الحكاية هي بندقية أخرى، بندقية لا تصيب ولا تقتل إلا الباطل المحتل والفاسد الحاكم، تحمي ذاكرة الوطن إلى من يأتي محملاً بكل أسباب النصر، إنها في نظري تحقق فريضة التوثيق، لكني أدرك أن الكثيرين لا يؤمنون بذلك، يعتقدون أنه كلام عاطفي، يبحثون عن عمل ضخم مؤثر يغيّر الأحوال مائة وثمانين درجة مرة واحدة، أما عدسة كاميرا وحروف مكتوبة فإنها إضاعة للوقت والجهد.
تعدو الخيل، بمعنى أنها تركض، وتركض وتركض.. إنها تمضي مسرعة متجهة للمعركة، ولنقرب هذا الخيال، فهذا يعني إعلامياً أننا أمام صورة واسعة بحجم مساحة المكان كلّه "زوم أوت".
لن يعود اللاجئون إلى ديارهم، وستشهد سوريا عملية إعادة تشكيل ديموغرافي على أساس طائفي بشكل غير مسبوق، وهو ما لم تمر به البلاد من قبل. وحتى قبل أن تنتهي الثورة، تتحدث بعض الدوائر داخل حزب الله وفي إيران بالفعل عن الهوية الشيعية لحلب وعن تهجير السكان السنة من غرب دمشق إلى قرب الحدود اللبنانية.
ولكنني لم أتعجل؛ بل إنني قررت فجأة ألا أمضي في الأمر، وأن أحجب المادة عن النشر، ذلك أنني حين أعدت تقدير الموقف أدركت أن المادة ستُحدث صدمة لكثير من القراء في مناخ الحساسيات السياسية السائدة في ذلك الوقت، والأرجح أن ينقلب الموقف عليَّ، فأتَّهم بالتحريف والتزييف وتقويل محمود -بصورة خاصة- ما لا يمكن أن يقوله، مستغلاً صعوبة التثبت من صحة الكلام
من ينفِّذ هذا الإرهاب أحد طرفي الإرهاب، لكن من ينشره ويجعله سلعة في الأيدي هم أولئك المستسهلون لضغطة زر النشر؛ ليجعلوا من هذا القبح مادة مستساغة مع الزمن والتكرار، وإن فعلوا ذلك بحسن نية.
أما حقيقة الأمر، فإن قضية الجزيرتين ليست بكل هذا التعقيد، لولا التفريط السياسي السعودي والإفراط القضائي المصري، اللذان أدخلا العرب مجدداً في خلاف مجاني كان يمكن احتواؤه، بل وإسعاد الإنسان العربي من خلال استثمار المكان.
سلبت منا تجربة الانقلاب في مصر -مع ما سلبته- حريتنا في الحكي، واجتراح الذكريات، فترة المطاردة داخل مصر التي امتدت لـ 10 شهور أو تزيد بعد فض رابعة ألزمتني الكتمان في كثير من أموري قبل مغادرة مصر، وصبغتني بتلك الصبغة في الكثير من سلوكي بعدها.
يقدم الكهنة، الذين يمارسون طقوس الشعوذة، القرابين من أجل الآلهة كدماء الحيوانات، كما يحرقون الكحوليات على الأرض، ودائماً ما تقترن تلك الطقوس بأنواع معينة من الموسيقى والرقص.
لكن وبمنتهى الوضوح، لقد حولت السياسات الخاطئة للإسلاميين، وخصوصاً الإخوان المسلمين "رابعة" إلى مناحة بلا عمل وذكرى للدماء والحزن دون أن يقدموا شيئاً للشهداء في قبورهم ولا لأهاليهم الثكالى تُشفى به الصدور وتقر العيون، أو على الأقل يضمنون به حياة كريمة.
أما بالنسبة "للشيوعيين والعلمانيين العرب" على اختلاف أطيافهم، وأخص بالذكر اللبنانيين اليساريين منهم، فيبدو لي أن" الشيوعيين" في بلادنا لم يتخطَّ فهمهم للعلمانية سوى السب وشتم الأديان أو الذات الإلهية، وأن المرحلة الأخيرة من ثورة البروليتاريا في الشرق الأوسط هي عرض صورهم (المناضلين) على الفيسبوك، وهم يحتسون النبيذ الأحمر مع نكهة "اشتراكية" منكهة بشتم الله.
في هذا المؤتمر يتم وضع أسس المرحلة الانتقالية التي ستدوم لعامين متتاليين، ونقترح دعوة حوالي ألف شخصية سورية وفق نسب لا يشترط أن تعبر عن النسب الحقيقية للتعداد السكاني للمكونات، وإنما تهدف لطمأنة الجميع بأنهم شركاء في هذا الوطن، والتي يجب أن يكون للمرأة نصيب فيها ويتناسب ونشاطها ودورها في المجتمع، ويتم تمثيل كل مكون من كل اتجاهاته السياسية والعسكرية والمدنية والحقوقية وكذلك الشباب والمرأة
دار بيننا حوار طويل في الوضع، ما الحل فيما نحن فيه؟ الشهور تمر تلو الشهور، ولا جديد على الساحة، إلى متى سنستمر في هذا الوضع؟ تفاؤله الشديد كان يثير العديدين من حوله وكان البعض يتهمه بأنه حالم، وكنت أرى أنه واثق من ربه متحمس لقضيته.
هل يمكن أن نتناسى الخلافات الفرعية، والقضايا الهامشية، وننتقل فوراً إلى العمل المشترك، والهدف الواحد، وهو إزاحة هذا النظام العسكري المستبد، الذي جثم على قلوب المصريين لعقود، وانقلب على المسار الديمقراطي، وأدى إلى تدمير كل مؤسسات الدولة، وتقزيم دولة كبيرة مثل مصر، وإهدار وانتهاك حقوق المصريين؟!
كما أن القادة الأفارقة عوَّدوا شعوبهم على عدم احترام نتائج الانتخابات كما اعتادت شعوبهم على تلاعبهم بها وبمصيرهم، وليس يحيى جامي إلا جزءاً من ذلك النسيج الإفريقي المتكامل، فهو انقلابي عسكري أصيل، نظر عن يمينه فلم يجد قائداً إفريقياً احترم حق شعبه في الاختيار
لكنه كان غريباً حينما عدت، ليس هو الذي اعتدت أن أقرأه، لم أعد أفهم منه شيئاً، يقتلني الملل كلما أقرأه، نعم، هذا نفس شعوري في أول مرة أقرأ فيها هذا الكتاب، ماذا عن علاقتنا السابقة؟ هل سأعود من البداية؟!
غداً يُصاب العالم بورم "خبيث" لا يفلح فيه غير البتر؛ لتبرأ جراح الملايين من المستضعفين المسلمين المروعين في بلاد المشرق والمغرب.. فهل أنجبت الأرض حفيد صلاح الدين "المُخلص" أم أن رحمها لم يحبل به بعد؟
فلنا أن نتخيل ساعة تتحرك عقاربها أسرع من المعتاد بنسبة 50% فبعد 24 ساعة ستكون هذه الساعة قد أدركت 36 ساعة! من منظور بيولوجي أيضاً يعتقد بعض العلماء أن الزمن يتباطأ كلما ارتفعت درجة حرارة أجسادنا، وهو أمر مرتبط بالعمر أيضاً، فعادة ما تكون درجة حرارة أجساد الأطفال أعلى من درجة حرارة أجساد البالغين.
أخبرتهم أننا لم نهتم يومها بالتصوير؛ لأننا كنا ننتظر الموت، رأيت في أعينهم أسئلةً كثيرة بدأتها "سارة" أصغر الفتيات، التي كانت بعمر الثانية عندما اندلعت الثورة، قالت: "كان ممكن تموتوا، طيب ليه شاركتم؟!"
في هذا المؤتمر يتم وضع أسس المرحلة الانتقالية التي ستدوم لعامين متتاليين، ونقترح دعوة حوالي ألف شخصية سورية وفق نسب لا يشترط أن تعبر عن النسب الحقيقية للتعداد السكاني للمكونات، وإنما تهدف لطمأنة الجميع بأنهم شركاء في هذا الوطن، والتي يجب أن يكون للمرأة نصيب فيها ويتناسب ونشاطها ودورها في المجتمع، ويتم تمثيل كل مكون من كل اتجاهاته السياسية والعسكرية والمدنية والحقوقية وكذلك الشباب والمرأة