حقاً.. لقد صرت أضعف، لم أعد متماسكاً كما يجب، لقد عزّيت الأطفال فاندمجوا في الحياة ولكني عدت طفلاً لا يستحي من حزنه ودموعه!
ولكن عليّ ألا أقسو على نفسي، والله لا يؤاخذ بحزن القلب ولا بدمع العين، ولكن بما يجري على اللسان..
أما تركيا، فبعد أكثر من ثمانين سنة من النظام الأتاتوركي العلماني العسكري الصارم، الذي لم يكتفِ بعلمنة الدولة، فعمل بكل الطرق على علمنة المجتمع نفسه وتجريده من مصادر هويته الثقافية الإسلامية وعلى إلحاقه بالغرب، بعد هذا كله رأينا الإسلام ينبعث من جديد ويعبر عن نفسه سياسياً بالطرق الديمقراطية مع انحسار وطأة العسكر.
إي نعم يعتبر الطلاق مرحلة قاسية يتجاوزها بكل قسوتها الزوج والزوجة على حد سواء، تؤثر في نفسيتهما وترهق أعصابهما، فهي بمثابة فشل مشروع استثمرت كل طاقاتك فيه، من اهتمام وحب وحنان وتضحيات ونقاشات وخصومات وأموال.. لتصاب بالخيبة ندماً على اختيارات سيئة أو تسرع أو غيره
زينب المهدي كانت صريحة للغاية في بلورة هذا المعنى حين كتبت رسالتها الأخيرة: "تعبت.. استهلكت.. ومفيش فايدة.. كلهم ولاد كلب.. وإحنا بنفحت في مية.. مافيش قانون خالص هيجيب حق حد.. مفيش عدل.. ومفيش أي نصر جاي.. بس بنضحك ع نفسنا عشان نعرف نعيش".
وحتى لا نشعر بالإحباط، يجب أن نتذكر أن كل حكومة في مصر منذ عهد رمسيس الأول تضع في برنامجها عنواناً كبيراً اسمه مشروع الضبعة النووي، دون أن تكون هناك أي تفاصيل حقيقة؛ لأنهم فقط يريدون لافتة كبيرة للدعاية الفارغة.
كما أدت الثورة إلى بدء فرز كان يصعب جداً أن يبدأ لولاها، يلقي في معسكر الثورة المضادة بعلماء السلطان وعباده، وبالمؤسسة الدينية الرسمية، كما يلقي بغلاة التكفيريين من ناحية، وأقطاب التصوف من ناحية أخرى، لنكتشف أنهما -في خدمة السلطة- فريق واحد، فالتكفيريون ينتقلون من النقيض إلى النقيض، ويستعيرون حجج المتصوفة إقراراً بحق السلطة في مخالفة الآيات المحكمات
جرَّم القانون تجريماً مطلقاً أيَّ تجمع مكون من "خمسة أشخاص فأكثر، إذا رأى رجال السلطة العامة أن من شأنه الإخلال بالسلم العام. وفي حالة رفض المجتمعين الامتثال للأمر الصادر بالتفرق، يعاقب المشاركون في التجمع بالحبس لمدة لا تزيد عن 6 أشهر أو بغرامة لا تقل عن 20 جنيه.
دعني أُحدِّثك عن فرحانة سلامة، هل تعرف يا ولدي من هي فرحانة حسين سلامة، هل شاهدت يوماً صورةً لها، هذه المرأة التي لم تحمل أيَّ رتبة عسكرية بنت مدينة العريش، التي صنعت البطولة، وقامت بما يعجز عنه الرجال في ظل ظروف شديدة الخطورة.
هذا الأمر العسكري وجّه إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي أدى اليمين الدستورية مؤخراً، من أجل مراجعة التجهيزات والترتيب لتدمير قوات داعش الموجودة بسوريا والعراق، بجانب المجموعات الإرهابية الأخرى الموجودة هناك.
وإذِ الأسماء لا مسميات لها، والمصطلحات لا معاني لها.. وإذ القومي سامري يحارب دينه، والوطني سامري يحارب قوميته، والديمقراطي سامري يحارب وطنه، والليبرالي سامري يحارب الحرية.. واتحد النقيض مع نقيضه لضرب مثيله؛ فصرنا نرى قومياً عروبياً يتحد مع فارسي أو عبري لضرب مثيله العروبي.. وإسلامياً أصولياً يتحد مع الصليبي والقومي والديمقراطي لضرب مثيله الإسلامي.. وديمقراطياً ليبرالياً يتحد مع أعتى الدكتاتوريات العسكرية والقبلية لضرب الجميع!!
ترامب ليس الأصلح لقيادة بلد بحجم الولايات المتحدة الأميركية، هكذا بدت صحيفة نيويورك تايمز وخطها التحريري ومن ورائهم آلاف الأميركيين الذين يملأون شوارع الولايات الأميركية تنديداً بترامب وفوزه وتنصيبه، والأهم من ذلك كله سياساته المضرة باسم أميركا وقيمتها في العالم، وقد كانت سيدته في يوم من الأيام.
اليوم وبعد 33 عاماً، لا يعترف بالجمهورية الوهمية إلا عشر دول، تغير الحال بالاتحاد الإفريقي وبإفريقيا وبالمملكة المغربية، فتغير الموقف المغربي بالرجوع لبيته الإفريقي، بعد تفكير استراتيجي عميق، أخذ فيه كل الوقت، من أجل اتخاذ قرار تاريخي شجاع، أفرح كل أصدقاء المغرب داخل القارة وخارجها.
لن أستطيع أن أُحصي هنا كلّ رسائل غسّان المُوجعة، أو أنْ أوردها كاملة، فهي كثيرة ومليئة بالألم، ولا تكفي صفحات للكتابة عنها، بل أدعو الجميع إلى قراءتها، لمعرفتي أنَّ عدداً كبيراً من القرّاء لا يعلمونَ عن تلكَ الرسائلِ شيئاً، ولأنّني من عشّاق الرسائل الورقيّة التي أؤمنُ أنّ بين كلماتِ أصحابها أرواحَهُم، وأنّ الفترة الزمنيّة بينَ كتابتهم لها
إشباع العلاقات بصدق تختبئ وراءه ألف كذبة وهو ما نسميه بالمواربة، والكذب الأبيض والأسود أو الغاية تبرر الوسيلة، فتمر سنوات حياتنا ولا نعلم بهم سوى أنهم محبون يريدون لنا الخير وكل الخير، بينما تتحول حياتنا فجأة إلى هدر في الآمال والأوقات والأحلام
نكتب؛ لأن الكتابة حياة أخرى نعيشها من خلال كلماتنا في عالم صارت تفوح منه رائحة الموت وصرنا نبحث عن أحبابنا وأصدقائنا في كلماتهم التي تركوها تنبض بذكرياتهم وتُحيي أثرهم فينا!
ورغم أنك لم تزاول مهنتك بعد فأنت ملعون في نظرهم لمجرد أنك خريج تمريض وستعاني من هذه اللعنة طوال حياتك، ستنهار من أحكام الناس، ستصاب بالجنون عندما تسمع أحدهم لا يفقه شيئاً في ميدانك ويشير بإصبعه نحوك مدعياً أنك من تلك الفئة التي لم تكمل دراستها فالتحقت بالتمريض
وُلِد ترامب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ويبدو أنه لن يموت إلا بعد أن يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة. هكذا يريد الرئيس "الأكبر سناً والأثقل وزناً" أن يفعل، ولا يمكننا الاستمرار في دفن رؤوسنا في رمال السخرية الساذجة من الرجل، فكل الحكام الذين جاءوا بالكوارث لهذا العالم وصفهم الناس بالسذج واستهتروا بأطروحات الكراهية التي يسوقونها
ثم تحدث أوباما حول تفشي العنصرية، قائلاً: إن انتخابه كأول رئيس أسود لم يُنهِ العنصرية التي ما زالت "طاغية وتشكل عامل تفرقة في المجتمع"، وأشار إلى تهديد داخلي آخر يتمثل في فقدان الثقة بالسياسة وعزوف الناس المحترمة عن الاشتغال بها، أو حتى المشاركة؛ إذ إن "نسب المشاركة في التصويت هي الأدنى بين الدول الديمقراطية المتقدمة"، وطالب بجعل الاقتراع أسهل، وتقليل نفوذ المال في السياسة
أما المرسال الأخير فأكتبه بكل ما أشعر، ولو استطعت أن أرصعه باللازورد لفعلت، إلى وليفي، إلى من شاركني كل لحظات الحب، والانكسار، إلى مَن بكى بدلاً عني ومني، وفرح لأجلي، ولازمني كل فصول الحول، حتى انطوينا ببعضنا البعض، وانخرط بظلي، واختبأت في كنفه، فصرنا عصبة لا تنحل، ولا تتفتت، وبالرغم من سفه العالم، وعدوانيته