أرغومينتي إي فاكتي: هل سيدلُّون ترامب على باب الخروج؟

trump-speech.jpg777

أشارت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” إلى أن أيا من حالات عزل الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة لم تصل إلى نهايتها المنطقية، وسألت: هل سيعطي ترامب المبرر الكافي لإتمامها هذه المرة؟

جاء في المقال:

عن محاولة العزل، التي باتت تهدد دونالد ترامب، الذي أصبح جزء كبير من النخبة السياسية الأمريكية لا يطيقه، ويتحدثون أكثر فأكثر عن ضرورة إقالته. وحول مدى إمكانية حدوث هذا السيناريو، حاورت الصحيفةالمديرة العامة لمعهد البحوث والمبادرات السياسية الخارجية فيرونيكا كراشينينيكوفا:

–      كم هي حظوظ رئيس الولايات المتحدة الـ 45 لكي يسير على الطريق، الذي سلكه سابقا أندرو جونسون، ريتشارد نيكسون وبيل كلينتون؟

يجب القول إن من الصعب جدا التنبؤ في وضع الولايات المتحدة في عهد ترامب. مثل هذا الرئيس لم تر الولايات المتحدة حتى الآن له مثيلا. غير أنه، بالنظر إلى تصرفاته الحادة والمندفعة، فإنه قد “يستحق” العزل بسرعة كافية. وأظن أنها مسألة بضعة أشهر…

إن عزل الرئيس (بموجب القانون – المحرر) يقوم به الكونغرس الأمريكي. والكونغرس اليوم في يد الغالبية الجمهورية. صحيح أن معظم الجمهوريين كانوا ضد ترامب. لكن الآن يبدو أنهم يتكيفون مع مرشحهم الهائج، وعلى الأقل هم يوافقون على مرشحي الرئيس للمناصب الوزارية. بيد أن هذا الوضع ليس مستقرا، فالجمهوريون أيضا يمكن أن ينقلبوا وبسرعة كافية ضد ترامب، والوضع في حركة مستمرة، ويتغير من أسبوع لآخر.

ولكن، إضافة إلى العزل يوجد أيضا خيار آخر: فالتعديل الـ 25 للدستور الاميركي ينص على استبدال الرئيس في حال عدم أهليته. وقد هيأ ترامب نفسه الأرضية للأحاديث عن تطبيق هذا التعديل فقد تحول المؤتمر الصحافي، الذي عقده يوم 16/02/2017، إلى مشهد مسرحي خيالي. وعلى مدى ساعة وعشرين دقيقة، تابع الجمهور المذهول دفقا من الأفكار والجمل المتقطعة والمشوشة، وغير المكتملة أو المتناهية… وكان الرئيس يعود إلى الحديث عن هيلاري كلينتون، إيران، روسيا، إلى ما لا نهاية وكأن الحملة الانتخابية ما زالت مستمرة، وينتهي بالحديث إلى أنه هو “الافضل”. كان ذلك مضحكا ومختلطا. ونتيجة لذلك، توصل بعض المراقبين إلى استنتاج بأن دماغ ترامب أصيب بما يسمى “التهويم”.

 في غضون ذلك، فإن التعديل الـ 25، والذي اتخذ في عام 1967، تم استخدامه في عام 1973. آنذاك، وبعد عام من استقالة الرئيس نيكسون الطوعية (تحت وطأة التهديد بعزله على خلفية فضيحة ووترغيت)، أصبح جيرالد فورد رئيسا للولايات المتحدة. وفورد لم ينتخب لهذا المنصب بواسطة التصويت العام لا كرئيس ولا كنائب للرئيس. لهذا يوجد خيارات مختلفة يمكن اللجوء إليها لتغيير السلطة في البيت الأبيض.

–      من الواضح أن الذريعة لمحاولة العزل قد تكون خطأ فاحش يرتكبه ترامب. وبصورة مجازية، ما هي قشرة الموز، التي سيتزحلق عليها؟

أعتقد أن ترامب هو زعيم مستبد، وهذا أصبح واضحا للجميع. وأناه هي بالغة الضخامة وهشة في الوقت نفسه. هو واثق من أن كل ما جرى فعله قبله – هو هراء كامل. وأنه الآن حضر، وهو سيفعل كل شيء كما يجب. وأنه مع مستشاره للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون جاءا لصنع الثورة المحافظة في الولايات المتحدة، لبناء نظام يمثل مصالح الفئات اليمينية المتطرفة، والمحافظة المتطرفة من الرأسماليين في المجتمع.

لفد صوت لترامب إلى جانب اليمين المتطرف، كذلك الناس الفقراء والناس المرعوبون من أن يفقدوا القليل الذي لديهم.

بيد ان ترامب وبانون لم يقدرا قوة النظام الأمريكي حق قدرها، واعتقدا بأنهما إذا ما غيرا قادة الأجهزة الأمنية المختصة، سوف تخضع لهما مباشرة بعد ذلك. ولكن غالبية القيادات العليا والوسطى بقيت ضد ترامب.

كما اعتقد ترامب وبانون أنهما سوف يكممان أفواه وسائل الإعلام الأمريكية، أو في أسوأ الأحوال سينجحان في تحييدها. ولكن، تبين أن هذا أمر مستحيل. كما تبين أن المجتمع الأمريكي يستحيل إخضاعه.

أما فيما يتعلق برجال الأعمال، فإن الجزء الأساس من أصحاب رؤوس المال ما زالوا بعد مبتهجين، لأن ترامب وعد بتخفيض الضرائب، وإزالة القيود عنهم، وأنهم سوف يبدأون بكسب المزيد من الأرباح، من دون الاهتمام بأحوال العاملين لديهم، أو بمسائل تلوث البيئة وغير ذلك. هذا، وفي الوقت نفسه ومن جهة أخرى، فإن منع هجرة المسلمين سوف يؤدي إلى تقويض سوق العمالة الرخيصة، وهذا ما لا يعجب رجال الأعمال.

بالإضافة إلى كل ذلك، يعمل ترامب وبانون على إحداث التغييرات بصورة فجة وحادة، ومن دون تحضير أو تشاور. والتأثير الذي ينجم عن تصرفاتهم بات يخلق جوا من الرفض.

وفي ظل وضع كهذا، فإن مبادرة حادة وجديدة، يمكن أن تصبح النقطة الأخيرة، في بدء عملية عزل الرئيس ترامب. (روسيا اليوم)