سوريا
منذ حسم الأمم المتحدة لموعد جولة جنيف الماضية، بدت أنقرة مترددة تجاه تعميق تفاهمها مع موسكو وطهران في إطار أستانة. وأظهر غياب وفد المعارضة عن المحادثات أمس، أن أنقرة تسعى بعد إغلاق الطرق أمام قواتها في الشمال السوري، إلى الضغط على موسكو بتواطؤ من واشنطن، عبر استضافة اجتماع «عشائر عربية» من منطقة الفرات، لإطلاق «جسم عسكري» جديد يطالب بتبنيه أميركيّاً
تعكس تحركات المسؤولين الإسرائيليين النشطة حجم الهاجس من ترسخ الوجود الإيراني في سوريا والشرق الأوسط، الذي كان آخر فصل فيه الحديث عن «بناء ميناء بحري إيراني» في اللاذقية. ويرتكز خوف إسرائيل الرئيسي على احتمال قدرة القوات الإيرانية على الانضمام سريعاً من تلك القاعدة إلى حزب الله، في أي مواجهة قد تنشب بينه وبين إسرائيل
انطلقت يوم أمس بالتوازي، قافلتان إغاثيتان إلى كل من مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق، وبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
ونقلت مصادر محلية أن كل قافلة تضم نحو 50 شاحنة تحمل مساعدات إغاثية، فيما أظهرت صور نشرتها وكالة «فرانس برس» قوافل الإغاثة التي رافقتها سيارات من الهلال الأحمر العربي السوري، وهي في طريقها إلى مدينتي الزبداني ومضايا.
وتأتي قافلة المساعدات بعد اشتباكات شهدها محيط بلدة الفوعة، أول من أمس.
تشير المعطيات التي تسبق اجتماعات أستانة، المرتقب انطلاقها اليوم، إلى أن التفاهم الروسي ــ التركي في إطار ضمان وقف إطلاق النار يخضع لضغوط المصالح في الشمال السوري. ويعكس تخلّف المعارضة عن حضور الاجتماعات رغبة تركية في التفاوض على مستقبل عمليتها العسكرية في منبج من باب الضغط على تقدم مسار أستانة، المرعيّ بالتشارك مع روسيا وإيران
وقّع أخيراً ممثلون عن مسلحي حي الوعر الحمصي وآخرون عن الدولة السورية، بضمانة روسية، اتفاقاً يقضي بخروج المسلحين شمالاً. محافظ حمص، بدوره، نفى أي تهديد ديموغرافي بخروج المسلحين وعائلاتهم من الحي
المعارضة المسلحة تنوي مقاطعة أستانة
فيما يُنتظر أن تلعب مخرجات الجولة المقبلة من محادثات أستانة دوراً رئيسياً في دعم جهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في جنيف، يأتي إعلان وفد المعارضة المسلحة نيته التغيّب عن أستانة، ليظهر بوضوح قدرة تركيا على إثبات عمق تعاونها مع روسيا لإنجاح اللقاء، وانعكاس ذلك على المعطيات في الشمال السوري وخاصة في محيط منبج، بالتوازي مع إدانة دمشق الوجود الأميركي والتركي هناك
ساعات تفصل حي الوعر الحمصي عن إنهاء مأساته، بحسب محافظ حمص طلال البرازي. الخشية من مفاجآت جديدة تعرقل إنجاز التسوية السياسية في الحي، تخيّم على متابعي الملف. غير أن حظوظ الحل أقوى، هذه المرة، بضمانات روسية وأهلية
أعلن المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية غريغ هيكس، أن مسؤولين أميركيين وروس، عقدوا مباحثات حول اللجنة العسكرية الرفيعة المستوى، التي تم إنشاؤها مع كل من موسكو وأنقرة عقب «اجتماع أنطاليا»، من دون أن يشير إلى هوية أي من مسؤولي الجانبين.
ووفق هيكس، فإن الجانب الأميركي يتوقع أن قوات بلاده والقوات الروسية ستتبادلان المعلومات حول سوريا، بمستوى وفعالية أعلى من قبل، وخاصة حول «الأحداث الطارئة»، مؤكداً أن الاتفاقية والمعايير الجديدة لن تشكل بديلاً من التفاهمات السابقة.
(تاس)
تعيد أنقرة سيناريو مجهودها الديبلوماسي الذي امتد أشهراً قبل معركة مدينة الباب، محاولة إقناع موسكو وواشنطن بكسر «خط الفصل» في محيط منبج. ويبدو أن الجهود الأخيرة تعكس ما تم الاتفاق عليه في «اجتماع أنطاليا»، من ضرورة التنسيق المسبق للأدوار في الشمال السوري، والذي بدا أول ملامحه عبر تشكيل لجنة عسكرية ثلاثية رفيعة المستوى