ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، من إنشاء دول، وتحريك المعسكر الاقتصادي لدول أخرى، ما بين وعد ترومان وخطة مارشال وقصة تركيا وألمانيا واليابان على وجه الخصوص يستحق التدارس، ولكن في مقامنا هذا ننتبه إلى أنه جرى أيضاً تطور للنظام العالمي من الاقتصاد الصناعي للاقتصاد الخلاق.
"فرصة لن تعوَّض.. فرصة قد لا نجد مثلها خلال القرن القادم بأكمله".. تذكر جيداً هذه العبارة عندما تصل لنهاية المقال.
قبل كتابة هذه الأسطر بساعات، وأثناء تجوالي بين المكتبات والمتاجر، توجّهت إلى قسم الأفلام في أحدها لأرى ما يعرضونه كاقتراحات هدايا بمناسبة عيد الميلاد، أو الكريسماس، فكان من بين ما وجدت علبة تحوي فيلمين إيطاليين هما «الحياة الجميلة» (لا دولتشي فيتا، 1960) لفيديريكو فيليني و «الجمال العظيم» (2013) لباولو سورنتينو. معاً في علبة واحدة مُقترحة كهديّة تحوي أحد أهم الأفلام الكلاسيكية في إيطاليا والعالم، وفيلماً رائعاً حديثاً، إيطالياً كذلك.
ترامب علم تماماً أن التجارة الحرة والضرائب المنخفضة لن تجلب له "الأغلبية الصامتة" التي حركها "الشعبويون" في أوروبا. إنها القاعدة التي ترى أن الجماهير تمت خيانتها من قبل النخبة السياسية، في محاولة لإعادة تعريف الديمقراطية من جديد. الديمقراطية بمعناها الجماهيري، كما أشار لذلك أرسطو (Democracy)، وليست الديمقراطية التي تجنح في النهاية للنخب (Polity).
في نهاية قراءتي لتاريخ توماس جيفرسون، أدركت أنه حان الوقت ليتساءل كل واحد منا عن طبيعة الموروث الذي يريد تركه في هذه الحياة، فقد نجح توماس جيفرسون في تحقيق الحرية والديمقراطية في أميركا، وبإبقائها متحدة، لذكائه وحلمه وحسن حكمه، فكان أن انتعشت وقادت العالم، وأضحى منزله في مونتيسلو من أبرز المناطق السياحية في ولاية فيرجينيا، فقد نجح في بناء "قِبلة الديمقراطية"، كما أحبت فان برودي أن تصفه في نهاية كتابها!
بعد مرور أكثر من 5 سنوات على أحدات الربيع العربي، تيقن المغاربة أن قرار التروي وعدم التسرع والمخاطرة بركوب موجة التغيير التي اجتاحت آنذاك الكثير من الدول العربية، واختيارهم الإصلاح بدل التغيير، كان صائباً، بحيث لو كانوا انجرفوا مع تلك الموجة، لكانت البلاد في زمن كان، كما هو الحال في سوريا واليمن وليبيا مع الأسف.
الفائز في الانتخابات الأميركية هو الشعب الأميركي نفسه كونه متأكداً من أن صوته لن يتم تزويره، والخاسر الأكبر هو الضمير الإنساني الذي تشيّعه أميركا كل يوم في فلسطين وسوريا والعراق واليمن من خلال سياستها التي تقف دائماً إلى جوار الجلاد ضد الضحية، ومع الإرهاب الصهيوني ضد الحق الفلسطيني.
قمة مراكش تأمل في نجاح الدبلوماسية المناخية في تحقيق أهدافها، وتأكيد مصداقية العمل الجماعي الدولي في مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، ولحظة لاستشراف المستقبل والتأمل في الآثار الكارثية التي خلقها التسابق العالمي لاستغلال أصناف الطاقة التي بالأرض.
للقلب صاحب، وللعقل صاحب، وللإنسان صاحب، والإنسان للإنسان رفيق له ورفيق به، وهذا ما قرأته في مراسلاتهما.
لا أظن الأجيال الجديدة تعرف كيف كنا نقضي ليالي الشتاء دون تلفزيون وإنترنت، فقط الحواديت والحكايات هي سلوتنا قبل النوم، ولا كيف كانت حكايات الجن والعفاريت وأُمنا الغولة تنيمنا من الخوف والرعب، ومع ذلك نحرص على الاستماع إليها كل ليلة، ونلح في طلب المزيد منها، وفقط فيما بعد عرفت أن أغلب هذه الحكايات موجود بصيغ مختلفة في "ألف ليلة وليلة".
تغزل شاعر الثورة الجزائرية بشهر نوفمبر/تشرين الثاني الذي شهد انطلاق واحدة من أعظم الثورات في التاريخ الحديث، ثورة واجهت أعتى القوى الاستعمارية في التاريخ، فكانت بحق ملهمة لكل الشعوب المستضعفة في العالم، كيف لا وقد كان وقودها دماء مليون ونصف المليون من الشهداء ناهيك عن المهجرين والمشردين في العالم؟! ثورة تمردت على كل ما هو مألوف في مسار الكفاح التحرري.
وقال أردوغان: يطالبون تركيا بعدم الدخول إلى الموصل، كيف لا ندخل ولنا حدود (مع العراق) على طول 350 كم ونحن مهددون من تلك الحدود؟ منوها بأن لتركيا إخوة من العرب والتركمان والأكراد في الموصل، وأنه من المحال أن تبقى بلاده مكتوفة الأيدي حيالهم.
نؤكد اليوم ضرورة اقتناع رجال السياسة وماسكي دواليب دولتنا بأن هذا النمط الاقتصادي لا يقدم ذاته كبديل للدولة، ولا يتعارض معها، وإنما يحاول من خلال تنظيماته، التي تعدّ من مكونات المجتمع المدني، نسج روابط تكامل وشراكة مع الدولة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بدولة الحق والقانون.
حك "سعيد" المصباح وكانت المفاجأة، دخان كثيف ينطلق من المصباح، أكثر كثافة من دخان موسم حرق قش الأرز، اختنق سعيد من الدخان وانطلق يسعل بشدة، وامتلأت عيناه بالدموع، خليط من دموع الاختناق بالدخان ودموع الفرحة أن المصباح فعلاً مصباح علاء الدين السحري.
أثناء اختلاطي بالكنديين في محاولة لبدء حياة اجتماعية في موطني الجديد والتعرف على ثقافتهم، واجهتني بعض المواقف المحرجة نوعاً ما، وكان ذلك بسبب نوع الأسئلة التي كنت أطرحها على أصدقائي الجُدد، كنت دائماً أتطرق لسؤالهم عن أصولهم وخلفياتهم الاجتماعية وفي بعض الأحيان عن معتقداتهم الدينية.
يروى أن أول مَن قال "جوّع كلبك يتبعك" أو " أجِع كلبك يتبعك"، هو ملك ظالم من ملوك حمير، كان يسلب شعبه مالَهم، ويغصبهم ممتلكاتهم، حتى أصبحوا فقراء لا مال لهم ولا جاه، وفي يوم اجتمع الفقراء على باب قصره يستجدون منه ولو الشيء القليل، فسمعت زوجته أصواتهم، فقالت له: "ارحم هؤلاء مما يلاقون من فقر وجوع فإني أخاف عليك أن ينقلبوا سباعاً، وقد كانوا لنا أتباعاً"
عندما وجدتها تغيّرت حياتي بشكل جذري، خاصة من الداخل، فقد شعرت بأني إنسان بملامح داخلية جديدة، لكني البارحة استيقظت فشعرت بأنها غير موجودة، حاولت أن أبحث عنها مراراً وتكراراً دون جدوى، ثم ما لبثت أن انشغلت بشواغل الحياة المتسارعة، فتناسيت أمرها، وأكملت أشغالي
تقوم إحداهما بتشغيل أغنية لمحمد عبد الوهّاب، فتُدرك في الحين أنها أفِلت في عوالم أخرى وحدها هي من تَترف بها، تَطرب للموسيقى الفاصلة بين الكلمات جوارحُها كلّها، تتدخّل الأخرى لتكدّر اللحظة الباذخة فتنبس، كدأبها، بنفس الجملة عن كلّ أغنية عتيقة طويلة: رجاء.. ألا تتوفّرين على نسخة مختصرة؟ فتفتحان نفس الحديث العقيم الذي لا يؤدّي إلا إلى تعصّب كلتيهما لرأيها أزيد ممّا سبق.
الفوضوي ليس مضادًا للبسيط رياضيًّا، أو مرادفًا لما قد تستغرق وقتًا أطول في حل حساباته المعقّدة. فدراسة بندول الساعة قد تستغرق دقائق، ومذاكرة معادلات دوران الأرض حول الشمس قد تستغرق منك شهرًا لتلم بتفاصيلها، إلا أن كليهما "منظَّمان" علميًّا ورياضيًّا، يسهل التنبؤ بهما، ولا ينقلب حالهما بتغيّر بسيط.