الخوف والرغبة والإنسان!!!

الموضوعات العامه التي لاتندرج تحت أي قسم من أقسام المنتدى إرسال إلى Facebook ارسال الى تويتر
  1. نشمي
    18-10-2016, 03:03 PM

    الخوف والرغبة والإنسان!!!

    الخوف والرغبة والإنسان!!!


    الخوف هو محرك الإنسان وليس الرغبة.. ومن يتحرك بدافع الرغبة فهو في الحقيقة خوفا من فقدان الرغبة!!
    لاحظ أنك لا تتلذذ بشيء إلا وأنت تتذكر حرمانك منه.. بدليل أن الشيء النادر أو الذي أتى بعد حرمان يأتي لذيذ جدا.. إذن الرغبة نتيجة للخوف.. فابتعاد الخوف بعد وجوده ينتج لذة.. حصول الشيء مع كثرة المخاوف التي دارت حوله ينتج لذة ورغبة.. لو تذهب لتتلذذ بشيء دون أي وجود لخوف لن تتلذذ فيه.. لو أن شخصين يحبان بعضهما لكن بينهما مخاوف تمنع اللقاء حين يلتقيان سيتلذذان كثيرا.. لكن لو كانا من الأساس معا لن يكون للقائهم نفس المتعة..

    الخوف هو الغريزة الأم وهو الأساس.. لهذا يمكن تسمية الإنسان بالمخلوق الخائف.. لأنه أصلا كل شيء ضدك ككائن حي.. ولولا خوف الكائن الحي لهلك!! الرغبة تخرج نتيجة للخوف.. أي أن الرغبة تخرج في بحر من المخاوف.. والغرائز الدافع لها هو الخوف.. لاحظ التنافس -وهو محرك قوي عند الناس- أساسه خوف.. فالطالب الذي يريد أن يكون الأول دافعه ليس الرغبة في الأساس بل الخوف من السقوط..

    والشيطان يعد ويمني أتباعه بالرغبات ولا ينبههم للمخاوف.. وبهذا الشكل يخدع الإنسان.. فالشيطان يزين للناس ويقول أنكم أقوياء وقادرون فاذهبوا للمتعة واللذة ولا تخافوا.. أي ينسيهم ضعفهم حتى يقعوا في مصائده.. لذلك أي داعية ملحد لابد أن يصور الإنسان أنه قوي وباحث عن اللذة كما فعل نيتشه وفرويد وداوكنز وغيرهم.. فيرون علوم الإنسان ستحل كل المشاكل.. وسيمتلك الإنسان مزارع في المريخ وسيحل معضلة الموت..إلخ..

    حتى المدمن يحركه الخوف من الحالة التي ستأتيه لو حرم من إدمانه.. الرغبة تحرك الإنسان لكن منتج الرغبة هو الخوف.. فالإنسان يرغب بالذهب لكن دافعه هو الندرة.. أي الخوف.. ولو كان الذهب متوفرا كالتراب لما أعجبهم بريقه..

    لاحظ عيونك ونظراتك عبارة عن خوف, فأي شيء يتحرك أو يلمع تلتفت له بسرعة.. بدافع خوف وليس رغبة بلا شك.. فالعيون علامة أن الإنسان مخلوق خائف.. هذه علامة على ضعف الإنسان أنه مخلوق خائف, فعلام تتكبر أيها الإنسان؟ منذ لحظة ولادته وهو يبكي خوفا.. لذلك القرآن تكلم عن الطمأنينة وليس السعادة.. وتكلم عن الصبر وليس عن الشجاعة والطموح..

    الإنسان الذي يحترم شعوره هو إنسان يحترم مخاوفه.. (وأما من جاءك يسعى وهو يخشى).. {إلا تذكرة لمن يخشى}.. لكن المتكبر لا يحترم مخاوفه ويكون متهورا ويلقي بنفسه في الأخطار.. من يحترم مخاوفه هو الذي يستطيع أن يتذكر ويؤمن.. وعلى قدر ما يحترم الإنسان مخاوفه على قدر ما يكون نبيها وذكيا ولماحا.. فالذكاء من الخوف أصلا.. والخوف من القلب.. والله وصف المؤمنين بأنهم أولو الألباب والمتقين ويخشون.. أي أن أولي الألباب يحترمون مخاوفهم.. وبالتالي يحرك الخوف عقولهم فيفكرون..

    الإنسان يزداد طاقة ونشاطا حين تزداد مساحات الحب في حياته.. والسبب خوفه على هذا الحب.. لكن لو قلت الأشياء التي يخاف عليها يقل نشاطه وإرادته للحياة.. لأن الأشياء التي يخاف عليها قليلة.. إن كثرة مخاوف الإنسان هي علامة أنه حي ونبيه..

    الله سبحانه قال إنه خلق الإنسان في كبد.. ولو جعل الله الدنيا بدون صعوبات لما تذكر الإنسان أن هناك رب.. فتصميم الحياة بهذا الشكل لكي يتذكر من كان له قلب.. فهذا يحرك القلب السليم لأن يشكر على النعم بسبب كثرة المخاوف حولها وصعوبة الحصول عليها.. وأن يشكر المنعم.. لكن لو كانت الحياة سلسة بالكامل لما كان لأحد أن يتذكر ويرجع..

    اعتذاري لطول الطرح
    دمتم بكل الخير..
  2. حنين الروح..
    19-10-2016, 06:35 AM

    رد: الخوف والرغبة والإنسان!!!

    الخوف والرغبة والإنسان!!!


    طرح رائع جدا
    سلمت الأيادي
  3. نشمي
    19-10-2016, 09:26 AM

    رد: الخوف والرغبة والإنسان!!!

    الخوف والرغبة والإنسان!!!


    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين الروح..
    طرح رائع جدا
    سلمت الأيادي

    شكرا لهذا الحضور
    دام الوجود