يقوم الرفيق حسام الحملاوي مؤخرا بمجهود طيب في توثيق دروس تعلمها النشطاء الذين يستخدمون إنترنت أداة لإدارة حملاتهم، و هي أدوات تفيد أيضا أفرادا يشتركون في الاهتمام بموضوع ما. يعتمد الحملاوي في نشاطه على نقطة أساسية، و هي أنه في وسط شبكة من الناس تستخدم العديد من الأدوات بغرض تداول المعلومات، و ربما بغرض إحداث تغير اجتماعي.
قدم الحملاوي ديلشوس في إحدى تدويناته الأخيرة هي دليل الناشط إلى ديلشوس، و التي ترجمها رئيس الآي.آر.سي. ديلشوس هو أحد تطبيقات التعليم على وب (صارت لي سنين الآن أبحث عن تعريب جيد لbookmarking) الذي يستغل "تأثير الشبكة". بإمكانك مبدئيا الاحتفاظ بالمواقع المفضلة عندك في متصفحك. تتفوق أدوات التعليم على وب من نظائرها على متصفحك في أمور ثلاثة: هي أولا متوفرة في أي حاسوب له اتصال بإنترنت، لأنها مخزنة على الشبكة؛ و هي ثانيا تستخدم التصنيف الشعبي بالوسومات، بدلا من التصنيف في فئات؛ و هي ثالثا قد تكون متوفرة لأفراد آخرين، الأمر الذي يعني أنها تصير أداة للعثور على المعلومات عن حدث بعينه في مواقع أخرى،أو ما يسمه الناس في الشبكة عن فرد أو موضوع بعينه.
يواجه الحملاوي مشاكل في حسابه مع ديلشوس في ذات الأسبوع الذي نشر فيه تدوينته الجيدة. في ذات الأسبوع أيضا، قررت أن أنقل علاماتي على وب إلى أداة أخرى توفر لي كل ما يوفره ديلشوس، بالإضافة إلى أغلب ما تمنيته فيه.
يبدو ديجو أقرب لمفهومنا عن الشبكات الاجتماعية عامة الأغراض مثل فايسبوك. بإمكاني هنا أن أنشئ ملفا عني أضمنه صورتي و اتصالاتي و معلومات أخرى عني، و روابط لحساباتي على شبكات اجتماعية أخرى. بإمكاني أيضا أن أضيف أصدقاء و أن أرسل لهم رسائل خاصة، و أن يتركوا لي رسائل على "حائطي" يستطيع آخرون قراءتها. بإمكاني أن أضبط تماما البريد الذي يصلني من ديجو، و أن أستعمل المعرف المفتوح لإنشاء حسابي بدون الحاجة لإدخال بياناتي (مرة أخرى في شبكة أخرى!).
يتفوق ديجو كأداة للتعليم على وب كثيرا عن ديلشوس. نتخيل مثلا حدثا كاختطاف ناشط السلام فيليب رزق يوم 6 فبراير الماضي. اتفق البعض وقتها على وسم صفحات وب عن الانتفاضة بوسم مشترك هو 6FebProGazaMarch على ديلشوس. هذا تصور لما يمكننا أنه نفعله مع ديجو:
تنشئ لبنى مجموعة الحرية لفيليب رزق، و تبدأ في وسم صفحات وب عن الحدث بوسومات واضحة مثل Egypt, Gaza, War, Solidarity, Protest, Police, Detention, PhilipRizk.
تدعو لبنى عمرو إلى المجموعة، و تعطيه صلاحيات إدارية، فهما يعيشان على جانبي الكرة الأرضية، و بإمكانهما معا إدارة المجموعة على مدار اليوم.
يدعو عمرو بدوره أصدقاءه على الشبكة حسام الحملاوي، و سارة كار، و مفطصى حسين (و الأخيران كانا مع فيليب رزق قبيل اختطافه). بإمكان كل أعضاء المجموعة إدارة نقاشهم في منتدى المجموعة أو في رسائل خاصة بينهم يستطيعون إشراك آخرين فيها إن رغبوا
يعمل الكل على وسم المحتوى كالمعتاد--دون الحاجة للاتفاق على وسومات بعينها--، و في أثناء وسمهم يضيفون الصفحات إلى مجموعة الحرية لفيليب. تعد سارة، باعتبارها صحافية، قائمة بريدية بأسماء معارفها من الصحافيين في وسائل إعلام مختلفة (سواء كانوا أعضاء في ديجو أم لا، ستصلهم الرسائل على صناديق بريدهم) بينما يرسل مصطفى، باعتباره طبيبا في مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، بعض الأخبار إلى دائرته من النشطاء. أما الحملاوي، فيرسل روابط الصفحات إلى حساباته في توتير و فايسبوك بل و إلى مدونته، و يسم ذات الصفحات بذات الوسومات في ديلشوس، و هكذا يمكنه الانتقال من ديلشوس إلى ديجو الأفضل دون أن يخسر شبكته القديمة. الثلاثة يقومون بذلك أثناء وسمهم للصفحات من داخل ديجو.
تتوسع عضوية المجموعة--سواء بالدعوة أو بانضمام آخرين للمجموعة أثناء بحثهم عن معلومات--و يبدأ الناس--ليسوا أعضاء فيها بالضرورة--بتعليق لافتة المجموعة على مدوناتهم، و تنتشر سحب وسومات و قائمة أحدث ما وسم عن فيليب في صفحات أخرى على وب. تقود كل هذه الروابط إلى المجموعة و إلى منتدى النقاش. تظهر مدونات و مواقع "الحرية لفيليب"، و بدلا من أن يعيدوا نسخ الأخبار يدويا إلى مواقعهم، فإنهم يمكنون أعضاء المجموعة من النشر مباشرة في مواقعهم.
كل هذه الروابط الواردة إلى المجموعة ترفع من تقييم محركات البحث للصفحة، و على عكس فايسبوك المغلق، فإن ديجو المفتوح على جوجل سيظهر في قوائم البحث عن كلمات مفتاحية مثل "مصر" و طبعا "فيليب رزق".
يراقب عمرو تلقيمة علامات المجموعة باعتباره مهتما بالنشاط على وب و بالشبكات الاجتماعية، و يختار بعض ما يظهر في سيل الأخبار ليضيفه إلى قائمة روابط أنشأها لدراسة إبداعات الإعلام الشبكي في حملة التضامن مع فيليب رزق. و يضيف لتلك القائمة التعليقات من متخصصين متابعين للحدث، و صحافيين تقنيين يكتبون عن جديد حملات إنترنت، و باحثين في اجتماع الشبكة عن استخدام الناس في جنوب العالم للشبكات الاجتماعية بنمط يختلف عن أقرانهم في الشمال... و أثناء هذا، يختار فقرات بعينها من داخل المقالات ليبرزها highlight كما يخطط الناس تحت الفقرات الهامة في الكتب، ثم يضع تعليقا على تلك الفقرات بالذات تتضمن ملاحظات عن كيف ينوي الكتابة عنها لاحقا. تلتقط لبنى بعض تلك التعليقات و تبدأ في التعليق على التعليقات، و هكذا يمكن للناس إجراء مناقشة على فقرات محددة و داخل صفحة المصدر ذاتها (و متابعة النقاش على الصفحة من خلال تلقيمة خاصة)، و إرسال هذا إلى الناس بطرق عدة. يعلِّم عمرو أيضا على بعض المقالات الأطول "للقراءة لاحقا"، فهو لا يستطيع التركيز الآن.
بالإمكان أيضا مراقبة كل ما يعلمه مجتمع ديجو عن موقع بعينه (المصري اليوم مثلا) أو وسم بعينه (مصر مثلا).
نهاية، بإمكان عمرو استخراج ملاحظاته (و ملاحظات غيره) عن أي صفحة ليضمنها في نص ورقة بحثية يكتبها مثلا. و لا شك أنني أغفلت خاصية أو اثنتين أخريين. أفضل طريقة كي تستخدم كل هذا هي أن تركب شريط أدوات ديجو، و إن كنت تعمل اليوم من حاسوب لا تمتلكه، فبإمكانك استخدام أداة ديجو الخفيفة.
جدير بالذكر أن معظم الأدوات التي تستخدمها الشبكة اليوم لفت نظر الناس إليها مفطصى، فهو من قدم تويتر ثم ديلشوس و فيميو إلى مجتمع الصحافة الشعبية في مصر، و هو أمر يدعونا لتقدير أصدقائنا من مهاويس التكنولوجيا.
ساعدت لبنى درويش و حسام الحملاوي في تنفيذ هذا العرض/الدليل.