بل إن من مفاخر تاريخنا الراشدي أن أبا بكر الصديق جيَّش الجيوش لقتال مانعي الزكاة، وهي حق مشترك بين الله -عز وجل- والفقراء، فكانت أول حرب تاريخية تنحاز فيه دولة لحق الفقير، وتطالب الأغنياء به، وتسعى لرده له.
الحقيقة المرة، أنهم يعشقون أن يستمروا عالماً ثالثاً، ويكون أفضل لو نزل أكثر للمستوى العاشر؛ لأنهم ينعمون هم وترامبهم المنقلب بسلطات دون محاسبة وميزات دون قيود واستقرار لأوضاعهم مهما تقلب أمن البلاد.
ما تعانيه مصر من أزمة اقتصادية ضخمة هو نتاج عدد من الاختلالات الهيكلية والنوعية، استثمارية وتجارية ومالية ونقدية.. إلخ، وهي تمثل انعكاساً لتفاعلات السياسات والممارسات الاقتصادية مع الهياكل الاقتصادية والاجتماعية السائدة
التطور المستمر للظاهرة العلمانية، وتنوع مظاهرها، وتعدد ترجماتها، والجدل السياسي والأيديولوجي العنيف حولها جعل مدلولها غير متضح، وخاضعاً للانتقائية
هذه الخطوات الهولندية والألمانية الأخيرة، التي تمس حرية التعبير غير مبررة ويجب الوقوف ضدها، لكن بالمقابل لا أظن أنه من المفيد أبداً هذا التصعيد والتوتر الكلامي في علاقة تركيا والدول الأوروبية وفتح جبهات جديدة لأردوغان مع الغرب، وهنا يجب على الأخير أن يكون صادقاً وحكيماً في نفس الوقت.
كبرت الصغيرة، أنا، ولم أسأل أبداً عما وراء القطع، لم أشأ أن أنسى، لكني امتلأت بمقاومة الزنزلخت وصموده، فكل مرة تهوي عليه الفؤوس لا يموت، وإنما يطلق أغصاناً جديدة مفرعة في الفضاء الأوسع ويصنع حياته مجدداً، فتشعبت الذكرى لديَّ وما يفيض من الحنين ومن تعب السنين الجائرة
الأزهر ليس ملكاً لأحد.. هو وقف للأمة الإسلامية كلها.. لا تحده حدود ولا تمنعه سياسات، وسواء أعجب مصطلح "الأمة" البعض أم أغاظهم، فلن يغير ذلك من الأمر شيئاً
عندما يستيقظ يبدأ بالبكاء وكأنه يقول أمي استيقظت أريدك بقربي، لا أطمئن إلا بحضنك، لا تمل عيني من النظر إليه، وما أجمل يداه الصغيرتان عندما تخمش وجنتي
إن نساء الحركة الإسلامية صاحبات فضل، وثباتهن على مدار التاريخ ليس من الآن فقط، بل منذ خمسينات القرن الماضي، ففقد كنَّ دوماً صاحبات فكر ومبدأ، والداعم الأكبر للرجال في الطريق رغم قسوته، وكن معولاً للبناء والحفاظ على البيت، وربين أولادهن على الرجولة الحقيقية وتجلياتها في طاعة الله.
لن يرفع الله بلاء الحرب حتى تطهر النفوس وتخرج من قوقعة الأنانية وتعود لأصل وجودها على هذه الأرض "الإنسان هو خليفة الله على الأرض وجد لإعمارها وبنائها لا لهدمها وسفك الدماء بها"، عندما تتحقق هذه المعادلة البسيطة مع الأمل الذي ينمو داخل أعشاش الحرب الرّثة؛ ليعيد الضوء إلى عيوننا، عندها فقط ستنجلي الحروب وتزهر الأرض معلنةً ولادةَ حضارة جديدة.
في وطني العربي حالة من الصراع المتعدد الأطراف بحيث لم ينجُ منه أحد، وقد وصل ذروته في ظل ثورات الربيع العربي، فداخل الأنظمة توجد عدة صراعات، أهمها صراع الأجنحة القائم على امتداد المصالح ثم الولاءات، وهذا صراع الكبار، ثم صراع انتقال السلطة المرتقب الذي تتحكم فيه مراكز القوى، وكلا الصراعين على مرأى ومسمع من المراكز الأقوى في العالم، والحسم متوقف على مدى الولاء لمراكز القوى العالمية.
نتجرعُ ترياق الرضا بكثرةٍ رغم أن مفعوله غالباً يبقى ظاهرياً لا يتجاوز برزخ الوجه مبيناً تماسكاً لا بأس به في أشكالنا، ومظهرنا لا يعدو إلا باطن النفس؛ حيث ينقلب إلى يأس مزرٍ قميءٍ يعتريها، حاشرة صاحبها في ممرات اليأس التي لا مناص منه في حال الاصطدام بحجر الواقع المنافي للأمور المستوجبة وجودها لتحقق الشعور بالرضا الحقيقي الذي هو فعلاً غاية بذاته.
عند قراءة تلك القائمة من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة للكاتب والمفكر الأميركي نعوم تشومسكي، والربط بينها وبين ما يحدث في بلدك، تجد نفسك تتساءل عن مواقف مشابهة لكل طريقة حدثت معك، أو معي في مصر.
سواء نجحت الثورة السورية أم لم تنجح، فبالتأكيد سيؤرخ لما قبل الثورة ولما بعدها، ففي حال الفشل على أقل التقديرات ستصاب معظم الشعوب العربية بالإحباط من هذه الأنظمة، وربما ستتأخر موجات الثورات القادمة عشرات السنين، إن لم يكن أكثر، أما في حال نجاح الثورة سيحدث العكس تماماً، وسنشهد انتفاضات عديدة في العالم العربي وربما في العالم.
لم أنجح يوماً في الكتابة عن أمي ولا عن الأم بصفة عامة، فكل محاولاتي السابقة باءت بالفشل؛ حيث إن قلمي لم يتجرأ يوماً للتطرق لموضوع بهذا العمق، أو كيف لقلم أن يصف شخصاً بهذا الجلال والبهاء كله؟ كيف لقلم أن يصف أكثر حالات الطبيعة غرابة؟
وقد تكون الكتابة مكان الدواء؛ حيث تكون هي منقباً عن مكان الألم وتعالجه، فهذا ما تفعله بنا الكتابة، فهي أداة رشيقة تتسلل بخفة نحو الألم، فتطلب منك أن تخرج مكنوناتك حروفاً تنسكب على الورق.
إذا أردنا أن نُغيِّر نوعية حياتنا، فيجب أن نغيِّر الأسئلة التي اعتدنا عليها، ليس هذا فحسب، بل إن التقدم والحضارة اللذين حققهما بنو البشر، سواء في مجال الأعمال، أو العلاقات أو بين الدول، إنما تسبقهما أسئلة جديدة، فطرح الأسئلة هو الطريقة المبدئية التي نتعلم بها ونتطور في أي شيء تقريباً.
الحقيقة إن ظاهرة تحميل الشعوب مسؤولية الفساد والاستبداد عمل من أحقر الأعمال التي دأبت الحكومات المستبدة على القيام بها طوال العقود الماضية.
كانت القاهرة قبل أن يربط المترو بين أطرافها أشبه بصندوق مكتظ بالبشر ليس له مدخل أو مخرج واضح، ولما كانت تلك العاصمة كبيرة ومزدحمة، تضج بكثرة أهلها ودبيب حركتهم.. قررت الدولة إنشاء مترو القاهرة الذي تتميز به تلك المدينة عن سواها من المدن.