وأمام مثل هذه التحديات كانت استجابة الدولة العربية الحديثة سلطوية عنيفة، فقد شهدت سلسلة من الثورات/الانقلابات العسكرية، انقسمت بعدها النظم العربية ما بين ديكتاتوريات عسكرية (ذات نظام الحزب الواحد) وملكيات تقليدية استبدادية،
صدق سانتياغو حلمه، وذهب إليه بانصياع كلي، ومضى في رحلة غريبة ومضنية لا تخلو من المخاطر، ومع أنه فكر كثيراً بالتراجع والعودة لأغنامه، إلا أنه دائماً ما وجد من يساعده على تحقيقه
في عصرنا عادة ما يتم تناول سؤال مشروعية الدولة في إطار أدبيات التنوير، والتنوير -كرؤية كونية ظهرت في أوروبا في عصر النهضة- يمثل حالة قطيعة مع محددات النظر في الحياة والطبيعة والوجود التي كانت سائدة في العصور القديمة؛ حيث أصبحت مبادئ القانون الطبيعي هي البنية الأساسية للتفكير في شؤون المجتمع والاقتصاد والسياسة.
أبعث هذه الكلمات وأنا أتأهب حازماً متاعي لرحلة عودتي أو ذهابي قريباً إلى الكويت -حرسها الله- عقب "خلوة" اختيارية دامت أربعة أشهر ونيفاً في مدينة بوسطن الأميركية.
أيها الحكيم في كل منبر اجتمع لك عليه الناس.. فرغ جزءاً من شباب القرية لدراسة الزراعة واسترجاع المحاصيل وإنتاجها على يد الجامعات الغربية، وأوقف لهم من عائدات القرية ما يضمن تدريسهم من خيرنا دون شراء الغرب لعقولهم.. ثم اجمع أغنياء القرية، وأمر أنجبهم أن يبدأ التجارة بعد سفر للبلاد القريبة وأن يستجلب قطيعاً من الماشية، وبذوراً للأرز والهيل والخضار.
ومن المؤسف أن مؤيدي النظام من الإعلاميين يرون -بعد كل تلك الأدلة التي تثبت تورط النظام السوري في تلك الجرائم بدعم روسي- أن تعاطف رواد مواقع التواصل مع حلب ليس تعاطفاً إنسانياً طبيعياً، بل هو مجرد هيستيريا عاطفية يشتهر بها رواد تلك المواقع!.
أنا العريان أمام مرايا الحياة، لا أرتدي جبة نسبي الفقهية، ولا أدعي التقى والورع تحت أشعة الشمس، و أمارس المجون تحت غرابيب الليل البهيم خوفا من أعين الناس.. لا أحمل بيمناي كتابا مقدسا في واضحة النهار على الملأ، و قفازات اللصوص في غبش الليل كي لا أترك أثر أصابعي..
قصة الإساءة للثورة أو للنظام التقدمي الذي يعيش في بحر من المخاطر تترصده من كل حدب وصوب، وأن أي نقد له سيصب في صالح الأعداء، حجة قديمة وصالحة على الدوام لتكميم الأفواه وقطع الألسنة وإلغاء النقد والتفكير، وهي حق طالما استخدم لتمرير باطل
وإذا كان الحكم في مصر يعتزم استخدام ذات المصطلح وتطوير مكارثيته باتجاه تصنيف رافضي السلطوية والمطالبين بالديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان كأهل شر، فالأفضل له التفكير في سبل تطوير خطابه الزائف باتجاه المزج بين إلصاق الصفات والسلوكيات المرفوضة شعبيا بمعارضيه وبين استدعاء الخطاب الذكوري التقليدي لكي تلصق بهم زيفا أيضا خصائص فسيولوجية مكروهة ومدانة شعبية (كالتخنيث والضعف الجنسي في مقابل فحولة الذكور الملتحقين بالحكم ودوائره).
أشهر قليلة متبقية لأوباما لن تسعفه لصياغة إرث جديد له بالشرق الأوسط يخلد اسمه فيه، إلا إذا اعترف باستقلالية دولة فلسطين أو إعادة إيران إلى حجمها الطبيعي وحدودها قبل عام 2003 تاريخ الاحتلال الأميركي للعراق الذي أوقد الضوء الأخضر لإيران بالعبث بدول المنطقة من خلال العراق، كونه البوابة الشرقية للمنطقة.
هكذا الغرب يضيق على السياسيين المسلمين في أوطانهم ويفتح الباب لهم في بلاده، رغم أنه يمكنه دعم البيئات السياسية الديمقراطية في الدول الإسلامية، دعم تقل تكلفته كثيراً عن ثمن معالجة أزمات الديكتاتوريات وغياب الديمقراطية، فلو وجد المهاجرون بيئات سياسية واقتصادية سليمة في أوطانهم لما هاجروا من الأساس.
يقف العالم الغربي الحُر اليوم صامتاً لا يحرك ساكناً؛ لأن الأمر لا يعنيه، والضحايا ليسوا ضحاياه، والتدمير بعيد عنه، وقد شغلوا شعوبهم الحرة بآلامهم ومتاعبهم، فلم تعد تسمع لصرخات أخرى غير صرخاتهم، ولم تعد ترى بأعينهم سوى ضحاياهم.
فانتبه وتذكر أن كلام الناس لن يقف فهو كالموج، وبقاءه لن يطول، فهو كالزبد، وذاكرته ضعيفة فهو كالبحر، حين تصغي إليه فكأنما تحاول أن تسبح عكس التيار لتصل إلى بر رضاهم وما أنت ببالغه، فما عليك إلا أن تتجاهله وتجعله يضرب قدميك وأنت مسترخٍ على رمل الشاطئ، تنظر إلى السماء وتسمع هدير البحر الذي لن يسكن حتى ترجع إلى بيتك حيث أهلك، حيث أمك، حيث زوجك، حيث سكنك وجنتك التي لا تترك مجالاً لأحد أن يدنسها.
ولأن حب القائد من المصادر الرئيسة لتكوين الثروة، فقد أصبحت تماثيل حافظ الاسد تجارة رابحة ومصدر رزق للكثيرين وحماية لهم من العوز، فانتشرت قوالب "الجبصين" التي يبيعها طلاب وخريجو كلية الفنون بأحجام ووضعيات مختلفة، وصارت "تماثيل القائد" من لوازم مداخل أبنية دوائر الدولة،
إن توحدنا واصطفافنا الممكن اليوم هو اصطفاف بشر مع بشر، اصطفاف مخطئين مع مخطئين، أما الاصطفاف الملائكي الذي يطمح له البعض.. فهو بالفعل الاصطفاف المستحيل.
أحترم خصوصية التجربة التركية بكل تفاصيلها، وأعي تماماً أنهم أوعى وأعلم بأمرهم واحتياجاتهم، ولكن لم تعد هذه التجربة، بأي حال من الأحوال، حبيسة الحدود التركية، لا سيما بعد أن تعدت بنجاحاتها حدود القطر، وشاركت في صياغة وجدان التجربة الإسلامية الحديثة في كافة البلدان الإسلامية، ولذلك نحن نتعلم ونرصد لا ننقد ونوجه.
إذا كان المجلس يدافع عن الصحفيين حقاً فما موقفهم من وجود نقابيين في السجن مثل الأستاذ مجدي حسين مثلاً؟
ربما لا تساعدُ الحياةَ الجميعَ عل القيامِ بعملٍ محببٌ إلى قلوبهم، و لكن لا بأسَ بنصفِ ساعةٍ في اليوم تمارسُ فيها أي شئٍ تحبه. هناك خيارٌ آخر و هو أن تتقن ما تفعله، عسى أن يكون بدايةً لبصمةٍ صغيرة تصنع منك شخصٍ كبير.
جدي صار كبيراً، وضعفت قوته، فقد وصل إلى عقده الثامن وهو يحمل أمراضاً عدة، منها السكري والضغط والقلب، وكان قد أجرى عملية قلب مفتوح ذات مرة، بالإضافة إلى آلام المفاصل والعضلات، لكن قلبه ما زال شاباً يمنحنا من الحبِّ الكثير