رسائل من اليونان: لقد تحطم أملنا في الحياة

  • الحملات
© Amnesty International (Photo: Richard Burton)

في عام 2015، انتقلت أزمة اللاجئين العالمية إلى مركز الصدارة في اهتمامات أوروبا كما لم يحدث من قبل

فمئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين نزحوا بسبب الاضطهاد والنزاعات القديمة والحديثة، قد تطلعوا إلى أوروبا كمكان آمن.

وبعد عام واحد إثرَ الإغلاق المتتالي للحدود، لم يعد يُرى صور آلاف البشر المُنهكين الذين يقطعون طريقهم عبرَ طريق البلقان، غير أن الأزمة الإنسانية مازالت قائمة، فقد تقطعت السُبل بنحو 60,000 من اللاجئين والمُهاجرين في اليونان، حيث تُعاني الغالبية العظمى منهم ظروفاً مُروِعة. والنتيجة هي المعاناة الهائلة والتي يمكن تجنبها.

كورتي من العراق
كنا نعيش من قبل على الأمل ولكن الآن تحطم أملنا في الحياة
© Giorgos Moutafis/Amnesty International

"تخزين" اللاجئين

إن أكثر من 47,000 لاجئ ومُهاجر قد تقطعت بهم السُبل على أرض اليونان، ومن بينهم أطفال صِغار، وأشخاص يُعانون متاعب صحية خطيرة، ونساء حوامل. ويعيش أغلبهم في ظل ظروف مُروِعة، فهم ينامون على الأرض لشهور متتالية. وبالنسبة للعديدين منهم، فإن الإحساس العميق بانعدام الأمن هو أحد العوامل الثابتة في حياتهم اليومية، بل وحتى عدم الحصول على الغذاء الكافي يوماً بعد يوم.

وقد وصل 13100 شخص آخر إلى شواطئ اليونان بعد تنفيذ اتفاق الهجرة المُبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في 18 مارس /آذار 2016، وأولئك الأشخاص عالقون الآن في الجُزر اليونانية، ويعيشون في مخيمات مُكتظة في ظل ظروف مروعة، انتظاراً للبت في طلبات اللجوء التي تقدموا بها.

© Giorgos Moutafis/Amnesty International

لا يوجد نظام فعال لتحديد الأفراد الذين ينتمون إلى الفئات المستضعفة بوجه خاص بصورة منهجية، أو تقديم الخدمات المُتخصصة إليهم والتي هم في حاجة إليها، مما يُعرضهم للخطر الشديد، ومن بين أولئك الأفراد: النساء الحوامل، والقُصّر غير المصحوبين بذويهم، والناجون من التعذيب والعنف، والأشخاص ذوو الإعاقة أو المسنون. إن الظروف المروِّعة التي يعيش في ظلها طالبو اللجوء، وعدم اليقين الذي يشعرون به حيال مستقبلهم، من شأنه أن يُفضي إلى تأجيج التوتر، مما أدى بالفعل إلى اندلاع أعمال عنف داخل عدد من المخيمات.

إن السلامة تشكل باعث قلق حقيقي للنساء والفتيات، حيث الإضاءة السيئة، ولا يوجد مراحيض وحمامات منفصلة آمنة، ولا آليات للإبلاغ عن التحرش أو لحماية الضحايا.

تنزيل "لقد تحطّم املنا في الحياة"

أزمة يمكن تجنبها

غير أن التوصل إلى حل مُستدام للأزمة لا يمكن تحقيقه إلا إذا قبلت الدول الأوروبية الأخرى تقاسم المسؤولية، والتصرف وفقاً لذلك. فهناك آليات موجودة بالفعل، ولكن يجب تطبيقها.

فلدى أوروبا قواعد تنظيمية من أجل لم شمل اللاجئين مع أفراد أسرتهم القاطنين في أوروبا.

هناك خيار التأشيرات التي تُمنح لأغراض إنسانية.

وفي أواخر سبتمبر / أيلول 2015، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على خطة مؤقتة لتوزيع المسؤولية بشأن استقبال طالبي اللجوء بصورة أكثر توازناً بين البلدان الأوروبية، بهدف تخفيف الضغط على دول المواجهة التي تستضيف أعداداً كبيرة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية، مثل اليونان.

غير أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في معظم الأحيان، إما تُماطل أو تقاوم بشدة الجهود الرامية إلى تنفيذ ذلك.

"وبالرغم من أن زعماء الاتحاد الأوروبي يواصلون التشدّق بأنهم يعتزمون التصرف بشكل إنساني، بيدَ أن العملية (إعادة التوطين) تسير ببطء شديد، وهم لا يكترثون بكيفية معيشتنا هنا". سوشي، امرأة أيزيدية من العراق.

© Amnesty International (Photo: Richard Burton)

توصيات

يتعين على الحكومات الأوروبية أن تنفذ، بشكل عاجل، التدابير التالية:

  • زيادة عدد أماكن إعادة التوطين المُتعهد بتوفيرها، بما يتماشى مع الاحتياجات الحالية للاجئين في اليونان؛ توسيع نطاق هذا البرنامج لجميع طالبي اللجوء المؤهلين للتسجيل به.
  • وضع إجراءات مُيسرة وعلنية وسريعة المسار فيما يخص لم شمل الأسرة، لضمان لم شمل أفراد الأُسر الذين تقطعت بهم السُبل في اليونان بأقاربهم في بلدان أوروبية أخرى.
  • منح حق الوصول، مثلاً، من خلال التأشيرات التي تُمنح لأغراض إنسانية لطالبي اللجوء الذين هم في حاجة فورية للرعاية الخاصة؛
© Amnesty International (Photo: Richard Burton)

إن الحاجة المُلِحة إلى تحسين نظام اللجوء، واستقبال اللاجئين في اليونان، وضمان توفير الحماية الفعالة لأولئك الأشخاص المُحاصرين هناك، هي مهمة تقع على عاتق السلطات اليونانية.

  • يجب أن توفر اليونان فوراً السكن الملائم، بدعم من الاتحاد الأوروبي، ويشمل ذلك توفير الرعاية الصحية والمتخصصة عند الحاجة، ومرافق صحية كافية ومنفصلة للرجال والنساء، وإتاحة سبل الوصول الفعال الى العدالة.

تنزيل "لقد تحطّم املنا في الحياة"

عدم الوفاء بتعهدات إعادة التوطين

66,400

عدد اللاجئين الذين تعهدت أوروبا بإعادة توطينهم لمدة سنتين

حوالى 4,000

لاجئ أعيد توطينهم في السنة الأولى

6%

النسبة المئوية لإجمالي عمليات التوطين التي قامت بها أوروبا

© Giorgos Moutafis/Amnesty International

تضامنوا مع اللاجئين

إن معاناة هؤلاء الناس – وصمودهم-قد ألهم آلاف الأشخاص في اليونان وغيرها من البلدان. ففتح الناس في سائر انحاء البلاد أذرعهم وحتى بيوتهم للترحيب باللاجئين، وتضامنوا مع بعض أشد الناس ضعفاً في العالم.

خلال زيارة منظمة العفو لليونان في تموز/يوليو 2016، التقينا آلان وغيان وباسل ومجموعة من النساء الأيزيديات تدعين كورتي، وغزال، وكارمي، وبيشي ونوري.

اقرأوا قصصهم، وأرسلوا لهم رسائل إلكترونية تعبيراً عن دعمكم لهم.

ستقوم منظمة العفو بإيصال هذه الرسائل الى اليونان لنخبرهم أن ثمة أشخاص في العالم يتضامنون معهم ويقولون لهم "مرحباً باللاجئين".

© Giorgos Moutafis/Amnesty International

قصّة آلان وغيان

"أودّ أن أقول للشعب الأوروبي الذي يرحّب باللاجئين، شكراً لكم ..."

آلان (30 عاماً) وأخته غيان (28 عاماً) كرديان من سوريا. يُعاني كلّ منهما من عسر النمو العضلي، ويستخدمان الكراسي المتحركة.

بعد رحلة على ظهر الخيول عبر الجبال في تركيا، وصلا الى اليونان عام 2016 برفقة والدتهما واثنين من أشقائهما على أمل الوصول الى ألمانيا – حيث وصل أبوهما وشقيقتها الصغرى عام 2015.

ولكن تم إغلاق الحدود مع مقدونيا بوجه اللاجئين.

قال لنا آلان، " لا المعوقون، ولا النساء الحوامل... فلا أحد كان يستطيع العبور. وفي هذه اللحظة، تحطمت كل أحلامي ".

© Amnesty International (Photo: Richard Burton)

قصة باسل

باسل طبارنين، حلاق من سوريا ويعيش في مخيم كافالا نيا شمالي اليونان. يبلغ من العمر 45 عاماً، وأب لولدين وأربع بنات، وولد أصغرهم سناً، والظاهر في الصورة، في المخيم هذا العام. ويرغب باسل في الذهاب الى السويد حيث تعيش ابنته.

" إنها معيشة غاية في السوء. فنحن نريد أن نعيش مثل البشر، لا مثل الحيوانات. فأنا بشر، ولدي مشاعر."
باسل

© Amnesty International (Photo: Richard Burton)

الأخوات الأيزيديات

كورتي، وغزال، وكارمي، وبيشي ونوري، نساء أيزيديات من شمالي العراق، أجبرن على الفرار في آب/أغسطس 2014 عندما اجتاحت الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم تنظيم "الدولة الإسلامية" واستهدفت بشكل منهجي مجتمعات الأقليات.

لم تشعر النسوة بالأمان في مخيم نيا كافالا، وشكلن "دائرة الحماية" لدعم بعضهن البعض. "لا نستخدم الحمامات في المخيم من أجل الاستحمام، وإنما بنينا بدلاً من ذلك حماماً خاصاً بنا بالقرب من الخيام التي نقيم فيها".

ومنذ ذلك الحين، انتقلن الى مخيم آخر.

"نريد أن يسمعنا قادة أوروبا. أخرجونا من اليونان"