المدونة

نعرض أحدث الآراء و التحليلات لأبرز مدوني هافينغتون بوست عربي

عبد القادر بن مسعود Headshot

آخِر خلفائكم يا مسلمون.. في مسلسل تاريخي

تم النشر: تم التحديث:

مسلسل السلطان عبد الحميد الثاني، أو payitaht Abdülhamid، يحكي قصة خليفة المسلمين الثاني بعد المائة، والرابع والثلاثين من سلاطين الدول العثمانية، والسادس والعشرين من السلاطين سلالة آل عثمان، الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة، المسلسل بدأ إنتاجه في أواخر سنة 2016، ويعد نقلة نوعية كبيرة في الدراما الإسلامية والتاريخية، ويرشح أن يكون انتشاره أوسع من سابقه "قيامة أرطغرل"، كما أنه يحمل الكثير من المعاني والرسائل التي لا أعلم كيف لم يتم نشرها إلى الآن؟

ولأن أصعب مرحلة في كتابتي لهذه التدوينة هي البدايات، تساءلت من أين أبدأ؟! فمن كثرة الرسائل والجماليات التي سمعتها عن المسلسل، وقرأتها عن شخص السلطان عبد الحميد الثاني، تكاد لا تسعني الحروف عن وصفها؛ لذلك سأحاول الاختصار ما استطعت في إيجازها.

ولعلّ ما يلفت النظر في الفترة التي سيتناولها المسلسل، وهي آخر 13 سنة من حكم السلطان عبد الحميد الثاني وصموده الأسطوري أمام الدول التي كانت تهدف إلى هدم وإنهاء الخلافة، وقتل الرجل المريض، وأهم الأحداث التي شهدتها تلك الفترة، ولعلّ أبرز حدث سيستفيض فيه هذا العمل التاريخي، هو إطالة السلطان عبد الحميد الثاني 30 سنة لبيع فلسطين، ومواصلة السلطان المحافظة على أرض فلسطين حتى النهاية، النهاية هذه كان من أسبابها المباشرة هو هذا الدفاع المستميت، الذي جعل اللوبي الصهيوني يحرض الأقربين على عزل عبد الحميد مقابل ثمن أرض فلسطين،

وسيتطرق المسلسل إلى ثورات البلقان التي حدثت في البوسنة والهرسك واستمرت إلى بلغاريا، وحرب اليونان، دون أن يتغاضى عن حرب الدولة العثمانية مع صربيا والجبل الأسود والحرب الروسية التي نجح السلطان في الخروج منها بمعاهدة الصلح التي سمّيت معاهدة سان ستيفانو.

وسيغطي المسلسل الإنجازات التي حققها السلطان عبد الحميد إبان فترة حكمه من إنشاء السكك الحديدية التي تربط بين الولايات العثمانية، إلى إنشاء الجامعة الإسلامية، وجعلها سياسة عليا لدولة الخلافة؛ حيث تم في عهده تخريج دفعة كاملة من المثقفين والخريجين من الجامعة الإسلامية.

السيناريو:

وضع سيناريو المسلسل كل من عثمان بودور، وأوغور أوزونوك، بحيث يعمد الكاتب إلى بهاء في اختيار النص والحوار، والاعتماد على الاهتمام بإظهار الشخصية الرئيسية واستعراض كافة جوانبها واتباع القاعدة السينمائية المعروفة: "Less Is More"، أي الأقل يعتبر الأكثر تركيزاً، فإذا تحدثت عن عدة شخصيات بقصص وتفاصيل مختلفة سيتشتت انتباه المشاهد؛ لذلك سيركّز الكاتب على إظهار جوانب شخصية السلطان عبد الحميد كما يجب؛ أهدافه، وأحلامه وطموحاته، ومشاعره حتى في نظراته!

الإخراج:

يقوم يوسف إسينكال، مخرج المسلسل التاريخي التركي فيلينتا، بإخراج هذا العمل الفني الضخم، ولعب كل من الفنان بولنت اينال، وأوزلم جونكار، وسيلان أوزتورك، وأكن أكانوزو، وأزقي أيوب أوغلو، وهكان بي أوغلو، وسفقي سوسيال، وأموت كورت، أدوار أبطال المسلسل، ويقوم ما بين 400 شخص و500 شخص بتمثيل حلقات المسلسل، كما يضم الفريق الفني له 120 شخصاً، أغلبهم قد خاض تجربة تاريخية مسبقة، ما قد يرفع من مستوى العمل إلى حد كبير.

التصوير:

قام بتصوير حلقات المسلسل كل من المصورين المحترفين يوسف إسينكال وسردال أوراتيجي اللذين قاما بتصوير العديد من الأفلام المميزة في الفترات الماضية، كما سيتم تصوير العديد من حلقات المسلسل في الأماكن التاريخية بمدينة إسطنبول كقصر دولما بهتشة، وقصر يلدز، ومنطقة أيوب، وسيتم تصوير بعض الحلقات في مدينة أزميت، ويلفا.

من المفترض أن يبدأ في الشروع في عرض المسلسل مع انتهاء الأسبوع الأول من الشهر الجاري، ومن المحتمل أن يترك هذا العمل صدى كبيراً في العالمين الإسلامي والغربي، خصوصاً أن عرضه يتزامن مع حملة تعيسة للمس بقيم الإسلام السمح، وإلصاق تهمة الإرهاب به.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.