لا يمكن مواجهة تلك السيناريوهات التي تحمل جميعها مخاطر على وجودنا كدولة وشعب، بمجرد الأمل في وقوع انقلاب جديد أو انشقاق واسع في المؤسسة العسكرية؛ لأن ذلك بذاته يحمل نفس مخاطر بقاء السلطة القائمة، التي رغبت منذ اليوم الأول في قتل روح الأمل لدى شعبنا بأن يكون هو من يفرض التغيير، وعملت على بناء ركام من العداء بين الشعب ومؤسسته العسكرية.
إن أدق تشخيص لحالة أمتنا اليوم، هو أننا مصابون بما يشبه الشلل المعنوي والفكري، في جميع أجهزتنا الأخلاقية، وملكاتنا النفسية، ومواهبنا الشخصية، وطاقاتنا العقلية، والعملية والعلمية، وكذا الاقتصادية، والروحية.
اللغة العربية أداة الفكر وحصنه، وهي ليست أداة تفاهم وتواصل فحسب، وإنما هي أيضاً أداة تفكير وتأمل، فالإنسان يفكر ليتكلم، واللغة والفكر في علاقة جدلية متواصلة، واللغة إذاً وثيقة الصلة بالوعي والثقافة السائدة في أي مجتمع كان.
استبدلت ملابسي على عجل وذهبت مسرعة لغرفة نسرين قبل أن أصادف أرواح الأطفال في الطرقات، وتكررت التجربة نفسها من خبطات للعفاريت على الباب وهرولة وصرخات أطفال في الردهة، وقتها صدقت القصة وحمدت الله على وجود نسرين معي.
القرآن الكريم، هو منارة العلوم، ومدد الفهوم، لا جرم أن نتأمل ونتتبع هذه المرة بعون الله -تبارك وتعالى- الأرقام ومواضع ذكرها في كتاب الله تعالى. وإن كانت كثيرة، فإنه من الجميل أن نعرفها ونفهم مراد الله تعالى من ذكرها، فمن أحبَّ القرآن، داوم النظر موغلاً فيه.
في الشارع الضيق المتواضع سكنت سيارتنا. زيجينشتور مدينة صغيرة، وإن كانت عاصمة لإقليم مشاكس. نزلت متعباً وأنا الآتي من العاصمة دكار بطائرة تتسع لستة أشخاص، على مقربةٍ وجدت مجموعة من الناس تصطف على جانبي الشارع وتهتف بالفرنسية، لغة البلاد الرسمية، ظننت أن زعيماً سياسياً سيمر.
عندما ضاقت الأرض بما رحُبت على نبي الإسلام محمد وأصحابه في مكة، نصحهم الرسول بالهجرة واللجوء إلى أرض الحبشة، قائلاً: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها مَلِكاً لا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أحدٌ"، ذلك بحسب الروايات التاريخية في التراث الإسلامي.
سنأخذ هنا البرهان في صيغة علماء العقيدة الإسلامية؛ لأنه أشمل وأقوى أيضاً، لو قلت لك سأعطيك مبلغاً من المال بشرط أن يوافق أحمد، ستذهب إلى أحمد وتأتي بموافقته وستأخذ المال، أخذك للمال يسمى أثراً وأحمد يسمى مؤثراً.
تماماً كما حدث لإخوانهم في مصر الذين سبقوهم إلى السجون، فصاروا جميعاً كفئران تجارب في مصيدة ضخمةـ رسَمت لهم فيها أجهزة المخابرات العالمية مسارات محددة بـ"قطع الجبن" التي تناسب كلاً منهم، بعدما درسوا عقولهم وثقافتهم وأدبياتهم وطريقة تفكيرهم جيداً، وباتت خطواتهم المستقبلية شبه واضحة لديهم.
في يوم من الأيام، قصد (أبشيك) مكتبي وقال لي: "تشاي"، يعني: تريد شرب الشاي معي؟ وكالعادة، قلت له: نعم لكي نتكلم حول بناء وتطوير مهاراتي اللازمة لأتميّز في مجالي كما كنا نفعل دائماً.
من بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، أصبح الآن الكل يخوّن بعضه بعضاً؛ بل أيضاً عليك أن تشك في نفسك إذا لم تُخوَّن مرتين حتى في الشهر كحد أدني، حتى تطمئن أنك شخص عادي وموجود في الحياة أو في الوطن العربي بمعنى أدق!
لا أعلم من أين أتت فكرة الاستمرار مع شخصٍ، كل ما يربطنا به أطفال كانوا نتيجة لحظات حميمية، وعدة توقيعات على أوراق صارت مصفرّة بالية كتلك العلاقة التي تربط أصحابها!
فتحتَ باب الشقة وقمتَ بالسكن فيها، ولكن بعد فترة قمت بتغيير مكان الأريكة والكراسي، وبعد فترة أخرى قمت بتغيير طاولة السفرة "بالنيش بتاعها". وبعد ذلك، تقوم بتحطيم تلفازك في لحظة غضب منك، ويزيد الطين بلة "أنك بتجيب سيرتهم بحاجات عمرهم هما ما سمعوا عنها قبل كده".
بدأت بصقل الموضوع، ودرسته من كل جوانبه وقمت بهيكلته وما المطلوب فيه كالمواضيع، وترتيب الحلقات، الملابس والإكسسوارات، جهزت البيانات كافة واعتمدت على موسوعتي وبعض كتب التراث، لعل من أهمها كتاب "الحيوان" للجاحظ و"حياة الحيوان الكبرى" للدميري
أما اليوم، فصناعة الأصنام من الرؤساء صارت صنعة العرب والمسلمين التي يتقنونها، ولا ريب من التبرير لسقطاتهم للحفاظ على صورتهم التي صنعوها لهم كخلفاء للمسلمين في خيالاتهم المريضة.
حذف ضريبة التضامن بصفة خاصة، وحذف النسبة المرتفعة جداً للضريبة بصفة عامة، ووقف التدرج التصاعدي للضريبة على الدخل مما يعيد الروح لحب الشغل والإبداع والابتكار؛ لأن البطالة ترفع حتماً مع ارتفاع النفقات والمداخيل للقطاع العام.
"ليس للكرامة جدران"، هكذا عنونت فيلمها، كانت المشاهد صادمة، هتافات ثورية تشبه ثوراتنا ولقطات مخضبة بدماء شهداء سقطوا قتلى من دون ذكر في نشرات أخبارنا، اعتمدت المخرجة على لقطات لمصورين محترفين أو أشخاص شاركوا في الثورة
المشكلة ليست في مبدأ قبول النقد، وإنما في ماهيته، وليست في تقديس الأئمة والفقهاء، وإنما في توقيرهم وليست في إزالة ما شاب التراث من خرافات، وإنما في تحديدها.. القضية ليست رفض التجديد، وإنما هي صلاحية من يجدد.
أن محور الاشتغال بالسياسة هو الإنسان تنمية لقدراته في كل المجالات؛ لأنها هي المقدمة الأساس والمادة الخام لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة والنهضة المأمولة.