الثورات العربية وإعادة الشأن العام لمجاله الشعبي

بواسطة في يناير.07, 2012, تحت تصنيف الساعة الخامسة والعشرون

مضى العام مسرعا بخفة رغم أيامه المثقلة بالأحداث العظيمة والجسيمة، والمشبعة بدماء الشهداء وآهات الأمهات والهادرة بهتافات الثوار، التي أعلنت عن معجزة الشعب الذي يعود للحياة للمرة الأولى في تاريخه!

ولا تحمل العبارة السابقة في طياتها على أية مبالغة، فاستثنائية العام المنصرم تأتي من أمور عديدة، يأتي على أولها عودة الشعوب العربية الغائبة والمغيبة عن ساحة الشأن العام منذ فجر التاريخ. فشعوب الشرق عامة والشعب العربي خاصة عُرف بدلالة مصطلح “الرعية” الرائج  في أدبيات التراث. حيث ينطوي المصطلح على سلبية واتكالية هذا الجمع البشري وحاجته الدئمة إلى راع يقوده إلى صالح عام يرتأيه. ويرسخ في تاريخ ثقافتنا أن الحاكم هو ابن الله  فرعون مثلا،  وفي أحيان أخرى ثلثه إله كجلجامش في الميثولوجيا البابلية، أو مفوض بالحكم بتفويض إلهي كسسلسة الخلفاء الذين تعاقبوا علينا بدءا من الحكم الأموي، ولعل الألقاب التي حملها خلفاء بني العباس تعبر تماما عن الفكرة، ويكاد يكون الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه –على حد علمي- هو أول من وصف السلطة كهبة إلهية حينما رد على من طالبه بالتنحي: ما كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله.

فالمسألة لا علاقة لها بالتقوى والإيمان، إنما نابعة من ثقافتنا  الراسخة والممتدة امتداد تاريخنا المدني عن مفهوم السلطة وعلاقتها بالشعب. أرجو ان تكون هذه الفكرة واضحة في أذهان التيارات الإسلامية المتأهبة لولوج المعترك السياسي. ورغم التطور الحضاري الكبير الذي حققه الإنسان، وانتشار المفاهيم الحديثة عن فصل السلطات والشرعية والدولة المدنية واعتبار الشعب مصدرا للشرعية ومحلا لتفويض الحاكم بالسلطة، ورغم امتلاء دساتيرنا بهذه الرطانة، بقي الحاكم هو القائد الملهم، والضرورة، وغالبا ما يوصف بالأب القائد أو الأخ القائد. وبقي الشعب أيضا بعيدا كل البعد عن الشأن العام، يستثنى من ذلك فترات التحرر من الإستعمار، حيث لم يكن القائد الرمز التاريخي يجد كرسيا ليجلس عليه، رغم أنه يملكه في وعينا الجمعي وثقافتنا العامة.

ويكاد يكون تاريخنا، تاريخ يملأه الرضى بالإستسلام للسلطة، وعدم الإكتراث للشأن العام. حتى أن أرسطو وصف شعوب الشرق، بالشعوب ذات الإستعداد الفطري للعبودية. فالشعب اعتاد على أن القضايا العامة ذات الصلة بالمجتمع والسياسة والإقتصاد والثقافة، مسائل لا تعنيه ولا تدخل ضمن نطاق فاعلية اهتماماته ويعتبرها شؤون خاصة برجال الحكم والنخبة، لهذا ولأسباب أخرى لا يتسع المقال لذكرها، يكاد يكون الفقه الإسلامي –باعتباره الممثل لمرحلة مشرقة من تاريخنا الحضاري- فقيرا حد الجدب بالدراسات المتعلقة بالحكم وعلاقته بالشعب إلا اللهم علاقة الإنقياد وعدم جواز الخروج على الحاكم، وفي الشأن الٌإقتصادي، أحكام حول البيع والشراء تدور حول الأمر الإلهي بعدم جواز الربى، دون أن ترقى لتشكل نظرية إقتصادية متماسكة. وعلى ضحالة هذا التناول كان مصوغا بصياغة الأوامر والتعليمات الصادرة من سلطة عليا إلى عامة الشعب الذين لا محل لهم سوى التنفيذ، كتكريس لاستمرار وقوع المجال العام خارج دائرة الإهتمام والتأثير الشعبي.

والسلطة بدورها اعتادت على غياب الشعب هذا، فأصبح التدخل بالشأن العام حقا حصريا للسلطة لا يشاركها فيه أحد، وأي محاولة لكسر هذه النمطية تأتي كخروج سافر عن الثقافة والتقاليد العامة تستدعي أقسى العقوبات من الحاكم دون أي إستهجان شعبي، فالشعب معتاد ومتقبل لطغيان السلطة، ويدرك بلا شعوره وحتى شعوره الواعي أن الحديث بالشؤون العامة بما لا يعجب السلطة مسألة محفوفة بالمخاطر تستوجب العقاب من حيث المبدأ، وتبقى قسوة العقوبة هي القابلة لإبداء الإمتعاض حولها –سرا في أغلب الأحوال- وليس مبدأ العقاب أو حق الشعب في ذلك، فالشعب لا حق له في ذلك. وهذا يفسر القبول الشعبي لكثير من الممارسات السلطوية المهينة للكرامة الإنسانية، مثل لطمة يتلقاها مواطن من عنصر أمن أو مسؤول ما على سبيل المثال لا الحصر.

 المزيد …


إضاءات “سورية“ 4

بواسطة في ديسمبر.24, 2011, تحت تصنيف قدحة كبريت

كما في الأساطير القديمة يظهر الحدث السوري كملحمة أسطورية في التاريخ الإنساني، يتجلى فيها الصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل بأوضح صورة.

يبرز الشعب، كمثال نموذجي عن الحق وإرادة الإنسان الأصيلة في الحياة والطموح إلى عيش أفضل، هو إرادة المقهورين في التخلص من الظلم ونيل الكرامة.

ولا يظهر النظام كطرف ظالم معتدٍ وغاشم فقط، بل كاختبار متواصل لتوقعاتنا ولكل معارفنا التقليدية بشأن الحدود المعروفة للعنف والظلم والكذب. هو تعريف مستمر لمعنى صفاقة الإجرام.

وتحت هذه الثنائية الكبيرة، آلاف وملايين الأشخاص والقصص التي تشكل الصورة/المعركة الكبيرة . . . رزان غزاوي، جمال الفتوى، غياث مطر، ابراهيم عثمان، فدوى سليمان، يامن حسين وغيرهم، عينة من شخوص هذه القصص.

**********

في عالم الأعمال، توجد عدة مسلمات، إحداها تسمى Agency Problem، لمن لا يعرف: هي صراع حتمي تفرضه طبيعة الإنسان أولا وطبيعة المؤسسات المالية ثانيا. فالمستثمرون –الملاك الحقيقيون- لا يملكون بالضرورة المهارات اللازمة لإدارة المؤسسة، فيقومون بتوظيف أناس مؤهلين للمهمة. وهي إدارة العمل بما يحقق صالح المؤسسة وبالتالي صالح المستثمرين، مقابل امتيازات معينة.

الذي يحدث بطبيعة الحال، أن هؤلاء الموظفين الذين يملكون سلطة القرار، يجنحون إلى تضخيم امتيازاتهم وتعظيم مكتسباتهم على حساب المستثمرين – زيادة الرواتب والمكافئات والتعويضات . . الخ- ، وغالبا ما يتجنبون المشاريع ذات الربحية العالية والتي تنطوي على نسبة من الخطورة، مخافة المحاسبة والطرد فيما لو فشلوا في إنجازها. وبذلك يؤثرون السلامة والبقاء في مناصبهم بما يعنيه ذلك من هدر لفرص استثمارية مفيدة جدا، مستغلين جهل المستثمرين بحقيقة الأمور.

هي إذا صراع مصالح بين فئة الملاك وفئة المدراء، يبقى مقبولا طالما أن هناك مكاسب ملموسة على الأرض وطالما الرقابة دائمة على أدائهم بما يتيح تقييم إنجازاتهم ومحاسبتهم فيما لو قصروا أو أخفقوا.

لنتصور هؤلاء المدراء بدون رقابة تحاسبهم، بالتأكيد سيعملون لصالحهم كلية، كما لو أنهم يملكون المؤسسة، فلا أحد قادر على محاسبتهم ولا على إزاحتهم. وبذلك يتحولون من موظفين إلى لصوص يسرقون ما أتمنوا عليه.

والوطن مؤسسة.

**********

في زمن اللاحياد يكون الحياد نفاقا وخداعا للنفس على أقل تقدير، وفي سورية هناك من يصنف نفسه كتيار ثالث أو على الحياد –من أجل الوطن- رغم طبيعة الحدث غير المحايد. وبعيدا عن تفنيد هذه الأكذوبة السمجة والتي تلبس لبوس اللاإنسانية في الحدث السوري. لا يحتاج المراقب إلى جهد كبير ليعرف حقيقة هذا الحياد الذي لا يترك فرصة تمر دون أن ينال فيها من الثورة والثوار، وانهماكه الدائم بالتفاصيل والقضايا الخلافية، ونشر أكاذيب النظام للتعمية على حقيقة الصراع بين الشعب وحقه في الحرية والكرامة وبين نظام مستعد لعمل أي شيء في سبيل البقاء في السلطة.

على مدار أربعين سنة، لم يقدم  النظام أي إنجازات حقيقية ولم يحل أي مشكلة، بل على العكس كان مجرد آلة جبارة لإنتاج ومراكمة المشاكل على كافة المستويات، هو يعتمد في استمرار وجوده على استمرار هذه المشاكل، وتغطيتها بغطاء الممانعة والمواجهة والتوازن الإستراتيجي والإستهداف الخارجي والمؤامرة . . . الخ

بعد سقوط النظام – نسأل الله أن يكون قريبا- ستخرج كل المشاكل والمصائب التي راكمها، خروج الشرور من صندوق باندورا . . وفجأة سصبح هذا التيار بصيرا بالمصائب العائمة، وسيستمر بلا أخلاقية تتلائم وطبيعته المنافقة، بجعل الثورة سببا لهذه المشاكل وسيحمل الشعب الحر مسؤولية إخفاقات النظام وجرائمه.

لن يبقى من النظام بعد سقوطه، سوى مصائبه . . ومن هتافات أنصاره إلا: هاي الحرية اللي بدكن ياها!

**********

لا أفهم حقا كيف يفكر أنصار النظام، أولئك الذين لا تجمعهم وإياه أي مصلحة. نظام كيفما سرت معه ستجد أنه غير جدير بالبقاء . . في التفجير الذي حصل مؤخرا في أمن الدولة، لو ماشينا الرواية الرسمية سنجد أنه نظام غير قادر على حماية نفسه فضلا عن ثبوت عجزه عن حماية المدنيين من العصابات المسلحة التي بدعي وجودها على مدى تسعة أشهر،وبالتالي نظام لم يستطع حماية الشعب ولا حماية نفسه ولم ينجح وباعترافه في تحقيق وعوده الإصلاحية، كيف يحظى بمؤيدين وما هو المبرر لاستمرار نظام بهذا العجز التام والفشل المتواصل ؟!

سورية تحتاج إلى علماء نفس إجتماعي أكثر من أي شيء آخر.

**********

بناء على رواية النظام المخزية، يخطر على بالي تساؤل: هل سيقوم النظام بمحاسبة رئيس فرع أمن الدولة لإخفاقه في حماية “أمن الدولة” أم أن السيد بشار سيتعلل بعدم وجود دعوى مرفوعة بحق السيد زهير الحمد ؟!

**********

إيماني بانتصار الشعب كإيماني بالله، يقين وقر في القلب وصدقه عمل الشعب وإصراره العظيم.


زال إستغرابي . . حسين معتقل

بواسطة في أكتوبر.29, 2011, تحت تصنيف أخبار وفعاليات

husseinفي بداية الثورة كانت جدران الخوف لا تزال عالية، وقلة ممن أعرفهم في محيط الإنترنت صدحوا بالحق بدون مواربة وتنميق للكلمات، وكثير ممن أعرف كانوا يتحدثون عن إجرام العائلة/العصابة وعن مدى سخافة رواياتهم الإعلامية، إلا أنهم كانوا يتحاشون تدوين هذه الآراء على صفحاتهم الإجتماعية، علما أن أغلبيتهم الساحقة في دول الإغتراب.

حسين غرير أحد الأشخاص الذين تعرفت عليهم من خلال التدوين بداية والفيس بوك لاحقا، كان يبدو لي مثل كل الأشخاص ذوي النزعة الحداثية “إن جاز التوصيف” مؤمن بحق المرأة وقضايا المساواة وحقوق الإنسان  وحرية التعبير ومجمل الحقوق التي يدفع  شعبنا اليوم فاتورتها بالدم والسجن والإعتقال.

وجاءت الثورة بأسرع مما نتصور، قاطعتنا وقاطعت استرسالاتنا بالحديث المنمق عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، قاطعتنا عن الإسترسال بانتقاد الفساد، والإهمال الحكومي، وأفسدت على البعض هواية ذم هذا الشعب وصب اللعنات عليه  . . والإنكى من كل ذلك أن الثورة جاءت كاختبار قاس وكاشف بسفور لكل ما كنا نتقمصه من أفكار ومواقف  لم تحظى يوما بفرصة تكشف مدى أصالتها وإيماننا بها.

سقط الكثير باختبار الثورة، خصوصا دعاة حقوق المرأة والمساواه، وصمت الكثير من معارفي في داخل سورية . . حسين غرير لم يكن كذلك، كان متسقا مع ذاته وأفكاره، لم يصمت رغم أنه في الداخل.، مثله مثل أحمد أبو الخير، ومرسيل شحوارو, و رزان غزاوي –مدونين من داخل سورية-

منذ أيام الثورة الأولى لم يتوقف عن الكلام الجريء والنشاط  لخدمة حق الشعب في حياة أفضل تحت نظام أفضل. وكنت أستغرب شجاعته في التعبير عن رأيه وفي وضع الفيديوهات التي تفضح إجرام السلطة بحق المدنيين، واستغرابي يأتي مخزون الخوف الهائل الراكد في أعماقي، إنه يتحدث من قلب دمشق حيث لا شيء يعصمه عن سطوة قوى الإرعاب المنحطة!

وكثيرا ما راودتني نفسي إلى مراسلته لأسأله ألا تخشى الإعتقال وما يعنيه من تعذيب وإذلال?  لكنني لم أفعل للشجاعة المنقطعة النظير التي أظهرها أهلنا هناك، اولئك الذين يسخرون من الرصاص والدبابات. 

ولأن حديث الثورة وبطش النظام هو ما يسود بين أي تجمع سوري، فقد ذكرت حسين وإقدامه بفضح الممارسات الإجرامية، وبنفس الوقت استغرابي بأنه لم يعتقل حتى اللحظة، فما كان من أحد الحضور إلا وحذرني بأن حسين مجرد مخبر على الفيس بوك يكتب ما يكتبه لنثق به ومن ثم يرفع تقريره إلى رؤسائه.

لا أخفيكم أنني ضحكت كثيرا، فإنجاز النظام الوحيد هو بث الفرقة بين السوريين وزرع الشك والخوف بين بعضهم البعض، واليوم تمردنا على إنجازه الوحيد . . فأي نظام فاشل هو ؟!!

قلت لمحذري: هو قطعا ليس بمخبر، فالنظام اليوم بحاجة كل صوت يؤيده، و حسين لم يتغير بما يقوله قيد أنملة عما كان يقوله بالأمس ولا حاجة له بمهاجمة النظام ليكسب ثقة معارفه على الصفحات الإجتماعية، فهو يعرفهم ويعرف مواقفهم جيدا.

الآن زال استغرابي وحسين ذهب ليقدم تقريره “  فلم يعد الصمت ينفع بعد اليوم، لا نريد وطناً نسجن فيه لقول كلمة، بل وطناً يتسع لكل الكلمات”*     

لكن يبدو السجن ممر الأحرار إلى الحرية.

هنيئا لك هذا الشرف يا صديقي ونحن بانتظارك . . أعادك الله إلينا وإلى أحبابك سالما غانما وإيانا بالحرية.

****

 المزيد …


عن سلمية ولا سلمية الثورة السورية

بواسطة في أغسطس.08, 2011, تحت تصنيف الساعة الخامسة والعشرون

سلميةالحديث عن سلمية الثورة ظهر بالتزامن مع انطلاقتها وكان يسير على محورين متوازيين، أحدهما من طرف المتظاهرين أنفسهم من خلال تأكيدهم بالفعل والكلمة على السلمية كخيار وأسلوب عمل في مواجهة النظام كطرف آخر ما انفك منذ البداية يروج الأقاويل هو أزلامه عن لا سلمية الحراك. قبل الحديث عن السلمية واللاسلمية علينا وضع بعض الوقائع في البداية:

1- الثورة بسببها المباشر قامت في البداية كرد فعل على عنف السلطة وتغولها اتجاه أهل درعا من خلال حبس الأطفال وتعذيبهم وإهانة الأهالي الذين طالبوا بإطلاق سراحهم.

2- حصلت عملية عسكرية مكثفة وموسعة في درعا بقصد القضاء على حركة الإحتجاج في مهدها وتجديد إرسال رسالة إلى السوريين كافة من الذين لم يشهدوا مجازر النظام في ثمانينات القرن الماضي توضح طريقته في التعامل مع أي شخص يحاول تحريك الركود الذي يعيشه البلد، وانعاش ذاكرة الذين أنساهم بنطال الجينز الذي يحرص الرئيس على ارتداءه طبيعة النظام العنفية.

3- على عكس ما يتوقعه النظام انتشرت الإحتجاجات في مناطق متعددة من سورية، واعتقد النظام أن العنف الذي مارسه لم يكن كافيا، فوجد الحل بممارسة المزيد من العنف والإذلال للمحتجين تجلى بأوضح صوره في حادثة البيضا الشهيرة.

4- المظاهرات التي تخرج منذ البداية وحتى اللحظة لم يحمل فيها المتظاهرين أي نوع من أنواع الأسلحة، ومن لديه رأي آخر فليأت ببرهانه إن كان من الصادقين.

5- كل يوم يمر يزداد النظام شراسة ودموية بوجه المتظاهرين بحيث أصبح أسيرا لخياره القمعي وهذا ما تجلى من خلال قمعه الشديد لأي مظاهرة، حتى لو كانت تنضح سلمية، مثل مظاهرة الشعلان، مظاهرة المثقفين . . الخ. وفي الأيام الأخيرة تصاعد العنف الوحشي إلى أقصاه، من خلال استباحة مدينة حماة وإعادة التنكيل بأهلها مرة أخرى وبالمثل حمص وقبلهما جسر الشغور وهو الآن بصدد التحضير لاستباحة دير الزور –تم اجتياح دير الزور-. ومع ذلك لم يثبت للحظة خروج أي مظاهرة مسلحة.

6- لم تبقى مدينة سورية واحدة لم تشهد تظاهرات.

7- السلاح موجود لدى كثير من فئات الشعب السوري.

8- الشعب السوري يجد نفسه وحيدا في مواجهة آلة قمع وحشية وسط صمت عربي ودولي رهيب. من هنا جاءت  تسمية الجمعة الحالية بجمعة الله معنا.

 المزيد …


إضاءات “سورية” 3

بواسطة في يوليو.26, 2011, تحت تصنيف قدحة كبريت

Matchشخص يبني عمارة في دمشق، كان دائم الشكوى من العمال وتثاقلهم في العمل، قال لي: هدول بدن حرية! لك الله وكيلك نحن شعب بده ضرب بالصرامي! نفس الشخص ومن ثلاثة أشهر كان يشكو لي من حرامية الدولة ومعاناته مع البلدية وكل الدوائر المتصلة ببناء عمارته. شخص آخر كنت كلما أساله عن الأوضاع في سورية ينهمر بالشكوى والبكاء على حال البلد السيئ . . بعد الثورة انتسب إلى طائفتي سوري وأختزل حروف الكيبورد والأبجدية إلى القدر الذي يكتب: الله سورية بشار وبس. شخص ثالث كان ينظر إلي نظرة الإشفاق وأنني بعيد عن سورية وعن المكتسبات التي تحققت في سنوات غربتي القصيرة جدا، كان يعاملني كشخص مغرر به، منساق بالدعاية الأمريصهيوبتروكونية التي تروجها قنوات الفتنة، يبكي علي أحيانا، يحاول توسيع آفاق نظرتي أحيانا أخرى . . ويشعر بالرضا عن ذاته وعن صبره على مقاومة تأثير هرومون الوطنية، كان يشعر بالفخار بينه وبين نفسه لأنه يحاول تحويل جرثومة إلى مواطن تام الولاء والوطنية.

سألته مرة اذكر لي مسؤولا واحدا يتمتع بالنزاهة؟ أجاب، بأن جميع المسؤولين فاسدين وخونة لمسؤولياتهم . . وحده الرئيس سدرة النزاهة والإخلاص، وسيحاسبهم جميعا لكن بعد أن يقضي على هؤلاء المخربين !

**********

قصة سيدنا موسى في القرآن الكريم هي أكثر القصص تداولا بين قصص الأنبياء، في القصة يوجد الثلاثي: فرعون (الطغيان السياسي) وهامان (الطغيان الديني) وقارون (الطغيان الإقتصادي)، من هنا يمكن لنا الفهم لماذا هي الأكثر ذكرا . . فلا يوجد ما هو أسوأ من تحالف هؤلاء على المجتمع . . بالنهاية اندحر الثلاثي فجأة وهم بكامل قوتهم . . فهل يتعض الثلاثي السوري: الأسد مخلوف البوطي؟!

لا أظن ذلك، وسيندحرون فجأة من حيث لا يحتسبون.

**********

 المزيد …


منحبك . . على شو ؟!

بواسطة في يوليو.23, 2011, تحت تصنيف قدحة كبريت

منحبكأكثر ما يلفت النظر لدى الموالين، حبهم لسورية من خلال حبهم للرئيس، المحبة من الله ما في شك، لكن في حالة رئيس دولة أو شخصية عامة، يأتي الحب مبنيا على ما قدمه ويقدمه هذا الشخص للشأن العام.

  • فما الذي قدمه الرئيس لسورية ؟

لا شيء . . سوى حزم من الوعود التي لم يصدق بواحد منها.

محاربة الفساد . . رامي مخلوف/فشل

الإصلاح الإداري . . فشل.

الإصلاح الإقتصادي . . إقتصاد السوق الموجه لنهب الشعب والدولة/فشل.

الحريات العامة وحقوق المواطنة . . الربيع يأتي مرة في السنة مثله مثل بقية الفصول، المهم أن الحياة مستمرة في جميع فصول السنة. يختمها بضحكة/فشل.

الإنترنت وقطاع الخدمات . . دخل من باب المعلوماتية إلى باب الرئاسة/فشل.

التعليم والصحة . . ازدهار الدروس الخصوصية حتى لطلبة الإبتدائي، وفاروق الشرع يجري عمليته الجراحية في الجامعة الأمريكية في بيروت وليس في مشفى المواساة أو الباسل/فشل.

الأمن . . لو سلمنا بصحة الرواية الرسمية عن وجود عصابات مسلحة قتلت من الجيش والأمن والشعب أكثر من الذين قتلتهم إسرائيل في كل المعارك التي خاضتها سورية، فهذا يقودنا إلى نتيجة واحدة . . فشل.

السياسة الخارجية* . . موقع سورية الإستراتيجي هو الذي أعادنا إلى الخارطة وليست تكيكاتنا السياسية (الأسد الإبن)/فشل.

بعد سلسلة الفشل المتلاحقة على كافة الصعد . . على شو منحبك!!

 المزيد …


الحرية لسورية ولأنس معراوي

بواسطة في يوليو.10, 2011, تحت تصنيف أخبار وفعاليات

أنس معراويمنذ بداية الثورة أعتقل الآلاف من خيرة شباب سورية، وقبل الثورة اعتقل المئات لأسباب تتراوح ما بين النيل من هيبة الدولة/السلطة ووهن نفسية الأمة، اليوم السلطة لا هيبة لها في نفوس المواطنين بعدما مارست جبروتها وعنفها كله في سفك دمائهم، أما نفسية الأمة فهي بأحسن أحوالها منذ بضعة مئات من السنين.

لم أكتب منذ بداية الثورة عن المعتقلين أو الذين قضوا نحبهم وما بدلوا تبديلا . . لكن الطبيعة الإنسانية تجعلنا دوما نتعاطف ونهتم بالأشخاص الذين نعرفهم، ربما لا أعرف أنس معرفة شخصية، لكنني عرفته في الفضاء الإفتراضي كمدون ومهتم بالتقنية، وهو من الأشخاص الذين لهم الفضل الأكبر في تعريفنا على نظام التشغيل أندرويد، من خلال الموقع الذي أسسه خصيصا لإغناء المحتوى العربي في هذا المجال، مع مجموعة من خيرة الشباب، فضلا عن كونه مدون، بل هو من أوائل المدونين السوريين، وهذا يفرض بطبيعة الحال إحساسا بالمسؤولية إتجاه أحد رفاق هذه الهواية. 

قد لا تكون كتابات أنس ومواقفه العلنية من النظام ومن الثورة هي السبب في اعتقاله، بل قيامه بتصوير المظاهرات، وهو هنا ارتكب من حيث يدري إحدى أكبر وأحدث الجرائم في سورية، استنادا إلى حديث الرئيس من أنه لا يعتب على المتظاهرين وإنما كل العتب على من يصور وينشر.

أنس من أوائل الشباب السوري والعربي المهتم بالمصادر المفتوحة وله أياد بيضاء في الدعوة إلى إستخدام برمجيات وأنطمة التشغيل ذات المصدر المفتوح، وقد تعهد بإيصال أي توزيعة من توزيعات لينوكس لأي شخص في سورية، كما أنه حمّل العديد من البرمجيات الممنوعة من قبل الشركات الأمريكية في سورية على مدونته ليتسنى لكل سوريي الداخل الإستفادة منها. له الفضل أيضا في فك حجب موقع التواصل الإجتماعي Linked – in     في سورية من خلال تواصله مع إدارة الموقع وإثارة الموضوع إعلاميا.

البداهة تعتقل السؤال التالي: كيف يسجن شاب مثل أنس، بل كيف يعتقل أي مواطن دون أية أسباب وجيهة ؟

لا جواب سوى أن النظام يفعل دوما ما يجيده، ومصيتنا سابقا/مصيبته وحده حاضرا أنه لا يجيد سوى الإهانة والسجن والتعذيب والتصفية الجسدية مع رعاياه.

في بلدان تقدر وتحترم أبنائها كان سيحظى أنس بكل الدعم والإهتمام، لكن في البلدان التي لا تجيد سوى الهتاف وتصنيم حكامها لا مكان لأنس وأمثاله إلا على الهامش أو في المعتقل.  لهذا ولأسباب أخرى كثيرة يطلب الشعب اليوم حريته  . . يطلب الحرية لسورية وسيتحرر معها انس وكل الآخرين.

 المزيد …


الألقاب الحسنى

بواسطة في يونيو.30, 2011, تحت تصنيف قدحة كبريت

إنجازات الرئيس

سيادة الرئيس، فخامة الرئيس، جلالة الملك، سمو الأمير، السلطان المعظم، أمير المؤمنين، قائد الثورة، رمز الثورة، باني الأمة، أمل الأمة، صانع أمجاد الأمة، مجسد أحلام الأمة وتطلعات الجماهير، مشروع الثورة والبناء، ابن الشعب البار، القائد الرمز، القائد الضرورة، القائد الملهم، القائد التاريخي، القائد الخالد، القائد الأسطورة، القائد المفدى، القائد المبجل، القائد المؤمن، الأب القائد، الأخ القائد، القائد المنصور، الأمير الوالد، أمير القلوب، حبيب الشعب، بطل الحرب والسلام ، المعلم الأول، المعلم الكبير، زعيم الأمة، راعي الشبيبة والشباب، حامي الحمى، حامي شرف الأمة، العامل على رفعة الأمة وتحقيق كرامتها . . الخ 

ألقاب كثيرة لشخص واحد . . .  ترى لو أحصينا انجازاته هل كانت ستفوق ألقابه ؟؟؟

 المزيد …


إضاءات “سورية” 2

بواسطة في يونيو.22, 2011, تحت تصنيف قدحة كبريت

احتواء الأزمة

يسألني بعض الأصدقاء والمتابعين، لماذا لم تعد تكتب جديدا، فالشهور الخمس المنصرمة معين لا ينضب لآلاف المقالات والأفكار، خصوصا أن نار البوعزيزي وصلت مضاربنا ? . . لم أكتب شيئا لأن روعة اللحظة وإعجازها يجعل من متابعتها غاية بحد ذاتها، لم أكتب لأن زخم الأحداث يحتاج إلى تعليقات مختصرة مكثفة، لم أكتب لأن الذين على الأرض يكتبون التاريخ والمستقبل بدمائهم.   

**********

وعلى سيرة الكتابة . . لم أجد في غالبية المقالات المكتوبة جديدا بشأن الوضع العربي عموما والسوري خصوصا، ببساطة لأن معظم المقالات – رغم الجهد المشكور لكتابها – تناقش البديهيات وتعيد طرح الحقائق والوقائع المعلومة والماثلة بأذهان الشعب كمسلمات كرسها الواقع اليومي المعاش في ظل هذه الانظمة.

هل نحتاج حقا إلى كل هذا المنطق المكثف لنفند ادعاءات النظام ؟ هل نحتاج إلى فيديوهات وصور ومشاهدة بأم العين لنعرف كيف تتعامل السلطة مع الشعب ؟ ألا يكفي المواطن – أي مواطن – تاريخ حياته اليومية ليعرف الحقيقة ؟

إنها معركة رجعية . . ويبدو أن خوضها ضرورة محتمة للأسف!

**********

بعد النذر الأول وقبل الثورة سافرت إلى سورية . . وبجولة صغيرة زرت قرية القرداحة، مر بقربي سيرفيس على زجاجه الخلفي صورة القائد الخالد، والفارس المظلي، والرئيس الدكتور والضابط الماهر وبأعلى الزاوية صورة لفتى صغير “حافظ الثاني” . . الصورة تلخص طبيعة الحكم في سورية لكن صاحب السيرفيس أراد اختصار التأمل لمن يتأمل ويكتب النتيجة: من أسد إلى أسد في سورية الأسد.

**********

في بداية الثورة وقبل أن تصبح ثورة –عذرا أدونيس – جمعني حديث عن الوضع برجلين، أحدهم قال: أخي الشعب بده . . فعاجلته مكملا العبارة: يريد إسقاط النظام. كملدوغ قال: أستغفر الله يا رجل!

**********

 المزيد …


صفحة 1 من 28 ::12345678910...20...الأخيرة

هل تبحث عن شيء ما?

استخدم مربع البحث في الأسفل للبحث في الموقع:

إذا لم تجد ما تبحث عنه الرجاء مراسلة إدارة الموقع للتنبيه!

عداد الزيارات



كبريتات المدونة