور زياد العسلي ربما الذي يخرج به المرء أيضا من تركيز بوش الكبير على تعبير الحرية وأنها البلسم لكل المشاكل ربما كما قال دكتور أسعد في أننا وكأننا أمام خطاب أعتقد أن الكثيرين ربما يعترضوا على التشبيه لكن الخطاب السياسي الجهاد واستخدام الجهاد أو كأننا أمام أحد الأيدلوجيين من الإسلام السياسي الإسلام هو الحل، أمامنا هنا شخص يقول الحرية هي الحل هل هو كثير من الأيدلوجية وقليل من التكتيك الواقعي لكيف تنفذ ذلك إن كنت تحتاج هذه الأنظمة في مرحلة حرجة الآن لكي تحقق لك الأمن ولكي تعذب لك من يريد وتخرج لك الاعترافات وغير ذلك دكتور زياد؟ وأترك أيضا الحوار لكم في هذا الجزء.

"
الفلسطينيون يعلمون أنهم لن يغيروا في  السياسة شيء، ولكنهم يدركون أن مشاركتهم في الانتخابات هي تقوية لهم ودعم للقرار الذي يريدون أن يتوصلوا إليه
"
العسلي
زياد العسلي: طبعا يختلف الكثيرون في تفسير النوايا والمقاصد وإلى آخره وحتى في دراسة التاريخ الحديث ولكن أعتقد أن هنالك شيء مهم بالنسبة للعالم العربي والإسلامي بشكل خاص وهو هنالك إجماع تقريبا بدون استثناء أن الأحوال في العالم العربي والإسلامي سيئة للغاية وأن هنالك حاجة إلى التغيير والتحسين فقد يكون هذا التحسين عن عدة أساليب وجربنا الانقلابات وعندنا الحكومات الجمهورية المتوارثة وعندنا كل تجارب القرن اللي فات اللي لم تؤدي إلى أي نوع من النجاح، هنا لدينا أسلوب معروض عالميا ومطروح وهو مشاركة الناس في الانتخابات، طبعا مشاركة الناس في الانتخابات تحت أسم الحرية لن تعني بالضرورة أن الحكم سوف يكون بيدي كل الناس وإلى آخره كما هو في هذه البلاد هنا في أميركا ولكن الدعوة إلى المشاركة تعني تقوية المواطن وتعني مساهمة المواطن لكي يطلب من حاكمه المسؤولية والمسائلة وهذه هنا لدينا الآن تجربة بفلسطين بشكل خاص إذا سمحت لي أن أذكرها، لقد شاركت في حضور الانتخابات الفلسطينية وقد لفت نظري بشكل فظيع تلهف الشعب الفلسطيني على المشاركة في المساهمة، هم لا يعتقدون أنه سيغيرون السياسية بشكل نهائي وإلى آخره ولكن يعرفون أن المساهمة هي تقوية لهم ودعم للقرار الذي يريدون أن يتوصلوا إليه وهذا الشيء يجب أن يكون مفتوح ويجب أن يكون نموذج للعالم العربي، بمجرد أن تصدر هذه المطالبة بالحرية أو الديمقراطية من أميركا أو من أي مصدر آخر لا نحبه ولا نعتقد أنه يريد مصلحة الناس لا يعني أن هذا الطلب بحد ذاته غير شرعي وغير مسؤول وغير مفيد.

حافظ المرازي: دكتور فواز.

فواز جرجس: الحقيقة ليس هناك من أحد يرفض يعني نظريا وحتى عمليا التركيز على قضية الحرية والديمقراطية يعني هذا موضوع أنا أعتبره موضوع يعني طبيعي وبسيط جدا لأنه فيه تلهف من كل شعوب العالم والشعوب العربية والإسلامي هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الدولية لتحقيق الحرية والديمقراطية هذه الحقيقة نقطة رئيسية، السؤال يا هل ترى إلى أي درجة يمكن أن يعكس هذا الخطاب.. الخطاب المثالي المعنوي.. نحن حافظ يجب أن نتكلم عن الاحتفاليات، عن المناسبة المعنوية، عن الموضوع الخطابي المثالي لهذا الخطاب ولكن في نفس الوقت علينا أن نركز على.. يعني القدرة أو على الإمكانية في تنفيذ هذا الخطاب على المستوى.. على مستوى الأرض يعني في السياسات الواقعية، نحن نعرف في الحقيقة أنه الخطاب له دور له نوع من الدور يعني المعنوي لإرسال رسالة إلى الشعب الأميركي وشعوب العالم أيضا ولكن بغض النظر عن رؤيتنا لهذا الرئيس وعن سياساته في السنوات الأربعة الماضية علينا.. الحقيقة لا يمكن بغض النظر عن رؤيتنا لا يمكن يعني عدم إعطاء.. عدم الانتباه يعني وبشكل.. التركيز بشكل جوهري على الأيدلوجية التي تؤثر على تفكير وعلى سياسات هذا الرئيس، إذاً موضوع الديمقراطية وموضوع الحرية أعتبره أنا سوف يلعب دورا رئيسيا على نطاق المستوى الرمزي وعلى المستوى المعنوي لهذه الإدارة في السنوات الأربعة القادمة وبنفس الوقت يبدو يا أستاذ حافظ أن الرئيس تعلم بعض الشيء، يبدو لأنه إذا حاولنا قراءة يعني ما بين السطور يتكلم على أنه الحقيقة تصدير الديمقراطية والحرية ليست مهمة عسكرية قالها.. وقال الولايات المتحدة لن تحاول يعني فرض رؤيتها على شعوب العالم، شعوب العالم الشعوب العربية والإسلامية هي الشعوب التي يعني يجب أن تختار طريقها وطريق وأعتبر أنا هذه..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: طيب أيضا هناك عبارة إنه المسألة ليس مجرد إجبار أو قناعات الديكتاتورية أو الطغاة ولكن مسألة أن الشعوب تأخذ دورها بنفسها وإذا أخذت سنقف معها، هل هو معقول.. هل هو يقول أننا أمام تجربة جديدة احتجوا على الانتخابات أو احتجوا على غياب البرلمان أو على أي شيء وسأدخل وأقف معكم؟ دكتور أسعد أرجو أن يدخل معنا أيضا في هذا النقاش.

فواز جرجس: هذا هو السؤال الرئيسي يا حافظ أنه يبدو الحقيقة السنوات الثلاث الماضية تعلم بعض الدروس، الدروس إنه القوى العسكرية لا يمكن أن تنشأ ديمقراطية حقيقة، تعلم أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تنشأ ديمقراطيات على نمطها، تعلم أن شعوب العالم هي التي ستحاول إنشاء.. وقال سوف نقف مع القوى الديمقراطية.

حافظ المرازي: دكتور أسعد هل هو تعلم وتعلم وتعلم؟

"
الولايات المتحدة لا تسعى لقمع أي حركات معارضة في الدول العربية والإسلامية وإنما تناصرها لأنها تتماشى في بعض الأحيان مع مصالحها
"
أبو خليل
أسعد أبو خليل: لو كان هناك أي دليل حول أنه اتعظ من تجارب السنوات الأربعة الماضية لكان بدأ بعملية نقد ذاتي حول ما تعرض له شعب العراق من ويل الحروب وكما أن الجيوش الأميركية منتشرة يعني في معظم الشرق الأوسط وفي آسيا، يعني لو كان هناك نية بعدم استعمال القوى العسكرية لفرض المشيئة الأميركية يعني لكان هناك برنامج زمني لسحب تلك الجيوش المنتشرة التي تفرض الإرادة الأميركية عنوة يعني، كما أننا علينا أن نتروى في الحديث عن المثاليات التي جاءت في هذا الخطاب يعني أنا متيقن تماما أن هذا الرئيس حريص على الحرية وإن.. ولكن في تلك الأنظمة التي تعارض المشيئة الأميركية يعني لو مثلا أن هناك معارضا في السعودية أو في المغرب أو في الأردن أو في أي من الدول التي تماشي الإرادة الأميركية يعني لسمحت الإدارة الأميركية بقمع أي حركات معارضة في كل تلك الدول وإنما هي تناصر حركات المعارضة لأنها تتمشى في بعض الأحيان في إيران أو في سوريا مع المصالح الأميركية يعني هذه مسألة تتعلق بالسياسة الخارجية ولا تتعلق.. يعني علينا أن لا نذهب بعيدا في السذاجة في تصديق هذا الكلام خصوص وإنه أتى بعد انتهاء حقبة أربعة سنوات من الحروب التي لم تنتهي وهذا الرئيس يصر أنه كان محقا ويزعم أن له يعني رؤية إلهية تجعل من تصميمه يعني أكثر عنادا من ذي قبل.

الدين وخطابات التنصيب من ريغان إلى بوش



حافظ المرازي: نعم، بالطبع سنناقش هذه النقاط خلال نقاشنا أيضا للحكومة ولكن حديثك أستاذ أسعد عن أن هذا الرئيس يشعر بأن هناك إرادة إلهية أو مهمة ورسالة موجهة له بأن يفعل شيء ربما تأخذنا إلى أيضا بعد الدين في خطابات التنصيب خصوصا أيضا منذ ريغان حتى بوش لدى الجمهوريين لاحظنا بالطبع بأن الرئيس بوش بدأ اليوم كما ذُكر في الإعلام بيومه كما قيل بقراءة الإنجيل في الصباح ثم ذهب إلى الكنيسة المقابلة للبيت الأبيض، بالطبع قس هذه الكنيسة اختير لكي يلقي اليوم موعظة.. الموعظة الدينية في خطاب التنصيب ربما تكون هذه بادرة حسنة لأن القس الذي ألقى موعظة التنصيب في خطاب تنصيب بوش في الفترة الأولى كان فرانك جرام ابن الواعظ بيلي جرام وهو من المبشرين المُنتمين لما يعرف باليمين المسيحي المتطرف الذي فرانك جرام أيضا نقل أو كانت له عبارات من قبل نُسبت إليه مهينة للدين الإسلامي، ربما جورج دبليو بوش كان واضحا في أنه لن يخوض في ذلك بل بالعكس جورج دبليو بوش الذي كان أول رئيس يدخل مسجدا في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر ربما يكون أول رئيس يذكر الكتاب المقدس لدى المسلمين في خطاب تنصيبه كما سنستمع.

جورج دبليو بوش: إن أساس شخصيتنا مبني على القيم العائلية وعلى طوائف شعبنا التي تستهدف في حياتها بما أنزل في سيناء وبموعظة الجبل وبكلام القرآن ومختلف ديانات شعبنا.

حافظ المرازي: بالطبع لو عدنا إلى الحديث عن الدين في الخطابات السابقة، رونالد ريغان في خطاب تنصيبه الأول وجدناه أيضا يتحدث عن الدين رونالد ريغان ذهب إلى الدعوة لأن يكون يوم تنصيب الرئيس هو يوم للصلوات والدعاء في أميركا وأيضا في يوم تنصيبه عقدت الكثير من الصلوات والتجمعات في الكنائس الأميركية وهذا أيضا بعد جديد في ربط التنصيب وربط الرئاسة لدى هؤلاء الجمهوريين بعنصر الدين، بالطبع رونالد ريغان قال "لقد قيل لي إن تجمعات من عشرات الآلاف أقيمت من أجل الصلاة في هذا اليوم وأنا شاكر لذلك، نحن دولة تحت حمى الله وأنا أعتقد أن الله أراد لنا أن نكون أحرارا سيكون أمرا طيبا ومناسبا باعتقادي أن يعلن يوم تنصيب الرئيس في المستقبل يوما للصلاة" لو انتقلنا إلى بوش الأب في خطاب تنصيبه في يناير من عام 1989 فعل أكثر من هذا، حوّل خطاب التنصيب في جزء منه إلى صلاة.

جورج بوش الأب- الرئيس41: أول عمل سأقوم به كرئيس هو الصلاة، أنا أطلب منكم الانحناء سبحانك الله نحن نحني رؤوسنا لنشكرك على محبتك تقبل شكرنا على السلام الذي يحل اليوم وعلى إيماننا الذي يجعل استمراره محتملا ليجعلنا أكثر قوة للقيام بعملك قادرين على الاهتمام والاستماع إلى إرادتك واكتب على قلوبنا هذه الكلمات، استخدم السلطة لإعانة الشعب فنحن لا نُمنح القوة لتغليب مصالحنا الخاصة ولا للاستعراض أمام العالم ولا للتباهي هناك استخدام واحد للقوة هو خدمة الشعب ساعدنا يا رب على تذكر ذلك آمين.

حافظ المرازي: دكتور فواز جرجس.

"
لا يخلو خطاب لرئيس أميركي من ذكر الدين والحرية، حيث إنهما عنصران رئيسيان للهوية الأميركية
"
فواز جرجس
فواز جرجس: أستاذ حافظ الحقيقة كلمة توضيحية للجمهور العربي، كل الرؤساء الأميركيين يتكلمون عن الدين وعن الحرية في خطاباتهم وخاصة في مثل هذه يعني الأوقات المهمة مراكز.. يعني مراسم نقل السلطة، إذاً الدين والحرية هما عنصران رئيسيان للهوية الأميركية وهي دي نقطة مهمة جدا لا يخلو خطاب لرئيس أميركي من ذكر الدين وذكر الحرية ولكن الحقيقة حتى مقارنة مع الرئيس رونالد ريغان يعني هناك بعض الدراسات التي أجريت لكم مرة ذكر فيها الرئيس الأميركي الراحل كلمة الدين، كان معدل ذكر الرئيس الراحل رونالد ريغان لكلمة الدين والتكلم عن الدين في خطاباته حوالي أربعة ونصف في حين أن دبليو بوش يذكر الدين بحوالي 12 مرة في خطاباته الرئيسية.. معدل ذكر خطاباته 12 مرة وليس فقط يعني نسبة ذكر الدين الطريقة التي يتكلم فيها دبليو بوش عن الدين تختلف جذريا عن الطريقة التي تكلم بها الرؤساء الأميركيين عن الدين، يتكلم عن الدين على أنه الدين مش إنه فقط كرسالة إنه كنوع من.. ولكن يتكلم كأنه المهدي، كأنه النبي، كأنه يعرف ماذا يقول له الله ومن ثم الحقيقة يتكلم إلى الله لكي يقوم بالسياسات التي قام بها في أثناء الحرب وهذا هو الحقيقة محور الخطر هنا، ليس فقط في يعني محاولته للاعتماد واستغلال واستخدام الدين ولكن الحقيقة لقراءته.. لقراءته الخطيرة للخطاب والمفهوم الديني ومن ثم فهو يتحاور يعني شخصيا ومباشرة مع الله وهنا الحقيقة محور الاختلاف الجذري ما بين خطاب دبليو بوش والذي يذكر فيه الدين وخطابات الرؤساء الأميركيين الآخرين.

حافظ المرازي: دكتور زياد العسلي.

زياد العسلي: الخطاب الديني كما ذكرت هو كان من أصل التاريخ جورج واشنطن أول رئيس أشار إلى الله بأنه المفكر الأعظم ومن.. ومن وقيس على ذلك ولكن النقطة التي ذكرها الدكتور فواز مهمة لأن هنالك مجموعة كبيرة من الناس تعتقد أن الرئيس بوش مُلهم من الله أو يعتقد أنه ملهم من الله وأنه في حملة صليبية لتبشير العالم وهذه النظرة قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة والخوف منها طبعا إذا اقتنع الطرف الآخر أن هنالك حملة صليبية ضدهم فسيقاومونها بالجهاد ويرفضون أي شيء يأتي عن طريق أميركا وطبعا العالم لا يستطيع أن يتحمل صراع على هذا المستوى بين الديانات الكبرى المسيحية واليهودية والإسلامية ويجب أن نكون حذرين جدا في هذا الشيء وأن يجب أن نكون حذرين جدا في استعمال الدين بالسياسة، على العموم وإذا حتى إذا تخنها بوش في إيمانه وإلى آخره يجب أن ننظر على التطبيقات السياسية وعلى الإمكانيات في تحسين الوضع في العالم العربي والإسلامي ومحاولة تدارك هذا التهافت نحو المباراة في أنهم متدينين وأنهم ضدنا وكذلك من طرفنا وعلى هذا الأساس أعتقد أن علينا أن ننظر إلى الفرص المتاحة للعالم العربي والإسلامي لتطوير المجتمعات في خلال هذا النظام الدولي الذي هناك فيه دولة عظمى عليها مثل هذا الرئيس، ماذا تريدون مواجهة عالمية؟

حافظ المرازي: دكتور نعم.. دكتور أسعد.

أسعد أبو خليل: يعني من المفارقة أن النظام الديمقراطي الأميركي مقارنة بالأنظمة الأوروبية يعني يقل علمانية على مرور الزمن بينما يزداد سمكا الجدار الذي يفصل بين الدين والدولة في الدول الأوروبية حتى أننا يجب أن ننوه بأن خطاب القسم نفسه بناءا على الدستور لا يذكر الله على الإطلاق وإنما الرئيس الأول جورج واشنطن اختار عفوه أن يذكر يعني في نهاية الخطاب عبارة (Help Me God) والتي تترجم بتصرف كما إن الله على ما أقول شهيد ولكن لم يجرؤ أي رئيس بعد جورج واشنطن ألا يذكر هذه العبارة لكن هناك شيء مميز في خطاب وسياسات هذا الرئيس حيث هناك محاولات سياسية وليست يعني لغوية فقط لإدخال أو إقحام الدين في شؤون السياسات العامة ولنتذكر أن هذا الرئيس مرر في شهوره الأولى في حقبته الأولى برنامج ما يسمى (Enactive Face base) ما يترجم كمبادرات المبنية على الإيمان التي على أساسها تنفق الحكومة الفدرالية.. والكثير يعتقد أن في ذلك خرقا للدستور الأميركي على برامج يعني يعتقد أنها اجتماعية ولكن من صلب المؤسسات الدينية المسيحية واليهودية بصورة أساسية..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: نعم طيب..

أسعد أبو خليل [متابعاً]: والخطورة في ذلك السياسة الخارجية..

حافظ المرازي: أيوه تفضل.

أسعد أبو خليل: أن هذا الرئيس عزز.. يعني ذكر رون ساسكن في مقالة مهمة في مجلة نيويورك تايمز بأن هناك في فئة الإنجيليين الأميركيين من يعتقد وقد يكون الرئيس واحد منهم أنه مُلهَم من قبل من عنده تعالى وهذا يعطي سياسات وحروب هذا الرئيس يعني نوع من الحتمية التاريخية التي لا تقبل المراجعة النقدية على الإطلاق وهذا ما عزز من دور الأصولية المسيحية التي تتماشى في سياسات وحروب الإدارة خصوصا في مشاريع الشرق الأوسط.

حافظ المرازي: نعم.. لكن إلى أي حد يمكن أن نسأل كان هناك تمثيل أو هناك تمثيل في إدارة جديدة لجورج دبليو بوش وفي الحكومة الجديدة له لأولئك الذين يحملون وجهة النظر هذه، جون أشكروفت وزير العدل الأميركي ربما كان أبرز من يحملون وجهة النظر التبشيرية أو القريبة لفكرة لهذه الفكرة خرج من الوزارة، مَن الذي دخلها وهل يمكن من بعض ما نعرفه عنهم ومن ملامحهم الشخصية أن نحدد بعض ملامح السنوات الأربع المقبلة التي ستأتينا من واشنطن؟ سنناقش هذا الموضوع مع ضيوفنا من واشنطن بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]

شخصيات حكومة بوش الثانية



حافظ المرازي: جورج دبليو بوش الرئيس الثالث والأربعون في التاريخ الأميركي يُنصب في حفل التنصيب الخامس والخمسين للتاريخ الأميركي، هو أحد ستة عشر رئيسا فقط في تاريخ الولايات المتحدة يحظى بفترة رئاسية ثانية بالطبع جورج هربرت ووكر بوش الأب لم يحظى بها لكن حظي بها من قبله كرئيس جمهوري رونالد ريغان، إلى أي حد يمكن أن نجد سمات مشتركة في خطابات التنصيب خصوصا بمفهوم الحرية ومفهوم الدين وانعكاسات ذلك على العالم العربي والعلاقات العربية الأميركية ثم لننتقل إلى الجزء الثاني من برنامجنا ومعنا ضيوفنا هنا الأستوديو الدكتور زياد العسلي من نيويورك، معنا الدكتور فواز جرجس ومن كاليفورنيا الدكتور أسعد أبو خليل، الحكومة الثانية لبوش وشخصياتها.. الوزراء الجدد الذين تغيروا في حكومة بوش الثانية تسعة الخارجية، الأمن الداخلي، وزارة العدل، وزارة الطاقة، وزارة الاقتصاد، وزارة الزراعة، الصحة، التعليم والمحاربون القدامى، الوزراء الباقون في حكومة بوش ستة وزارة الدفاع دونالد رامسفيلد، المالية، المواصلات، العمل، الإسكان ووزارة الداخلية التي لا تعدو إلا أن تكون وزارة للحدائق العامة والمتنزهات وليس الداخلية بالمفهوم العربي وإن كان الأميركيون قد حصلوا على الداخلية بالمفهوم العربي من خلال وزارة الأمن الداخلي التي أقيمت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لو نظرنا إلى فريق صنع السياسة الخارجية وزير الخارجية كولن باول كما نعرف والذي كان أول أميركي أفريقي في هذا المنصب خرج كولن من الوزارة لتحل محله كوندليزا رايس وهي أول أميركية أفريقية في هذا المنصب، كوندليزا رايس أيضا تعتبر ثاني أمراه بعد أولبرايت فيه وثاني شخص أفريقي بعد كولن باول في هذا المنصب، حصلت على تصديق مبدئي من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ويُنتظر أن يتم التصديق عليها بدون مشكلة، كوندليزا رايس سيحل محلها في منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض ستيفن هادلي الذي كان نائبها في الفترة الأولى لبوش، إلى أي حد يمكننا في هذا النقاش أن نتوقف بسرعة عند فريق السياسة الخارجية لبوش وهل يعني أي تغيير؟ دكتور زياد العسلي.

زياد العسلي: أهم شيء في الفريق القادم هو التجانس في الأفكار والنظرة الواحدة للسياسة الخارجية فستيفن هادلي هو وكوندليزا رايس وبوش ينظرون للعالم من خلال الخطاب الذي سمعته اليوم وهذه نظرتهم وليس هنالك أي مجال للاختلاف بين وزارة الخارجية ورئاسة الأمن القومي والبيت الأبيض كما حصل أيام كولن باول وهذا شيء أعتقد مهم قد تكون سياسة شيء لا يعجب بعض الناس ولكنها ستكون سياسة متناسقة وسياسة واحدة وواضحة للجميع كما هو الرئيس بوش.

حافظ المرازي: دكتور أسعد أبو خليل.

أسعد أبو خليل: يعني علينا أن نحكم عليهم من أعمالهم يعني هذا الفريق مكون من أفراد لعبوا أدوار أساسية في الإدارة الأولى يعني مثلا وزير الأمن الداخلي على نسق وزارت الداخلية في الأنظمة العربية كان من المولجين في وزارة العدل السابقة في مسألة الاعتقال العشوائي للمئات من العرب والمسلمين والمسلمات..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: نعم سآتي إلى وزير الأمن الداخلي لكن فريق السياسة الخارجية هل هي حسنة..

أسعد أبو خليل: في السياسة الخارجية..

حافظ المرازي: نعم.. أن يكون الوزير قريب من الرئيس حتى لا يقول لنا شيئا ونقول انتظروا حتى تشيني يغير رأي الرئيس بوش فيما قاله باول.

أسعد أبو خليل: يعني حسنة له ولكن لست حسنة للعالم أو للسلام البشري يعني يمكن القول اليوم أن فسحة المناقشة والحوار داخل الفريق الحاكم في الإدارة الأولى كان ضيقا للغاية حيث أن الرئيس لم يكن متسامحا مع المعارضة والاختلاف، أما في هذا الفريق الحالي فإن شقة الخلاف يعني قد أزيلت بالكامل ولكن لنتذكر أن كوندليزا رايس كانت من الذين لعبوا دورا أساسيا في رسم الاستراتيجية المتعلقة بالعراق كما أنها كانت في الاجتماعات التي وافقت يعني بصمت ولكن ليس لدينا ما تقوله هي صراحة عن الدور الذي لعبته للمذكرات الرسمية التي تراخت في تعريفها لاتفاقيات جنيف المتعلقة بالأسرى والتي أدت إلى فظائع سجن أبو غريب.

حافظ المرازي: دكتور فواز كوندليزا رايس ووجودها؟

"
الفريق الجديد في الإدارة الأميركية يبدو أكثر تناغما وتناسقا ويشارك بوش في رؤيته للسياسات الداخلية والخارجية
"
جرجس
فواز جرجس: في الواقع النقطة اللي تكلم عنها الأستاذ زياد، يبدو أنه الفريق الجديد أكثر تناغما وتناسقا ويشارك الرئيس دبليو بوش في رؤيته للسياسات الداخلية وللسياسات الخارجية أيضا يعني الذين اليوم يعني في الكبينة تبع دبليو بوش هم الحقيقة يشاركون الرئيس رؤيته وأجندته طبعا الداخلية والخارجية ولكن فيه نقطة مهمة أستاذ حافظ يعني نقطة توضيحية للجمهور العربي.

حافظ المرازي: تفضل.

فواز جرجس: منذ عدة أيام نشر الكاتب الأميركي.. هو كاتب مهم الحقيقة أسمه سيمون هيرش مقالة في ذي نيويوريكا وهذه النيويورك من أهم المجلات الأميركية والحقيقة..

حافظ المرازي: بالنسبة لموضوع إيران بالنسبة إن كان هناك خطط أميركية ضد إيران.

فواز جرجس: وليس فقط عشان إيران يا أستاذ حافظ لأنه تكلم عن السياسات الجديدة في السنوات الأربعة القديمة، يبدو أنه نخبة الصقور ما يسمى بنخبة الصقور ونحن الحقيقة نبسط هنا.. يعني القيادات المدنية في وزارة الدفاع وفي مكتب الرئيس نائب الرئيس تشيني يبدو أنهم يركزون الحقيقة معظم القوى في أيديهم الآن يعني يبدو أن وزارة الدفاع اليوم يعني النخبة المدنية في وزارة الدفاع وفي مكتب نائب الرئيس الأميركي حاولوا ونجحوا..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: هي التي في يدها وزارة الخارجية الآن.. هي التي في يدها السياسة الخارجية الأميركية الآن.

فواز جرجس: ونجحوا في تأزم وكالة المخابرات الأميركية السي آي إيه تعرف هناك نوع من التغيرات الجذرية التي حدثت..

حافظ المرازي: عظيم طيب أسمح لي دكتور فواز عفوا لضيق الوقت سأمر إلى الوزيرين المقبلين لأهميتهما بالنسبة للموضوع الداخلي على الأقل والحريات المدنية بالنسبة للعرب والمسلمين في أميركا وربما أيضا انعكاسات هذا على صورة أميركا لكي تكون نموذجا يتحدث عن نشر الحرية في الخارج خصوصا إن كانت مفتقدة في الداخل، بالطبع وزير الأمن الداخلي.. الأمن القومي الداخلي توم ريدج والذي كان حاكما من قبل لولاية بنسيلفانيا ومن المحاربين القدامة في حرب فيتنام، توم ريدج خرج من الوزارة ليحل محله مايكل تشرتوف، مايكل تشرتوف شخصية لها.. يثار حولها الكثير من الجدل هو أبن حاخام يهودي ليس هذا مهما ولكن المهم أنه كان قاضي فدرالي سابق.. مساعد سابق لوزير العدل لشؤون مكافحة الجريمة والإرهاب، يفترض أن البعض ينتقده أيضا لأنه ساهم في عملية جميع أكثر من ألف وثلاثمائة من العرب والمسلمين بعد أحداث سبتمبر بدون محاكمات وألقوا في السجون، أيضا قضية التعذيب أو الاعتقالات، الرئيس بوش امتدحه لأنه كان في البداية ضد عملية التصنيف العرقي للناس وتحديد ملامحهم الشخصية في التفتيش أو في المطارات، أيضا وزير العدل الأميركي جون أشكروفت والذي تحدثنا من قبل على أن جون أشكروفت أرتبط بموضوع اليمين المسيحي وخلفيته وأحد الذين نُسبت إليه عبارة الفارق بين إلهنا وإلههم متحدثا عن المسلمين، على أي حال جون أشكروفت بحلوه ويمر خرج ليحل محله ألبرتو غونزاليس محامي البيت الأبيض والمستشار القانوني للرئيس والذي أرتبط أسمه بالفتاوى القانونية لتبرير التعذيب واحتجاز سجناء غوانتانامو بدون محاكمة، دكتور فواز جرجس أي ملاحظة خصوصا أن تشرتوف من نيويورك.

فواز جرجس: في الواقع يعني سجل تشرتوف لا ينبأ خيرا أبدا للحريات يعني الإنسانية وللمواطنين في الولايات المتحدة وكما نعلم الحقيقة سجله وخاصة بعد تفجيرات تسعة أيلول لم تكن.. الحقيقة لم تحترم الدستور الأميركي ولم تحترم الحريات ومن ثم الحقيقة ننتظر لنرى إذا كانت سياساته الجديدة سوف تعكس يعني نوعا جديدا من التعامل مع ملف الحريات واللي هو الحقيقة يعكس، إذا نتكلم عن تصدير الحريات والحرية والديمقراطية في الخارج علينا أن نحاول احترام الدستور الأميركي والحريات في الداخل الأميركي قبل أن نتكلم عن تصدير الحريات للخارج.

حافظ المرازي: الدكتور أسعد هل هذا ينطبق أيضا مع ما قلته من قبل لنرى.. لننتظر حتى نرى أفعالهم أو من أفعالهم يمكن أن ينبئنا؟

أسعد أبو خليل: يمكن الحكم على السجل السابق يعني للرجلين يعني وهذان الرجلان لعبا دورا كبيرا يعني في الإدارة الأولى من ناحية كما ذكرت وزير الأمن الداخلي في مسألة الاعتقال العشوائي للمئات وقد رُحل أكثر من نصفهم يعني في ظروف لم تكن ظاهرة قانونيا يعني للعيان، كما أن معظمهم يعني لم يكن لديه أي صلة أو علاقة بالخاطفين أو بالقاعدة أو بابن لادن والطرد عملية الطرد العشوائي لمئات منهم كانت يعني تحت ظروف تتعلم بمخالفات في الفيزا أو بإجازة، أما غونزاليس يعني فلعب دورا كبيرا في حروب أميركا في أفغانستان وفي العراق لأنه كما قلت أنت يعني أفتى من عنده بأن اتفاقيات جنيف أصبحت عقيمة ويمكن للولايات المتحدة أن تضرب بها عرض الحائط ويمكن التذكر أن كولن باول عندما رأى مذكرة غونزاليس يعني ارتعب جدا لما لها من انعكاسات على واقع الأسرى الأميركيين في حروب مقبلة في أنحاء مختلفة من العالم.

حافظ المرازي: طيب قبل أن.. أنتقل للدكتور زياد العسلي يبقى وزير وأيضا له أهمية أن يستمع إلى تعليق منه والدكتور زياد عسلي كان من قبل رئيسا للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز وموضوع العرب الأميركيين، وزير الطاقة سبنسر أبراهام الذي كان الأميركي العربي الوحيد في وزارة بوش خرج من الحكومة الأولى كوزير للطاقة وسبنسر أبراهام بالطبع كان سيناتور عضو مجلس شيوخ من ولاية ميتشيغان وأيضا أحد العرب الأميركيين القلائل في هذا المنصب، خرج سبنسر أبراهام ليحل محله صمويل بودمان الذي كان نائبا لوزير المالية كما كان أيضا من قبل نائبا لوزير الاقتصاد، دكتور زياد العسلي خروج العربي الأميركي الوحيد في الحكومة دخول شخصيات مثل مايكل تشرتوف أو شخصية غونزاليس ماذا يعني هذا لمنظومة.. أو لتأثيراتها على الجالية؟

زياد العسلي: لا أعتقد أن سبنسر أبراهام خروجه يعني أي شيء محدد وبشكل خاص على الجالية ولكن على العموم هنالك اتجاه في تشكيل الوزارة الجديدة ليعكس ما يسمى بالبناتول.. الألوان كل الألوان تمثلت في هذه الوزارة من السود الإسبانش للكيوبة للصينيين إلى آخره وليس هنالك وجود عربي، لا أدري إذا لم يكن هناك أي شخص منهم مؤهل عربيا ولكن هذه ملاحظة.. بالواقع كان هناك وزير عربي آخر اسمه ميتش دانيالز خرج من هذه الوزارة قبل سنتين وصار الآن حاكم لولاية إنديانا ولكن طبعا القضية بالنسبة لنا.. التجربة العربية الأميركية والإسلامية في هذه البلد لا تزال هنالك تحدي ولا يزال هنالك مجال لتوسيع دائرة الحرية بدون نمطية على الإطلاق وهذا كما قال الأخ فواز هو احتكاك وامتحان لفكرة الحرية في هذه البلاد كما تريد هذه الإدارة تطبيقها في الخارج ويجب أن يصر العرب الأميركيين والمسلمين الأميركيين على أن يكونوا مواطنين بالدرجة الأولى وأن يتصرفوا على هذا الأساس وأن لا يقبلوا أن يكونوا موظفين بالدرجة الأولى في هذا المجتمع ولكن على العموم أعتقد أن هنالك نوع من الضغط لتشديد الخلافات بين توسيع الهوة بين العرب والأميركيين هنا وفي العالم العربي وهذا شيء يجب أن نقاومه لأنه من مصلحة الجميع أن نقرب هذا الخلاف.

حافظ المرازي: نصف دقيقة ولكلمة أخيرة للدكتور فواز جرجس والدكتور أسعد، دكتور أسعد نصف دقيقة لو أمكن من الموضوع الذي ناقشناه وسنوات أربعة مقبلة علينا في إدارة بوش مما سمعناه كيف تراها؟

أسعد أبو خليل: يعني من ناحية مؤسساتية أو إدارية بناءا على تعيين الأفراد في هذه الإدارة الجديدة يمكن القول أن الرئيس قد يكون أكثر تفلتا من أي عقال داخلي وهذا صحيح خصوصا وأنه تكلم عن رصيد سياسي ولكن يجب علينا أن نتذكر أن هناك حوت هائل في الغرفة ولم يتم التطرق إليه أبدا ولا حتى في الخطاب وهو موضوع العراق، أي أن النفس المستمر والتعثر والفشل الذريع لأميركا في العراق هو الذي سيحد..

حافظ المرازي: ممكن أن ينسف أي كلام أو أي أجندة توضع دكتور.. شكرا لك.

أسعد أبو خليل: بالضبط وسيحد من قدرة الولايات المتحدة على التوسع.

حافظ المرازي: شكرا لك، دكتور فواز جرجس ربع دقيقة للأسف.

فواز جرجس: أقول وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة كونداليزا رايس لقد حان وقت الدبلوماسية وسنرى في السنوات الأربعة القادمة يا أستاذ حافظ هل حان وقت الدبلوماسية النشطة؟ هل ستستثمر الإدارة الأميركية في عملية السلام العربية الإسرائيلية؟ هل ستحاول الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام؟ كيف سنرى.. سيتحرك يعني ستتصرف الإدارة الأميركية في الملف العراقي؟ هل سنرى مغامرات جديدة وخاصة فيما يتعلق في إيران؟..

حافظ المرازي: نعم.. هل هي نعم.

فواز جرجس: وأخيرا بالنسبة إلى الحرية كيف يمكن التوفيق ما بين مفهوم الأميركي.. مفهوم هذه الإدارة للحرية والديمقراطية وطبعا المصالح الأميركية المتجزرة مع بعض الحكام.. حكام الاستبداد في العالم العربي والعالم ككل.

حافظ المرازي: نعم طيب دكتور فواز جرجس شكرا جزيلا لك، دكتور زياد بنعم أو لا إلى أي حد أنت أقرب في الإجابة على تساؤلات دكتور فواز لتفاؤل أو التشاؤم إن صح التعبير؟

زياد العسلي: أعتقد أن هنالك مجال لبعض التفاؤل ولكن هنالك مسؤوليات أخرى، على العرب والمسلمين أن يحاولوا أن يوسعوا دائرة الحرية في العالم العربي والإسلامي وأن لا يقبلوا الاستبداد بأي صور من صوره وأن يضعوا الإدارة الأميركية على المحك في خلال السنين الأربعة القادمة.

حافظ المرازي: بمعنى أنت تقول لا.. إذاً اختبروا بوش غيروا الأوضاع و..

زياد العسلي: تعاملوا مع الأوضاع..

حافظ المرازي: وانظروا وراءه إن كان سيقف معكم أو لا يقف معكم وإن لم يقف معكم فهذا لا يعنيكم أصلا من الأساس، شكرا جزيلا دكتور زياد العسلي، دكتور أسعد أبو خليل والدكتور فواز جرجس في هذه الحلقة الخاصة من برنامج من واشنطن في يوم تنصيب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش لفترة ثانية، أشكركم وأشكر فريق البرنامج في الدوحة وهنا في العاصمة الأميركية، أذكركم بالعنوان البريد الإلكتروني للبرنامج لأي أسئلة أو تعليقات وهو minwashington@aljazeera.net مع تحيات الجميع هنا وتحياتي حافظ المرازي.